4 مايو، 2025

بغداد/المسلة:يعكس قرار أوبك بلس زيادة إنتاج النفط تحولاً استراتيجياً مهماً، إذ تسعى المنظمة لاستعادة حصتها السوقية بعد سنوات من التخفيضات.

ويرتكز هذا التوجه على رغبة السعودية، قائدة المبادرة، في كسر دائرة التضحية المنفردة، حيث ترفض المملكة تحمل عبء التخفيضات بمفردها، وتدعو لمشاركة أوسع من الأعضاء داخل وخارج أوبك بلس.

ويبرز هذا القرار كرسالة واضحة لمعاقبة الدول غير الملتزمة بتعهداتها، مما يزيد المعروض النفطي ويؤدي إلى انخفاض الأسعار.

ويستهدف هذا التحول أيضاً بناء علاقات طيبة مع الولايات المتحدة في عهد دونالد ترمب، الذي دعا السعودية مراراً لزيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وفق ما نقلته تقارير منصة إكس.

و تشير هذه الخطوة إلى محاولة السعودية تعزيز نفوذها الجيوسياسي، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية لتأمين أسعار نفط منخفضة تدعم الاقتصاد العالمي، وفق المحلل الاقتصادي نبيل المرسومي .

و يؤثر هذا القرار على العراق، أحد أعضاء أوبك، بشكل مباشر، إذ تعتمد ميزانيته على عائدات النفط بنسبة تفوق 90% كما يفاقم انخفاض الأسعار المتوقع التحديات الاقتصادية، خاصة مع عجز الموازنة المزمن وارتفاع الدين العام.

وتُظهر بيانات حديثة أن سعر النفط العراقي قد يهبط دون 60 دولاراً للبرميل، مما يهدد تمويل الرواتب والخدمات الأساسية.

ويضاعف من الإشكالية عدم التزام العراق الكامل بحصص الإنتاج سابقاً، مما قد يعرضه لضغوط داخلية وخارجية لتعديل سياساته.

وتكشف هذه التطورات عن توترات بنيوية داخل أوبك بلس، حيث تتصارع الأعضاء بين الحفاظ على الأسعار وتوسيع الحصص السوقية.

ويفاقم هذا التحول من عدم اليقين في الأسواق، مع توقعات بتقلبات أسعار النفط خلال 2025، وفق تحليلات اقتصادية حديثة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: أوبک بلس

إقرأ أيضاً:

تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت

31 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: تعالت أصوات السعال في أزقة بغداد هذا الأسبوع، مع عودة السحب الكبريتية السامة لتخنق المدينة من جديد، وسط مشهد رمادي خانق بات مألوفاً لسكان العاصمة، الذين ألفوا رائحة “البيض الفاسد” المنبعثة من الغازات، دون أن يألفوا ما تتركه في رئاتهم من دمار غير مرئي.

ووثّق ناشطون على مواقع التواصل، من بينهم الطبيب عادل الحسني، تغريدات مصورة تظهر قراءات خطيرة لنسب ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين تجاوزت المعايير العالمية، فيما غرّد الصحفي عمر علوان قائلاً: “رائحة الكبريت عادت إلى منطقتنا في الدورة.. وجاري نُقل إلى المستشفى بعد نوبة اختناق حادة.. هل من مجيب؟”.

وأعلنت وزارة البيئة أن فرقها قامت بإغلاق أربعة معامل مخالفة جنوب بغداد، لكنها لم تخفِ أن العشرات منها لا تزال تعمل دون ترخيص أو رقابة، ما ينسف محاولات السيطرة على التلوث من أساسها، بحسب ما أفاد به مصدر في الوزارة لوسائل الإعلام المحلية.

وأكد المواطن علي خليل، من حي الشعلة، أن أبناء حيه باتوا يتنفسون بـ”حذر وقلق”، مشيراً إلى أن طفله نُقل مرتين هذا الشهر إلى الطوارئ بسبب أزمة ربو حادة. وأضاف في إفادة صحفية: “ما عدنا نعرف إذا نفتح الشباك للهواء أو نقفله للسمّ”.

وانتقد الخبير البيئي فاضل كاظم ضعف إجراءات الدولة، قائلاً: “ما يحدث هو جريمة بيئية متكاملة، لأن المشكلة لا تكمن في السحب فقط، بل في البيئة التي أنتجتها.. مصانع مخالفة، مولدات تشتعل بالزيت المحروق، محارق نفايات في قلب الأحياء”. ودعا إلى وضع خارطة وطنية لإعادة توزيع المنشآت خارج المدن، قائلاً إن “بغداد باتت مختبر غازات بلا مفرّات”.

وتمخضت التقارير الأخيرة لمنصة “العراق الأخضر” عن تحذير جديد من ازدياد حالات التسمم الحاد بين الأطفال وكبار السن، مؤكدين أن النسبة ارتفعت بـ17% مقارنة بشهر مايو الماضي، وأن استمرار الظروف الحالية قد يرفع النسبة إلى 30% بحلول سبتمبر، ما لم تُتخذ إجراءات فورية.

واشتدت المخاوف مع تداول صور أقمار صناعية، نشرتها صفحة “طقس العراق”، تُظهر سحباً صفراء تمتد من جنوب بغداد إلى شمالها، مما يعني أن التلوث لم يعد محصوراً في مناطق صناعية، بل بات يغطي نصف العاصمة تقريبا، دون سقف زمني للانحسار.

وهاجمت تدوينات أخرى عبر منصة “إكس” ما سمّوه “صمت حكومي فاضح”، متسائلين عن جدوى الميزانيات البيئية الضخمة، في وقت لا تزال فيه الكمامات هي “وسيلة النجاة الوحيدة”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الهند تتحدى أمريكا.. تشتري النفط الروسي رغم تهديدات ترامب
  • النفط يهبط بسبب مخاوف من توجه أوبك+ نحو زيادة الإنتاج
  • النفط يهبط بأكثر من دولارين للبرميل بفعل مخاوف إزاء إمدادات أوبك+
  • «أوبك» تستعد لزيادة إنتاج النفط.. قرار مرتقب يُعيد تشكيل سوق الطاقة العالمي
  • يوم الأحد.. أوبك+ يجتمع لزيادة إنتاج النفط
  • النفط يستقر وسط توترات الرسوم الجمركية الأمريكية
  • فتاة لبنانية تتحدى صديقاتها السعوديات في اختبار اللهجة السعودية .. فيديو
  • الدينار يصعد والتجارة تهبط.. مفارقة نقدية تُربك الأسواق وتُحجم الاستهلاك
  • نوفاك وعبد العزيز بن سلمان.. شراكة استراتيجية لضمان استقرار النفط العالمي
  • تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت