أبوظبي- خاص

كرَّم مركز أبوظبي للغة العربية أمس ست دور نشر عربية عريقة، قضت ما مجموعه 520 عاماً في خدمة صناعة النشر، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة "تكريم رواد صناعة النشر في العالم العربي"، وذلك في حفل أقيم ضمن فعاليات الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز حضور الثقافة العربية، وترسيخ صناعة النشر، وتسويق الكتاب العربي، ودعم انتشاره، وتشجيع القراءة، وتسليط الضوء على دور النشر المكرمة في إثراء المشهد الثقافي العربي، ودورها التاريخي في الحفاظ على حضور المحتوى العربي، والمشاركة في التطور المستمر للمعرض.

وكرّمت المبادرة هذا العام دور النشر العربية التالية: "صادر" – لبنان، التي تأسست في العام 1863، ومؤسسة دار المعارف للطباعة النشر والتوزيع – مصر، التي تأسست في العام 1890. و"الفكر للطباعة والتوزيع والنشر" - سورية، التي تأسست في العام 1957. و"مكتبة دبي للتوزيع" - دولة الإمارات، التي تأسست في العام 1969. و"ذات السلاسل" - الكويت، التي تأسست في العام 1972. و"الشروق للنشر والتوزيع" – الأردن، التي تأسست في العام 1979.

ويأتي هذا التكريم تقديراً لجهود أوائل دور النشر العربية، التي أمضت 50 عاماً أو أكثر في القطاع، ولا تزال مستمرة في النشر، وتثميناً لإسهاماتها المتميزة في صناعة الكتاب العربي وتسويقه وتطويره، ويبرز المعرض تجاربها الملهمة، والمراحل التاريخية التي عاصرتها، والتحديات التي واجهتها خلال مسيرتها، ما يرسخ مكانته واحداً من أكثر معارض الكتب تنوعاً في المنطقة، ويبرز دور إمارة أبوظبي محركاً لنمو صناعة النشر الإقليمية، والتزامها بتعزيز الأعمال العالمية المتعلقة بصناعة الكتاب ، واستدامة قطاع النشر على المدى الطويل.

وقال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "ينسجم التكريم مع إستراتيجية مركز أبوظبي للغة العربية في دعم حراك النشر الذي يعد الركيزة الأساسية للعمل الثقافي، ويهدف إلى الاحتفاء بالتجارب الملهمة، والمبدعة، ومما لا شكّ فيه أن تكريمنا لهذه الصروح يسهم في تعزيز حضورها، ويحفزها على تقديم المزيد من الجهود، والمشاريع التي تخدم إثراء معارف القارئ، وترفد المكتبات العربية بكلّ ما هو جديد ونوعي".

 

وأضاف سعادته:" تم وضع معايير دقيقة لاختيار هذه الدُّور بناء على تاريخها، وسنوات عطائها، وما قدمته من جهود تخدم النهوض بالثقافة العربية، إلى جانب الأخذ في الاعتبار إسهاماتها الواضحة التي أثرت الفكر العربي بالكثير من المنجزات إذ دعمت هذه الصروح خلال رحلتها العديد من الأدباء، والمفكرين، ومهدت أمامهم الطريق نحو الإبداع، وهذا ما يجعلنا على يقين بأن دعم هذه الدور يلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف هذه المبادرة الرامية إلى تعزيز مكانة تلك الدور، وتكريس حضورها ذي الأثر الملموس". 

وأوضح سعادته:" تستكمل هذه المبادرة المسيرة الرائدة للمعرض، وجهوده، وتوجهاته الشاملة للاحتفاء بالمؤسسات الثقافية التي أسهمت في تشكيل الوعي العربي، وتقديم كافة سبل الدعم الممكنة لاستدامة قطاع النشر، وتطوير المحتوى العربي، إذ سيعمل عبر دوراته المقبلة على تقديم المزيد من الدعم لدور النشر، ونأمل في أن تواصل دور النشر عطاءها، وتكون قادرة على نقل رسالتنا الثقافية والحضارية للعالم بأسره".

وحرص المعرض على أن يكون التكريم إضاءة شاملة على تاريخ كل دار نشر، من خلال جلسات حوارية، واستضافات "بودكاست" مع إدارات دور النشر المعنية لاستعراض تجاربها الملهمة، والحديث عن التحديات التي واجهتها وأهم ما قدمته في المجال، وأوائل مطبوعاتها، إلى جانب تقديم سرد متكامل يتناول مسيرتها في صناعة الوعي العربي، وتعزيز حضور الثقافة العربية.

واعتمد المعرض على آليات محددة في اختيار دور النشر المكرمة، تستند إلى تاريخ الدار ونشاطها في مجال النشر، والمحتوى الثقافي والأدب الهادف، الذي يؤسس لفكر واع ومتزن، وقدرتها على الاستمرارية والتكيف مع التغيرات التي طرأت على القطاع، وعدد الإصدارات الجديدة، واحترام الدار لحقوق النشر والتأليف، وعدم وجود أي مخالفات أو تعديات في مشاركاتها السابقة في المعرض، وأي مما يخالف قوانين دولة الإمارات وتوجهاتها، إضافة إلى معايير المحافظة على التوزع الجغرافي للعارضين، بحيث تضمن مشاركة أكبر عدد ممكن من الدول.

ويسعى مركز أبوظبي للغة العربية عبر مبادراته المبتكرة، لإحياء الموروث الثقافي العربي، واستدامة صناعة النشر، وتكريم روادها ليبقى اسمها شاهدًا على إرثٍ ثقافي ممتد، ومسيرة حافلة بالعطاء، تؤكد أن الكتاب العربي لا يزال حاضراً بقوة، وقادراً على المنافسة على الرغم من تحديات العصر الرقمي، لما تتميز به اللغة العربية من مرونة وقدرة على الإبداع والتكيف.

وسيعمل المعرض في دوراته اللاحقة إلى مواصلة تكريمه للمبدعين في النشر والمعرفة ليحتفي في دورة العام 2026 بالمترجمين وفي العام الذي يليه بالمحرر الأدبي، وليخصص العام 2028 للاحتفاء بمصممي الأغلفة، وأما العام 2029 فسيخصص لتكرم المطابع المتميزة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“دي بي ورلد” تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر في العراق

 

 

 

أطلقت مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد” خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد في دبي، وميناء أم قصر في جمهورية العراق، عبر خط عبور مباشر يستغرق 36 ساعة فقط، في خطوة توفر بديلاً أسرع من الشحن البري، مع إمكانية استيعاب ما يصل إلى 145 عربة مقطورة مرافقة في كل رحلة.

تمّ إطلاق الخدمة في ميناء راشد مع الاستقبال الرسمي لسفينة الدحرجة “دي بي ورلد إكسبريس”، التي ستتولى تشغيل الخط الجديد، بعد خضوعها خلال الفترة الماضية لبرنامج تحديث شامل في شركة “الأحواض الجافة العالمية”، ويتوقع أن تبدأ عملياتها التشغيلية في ديسمبر الجاري.

وحضر مراسم الإطلاق سعادة الدكتور مظفر مصطفى الجبوري، سفير جمهورية العراق لدى دولة الإمارات، والدكتور عماد علي العزاوي، القنصل العام بالإنابة لجمهورية العراق، وسعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، والدكتور عبدالله بوسند، المدير العام لجمارك دبي، وعبد الله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ”دي بي ورلد” دول مجلس التعاون الخليجي، والعميد نبيل محمد القرقاوي، نائب مساعد المدير العام لشؤون المنافذ البحرية والبرية، الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب – دبي، وشهاب الجسمي، رئيس الشؤون التجارية للموانئ والمحطات في “دي بي ورلد” دول مجلس التعاون الخليجي،

ستقوم السفينة بنقل العربات المقطورة الكاملة غير المعبّأة في حاويات، مع سفر السائقين على متنها، لتوفر حلًا مباشرًا ومتكاملاً وآمنًا لنقل البضائع إلى باب المتعامل بين دولة الإمارات والعراق، وتسهل العبور إلى الدول المجاورة، بما يُعزز موثوقية الخدمات ويحدّ من التعقيدات المرتبطة بالعبور الحدودي.

وقال سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، إن خدمتنا الجديدة بين دبي والعراق ستُسهم في إنشاء جسر بحري أسرع وأكثر كفاءة يربط البلدين، بما يعزّز انسيابية حركة التجارة عبر منطقة الشرق الأوسط، ويوفر هذا المسار للمتعاملين خياراً موثوقاً وقابلاً للتنبؤ، يساهم في تقليل الوقت والتكلفة والتعقيدات التشغيلية، ويدعم في الوقت ذاته فرص النمو الاقتصادي المستدام على جانبي الممر التجاري.

ويعكس إطلاق الخدمة الجديدة تزايد الطلب من المتعاملين على حركة أسرع وتخضع لقدر أكبر من الرقابة والتحكّم للعربات المقطورة المرافقة، مع تقليل متطلبات المناولة وتبسيط عمليات التخطيط في القطاعات التجارية الرئيسية.

كما يُعزّز الخط الجديد إمكانية الوصول إلى المراكز التجارية الرئيسية داخل العراق، ويدعم الربط الأوسع مع الأردن وسوريا عبر المسارات البرية القائمة، بما يسهم في تنشيط حركة التجارة الإقليمية. وفي رحلة العودة، ستتولى سفينة “دي بي ورلد إكسبريس” نقل البضائع المخصّصة للتصدير من العراق إلى دولة الإمارات، بما يدعم التجارة الثنائية ويرفع كفاءة سلاسل التوريد في المنطقة.

وقال عبد الله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ”دي بي ورلد” دول مجلس التعاون الخليجي، إن التحوّل نحو نقل العربات المقطورة المرافقة يُمثل استجابة واضحة لاحتياجات السوق والمتعاملين لحلول أسرع وأكثر موثوقية عبر الحدود. ومن خلال توفير حل بحري مباشر من ميناء راشد، نمكّن الشركات من التخطيط بثقة، والاستجابة بسرعة لاحتياجات السوق، وتبسيط حركة البضائع عبر المنطقة.

تعزز الخدمة الجديدة منظومة الخدمات اللوجستية المتكاملة التي تقدمها “دي بي ورلد”، وتوسّع خيارات الربط البحري المباشر للبضائع غير المعبّأة في حاويات، كما تسهم في تعزيز الاستدامة من خلال خفض الانبعاثات الكربونية مقارنةً بخيارات النقل والشحن الأخرى.وام


مقالات مشابهة

  • يدني سويني تكشف تفاصيل عن موجات الكراهية التي طالتها على السوشيال ميديا
  • “دي بي ورلد” تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر في العراق
  • تكريم 50 طالباً من خريجي كلية ستيرن للأعمال في نيويورك أبوظبي
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • «دي بي ورلد» تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • أيمن عاشور: إطلاق أول مسابقة مصرية للسيارات الكهربائية العام المقبل
  • «أبوظبي للغة العربية» يكرّم المشاركين في «قلم للكتابة الإبداعية»
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟