د. عبدالله الغذامي يكتب: متعة الشعر وشقاء الناقد
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
حين تمر بك أبيات يهمس لك بها ذو الرمة:
(عشية مالي حيلة ٌ غير أنني
بلقط الحصى والخطِّ في التُربِ مولعُ
أخطُّ وأمحو الخطَّ ثم أعيدُه
بكفيَ والغربان في الدار وُقَّعُ)
وسيحضر عندك بيت الأخطل الصغير:
(يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً
كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا)
هنا سيجرك الناقد فيك للنظر بمثال من أمثلة تداخل النصوص (التناص)، وستغرق في نظرية نقدية ستطرب لها، لأنها تمتثل لسلطتك العقلية، لكنك تدرك أن في داخلك منزعاً ينازعك ويحرك حسك القديم المتجدد، لكي تطرب للشعر وتنساب نفسك مع جماليات القصيد، وتغرق في الدهشة.
هذه لحظة من لحظات شقاء الناقد حين يطيع عقله بشرط قتل ذوقه، ويحرم نفسه من طبق شهي بين يديه، مع أن عذابات الناقد تتنوع لأنه يتبدى في عيون الناس، وكأنه عدوٌّ للجمال وعدوٌ للمتعة بمثل ما هو معرَّض لألسنة الشعراء كما ذكر المتنبي (وعداوة الشعراء بئس المقتنى)، ولو علم الشعراء أن الناقد يلعن نفسه قبل أن يلعنوه ويعذب نفسه قبل أن يصبوا عليه نيران غضبهم، لو علموا ذلك لوقفوا طوابيرَ عند بابه لشكره على تحمل الوجع من أجل قصائدهم، ولكن أنى لهم ذاك، وأنى له أن يتوب، وكل من الطرفين شقيٌّ بمهنته وشقيٌّ بوجع النص، وإن ظهر الأمر وكأنه متعةٌ.
وختام القول مع شطر بيت لإبراهيم ناجي حيث يقول: (أين يمضي هارب من دمه)!!
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي
إقرأ أيضاً:
اقتراح أميركي يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم.. ولكن!
يشترط المشروع رفع العقوبات فقط بعد إثبات التزام إيراني حقيقي يُرضي واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. اعلان
أفاد موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين مطّلعين، أن الولايات المتحدة قدمت مقترحاً لإيران يتيح لها تخصيب اليورانيوم على أراضيها بمستوى منخفض ولفترة زمنية محددة يتم التوافق عليها لاحقاً، ضمن مسار تفاوضي محتمل لإحياء الاتفاق النووي.
ويتضمّن المقترح منع طهران من بناء منشآت تخصيب جديدة، وتفكيك البنية التحتية الحيوية لمعالجة اليورانيوم، ووقف تطوير أجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى إنشاء اتحاد إقليمي للتخصيب، مع تحديد نسبة التخصيب بـ3% وتعطيل المنشآت تحت الأرض وتقييد أنشطة التخصيب فوقها. ويشترط المشروع رفع العقوبات فقط بعد إثبات التزام إيراني حقيقي يُرضي واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي سياق متصل، ذكر موقع "يسرائيل هيوم" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا اليوم المفاوضات النووية الجارية مع إيران. ويأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقب صدور تقرير سري اتهم طهران بعدم التعاون الكافي بشأن آثار يورانيوم في مواقع نووية غير معلنة.
وكشف التقرير، الذي أُعدّ بطلب من مجلس محافظي الوكالة، عن أن إيران نفذت أنشطة نووية غير معلنة في ثلاثة مواقع قيد التحقيق، إضافة إلى مواقع محتملة أخرى، في إطار ما وصفه التقرير بـ"برنامج نووي منظم غير معلن" استمر حتى مطلع الألفية الحالية. كما أشار إلى أن طهران زادت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% ليبلغ مخزونها منه نحو 409 كيلوغرامات، وهي كمية كافية لإنتاج سلاح نووي إذا ما تم تخصيبها بنسبة 90%.
وقدّر التقرير إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بكافة درجاته بـ9247.6 كيلوغراماً، أي ما يتجاوز بنحو 45 مرة الحد المسموح به بموجب اتفاق 2015 النووي. وردّت إيران على التقرير باتهام الوكالة الدولية بالخضوع لضغوط سياسية وترويج "مزاعم قديمة" مصدرها إسرائيل، مؤكدة في بيان مشترك صادر عن وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن أنشطتها النووية تجري تحت إشراف الوكالة وفي إطار اتفاق الضمانات.
وفي المقابل، دعا نتنياهو المجتمع الدولي إلى التحرك "الفوري" لوقف البرنامج النووي الإيراني، واصفاً التخصيب الحالي بأنه لا يُبرّر بأي استخدام مدني، ومؤكداً أن إيران تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وهو ما يعززه – بحسب قوله – تقرير الوكالة الأخير.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة