طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
أحمد الهادي
في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.
الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:
يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:
“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.
تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:
كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.
وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.
كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.
وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.
ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.
استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:
لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.
وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.
ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.
جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:
قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.
أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.
استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:
وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.
وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.
عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:
وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.
ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.
إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:
وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.
رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:
وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
جبهةٌ تُلهم العالم:
اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:
“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.
هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: د السید القائد أن العدوان الأمریکی حاملة الطائرات الموقف الیمنی طائرات الشبح على بلدنا أن العدو أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
التحالف الباكستاني الإيراني: أبعاد استراتيجية تزعج العدو الصهيوني وتعيد رسم توازنات المنطقة
يمانيون / تقرير / خاص
في تحول لافت في خارطة التحالفات الإقليمية، برزت باكستان بموقفها المساند لإيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير، مثيرةً تساؤلات واسعة حول أبعاد هذا الاصطفاف وتداعياته المحتملة على موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط. ففي ظل تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، جاء الدعم الباكستاني ليعكس ديناميكيات استراتيجية جديدة تتجاوز البعد الديني أو الأيديولوجي، وتفتح الباب أمام إعادة تموضع جيوسياسي ذي طابع أمني واقتصادي .
لا يمكن قراءة هذا الموقف الباكستاني بمعزل عن السياق الدولي المتشابك، إذ تتقاطع فيه مصالح كبرى لقوى عالمية، وتلعب فيه باكستان دورًا حساسًا بحكم موقعها الجغرافي وعمقها الإسلامي وتأثيرها النووي. ومن هنا، يسلط هذا التقرير الضوء على الخلفيات والدوافع الكامنة وراء هذا الموقف، ويستعرض انعكاساته على العلاقات الإقليمية، خصوصًا مع دول الخليج، وعلى توازن القوى الدولي، في وقت يشهد فيه العالم إعادة تشكيل واضحة للخرائط السياسية والأمنية.
الأبعاد الاستراتيجية
الموقف الباكستاني المساند لإيران لا يقتصر على رد فعل عابر تجاه أزمة آنية، بل يحمل في طياته رسائل استراتيجية تتعلق بتعزيز النفوذ الإقليمي، وتشكيل تكتلات مضادة للهيمنة الغربية والإسرائيلية في المنطقة. فالدولتان، ورغم خلافاتهما التاريخية، تقتربان اليوم من معادلة أمنية تتقاطع فيها مصالح كبرى: حماية الحدود، منع اختراقات إرهابية، ومواجهة الضغوط الخارجية.
من أبرز الدوافع الباكستانية، إدراكها أن الخطر الصهيوني لا يهدد إيران وحدها، بل يمتد ليشملها مباشرة، خاصة بعد التصريحات العلنية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أكد في مقابلة تلفزيونية أن إسرائيل “لن تسمح لإيران أو باكستان بامتلاك سلاح نووي يُهدد وجود إسرائيل في المنطقة”. هذا التصريح اعتبرته إسلام آباد تهديدًا واضحًا وصريحًا بأن باكستان ستكون في مرمى الاستهداف الإسرائيلي، وربما الدولي، بمجرد تحييد إيران.
من هذا المنطلق، ترى باكستان أن التحالف مع إيران يمثل خطوة استباقية في سياق ردع التهديدات الإسرائيلية، وأن تقوية الجبهة الشرقية الإسلامية هو أحد السبل الممكنة لتقليل الضغط الاستراتيجي المفروض عليها. كما يُسهم هذا التقارب في إيصال رسالة مفادها أن أي محاولة لعزل إيران نوويًا أو عسكريًا، ستُقابل بإعادة تموضع إقليمي مضاد قد يشمل تحالفات نووية كامنة، لا سيما أن باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك سلاحًا نوويًا معلنًا.
الانفتاح الباكستاني على إيران يُقرأ أيضًا ضمن محاولة إسلام آباد تقوية أوراقها التفاوضية مع الولايات المتحدة والصين على حد سواء، من خلال لعب دور الوسيط أو “الوازن الإقليمي” القادر على التأثير في أكثر من ملف ساخن، من أفغانستان إلى اليمن.
الأبعاد العسكرية
في الآونة الأخيرة، سجل المراقبون خطوات فعلية لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، شملت زيارات رفيعة المستوى وتفاهمات حول مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود، وتطوير الصناعات الدفاعية المشتركة. وقد أعلنت مصادر عسكرية باكستانية وإيرانية عن نية البلدين إجراء تدريبات مشتركة في مناطق حدودية حساسة، وهو مؤشر واضح على تحول التعاون من الطابع الاستخباراتي إلى التنسيق الميداني.
في هذا السياق، يخشى كيان العدو من أن يؤدي هذا التقارب إلى توسيع نفوذ طهران في محيطها الجغرافي، وربما يفتح الباب لتوفير قنوات إمداد جديدة لفصائل المقاومة المسلحة، خصوصًا في حال توسع هذا المحور ليشمل أطرافًا مثل تركيا أو قطر.
الأبعاد السياسية والدبلوماسية
على الصعيد السياسي، يشكل هذا التقارب تحديًا جديدًا للحسابات الصهيونية في المنطقة. فباكستان، الدولة الإسلامية النووية الوحيدة، طالما تبنت موقفًا رماديًا إزاء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن مواقفها الأخيرة بدأت تتجه نحو تبنٍّ أوضح للمواقف الإيرانية، خصوصًا فيما يتعلق برفض التطبيع، وإدانة العدوان الصهيوني على غزة وسوريا.
من وجهة النظر الصهيونية، فإن هذا التحول الباكستاني يمثل خطرًا استراتيجيًا يتمثل في احتمال تشكل “طوق ضغط إسلامي” حول إسرائيل من أطراف تمتلك أدوات حقيقية في السياسة والأمن. كما تخشى تل أبيب من أن يوفر هذا التنسيق غطاء دبلوماسيًا أو حتى عسكريًا لبرامج طهران النووية أو دعمها لحركات المقاومة.
نظرة العرب ودول الإقليم إلى التقارب الباكستاني مع إيران
يُثير التقارب بين باكستان وإيران ردود فعل متباينة في الأوساط العربية والإقليمية، حيث تنظر العديد من الدول الخليجية بعين الحذر إلى هذا التحالف، نظراً إلى الخلفيات التاريخية المتوترة مع إيران، ولا سيما في ظل مخاوف مزمنة من التوسع الإيراني في المنطقة عبر أذرع عسكرية ومذهبية.
دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، ترى في هذا التقارب تهديدًا محتملاً للتوازن الإقليمي، وقد يُضعف علاقاتها الاستراتيجية مع إسلام آباد، التي لطالما اعتمدت عليها في الإسناد العسكري والسياسي. أما قطر وسلطنة عمان، فتبدو مواقفهما أكثر توازنًا، بالنظر إلى نهجهما الدبلوماسي القائم على الحوار وتخفيف الاستقطاب.
من جانب آخر، تراقب تركيا هذا التقارب بعين الاهتمام، إذ يتقاطع مع طموحاتها في تشكيل محور إقليمي مستقل عن الغرب. كما تبدي الهند قلقًا من هذا التقارب، الذي قد يُخل بتوازنات أمنية حساسة على حدودها الغربية. أما القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، فترى في هذا التحالف مسارًا مقلقًا يُعقّد استراتيجيات احتواء إيران، ويزيد من هشاشة البيئة الإقليمية.
أثار العدوان الإسرائيلي المتكرر على منشآت داخل إيران ردود فعل دولية متباينة، إلا أن الموقف الباكستاني كان لافتًا. حيث صرح وزير الدفاع الباكستاني بأن “الرد على اعتداءات العدو الصهيوني حق مشروع لإيران” وأن باكستان مستعدة للتدخل العسكري ضد إسرائيل ، وبالرغم أن باكستان لا ترتبط بتحالف عسكري رسمي مع إيران، إلا أن الإيحاء بإمكانية تدخل نووي، حتى ولو رادعًا، يعيد تشكيل توازنات القوة في المنطقة. هذا التصعيد المحتمل يمثل نوعًا من الردع الممتد، الذي لم يسبق لباكستان أن مارسته خارج محيطها الجغرافي المباشر. وهذه التصريحات تمثل رسالة إلى كيان العدو بأن استخدام القوة القصوى ضد إيران قد يستجلب رد فعل نووي من قوة إسلامية أخرى وسيؤدي حتماً إلى تعقيد الحسابات العسكرية للعدو الإسرائيلي في أي مواجهة شاملة مع إيران.
خاتمة
الموقف الباكستاني الداعم لإيران في وجه العدوان الإسرائيلي الأخير لا يمكن النظر إليه كتحرك عابر، بل هو نتاج حسابات معقدة تنبع من رغبة باكستانية في استعادة دورها الإقليمي، ومن حاجة إيرانية لشركاء جدد وسط تصاعد الضغوط. ومع استمرار التقارب بين البلدين، سيبقى هذا التحالف أحد أبرز المتغيرات التي من شأنها إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، وربما تغيير شكل الاصطفافات الدولية في صراعات الشرق الأوسط القادمة.