أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتح باب التعدين، في أعماق البحار، وخاصة المياه الدولية، غضب الصين، ووصفت الأمر بالانتهاك للقانون الدولي.

ولجأ ترامب إلى توقيع مرسوم، بالتنقيب خارج مياه الأمم المتحدة، والتي يعد العمل فيها من صلاحية السلطة الدولية لقاع البحر، المختصة بتنظيم أعمال التنقيب في المناطق الخارجة عن سيطرة أي دولة حول العالم.



ما الذي يريده ترامب ؟


يسعى ترامب من وراء قراره، إلى جميع مليار طن من المواد والمعادن النادرة، على مدى عشر سنوات من التنقيب في أعالي البحار وقيعانها، مستغلا عدم عضوية واشنطن في المنطقة والقدرات والإمكانيات التي يملكها، فضلا عن عدم حاجته إلى توقيع اتفاقيات مع أحد، كما يجري مع أوكرانيا.

وتقدر إدارة ترامب أن التعدين في أعماق البحار قد يستحدث 100 ألف وظيفة ويضيف 300 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي ‏للولايات المتحدة على مدى عشر سنوات.



كما تسعى الولايات المتحدة إلى التفوق على الصين، في قطاع التعدين والبحث عن المعادن النادرة، التي تدخل في العديد من الصناعات الدقيقة.

هذا ما سيستخرجه من البحار


يركز ترامب في قراره، على استخرج العقيدات المتعددة المعادن، وهي نوع من الصحى متواجد في قاع البحر، وغنية بالمعاد مثل المنغنيز والنيكل والكوبالت والنحاس ومعادن نادرة أخرى.

تتمتع هذه المعادن، بخصائص مغناطيسية، تمتلك أهمية كبرى في المركبات الكهربائية والألواح الشمسية، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

ما الذي يعنيه حصول أمريكا على هذه المعادن؟


استخراج هذه المعادن من قبل الولايات المتحدة بصورة مباشرة، يعني أنها ستستغني عن الكثير سلاسل الإمداد الاستراتيجية، سواء من الصين أو روسيا أو دول أفريقية تتواجد بها.

كما سيوفر عليها، مصدرا مجانيا بعيدا عن الدخول في نزاعات والحاجة إلى دول من خصومها مثل الصين وروسيا، للحصول على المعادن الهامة، لتصنيع البطاريات الكهربائية الثورة العالمية الجديدة في عالم الصناعات، فضلا عن الألواح الشمسية والأسلحة المتطورة والشرائح الإلكترونية الدقيقة.

غضب صيني


المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوو جياكون قال خلال مؤتمر صحفي، إن موافقة الولايات المتحدة على نشاطات التنقيب عن المعادن واستغلالها، على ما يسمى بالجرف القاري الخارجي، تنتهك القانون الدولي وتضر بمصالح المجتمع الدولي ككل.

ما الذي نعرفه عن "سلطة قاع البحر"؟


السلطة الدولية لقاع البحر، منظمة دولية، أنشئت بموجب اتفاقية الأمم المتحدة، لقانون البحار، لعام 1982، ومقرها كينغستون في جامايكا، وتقوم صلاحياتها على تنظيم كافة شؤون الاستكشاف واستغلال الموارد المعدنية في قاع البحر، والمحيطات خارج حدود الولاية الوطنية لأي دولة أو ما يطلق عليه "المنطقة".

أعضاء المنظمة


تتألف المنظمة من كافة الدول المصدقة على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، لعام 1982، وحتى نيسان/أبريل 2025، يبلغ عددا الأعضاء 168 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

والأعضاء هم كافة الدول العربية، باستثناء سوريا والإمارات، وغالبية دول أمريكا اللاتينية، وغالبية الدول الأفريقية، ودول آسيا الكبرى، وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والسويد، فضلا عن الاتحاد الأوروبي كهيئة، ودول أوقيانونسيا.

أمريكا ليست عضوا في الاتفاقية.. لماذا؟

رغم أن الاتفاقية عرضت على الولايات المتحدة منذ عام 1982، ومررت إلى الكونغرس، لكن جرى رفض التصديق عليها والانضمام لها بشكل رسمي، باعتبارها تقيد السيادة البحرية لأمريكا.

كما ترفض الولايات المتحدة، إخضاع أنشطتها البحرية، مثل التنقيب في أعماق البحارن أو مرور السفن الحربية، لأي نوع من الرقابة أو التنظيم الدولة، خاصة لسلطة قاع البحر.

وعلى غرار سياستها بشكل عام، يؤدي الانضمام للاتفاقية، إلى إلزام أمريكا، بنظام دولي دائم، قد يستخدم في لحظة من اللحظات ضد مصالحها الاقتصادية أو الأمنية، ولذلك تتحلل من هذه الاتفاقية وترفض الانضمام إليها، كذلك تتخوف من أن تجبر على الامتثال لأحكام محكمة قانون البحار الدولية.

كما تنص الاتفاقية على أن موارد قاع البحار، خارج حدود الدول، تعتبر تراثا مشتركا للبشرية، وينبغي تقاسم الفوائد مع الدول النامية، وشكل أشبه بإعادة توزيع دولية للثروة وهو ما يتعارض مع السياسة الاقتصادية لأمريكا ومصالح شركاتها.

توزيع المساحات البحرية


بحسب القانون الدولي للبحار، تتوزع المساحات البحرية للدول، ودرجة السيادة،  وفقا لدرجات سواء بسيادة كاملة، أو كمنطقة اقتصادية  أو الملكية المشتركة.

✅ المياه الإقليمية، تتمتع الدول فيها بسيادة كاملة على مياهها، وتمتد حتى 12 ميلا بحريا، من خط الساحل للدولة، بما فيها سماء المنطقة البحرية.

✅ المنطقة الاقتصادية، فتمتد حتى 200 ميل بحري من خط الساحل للدول، وهي مساحة لا تقع ضمن سيادة الدولة الكاملة، لكن فيها حقوقا اقتصادية، مثل الثروات الطبيعة كالنفط والغاز، والأسماك، والملاحة والمرور الجوي كحق مكفول لكافة الدول.

✅ أعالي البحار، هي المنطقة التي تلي الـ 200 ميل بحري للدول، وهي مناطق لا سيادة فيها لأي دولة، وفيها حرية الملاحة والصيد والبحث العلمي بصورة مشتركة وفقا للقانون الدولي لكافة البشر، وتنظم كافة أعمال استغلال الموارد الطبيعية فيها من خلال السلطة الدولية لقاع البحر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الصين المعادن قاع البحر امريكا الصين معادن قاع البحر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة قاع البحر

إقرأ أيضاً:

الفلك الدولي يحدد أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية

أعلن مركز الفلك الدولي، أن تحري هلال شهر ذو الحجة لعام 1446 هـ سيجري يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو الجاري في أنحاء العالم الإسلامي.

وأوضح المهندس محمد شوكت عودة، مدير المركز، أن رؤية الهلال في ذلك اليوم ممكنة باستخدام التلسكوب من مناطق وسط وغرب آسيا ومعظم أنحاء إفريقيا وأوروبا، كما يُمكن رؤيته بالعين المجردة من أجزاء واسعة من الأميركيتين. وأضاف أن من المتوقع بناءً على ذلك، أن يكون يوم الأربعاء 28 مايو هو غرة شهر ذو الحجة وأن يوافق يوم الجمعة 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك في معظم الدول الإسلامية.

وأشار البيان إلى تفاصيل موقع الهلال في عدد من المدن العربية والعالمية وقت غروب الشمس يوم الثلاثاء 27 مايو؛ حيث يغيب القمر في جاكرتا بعد 9 دقائق من غروب الشمس ويبلغ عمره 9 ساعات ودقيقتين، ما يجعل رؤيته غير ممكنة حتى باستخدام التلسكوب.

أما في أبوظبي فيغيب القمر بعد 38 دقيقة من غروب الشمس ويبلغ عمره 13 ساعة و29 دقيقة ويبتعد عن الشمس 7.7 درجة ما يجعل رؤيته ممكنة باستخدام التلسكوب فقط، وتُسجل مكة المكرمة ظروفًا مشابهة حيث يغيب القمر بعد 39 دقيقة من غروب الشمس ويبلغ عمره 14 ساعة و17 دقيقة ويبتعد عن الشمس 8.1 درجة.

أخبار ذات صلة الوسطاء يتطلعون لهدنة إنسانية مؤقتة لعدة أسابيع شوارع أبوظبي تزدان احتفاءً بعيد الأضحى

وفي مدن مثل عمّان والقدس يغيب القمر بعد 48 دقيقة من غروب الشمس ويصل عمره إلى 14 ساعة و46 دقيقة ويبتعد عن الشمس 8.4 درجة، وفي القاهرة بعد 47 دقيقة وبعمر 14 ساعة و54 دقيقة وبُعد زاوي قدره 8.5 درجة، بينما يغيب الهلال في الرباط بعد 58 دقيقة ويبلغ عمره 17 ساعة ويبتعد عن الشمس 9.9 درجة وفي هذه المدن قد تكون رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة ولكن بصعوبة وتتطلب صفاءً كبيرًا في الغلاف الجوي.

وأوضح مركز الفلك الدولي أن الأرقام المتعلقة بعمر الهلال ومدة مكثه لا تكفي وحدها للجزم بإمكانية رؤيته إذ تتأثر الرؤية بعوامل أخرى مثل البُعد الزاوي عن الشمس والارتفاع عن الأفق وقت الرصد.

وبيّن أن أقل مكث سُجل لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة وأقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة بلغ 15 ساعة و33 دقيقة.

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ما هي خطة صنع في الصين 2025 التي أقلقت أميركا؟
  • الدول النامية تغرق في ديون الصين.. سداد قياسي في 2025
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: يجب منع إسرائيل من الاستمرار في تجاهل القانون الدولي والتصعيد في الأراضي الفلسطينية
  • الدول الأفقر في العالم فريسة لأزمة المناخ وهذه هي خسائرها
  • عاجل- ترامب يفجّر مفاجأة: "أخبار سارة قريبة بشأن إيران وحماس".. ما القصة؟
  • «إكسبو 2025» يرصد «حكايات البحر» بين المملكة واليابان
  • مركز الفلك الدولي: 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية.. عاجل
  • الكونغو الديمقراطية تتطلع لإبرام اتفاق معادن مع أميركا بنهاية يونيو
  • الفلك الدولي يحدد أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية
  • الإيهام بحثا عن التأييد … فيديو تأنيب عضو الكونغرس لوزير الخارجية الأمريكي