مؤرخ فرنسي: المنظمات الإنسانية قلقة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
كتب أستاذ العلوم السياسية والمؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو أن الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار يوشك أن يحول قطاع غزة إلى "مقبرة جماعية"، في سياق حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير المسبوقة في الشدة والعنف والمدة.
وأشار الكاتب -في عموده بصحيفة لوموند- إلى أن هذه الحرب، رغم تعهد نتنياهو مرارا بتحقيق "نصر شامل" فيها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لم تعزز سوى قبضة الحركة على القطاع، وقضت على أي بديل سياسي أو اجتماعي لها، بل وخنق القصف المتواصل الاحتجاجات الأخيرة المناهضة لها.
وذكر فيليو بالإسرائيليين المحتجزين في غزة، وقال إن 24 منهم فقط ما زال يعتقد أنهم على قيد الحياة في غزة، وهذا يزيد من قلق أحبائهم، وأكد أن إطالة أمد الحرب لا يضمن سوى تماسك الائتلاف اليميني المتطرف، والحفاظ على سلطة نتنياهو، رغم المحاكمات والفضائح العديدة التي استهدفته.
وتابع أستاذ العلوم السياسية أن هذه الحرب التي أصبحت غاية في حد ذاتها لدى نتنياهو، دمرت قطاع غزة بالفعل، بعد قتل أكثر من 51 ألف شخص، مع عدد مماثل من الضحايا غير المباشرين بسبب الجوع والأوبئة، وانعدام الرعاية الصحية، والإرهاق العام للسكان، حيث يعاني حوالي 4 آلاف طفل من سوء تغذية حاد، في وقت يستمر فيه حصار الجيش الإسرائيلي المحكم للقطاع منذ ما يقرب من شهرين.
إعلان مجزرة 23 مارس/آذاروما كانت كارثة إنسانية بهذا الحجم لتتواصل -حسب فيليو- لولا منع وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى قطاع غزة، وقتل نحو 200 صحفي فلسطيني، إضافة إلى قتل 400 من عمال الإغاثة، بينهم 15 عامل إنقاذ فلسطينيا في مدينة رفح، تعرضوا للقصف أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين، وأنكرت إسرائيل في البداية قتلهم، قبل أن تقر بعد شهر بوجود "أخطاء".
وبالفعل قامت مطالبات ملحة بإجراء تحقيقات مستقلة ودولية، ولكن إسرائيل رفضتها باستمرار، وحذرت مجموعة من 12 منظمة غير حكومية دولية من "انهيار تام" للمساعدات الإنسانية، في ظل غياب "ضمانات تمكن فرقنا من أداء عملها بأمان تام"، كما أدانت منظمة أطباء بلا حدود الغارات التي لم تعد تستثنى منها المواقع الإنسانية، وقالت إن "غزة أصبحت مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يهبون لمساعدتهم"، وأضافت "هذا ليس فشلا إنسانيا، بل خيار سياسي وهجوم متعمد على شعب، ينفذ في ظل إفلات تام من العقاب".
وحتى اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفعت صوتها في أعقاب القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضرارا بمبناها الرئيسي في قطاع غزة مرتين، وقالت إنها تدين "بأشد العبارات" أي إجراء يعوق قدرتها على تقديم "المساعدة والحماية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة في بيئة إنسانية متقلصة باستمرار".
وخلص فيليو إلى أن نتنياهو وحكومته يظهران، بمهاجمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استخفافهم لا بالقانون الدولي الإنساني فقط، بل أيضا بحياة مواطنيهم المحتجزين في القطاع الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة: استمرار إسقاط المساعدات جوًا مع تفاقم المجاعة
أكدت المنظمات الإنسانية أن الحصار المستمر والحملة العسكرية جعلا من توزيع المساعدات عملية شديدة الصعوبة، بل شبه مستحيلة في العديد من المناطق، ما ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية. اعلان
تواصل عدة دول أجنبية، إسقاط مساعدات إنسانية جوية على قطاع غزة، وذلك عقب إعلان إسرائيل عن نيتها استعادة السيطرة على مدينة غزة، في خطوة تمثل تصعيدًا جديدًا في الحرب الدائرة منذ نحو 22 شهرًا.
وجاء القرار الإسرائيلي برفض فلسطيني واسع، ودفع باتجاه تزايد الدعوات الدولية لإنهاء الصراع، في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف داخل إسرائيل بشأن مصير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية الجوية والأرضية في قطاع غزة عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وفق تقديرات رسمية، إلى جانب تشريد الغالبية العظمى من السكان، وتدمير مناطق شاسعة من البنية التحتية، ودفع الأوضاع في القطاع نحو حافة المجاعة.
Related تزايد ضحايا الجوع في قطاع غزة.. واجتماع طارئ لمجلس الأمنغزة: جموع جائعة تتزاحم للحصول على وجبات طعام من مطبخ خيري في مخيم النصيراتتقرير: بريطانيا تستعين بشركة أمريكية لتنفيذ طلعات تجسس فوق غزة بحثاً عن رهائنويُقدّر عدد سكان قطاع غزة بنحو مليوني نسمة، ويعتمد معظمهم بشكل كامل على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد فرض في أوائل مارس الماضي حصارًا كاملاً على دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع، قبل أن يبدأ في السماح بعودة بعض الشحنات في شهر مايو، إلا أن المنظمات الإنسانية أكدت أن الكمية الواردة لا تزال دون الحد الأدنى اللازم لتلبية الاحتياجات الأساسية.
كما أشارت تلك المنظمات إلى أن الحصار المستمر والحملة العسكرية جعلا من توزيع المساعدات عملية شديدة الصعوبة، بل شبه مستحيلة في العديد من المناطق، ما ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأظهرت تقارير ميدانية أن العديد من الطرود الغذائية التي تُلقى من الجو سقطت في البحر المتوسط، أو هبطت في مناطق مصنفة من قبل الجيش الإسرائيلي كـ"مناطق حمراء"، والتي طلب من السكان إخلاءها. وفي ظل نقص حاد في الغذاء، يضطر السكان إلى المجازفة بحياتهم للوصول إلى هذه الطرود والبحث عن الدقيق والسلع الأساسية الأخرى.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة