عادة ما توصف النساء بأنهن "أكثر رومانسية" باعتبارها سمة أنثوية بامتياز. في المقابل، ينظر إلى الرجال على أنهم أكثر حدة وأقل تعبيرا عن مشاعرهم، وأكثر تحفظا في الحب.

لكن ماذا تقول الدراسات العلمية؟ هل النساء حقا أكثر رومانسية من الرجال؟ أم أن الإجابة قد تكون معاكسة تماما للاعتقاد الشائع؟

الرجال أكثر حبا

تشير أبحاث متعددة إلى أن النساء يملن إلى الاستثمار العاطفي أكثر في العلاقة، ويظهرن حساسية أكبر تجاه ديناميكيات الحب والتواصل.

في المقابل، غالبا ما يتهم الرجال بالتحفظ أو بقلة التعبير عن المشاعر، غير أن بحثا جديدا قلب هذه الصورة النمطية رأسا على عقب، وخلص إلى أن الرجال أكثر رومانسية من النساء بشكل ملحوظ.

كشف البحث -الذي استند إلى تحليل 50 دراسة حول العلاقات بين الجنسين، ونُشر في مجلة العلوم السلوكية والدماغية بعنوان "العلاقات الرومانسية مهمة للرجال أكثر من النساء"- أن الرجال أكثر عرضة للوقوع في الحب، وأكثر رغبة في العثور على شريكة حياة، وأنهم يميلون إلى الاعتراف بحبهم أولا، ويستثمرون عاطفيا في العلاقات بشكل عميق ويكونون أقل عرضة للانفصال، كما أنهم يعانون أكثر من الآثار العاطفية للانفصال مقارنة بالنساء.

رغم المفاجأة التي فجرها البحث للوهلة الأولى، فإن هذا الاكتشاف قديم، إذ إن دراسة كلاسيكية -نشرت عام 1989 في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية- توصلت من قبل للنتيجة ذاتها.

إعلان

وفي تلك الدراسة القديمة، استخدم الباحثون مقياسا للرومانسية يقيس مدى تصديق الناس لأفكار مثل الحب من النظرة الأولى أو وجود شريك واحد حقيقي لكل إنسان. ولاحظ الباحثون أن الرجال، عموما، كانوا أكثر ميلا من النساء إلى تبني فكرة الرومانسية والتمسك بمعتقداتها.

دراسات: الرجال، عموما، كانوا أكثر ميلا من النساء إلى تبني فكرة الرومانسية والتمسك بمعتقداتها (بيكسلز) التفسير العلمي

إحدى التفسيرات التي يقدمها الباحثون، في مجلة العلوم السلوكية والدماغية، لهذه النتائج هي أن المصلحة الذاتية قد تكون السبب الذي يجعل الرجال أكثر رومانسية، إذ يحصل الرجال في العلاقات العاطفية الطويلة الأمد على دعم عاطفي لا يحصلون عليه عادة من الأصدقاء أو العائلة.

في المقابل، تطور النساء علاقات أكثر وأقوى مع الأقارب والأصدقاء، ويعتمدن بشكل قليل جدا على شريكهن في الحصول على الدعم والنصيحة.

يدعم ذلك استطلاع رأي "أميركان بريسبيكتيف" عام 2021، الذي أظهر أن الرجال أقل احتمالا بكثير من النساء لمشاركة مشاعرهم الشخصية مع الأصدقاء، ويُعزى جزء كبير من هذا إلى التربية التقليدية، إذ لا يُشجع الأولاد منذ الصغر على التعبير عن مشاعرهم أو بناء علاقات عاطفية متينة مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، ونتيجة لذلك، يكبر كثير من الرجال وهم يحملون احتياجات عاطفية غير مشبعة.

وأشار الباحثون في البحث المنشور في "مجلة العلوم السلوكية والدماغية" إلى أن الرجال يتوقعون من علاقات الزواج والارتباط فوائد عاطفية ونفسية كبيرة، ولذلك يظهرون حماسة أكبر للارتباط.

ويدعم ذلك مقال على موقع سيكولوجي توداي، أشار إلى أن الرجال المتزوجين يتمتعون بصحة نفسية وجسدية أفضل من العزاب.

دراسة: السلوكيات العاطفية تختلف عن الرومانسية بمعناها البحثي (وكالة الأنباء الألمانية) لماذا "تبدو" النساء أكثر رومانسية؟

رغم أن العلم أثبت منذ عقود أن الرجال أكثر رومانسية من النساء، فإن المجتمع ينظر عادة إلى النساء على أنهن الأكثر رومانسية.

من جهتها، قالت الباحثة الزائرة في قسم علم النفس غوين دولين سيدمان، في جامعة ولاية ميشيغان، إن السبب وراء هذه الصورة النمطية هو أن النساء عادة ما يظهرن ارتباطا أكبر بالعلاقة العاطفية، حيث يسعين للتقارب، ويبدين اهتماما بالحفاظ على العلاقة من خلال التفكير المستمر فيها، وطلب الدعم الاجتماعي، وبذل الجهد فيها، أو بدء نقاشات لتقويتها.

إعلان

لكنها أوضحت -في تقرير نشرته واشنطن بوست- أن هذه السلوكيات، رغم ارتباطها بالعاطفة، تختلف عن الرومانسية بمعناها البحثي، "من الناحية الفنية، ممارسة هذه السلوكيات تختلف عن كونك رومانسيا".

وقالت سيدمان إنه في أبحاث العلاقات، تشير الرومانسية إلى الإيمان والمعتقدات العامة حول الحب، وليس إلى الأفعال التي يتم القيام بها داخل العلاقات العاطفية، مضيفة أن "الإيمان بالحب من النظرة الأولى أو بأن لكل منا حبا حقيقيا واحدا فقط لا يرتبط بمدى الجهد الذي تبذله في علاقتك الفعلية يوما بعد يوم".

لكن أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، بول إيستويك، أشار -في المقال السابق نفسه- إلى أن تلك الفروق لا تعني بالضرورة وجود اختلاف جذري في ما يريده الرجال والنساء من علاقاتهم.

ويرى إيستويك أن الجوانب الجوهرية للسعادة العاطفية مشتركة، قائلا إن ما يسعد الرجال هو نفسه ما يسعد النساء من "وجود من يساندك، ومن تلجأين إليه عند نجاحك، ويساندك في الأوقات الصعبة، ومن يثير حماسك ويضحكك"، مضيفا: "لا يوجد أدنى دليل على اختلاف الرجال والنساء في مدى اهتمامهم بهذه الأمور".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن الرجال من النساء إلى أن

إقرأ أيضاً:

عاجل- الطب الشرعي يحسم الجدل بشأن واقعة وفاة أحمد الدجوي

 من المتوقع أن يُحسم الطب الشرعي في مصر الجدل القائم بشأن واقعة وفاة أحمد الدجوي، وذلك بعد أن أكدت التحقيقات الأولية في مدينة 6 أكتوبر أن الجثمان قد تم تشريحه بالفعل في صباح يوم الاثنين الماضي.

تفاصيل القضية

وتسارعت جهات التحقيق في استكمال تقارير التحقيقات الخاصة بالواقعة، حيث تم استعجال التقارير الفنية المتعلقة بـ:

تقارير الصفة التشريحية للمتوفى.رفع البصمات من مسرح الجريمة.تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث. تعليق شقيق أحمد الدجوي على خبر انتحاره داخل مسكنه بعد حادثة أحمد الدجوي.. خبيرة طب شرعي توضح كيف يُفرّق بين القتل والانتحار

حسب ما أُعلن، سيتمكن تقرير الطب الشرعي من تحديد كيفية وفاة أحمد الدجوي بناءً على الفحص التفصيلي للجثة وتحليل العينات التي تم سحبها، بالإضافة إلى معاينة مسرح الجريمة.

الحسم في تقرير الطب الشرعي

وفور الانتهاء من تشريح الجثمان، تبين أن أحمد الدجوي قد أصيب بطلق ناري واحد اخترق وجهه. 

كما جرى فحص مسرح الجريمة ليتبين إن كان هناك بعثرة للمتعلقات أو ما إذا ترك المتوفى رسالة قبل وفاته، وهي أحد الجوانب الشائعة في حالات الانتحار.

كما أكد التقرير على تطابق المقذوف الذي أصيب به مع الفارغ الذي عثر عليه في المكان، وكذلك تطابقه مع فتحتي الدخول والخروج جراء الإصابة.

أحد الأسئلة التي سيسعى الطب الشرعي للإجابة عنها سيكون هل استخدم أحمد الدجوي يده اليمنى أو اليسرى في إطلاق النار.

تطورات جديدة

وفي سياق متصل، كشفت التحقيقات أن أحمد الدجوي كان أحد أطراف قضية ميراث مع عائلته، حيث تم اتهامه بسرقة مبالغ ضخمة قُدرت بـ 50 مليون جنيه مصري، 3 ملايين دولار، 350 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 15 كجم من المشغولات الذهبية.

الحادث وأسبابه

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان لها أن أحمد الدجوي قام بإطلاق النار على نفسه باستخدام طبنجة مرخصة له، وذلك داخل فيلته في أحد الكمبوندات بمدينة 6 أكتوبر، وأضاف البيان أن المتوفى كان يُعالج من أمراض نفسية وسافر للعلاج في الخارج ثم عاد يوم السبت.

التقرير النهائي من الطب الشرعي سيكون له الدور الحاسم في تحديد الملابسات الدقيقة وراء الحادث، سواء كان انتحارًا أو حادثًا جنائيًا.

مقالات مشابهة

  • وفيات يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو 2025
  • هل يأثم من ترك صيام يوم عرفة؟.. أمين الإفتاء يحسم الجدل
  • هل يأثم من ترك صيام يوم عرفة؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • مفارقة طبية.. كسر قلب الرجال يعرضهم للوفاة أكثر من النساء
  • عاجل- الطب الشرعي يحسم الجدل بشأن واقعة وفاة أحمد الدجوي
  • الطب الشرعى يحسم الجدل بشأن واقعة وفاة أحمد الدجوى
  • الرجال البيض في ورطة.. انقلاب موازين العنصرية ببريطانيا
  • وفيات يوم الاثنين الموافق 26 مايو 2025
  • تقرير يحذر: الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف النساء أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف
  • 26 في المائة مع المغاربة يفكرون في الهجرة وأوروبا الوجهة الأولى والبحث عن العمل الدافع الأكبر