نتنياهو يواصل تحريضه ضد إيران وسوريا ويؤكد عزمه مواصلة التصعيد
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
واصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملته التحريضية ضد كل من سوريا وإيران، مؤكدًا أن قوات المعارضة السورية الموالية لتركيا قد تمكنت من "إسقاط نظام الأسد"، مشيرًا في ذات السياق إلى أن إسرائيل "نجحت في تدمير 90% من قدرات الجيش السوري السابق"، وهو تصريح يكشف بوضوح عن حجم التدخل الإسرائيلي السري والمعلن في الأزمة السورية.
وفيما يتعلق بإيران، شدد نتنياهو على أن الكيان الصهيوني تمكن من "تحطيم المحور الإيراني" في المنطقة، إلا أنه أقر بأن أمام إسرائيل "الكثير لإنجازه" لاستكمال أهدافها الاستراتيجية، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية والاستخباراتية ضد الوجود الإيراني وحلفائه في المنطقة.
وحول البرنامج النووي الإيراني، أكد نتنياهو مجددًا أن "إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، معتبرًا أن طهران تمثل "تهديدًا لإسرائيل والعالم الحر" بأكمله، في محاولة لصياغة خطاب عالمي يبرر التحرك العسكري ضد إيران تحت غطاء الدفاع عن الأمن الدولي.
ودعا نتنياهو إلى "القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني"، مشددًا على ضرورة أن يشمل أي اتفاق دولي مع طهران بنودًا تتعلق بالصواريخ الباليستية، وهو مطلب يعكس قلق الاحتلال من تطور القدرات العسكرية الإيرانية على نحو يهدد تفوقه العسكري في المنطقة.
تصريحات نتنياهو تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى إبقاء المنطقة في حالة دائمة من النزاع والفوضى، بما يضمن استمرار الاحتلال وتفوقه الاستراتيجي، على حساب استقرار شعوب المنطقة وحقوقهم المشروعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران سوريا المعارضة السورية تركيا إسرائيل الجيش السوري الأزمة السورية إسقاط نظام الأسد
إقرأ أيضاً:
النووي الإيراني .. والعدوان الإسرائيلي
يحاول الأمريكي والفرنسي والبريطاني والألماني ومن دار في فلكهم التسويق للرواية الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني ذي الطابع السلمي، والاستخدام للأغراض المدنية بمختلف مجالاتها، بأنه يمثل مصدر خطورة على إسرائيل ودول المنطقة والعالم، ومن الضروري القضاء عليه وتدميره من أجل تحقيق الأمن والأمان في المنطقة والعالم، ويرى هؤلاء أن إيران شر مستطير وأن امتلاكها البرنامج النووي سيجعل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار، وغير ذلك من الهرطقات والخزعبلات التي يحاولون خداع الرأي العام العالمي بها، وجعلها ذرائع يبررون من خلالها العدوان الإسرائيلي والأمريكي السافر على إيران، واستهداف أمريكا المباشر للمنشآت النووية الإيرانية الخاضعة لتفتيش ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( فوردو ونطنز وأصفهان) والتي سبقها سلسلة استهدافات إسرائيلية لبقية المنشآت النووية الإيرانية في سياق مخطط شيطاني أسندت مهمة تنفيذه للكيان الصهيوني بدعم وإسناد أمريكي غربي، وتواطؤ أممي ودولي.
كل ذلك وإيران ملتزمة ببرنامج التفتيش والرقابة الدولية، وماضية في مسارها التفاوضي غير المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ ما يعني أن البرنامج النووي الإيراني يعتبر مجرد ذريعة فقط استخدمتها إسرائيل لتبرير عدوانها، بدليل أن إسرائيل أكدت على لسان رئيس حكومتها النتن ياهو أن العدوان على إيران يهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، والثورة الإيرانية، وتمكين أدواتها وعملائها من السلطة لتعود إيران كما كانت في عهد الشاه حديقة خلفية للأمريكان وحاضنة للصهاينة ورأس حربة في معاداة الإسلام والمسلمين.
والعجيب هنا أن الكل يتحدث عن البرنامج النووي الإيراني، ويحجمون عن أي إشارة للبرنامج النووي الإسرائيلي الذي يمثل الخطر الحقيقي على المنطقة برمتها، هذا البرنامج السري غير الخاضع لأي رقابة دولية والمسكوت عنه تماما والذي يقع بأيدي عصابات إجرامية لها في الإجرام والتوحش سجل حافل، ومن غير المنطقي عدم إخضاعه للرقابة والتفتيش، ولا غرابة ما دامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشكل ذراعا استخباراتيا للموساد الإسرائيلي، وما دام اللوبي اليهودي هو المتحكم في اقتصاديات الدول النووية الكبرى، والمسيطر على سلطة القرار داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات والمنظمات التابعة لها.
لا أحد يبدي خوفه وقلقه من البرنامج النووي الإسرائيلي، رغم خطورته البالغة، بما في ذلك الدول المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، الكل مع الرؤية الأمريكية الغربية الإسرائيلية التي ترى فقط في البرنامج النووي الإيراني الخطر والتهديد الكبير للأمن العالمي، لأنه خاص بدولة إسلامية عظمى، فرضت نفسها بقوة في هذا المجال الحيوي الهام، وحققت طفرة في جانب التكنولوجيا والتصنيع الحربي، وتمكنت من الوصول إلى مستويات متقدمة في مختلف المجالات معتمدة على العقول والكوادر والكفاءات الإيرانية، التي سعى الموساد الصهيوني لاستهداف الكثير منهم من خلال سلسلة جرائم الاغتيالات الممنهجة.
لا يريدون نظاما إيرانيا مناهضا لمشروعهم الاستعماري في المنطقة، لا يريدون نظاما يدعم القضية الفلسطينية، ويقف في وجه مشاريع الهيمنة الأمريكوصهيونية التي تستهدف الشرق الأوسط عامة، والمنطقة العربية على وجه الخصوص، يريدون نظاما إيرانيا متجردا من القيم والمبادئ الإسلامية، والروح الثورية الجهادية على الطريقة السعودية والإماراتية، يريدون نظاما إيرانيا مطبعا مع إسرائيل، منفتحا على أمريكا، فاتحا لها الباب على مصراعيه لإقامة قواعدها العسكرية وبسط نفوذها على المنشآت النفطية، والتحكم في سلطة القرار الإيراني.
يريدون هذا النموذج للقيادة الإيرانية الذي سيخدمهم ويعزز من نفوذهم ويوسع من نطاق مصالحهم في المنطقة، النموذج الذي يحاكي ما كان عليه نظام الشاه محمد رضا بهلوي؛ ومن أجل ذلك عملوا على شيطنة إيران، وتأليب الدول العربية عليها، وتخويفهم منها (فوبيا إيران)؛ ليسهل عليهم شفط الثروات الخليجية ونهب خيراتها تحت يافطة الحماية من (البعبع) الإيراني الذي يعد العدة للانقضاض عليهم، وحرف الأنظار عن العدو الصهيوني الذي يمثل الخطر الحقيقي على الأمة.
خلاصة الخلاصة : البرنامج النووي الإيراني صنعته وأوجدته العقول الإيرانية النيرة، والتي تشكل الثروة الحقيقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولن يتأثر هذا المشروع باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، لأن إيران ليست غبية حتى تجعل من برنامجها النووي سهل الاستهداف بهذا الشكل، إيران دولة عظمى، وقيادتها الحكيمة، وشعبها الصامد الوفي، سيُفشلون كل المؤامرات بإذن الله، ولن يحصد الصهاينة والأمريكان سوى الفشل، وستظل إيران صامدة شامخة، ولن يزيدها العدوان الإسرائيلي إلا صمودا وثباتا على مواقفها وسياستها الثابتة والنيرة، وواهم كل الوهم من يحاول تركيعها وإذلالها والنيل من ثوابتها، وسيكتب التاريخ في أنصع صفحاته أن إيران الدولة الإسلامية نجحت بامتياز في الرد على العدوان الإسرائيلي، بالطريقة التي لم يسبقها إليها سابق، وأذاقت الصهاينة من نفس الكأس التي أذاقوها لأطفال ونساء غزة.
والعاقبة للمتقين.