كاتس يتوعد «الحوثيين»: سنرد بسبعة أضعاف بعد ضربة مطار بن غوريون
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
في تصعيد ينذر بتوسع رقعة المواجهة الإقليمية، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، جماعة “الحوثي” برد قاسٍ وصفه بـ”السباعي”، بعد سقوط صاروخ أُطلق من اليمن قرب مطار بن غوريون في تل أبيب، ما أسفر عن إصابات وأضرار كبيرة.
وأعلن كاتس أن “من يضربنا، سنضربه سبعة أضعاف”، في أول تعليق رسمي عقب الحادثة التي أثارت ذعراً واسعاً في الداخل الإسرائيلي، ووصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها خرق غير مسبوق للدفاعات الجوية.
وأقر الجيش الإسرائيلي بسقوط الصاروخ اليمني الذي تجاوز أربع طبقات دفاعية، منها منظومتَي “حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأمريكية، ما أدى إلى دوي انفجارات عنيفة داخل محيط المطار الدولي.
وبحسب القناة 12، فإن الرأس الحربي للصاروخ كان كبيراً إلى حدّ أحدث موجة انفجارات هائلة في الموقع، وسط تقارير عن إصابات وتفعيل لتعليمات الطوارئ من الجبهة الداخلية.
ويأتي تصريح كاتس بعد نحو ثلاثة أشهر ونصف من آخر غارة إسرائيلية على الأراضي اليمنية، والتي توقفت حينها بطلب أمريكي، مع تواجد قوات أمريكية في المنطقة.
نتنياهو يدعو لاجتماع أمني عاجل عقب استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إلى عقد اجتماع أمني عاجل في أعقاب استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ أُطلق من اليمن، وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر تم تأجيله من السادسة إلى السابعة مساءً.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أقر في وقت سابق اليوم بسقوط صاروخ باليستي في محيط المطار، ما أسفر عن عدد من الإصابات، وأدى إلى تفعيل تعليمات الطوارئ من قبل الجبهة الداخلية.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الرأس الحربي للصاروخ كان كبيراً للغاية، وتسبب في موجة انفجارات هائلة، موضحة أن الصاروخ تجاوز أربع طبقات من أنظمة الدفاع الجوي، من بينها منظومتَا “حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأمريكية، دون أن يتم اعتراضه.
من جهتها، أعلنت جماعة “أنصار الله” الحوثية في بيان رسمي تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، مؤكدة أنه أصاب هدفه بدقة، وأن الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية فشلت في التصدي له.
آخر تحديث: 4 مايو 2025 - 15:58المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اليمن وأمريكا اليمن وإسرائيل جماعة أنصار الله الحوثيين مطار بن غوریون
إقرأ أيضاً:
ضربة “بن غوريون” رسالة للمجرم ترامب
محمد الجوهري
قبل أسابيع قليلة من زيارة المجرم دونالد ترامب لفلسطين المحتلة، والتي تهدف إلى تجديد دعمه للكيان الصهيوني الغاصب، جاءت الضربة اليمنية التاريخية والفارقة لمطار “اللد” المحتل، المعروف باسم مطار بن غوريون، لتوجه رسائل متعددة، أولها أن وجود ترامب في البيت الأبيض، بكل ما يمثله من دعم مطلق للكيان، لن يشكل مظلة أمان له بل قد يكون سبباً في جرّ المزيد من الضربات نحو عمقه الاستراتيجي.
الضربة ليست فقط فعلًا عسكريًا عابرًا، بل هي إعلان واضح بأن زيارة ترامب المرتقبة قد تكون شرارة لتصعيد أكبر، وتحفيزاً للمزيد من الضربات التي ستعمق الوجع الإسرائيلي، لا سيما من الجبهة اليمنية التي أثبتت قدرتها على تجاوز الحصار وتحدي كل الخطوط الحمراء.
ولا شك أن تاريخ الرابع من مايو 2025م سيُسجّل بوصفه محطة فارقة في تاريخ الكيان، تفوق في رمزيتها حتى زيارة ترامب نفسها. لقد حملت الضربة بُعدًا استراتيجيًا كبيرًا، فهي لا تشير فقط إلى التقدم التقني في قدرة اليمنيين على الوصول إلى عمق الأراضي المحتلة، بل تؤكد كذلك على أن معادلة الردع قد تبدلت جذريًا، وأصبح الكيان مهددًا من جهات لم تكن في حسبانه قبل أعوام قليلة فقط.
وهذه الضربة تؤشر إلى بداية مرحلة جديدة من الصراع، مرحلة قد يجد فيها الكيان نفسه في مواجهة مباشرة مع مجاهدي فلسطين واليمن، بعد أن بدا واضحًا أن الجهود لتحييد الإسناد الأمريكي قد نجحت بدرجة كبيرة. لقد بدأت هذه النجاحات من البحر الأحمر، حيث أُغلقت الممرات أمام السفن المتجهة إلى الكيان، وانتهت الآن إلى مطار بن غوريون، بوابته الأولى نحو العالم.
ولعل المثال الأبرز على نجاح هذا التحول هو ما شهده البحر الأحمر من عمليات دقيقة أربكت الملاحة، ودفعت شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها، ما شكل ضغطًا اقتصاديًا متصاعدًا على الكيان وعلى داعميه.
وفي حال تكررت هذه “المعجزة”، وتحولت إلى نمط يومي روتيني، فإننا نكون أمام مأساة صهيونية شاملة، يكون المغتصبون فيها محاصرين داخل دائرة مغلقة، وقد غدوا وجهاً لوجه مع الموت الذي طالما سعوا لتصديره، فإذا به يعود إليهم مضاعفًا. عندها فقط سنشاهد الكوارث التي أنزلها المحتل على أهلنا في غزة وهي ترتد عليه، كحقٍ وعد الله به المظلومين، وسنةٍ لا تتبدل في المجرمين مهما طال الزمن.
إن قوة الكيان الصهيوني لم تكن يوماً مستندة إلى ذاته، بل كانت تستند إلى الإسناد الأمريكي المباشر: سياسيًا، عسكريًا، واقتصاديًا. ومع تراجع هذا الدعم وتحييده عن المنطقة، بات زوال الكيان مسألة وقت ليس إلا. هيبته كانت من هيبة الغرب، وقوة ردعه كانت انعكاسًا لمظلة الحماية الأمريكية، لكن المارد اليمني كسر تلك المظلة، وأسقط الوهم الذي سوّقه الإعلام الغربي لعقود.
ولم يتبق من الهيمنة الغربية إلا صدى يتردد في وسائل الإعلام، فيما الواقع الميداني يكتبه رجال الأنصار بدمائهم وتضحياتهم، كما كتبوه من قبل في الداخل والخارج، وها هم اليوم يكتبونه في “اللد” المحتلة. هؤلاء الرجال لم يُخرسوا فقط أدوات واشنطن المحليين والإقليميين، بل زرعوا الرعب في قلب آلة البطش الصهيونية، وجعلوا من كل مطار وقاعدة لها هدفًا مشروعًا في أي لحظة.