خبير عسكري: الصاروخ اليمني الذي استهدف مطار بن غوريون تطوّر استثنائي
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
وأوضح عبد الرحمن في تصريح صحفي خاص لوكالة "شهاب" اليوم الاحد أن الصاروخ يحمل رأسًا متفجرًا ضخمًا يزن ما لا يقل عن نصف طن، استنادًا إلى الحفرة الناتجة عن الانفجار، والتي بلغ قطرها نحو 25 مترًا، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الصواريخ يختلف عن سابقاته من حيث الحجم والقدرة التدميرية.
وأضاف أن الصاروخ تمكّن من تجاوز منظومتين من أحدث أنظمة الدفاع الجوي "الإسرائيلية" والأمريكية، في فشل ذريع اعترفت به الجهات "الإسرائيلية" رسميًا، إذ سقط الصاروخ كاملًا بجسده ورأسه المتفجر في قلب المطار، دون أن يتم اعتراضه.
وأشار عبد الرحمن إلى أن هذا الهجوم استهدف مطار "بن غوريون"، وهو الأهم في دولة العدو، ويخدم حوالي أربعة ملايين زائر سنويًا، ويُعد شريانًا رئيسيًا للاقتصاد الإسرائيلي، إذ تمر من خلاله آلاف الصفقات ورجال الأعمال، ويقع في منطقة "تل أبيب الكبرى" – مركز الثقل الاقتصادي والسياسي لدولة الاحتلال.
واعتبر عبد الرحمن أن هذا الصاروخ لا يمثل مجرد ضربة مادية، بل يحمل دلالات معنوية شديدة الأثر، إذ أثبت أن "إسرائيل"، رغم دعمها العسكري الهائل، عاجزة عن حماية أبرز منشآتها الحيوية من صواريخ تنطلق من مسافة تزيد عن ألفي كيلومتر.
كما لفت إلى الأثر الاقتصادي المباشر للضربة، مشيرًا إلى أن عدة شركات طيران كبرى أوقفت رحلاتها إلى مطار "بن غوريون" بعد الهجوم، مما يشكل ضربة إضافية للاقتصاد "الإسرائيلي" و"لهيبته الأمنية التي طالما تباهت بأنها قادرة على الضرب في أي مكان".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
العدائية الإسرائيلية في غزة والدور اليمني في الحد من اندفاعها
يمانيون / تحليل
في خضم تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومع استمرار العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، دخل المشهد الإقليمي مرحلة جديدة من التفاعل والتأثير. فبينما كان العدو الصهيوني يمضي في حملته التصعيدية ضد القطاع، جاء التدخل اليمني كمفاجأة استراتيجية أربكت حساباته . هذه التطورات لم تكن مجرد استعراض لقوة الردع الإقليمي، بل شكلت عامل ضغط حقيقي ساهم في تعديل مسار الأحداث وأجبر العدو على إعادة النظر في نطاق تصعيده. في هذا التحليل، نستعرض أبعاد العدائية الصهيونية في غزة، والدور اليمني في الحد من اندفاعها، وانعكاسات ذلك على موازين القوى في المنطقة.
اليمن لم يكن مجرد صوت سياسي داعم فقط، بل بات لاعبًا فاعلًا عبر تحالفاته الاستراتيجية وتطوير قدراته العسكرية. في ظل الحرب اليمنية المستمرة، أثبتت القوات المسلحة اليمنية قدرتها على توجيه ضربات دقيقة للأهداف الصهيونية أو المرتبطة بها في البحر الأحمر وجنوب السعودية، ما يعكس امتلاكها أدوات ضغط حقيقية على العدو الصهيوني وحلفائه.
في سياق تحولات المشهد الإقليمي، لعبت اتفاقية وقف إطلاق النار بين اليمن والولايات المتحدة التي تم التوصل إليها دورًا بارزًا في إعادة رسم ملامح التوازنات في المنطقة، وخصوصًا تأثيرها على العدو الصهيوني.
الولايات المتحدة، التي لطالما كانت داعمًا رئيسيًا للعدو الصهيوني ، وهو ما ساهم في تهدئة بعض جبهات النزاع، لكنه في الوقت ذاته أعاد فرض قواعد جديدة للعبة الإقليمية. بات اليمن قادرًا على استثمار اتفاق وقف إطلاق النار في تعزيز موقعه الإقليمي، والتركيز على دعم المقاومة الفلسطينية في غزة دون الحاجة إلى الدخول في مواجهات مفتوحة مع التحالف الدولي. بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي ، يعني ذلك وجود طرف يمني أكثر تماسكًا وقادرًا على المناورة السياسية والعسكرية، مع تقليل فرص المواجهات المباشرة مع التحالف المدعوم أمريكيًا، ما عزز قدرة اليمن على ممارسة ضغط استراتيجي عبر دعم المقاومة الفلسطينية، مما أجبر إسرائيل على توخي الحذر والتراجع الجزئي في حملتها العدائية بغزة.
العدو الصهيوني الذي يخوض مواجهة على جبهة غزة مع مقاومتها الباسلة ، يواجه في الوقت ذاته احتمالية تصعيد أوسع يشمل جبهات أخرى، خصوصًا في الجنوب والبحر الأحمر. هذه التهديدات متعددة الجبهات تزيد من عبء المواجهة، وتحد من حرية الحركة العسكرية للعدو، وتجعله أكثر ترددًا في التصعيد. اليمن من خلال التهديدات العملية واللوجستية، استطاعت أن تفرض توازن ردع لم يكن متوقعًا. وهذا أدى إلى تراجع العدو عن بعض أهدافه العسكرية، أو تأجيل عمليات كانت مبرمجة، خوفًا من انزلاق الصراع إلى مناطق أخرى قد تُثقل كاهل جيشه .
إلى جانب التهديد العسكري، كان الموقف الإعلامي والسياسي اليمني واضحًا في دعم المقاومة، ما ساهم في تعزيز الروح المعنوية للمقاومة الفلسطينية ، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تحظى بدعم شعبي ورسمي واسع. هذا الدعم الإعلامي لعب دورًا في خلق ضغط دولي على العدو، ودفع بعض الأطراف الإقليمية والدولية لإعادة تقييم مواقفها من التصعيد، وهو ما انعكس في دعوات لوقف إطلاق النار ومفاوضات تهدئة.
استمرار اليمن في إسناد ودعم المقاومة الفلسطينية على الأرض وفي البحر، يفرض تحديات جديدة على العدو الصهيوني . قد يدفع ذلك إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الصهيونية تجاه غزة، وربما تبني سياسة أكثر مرونة أو البحث عن تسويات مؤقتة لتجنب المواجهات المفتوحة على جبهات متعددة.