كيف سيؤثر انفجار ميناء رجائي على الممرات الإقليمية؟
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز — متابعة
نظرًا لأهمية هذا الميناء الاستراتيجية في التجارة البحرية لإيران والمنطقة، فإن انفجار بندر شهيد رجائي كان له تداعيات واسعة في عدة مجالات.
تأثير انفجار بندر شهيد رجائي على ممر الشمال-الجنوب
ممر الشمال-الجنوب هو طريق ترانزيت دولي يبدأ من الموانئ الجنوبية لإيران (مثل شهيد رجائي وتشابهار) ويتصل عبر الطرق والسكك الحديدية والبحر بروسيا وآسيا الوسطى وأوروبا.
تم تصميم هذا الممر لتقليل وقت وتكاليف النقل بين الهند وإيران وروسيا وأوروبا، ويعتبر ميناء شهيد رجائي، بسبب طاقته العالية وموقعه الاستراتيجي في الخليج، أحد الحلقات الرئيسية فيه.
ويتسبب التوقف في نشاط هذا الميناء في تأخير نقل البضائع من الهند إلى روسيا وأوروبا، مما سيؤدي إلى زيادة تكاليف النقل وتقليل الثقة في هذا الممر.
كما أن الاضطراب في ميناء شهيد رجائي قد يتيح للمنافسين في ممر الشمال-الجنوب فرصة جذب جزء أكبر من سوق الترانزيت العالمي. إذا لم تتمكن إيران من إعادة بناء البنية التحتية للميناء بسرعة، قد يؤدي ذلك إلى تقليل الاستثمارات الأجنبية في هذا الممر.
قيمة موانئ الفاو وشهيد رجائي في الترانزيت
يقوم ميناء شهيد رجائي، الذي يملك قدرة سنوية تصل إلى 88 مليون طن من البضائع، بـ85% من العمليات الحاوياتية لإيران، وبسبب قربه من مضيق هرمز واتصاله بممر الشمال-الجنوب، فهو يتميز بدور محوري في الترانزيت الإقليمي. يملك هذا الميناء أكبر محطات الحاويات في إيران بمساحة 4800 هكتار. لكن الانفجار الأخير أدى إلى تدمير البنية التحتية وتوقف العمليات، مما يقلل من قيمة الميناء في الترانزيت على المدى القصير، حيث يمكن أن تتأثر ثقة شركات الشحن الدولية في استقرار هذا الميناء.
ميناء الفاو في العراق، الذي يتمتع بقدرة تصميمية تصل إلى 99 مليون طن سنويًا، يُعتبر من أكبر موانئ الخليج ويجري تطويره بشكل مستمر. هذا الميناء هو جزء من “ممر الطريق التنموي” في العراق الذي يربط الخليج عبر العراق بتركيا وأوروبا. موقعه الجغرافي يجعله منافسًا قويًا للموانئ الإيرانية. يمكن أن يتيح الاضطراب في ميناء شهيد رجائي لميناء الفاو فرصة جذب جزء من حركة الترانزيت الإقليمية. العراق، من خلال الاستثمارات الأجنبية (مثل شركة دوو الكورية)، يسرع تطوير ميناء الفاو، ويمكن لهذا الميناء أن يكون بديلاً لخطوط الشحن التي قد تكون خائبة الأمل من إيران.
يتمتع ميناء شهيد رجائي حاليًا ببنية تحتية متقدمة مقارنة بميناء الفاو، لكن الانفجار الأخير قد يضعف هذه الميزة.
تأثير الانفجار على مكانة ميناء كراتشي في ممر “تابي”
ممر “تابي” (تركمانستان – أفغانستان – باكستان – الهند) هو مشروع أنبوب غاز ينقل الغاز من تركمانستان عبر أفغانستان وباكستان إلى الهند. ميناء كراتشي، باعتباره أحد الموانئ الرئيسية في باكستان، يلعب دورًا مهمًا في دعم هذا المشروع، ولكنه ليس جزءًا مباشرًا من مسار الأنبوب.
إن الاضطراب في ميناء شهيد رجائي قد يوجه جزءًا من حركة البضائع الترانزيتية (خصوصًا البضائع المتعلقة بمشاريع الطاقة) نحو ميناء كراتشي. نظرًا لسعته الكبيرة وارتباطه بشبكات السكك الحديدية والطرق في باكستان، فإن ميناء كراتشي يمكن أن يكون بديلاً لحركة البضائع المتعلقة بمشروع “تابي”.
ويتنافس ميناء كراتشي مع موانئ إيران (مثل تشابهار وشهيد رجائي) من أجل جذب حركة الترانزيت الإقليمي. قد يتيح الانفجار في شهيد رجائي لميناء كراتشي فرصة لتعزيز مكانته كمركز لوجستي في جنوب آسيا، خصوصًا للمشاريع مثل “تابي” التي تحتاج إلى دعم لوجستي.
مشروع “تابي” هو في الأساس مشروع أنبوب أرضي، وبالتالي ليس لميناء كراتشي دور محوري فيه (مثل توفير المعدات). لذلك، لن يكون للانفجار في شهيد رجائي تأثير مباشر على تقدم مشروع “تابي”، ولكن قد يساهم تعزيز دور كراتشي غير المباشر في تحسين موقع باكستان في هذا المشروع.
إن انفجار ميناء شهيد رجائي قد يساعد باكستان في جذب استثمارات إضافية لمشروع “تابي” من خلال الترويج لميناء كراتشي كبديل أكثر استقرارًا. ومع ذلك، تظل المشكلات الأمنية في أفغانستان والتوترات السياسية بين الهند وباكستان العقبات الرئيسية أمام تقدم “تابي”، مما يجعل تأثير الانفجار في هذا السياق محدودًا.
إذا لم تتمكن إيران من استئناف نشاط ميناء شهيد رجائي بسرعة، فقد يصبح ميناء كراتشي وجهة لشركات الشحن الدولية التي تبحث عن مسارات بديلة.
وحدث انفجار ميناء شهيد رجائي في وقت تواجه فيه إيران ضغوطًا بسبب العقوبات والمنافسة الإقليمية. هذا الحادث قد يؤدي إلى تقليص النفوذ الإيراني في الممرات الترانزيتية ويضعف دورها كمركز لوجستي إقليمي.
ومع ذلك، يمكن لإيران أن تعوض بعض الخسائر الجيواقتصادية من خلال تسريع إعادة بناء الميناء وتعزيز موانئ أخرى مثل ميناء تشابهار. التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين مثل الصين والهند للاستثمار في إعادة البناء قد يساعد في الحفاظ على مكانة إيران.
على المدى الطويل، إذا لم تتمكن إيران من ضمان استقرار وأمن موانئها، قد يتم تهميشها، وتصبح موانئ منافسة مثل الفاو أو جبل علي بديلاً لها.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار میناء شهید رجائی میناء کراتشی میناء الفاو هذا المیناء فی هذا
إقرأ أيضاً:
«دي بي ورلد» تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر
دبي (الاتحاد)
أطلقت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد» خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد في دبي، وميناء أم قصر في جمهورية العراق، عبر خط عبور مباشر يستغرق 36 ساعة فقط، في خطوة توفّر بديلاً أسرع من الشحن البري، مع إمكانية استيعاب ما يصل إلى 145 عربة مقطورة مرافقة في كل رحلة.
تمّ إطلاق الخدمة في ميناء راشد مع الاستقبال الرسمي لسفينة الدحرجة «دي بي ورلد إكسبريس»، التي ستتولى تشغيل الخط الجديد، بعد خضوعها خلال الفترة الماضية لبرنامج تحديث شامل في شركة «الأحواض الجافة العالمية»، ويتوقع أن تبدأ عملياتها التشغيلية في ديسمبر الجاري.
وحضر مراسم الإطلاق الدكتور مظفر مصطفى الجبوري، سفير جمهورية العراق لدى دولة الإمارات، والدكتور عماد علي العزاوي، القنصل العام بالإنابة لجمهورية العراق، وسلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، والدكتور عبدالله بوسند، المدير العام لجمارك دبي، وعبد الله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«دي بي ورلد» دول مجلس التعاون الخليجي، والعميد نبيل محمد القرقاوي، نائب مساعد المدير العام لشؤون المنافذ البحرية والبرية، الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب - دبي، وشهاب الجسمي، رئيس الشؤون التجارية للموانئ والمحطات في «دي بي ورلد» دول مجلس التعاون الخليجي.
ستقوم السفينة بنقل العربات المقطورة الكاملة غير المعبّأة في حاويات، مع سفر السائقين على متنها، لتوفر حلاً مباشراً ومتكاملاً وآمناً لنقل البضائع إلى باب المتعامل بين دولة الإمارات والعراق، وتسهل العبور إلى الدول المجاورة، بما يُعزز موثوقية الخدمات ويحدّ من التعقيدات المرتبطة بالعبور الحدودي.
وقال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، إن خدمتنا الجديدة بين دبي والعراق ستُسهم في إنشاء جسر بحري أسرع وأكثر كفاءة يربط البلدين، بما يعزّز انسيابية حركة التجارة عبر منطقة الشرق الأوسط، ويوفّر هذا المسار للمتعاملين خياراً موثوقاً وقابلاً للتنبؤ، يساهم في تقليل الوقت والتكلفة والتعقيدات التشغيلية، ويدعم في الوقت ذاته فرص النمو الاقتصادي المستدام على جانبي الممر التجاري.
ويعكس إطلاق الخدمة الجديدة تزايد الطلب من المتعاملين على حركة أسرع وتخضع لقدر أكبر من الرقابة والتحكّم للعربات المقطورة المرافقة، مع تقليل متطلبات المناولة وتبسيط عمليات التخطيط في القطاعات التجارية الرئيسية.
كما يُعزّز الخط الجديد إمكانية الوصول إلى المراكز التجارية الرئيسية داخل العراق، ويدعم الربط الأوسع مع الأردن وسوريا عبر المسارات البرية القائمة، بما يسهم في تنشيط حركة التجارة الإقليمية. وفي رحلة العودة، ستتولى سفينة «دي بي ورلد إكسبريس» نقل البضائع المخصّصة للتصدير من العراق إلى دولة الإمارات، بما يدعم التجارة الثنائية ويرفع كفاءة سلاسل التوريد في المنطقة.
وقال عبد الله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«دي بي ورلد» دول مجلس التعاون الخليجي، إن التحوّل نحو نقل العربات المقطورة المرافقة يُمثل استجابة واضحة لاحتياجات السوق والمتعاملين لحلول أسرع وأكثر موثوقية عبر الحدود. ومن خلال توفير حل بحري مباشر من ميناء راشد، نمكّن الشركات من التخطيط بثقة، والاستجابة بسرعة لاحتياجات السوق، وتبسيط حركة البضائع عبر المنطقة.
تعزز الخدمة الجديدة منظومة الخدمات اللوجستية المتكاملة التي تقدمها «دي بي ورلد»، وتوسّع خيارات الربط البحري المباشر للبضائع غير المعبّأة في حاويات، كما تسهم في تعزيز الاستدامة من خلال خفض الانبعاثات الكربونية مقارنةً بخيارات النقل والشحن الأخرى.