كيف تتحكم في غضبك قبل خسارة من حولك؟
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
الغضب شعور إنساني معقد، وغالبا ما يصنف على أنه سلوك سلبي أو مدمر. إلا أن الأبحاث النفسية الحديثة تكشف عن جانب آخر لهذا الشعور، إذ تظهر أنه، حين يدار بوعي، يمكن أن يتحول إلى قوة محفزة على التغيير الاجتماعي، ووسيلة فعالة لمواجهة الحزن، بل وقد يمنح الفرد شعورا بالرضا الأخلاقي. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على الإجابة عن سؤال: كيف يمكن أن يصبح الغضب حليفا في مسارات التغيير والشفاء بدلا من كونه عبئا مزعجا؟
ما الذي يثير شعور الغضب؟يظهر الغضب عادة كرد فعل فوري على الشعور بالظلم أو الأذى، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، ويعبر عن رفض لانتهاك الحقوق أو القيم.
بعيدا عن أدواره الاجتماعية، يمنحنا الغضب أحيانا شعورا بالراحة النفسية أو الرضا. ويشير الدكتور جلين جيهر، أستاذ علم النفس بجامعة نيويورك، إلى أن الغضب قد يستخدم للتعبير عن التفوق الأخلاقي ورفض السلوكيات غير المقبولة، وهذا يعزز الإحساس بالهوية والسيطرة في عالم فوضوي. لكن هذا الشعور قد يتحول إلى فخ نفسي، إذ قد يتحول الغضب إلى وسيلة مستمرة لتأكيد الذات بدلا من أداة للحوار أو التغيير، مما يجعل الشخص أسيرا لردود فعل غاضبة لا تساهم في أي إصلاح حقيقي.
الغضب، كما توضح الدكتورة سينثيا فيجار في مقالها على سيكولوجي توداي، لا ينبغي اعتباره شعورا سلبيا فحسب خلال مراحل الحزن، بل قد يكون دليلا حيويا على أننا بدأنا ندرك حجم الفقد وأثره علينا. هذا الغضب يعكس حدودا نفسية تم اختراقها، سواء بفقد شخص أو دور أو علاقة، ويمنحنا دفعة داخلية لاستعادة السيطرة. ويمكن للغضب أن يكون حافزا للتعبير عن الألم، ودافعا لفهم الذات بعمق أكبر. ومن خلال ملاحظته لا كتهديد بل كمؤشر، يصبح الغضب بوابة للشفاء، وفرصة لاكتشاف احتياجاتنا غير المُلباة واتخاذ خطوات إيجابية نحو التعافي العاطفي.
إعلان العوامل الشخصية المؤثرة في تجربة الغضبتختلف تجربة الغضب من شخص لآخر بناء على عدة عوامل، منها:
السمات الشخصية: الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة نفسية عالية قد يكونون أكثر قدرة على إدارة الغضب بفعالية.
التجارب السابقة: الأفراد الذين تعرضوا لتجارب صادمة أو غير عادلة قد يكونون أكثر عرضة للغضب.
الدعم الاجتماعي: وجود شبكة دعم قوية يمكن أن يساعد في تقليل مشاعر الغضب أو توجيهها بشكل بنّاء.
القدرة على التعبير عن المشاعر: الأشخاص الذين يتمكنون من التعبير عن مشاعرهم بوضوح قد يكونون أقل عرضة للغضب المكبوت.
رغم أن الغضب يمنح شعورا أخلاقيا قويا ويحدث تأثيرات فورية، إلا أن فاعليته على المدى البعيد محدودة في تحقيق التغيير الحقيقي. فعادة لا يقنع الغضب الآخرين، بل قد يفهم كعدوانية أو هجوم، وهذا يؤدي إلى تصعيد الخلافات بدلا من تسويتها. وبدلا من أن يكون وسيلة لتقريب وجهات النظر، قد يتحول الغضب غير المدروس إلى حاجز يعمق الانقسام ويعطل الحوار البناء. لذا، فإن ضبط الغضب وتوجيهه بحكمة يعد أكثر نفعا لتحقيق التفاهم والتأثير الإيجابي.
كيف ندير الغضب بشكل إيجابي؟لكن تحويله من رد فعل هدام إلى طاقة بناءة يتطلب وعيا ومهارات إدارة عاطفية. تبدأ هذه العملية بالتوقف اللحظي قبل الرد، حيث يطرح السؤال: "هل يستحق هذا الموقف غضبي؟ وهل ردي سيحل المشكلة أم يزيدها تعقيدا؟" هذه اللحظة من التمهل تتيح للعقل التفكير بعقلانية بدلا من الاندفاع.
إستراتيجيات للتحكم في غضبك:التنفس العميق: ينشط الجهاز العصبي، وهذا يخفض معدل ضربات القلب ويهدئ الاستجابة الجسدية للغضب.
إعادة التقييم المعرفي: تغيير تفسير الموقف (مثل اعتباره تحديا وليس هجوما).
التأمل الذهني: يعزز الوعي بالمشاعر من دون انجراف.
النشاط البدني: المشي أو التمارين تفرغ الطاقة الزائدة وتخفض هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
إعلانالتواصل غير العدواني: التعبير عن المشاعر بـ"أشعر…" بدلا من الاتهام يقلل التصعيد.
بعد الهدوء، يوجه الغضب نحو حل المشكلة عبر تحليل الأسباب واقتراح حلول عملية. مثلا: كتابة المشاعر، أو مناقشة الموقف بموضوعية. هكذا يصبح الغضب محفزا للتغيير الإيجابي، بدلا من كونه مصدرا للصراع.
الغضب ليس شعورا يجب كتمه أو الخجل منه، بل هو إشارة نفسية بأن هناك أمرا يحتاج إلى الانتباه أو التصحيح. لكنه، كأي طاقة قوية، يحتاج إلى توجيه.
والغضب البنّاء قد يحفز التغيير، ويعزز العدالة، ويدفع للحوار الحقيقي. أما الغضب غير المنضبط فقد يكون سببا في الانقسام، القطيعة، بل وحتى العنف.
في زمن السرعة والتوتر الدائم، يصبح التحكم في الغضب مهارة ضرورية لا رفاهية. فحين نفهم الغضب، ونديره بوعي، يمكننا تحويله من قنبلة موقوتة إلى وقود للتغيير الإيجابي، سواء في أنفسنا أو في العالم من حولنا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التعبیر عن قد یکونون بدلا من قد یکون
إقرأ أيضاً:
انطلاق الجلسة العامة لمناقشة قانون مجلس النواب
افتتح المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب أعمال وفعاليات الجلسة العامة لمجلس النواب لهذا اليوم .
ووفقا لجدول أعمال المجلس يناقش المجلس خلال جلستة العامة تقرير لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، عن مشروع القانون المقدم من النائب الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن بمجلس النواب، وأكثر من عُشر عدد الأعضاء، بتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم 46 لسنة 2014 والقانون رقم 174 لسنة 2020 في شأن تقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب.
ويهدف مشروع القانون إلى تحقيق التمثيل العادل والمتكافئ للسكان والمحافظات وفقًا للتطورات والتقسيمات الإدارية المستحدثة للمحافظات، وفي ضوء الإحصائيات المحدثة المقدمة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والهيئة الوطنية للانتخابات عن عام 2025.
تم إدخال تعديلات بسيطة على القوانين الحالية لتحقيق التناسب العادل بين عدد السكان والناخبين من جهة، وعدد النواب الممثلين عنهم من جهة أخرى وفق معايير منضبطة وواقعية.
كما يناقش المجلس مشروع قانون مجلس الشيوخ و الذي نص علي شهد نظامي الانتخاب الفردي والقائمة في انتخابات مجلس الشيوخ تعديلات ملحوظة على مستوى توزيع المقاعد بين المحافظات، وذلك في إطار مراجعة دورية تستند إلى التطورات السكانية ومعايير التمثيل النيابي العادل.
شملت نقل مقعدين اثنين من محافظتي القليوبية، التي كان مخصصًا لها (6) مقاعد، لتصبح (5) مقاعد، والبحيرة التي كان مخصصا له (7) مقاعد (6) ، وزيد بالمقعدين مقعد لمحافظة الفيوم إلى (4) مقاعد بدلاً من (3)، وكذلك ارتفعت مقاعد محافظة أسيوط إلى (5) مقاعد بدلاً من (4)، وذلك تماشيًا مع التطورات السكانية وتقديرات التمثيل النيابي.
أما على صعيد نظام الانتخاب بالقائمة، فقد طرأت تعديلات جزئية على الهيكل التمثيلي، لا سيما في الدائرة الأولى (دائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، ومقرها مديرية أمن القاهرة)، حيث زاد عدد مقاعدها إلى (37) مقعدًا بدلاً من (35)، فزادت مقاعد محافظة الدقهلية إلى (7) مقاعد بدلاً من (6)، ومحافظة كفر الشيخ إلى (4) مقاعد بدلاً من (3).
في الدائرة الثانية، التي تضم شمال ووسط وجنوب الصعيد، ومقرها مديرية أمن الجيزة، ارتفعت المقاعد أيضًا لتصبح (37) مقعدًا بدلاً من (35). وشهدت محافظة الجيزة زيادة في عدد المقاعد لتصل إلى (9) مقاعد بدلاً من (8)، ومثلها محافظة المنيا، التي أصبحت (6) مقاعد بدلاً من (5).
وفي الدائرة الثالثة والرابعة، اللتين تضمان قطاعات شرق الدلتا وغرب الدلتا، فقد أصبحت الدائرة الثالثة إلى (13) مقعدًا بدلاً من (15)مقعدا خصص لمحافظة الشرقية (6) مقاعد بدلا من (7) مقاعد ومحافظة دمياط مقعدا واحدا بدلا من مقعدين ، والدائرة الرابعة دائرة قطاع غرب الدلتا ومقرها مديرية امن الأسكندرية خصص لها (13) مقعدا بدلا من (15) مقعدا فصارت مقاعد الإسكندرية (6) مقاعد بدلا من (7) ومحافظة البحيرة (6) بدلا من (7) مقاعد
فيما ارتفعت مقاعد الدائرة الرابعة إلى (15) مقعدًا بدلاً من (11). وحصلت محافظة الشرقية على (5) مقاعد بدلاً من (4)، ومحافظة الدقهلية على (4) بدلاً من (3)، بينما خصص لمحافظة الإسكندرية (4) مقاعد بدلاً من (3)، وللبحيرة (3) مقاعد بدلاً من (2 كما يناقش مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، تقرير لجنة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، عن مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي.