عبّر عدد من سكان غزة -اليوم الاثنين- عن قلق شديد إزاء خطة إسرائيل توسيع العمليات العسكرية و"السيطرة" على القطاع المدمر بعد أن أنهكتهم الحرب وشحّ الماء والطعام والدواء.

وقال سكان في مناطق متفرقة من القطاع إن الخطة الجديدة لن تغير من الواقع شيئا، فهم يواجهون يوميا أهوال الانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية والقصف المدفعي والبحري، والتي توقع كل يوم مزيدا من القتلى والجرحى.

عوني عوض (39 عاما)، النازح في خيمة في خان يونس في الجنوب، رأى أن الوضع "كارثي ومأساوي.. لم تبق لا قيم ولا حقوق إنسان في العالم، أطفال غزة ضحية للمخططات الإسرائيلية باستمرار الحرب والإبادة والمجازر والتجويع والتعطيش".

وأضاف أنه يشعر "بقلق حقيقي من خطتهم.. غزة لا تعرف إلا الموت على مدار الساعة والعالم يتفرج".

ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر اليوم على خطة توسيع العمليات التي تشمل "السيطرة" على القطاع، وتعزز فكرة "الهجرة الطوعية" ونقل السكان إلى الجنوب مرة أخرى.

كما وافق المجلس على إمكانية تولي توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي خانق.

آليات عسكرية إسرائيلية متوغلة في قطاع غزة (رويترز) لا منطقة آمنة

وقال محمد الشوا (65 عاما) -وهو من منطقة الرمال غرب مدينة غزة- إن الإعلان عن توسيع العمليات "كلام للإعلام فقط لأن قطاع غزة كله محتل ولا توجد أي منطقة آمنة".

إعلان

وأضاف الشوا "لا طعام لدينا ولا دواء، وخطة توزيع المساعدات الإسرائيلية تضليل للرأي العام العالمي. أكبر همِّ لنا هو وقف الحرب وتأمين الطعام ومياه الشرب يوميا.. إسرائيل تقتل الفلسطيني في غزة بالقصف وبالرصاص أو بالتجويع والحرمان من العلاج، وتمنع كل مقومات الحياة عن مليونين ونصف مليون (إنسان). ارحموا غزة".

ورفضت حركة حماس الخطة الإسرائيلية ورأت في المساعدات أداة "ابتزاز سياسي" في الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف عام.

ووصف المجلس النرويجي للاجئين تولي الجيش الإسرائيلي توزيع المساعدات بأنه "مخالف للمبادئ الإنسانية"، بينما اتهمت وكالات أممية ومنظمات غير حكومية إسرائيل بمحاولة إجبارها على قبول تسليم الإمدادات عبر مراكز إسرائيلية.

وزنه كيلو ونصف بدلا من 6.. طفل فلسطيني من قطاع #غزة يعاني من سوء التغذية بفعل سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي يتبعها بإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات للقطاع#حرب_غزة pic.twitter.com/2afqCGOw6J

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 5, 2025

لا طعام ولا دواء

وقالت آية السكافي -وهي من سكان مدينة غزة- إن طفلتها البالغة 4 أشهر توفيت الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية ونقص الدواء.

وأضافت "كانت تبلغ 4 أشهر ووزنها 2.8 كيلوغرام، وهو وزن قليل جدا. لم يكن الدواء متوافرا.. بسبب سوء التغذية الحاد عانت من حموضة الدم ومن فشل كبدي وكلوي ومضاعفات أخرى عديدة. كما تساقط شعرها وأظافرها".

وتخشى أم هاشم السقا (33 عاما) أن يلقى طفلها هاشم (5 سنوات) مصيرا مماثلا. فهو يعاني من فقر الدم ولديه "شحوب دائم وعدم اتزان وعدم قدرة على المشي بسبب سوء التغذية".

وقالت السيدة التي تعيش في حي النصر شمال غرب مدينة غزة "لا يوجد طعام ولا دواء ولا مكملات غذائية. الأسواق خالية من الطعام، ولا شيء في العيادات الحكومية والصيدليات".

إعلان

وأكدت وزارة الصحة في غزة أنها سجلت عددا من حالات الوفاة بسبب سوء التغذية، محذرة من أن حياة العديد من الأطفال في خطر.

أما الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل فقال إن الجيش الإسرائيلي "يحتل مناطق واسعة في القطاع، ويمنع إدخال كافة أنواع المساعدات منذ نحو شهرين".

من جهته، حذر المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة منذر الحايك من أن إسرائيل بدأت فعليا تنفيذ خطة جديدة لتهجير بعض السكان من قطاع غزة من خلال الضغوط العسكرية والاستمرار في حرب الإبادة والتجويع والتعطيش.

وفي مارس/آذار الماضي، قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإخلاء قطاع غزة وترحيل سكانه إلى دول أخرى تتبلور مع خطوات متواصلة بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بسبب سوء التغذیة توسیع العملیات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

250 شهيد في أعنف تصعيد إسرائيلي منذ انهيار الهدنة بقطاع غزة

عواصم " رويترز" "د ب أ": قالت السلطات الصحية في قطاع غزة اليوم إن الضربات الإسرائيلية على القطاع تسببت في مقتل أكثر من 250 شخصا منذ صباح الخميس، في واحدة من أعنف مراحل القصف منذ انهيار الهدنة في مارس آذار، مع توقع هجوم بري جديد قريبا.

واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأزمة الجوع المتزايدة في غزة والحاجة إلى دخول المساعدات. واختتم ترامب جولة في الشرق الأوسط دون إحراز تقدم واضح نحو وقف جديد لإطلاق النار مع تصعيد إسرائيل حملتها العسكرية.

وقال ترامب "علينا أيضا مساعدة الفلسطينيين. فكما تعلمون، يتضور الكثير من الناس في غزة جوعا، لذا علينا أن ننظر إلى كلا الجانبين".

وعندما سئل عما إذا كان يدعم الخطط الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب في غزة، قال ترامب للصحفيين "أعتقد أن الكثير من الأمور الجيدة ستحدث خلال الشهر المقبل".

وقال خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن القصف الجوي والمدفعي تركز على الجزء الشمالي من القطاع الصغير المزدحم بالسكان، حيث قتل العشرات من الأشخاص بينهم نساء وأطفال خلال الليل.

وتكثف إسرائيل قصفها وتحشد الآليات المدرعة على الحدود رغم الضغوط الدولية المتزايدة عليها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار وإنهاء حصارها لغزة، حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من مجاعة هناك.

هجوم موسع ومكثف

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الخامس من مايو إن إسرائيل تعتزم شن هجوم موسع ومكثف على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في الوقت الذي وافقت فيه الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطط قد تتضمن الاستيلاء على قطاع غزة بأكمله والسيطرة على المساعدات.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي حينها إن العملية لن تنطلق قبل أن يختتم ترامب زيارته للشرق الأوسط، والتي انتهت الجمعة.

وأفادت التقارير بوقوع ضربات عنيفة اليوم في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع وفي مخيم جباليا للاجئين، حيث قال الدفاع المدني الفلسطيني إن العديد من الجثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.

وأعلنت إسرائيل أن هدف حملتها في غزة هو القضاء على حماس التي هاجمت جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز قرابة 250 رهينة.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية دمرت القطاع ودفعت جميع سكانه تقريبا إلى النزوح وأودت بحياة أكثر من 53 ألف شخص. وقالت وكالات إغاثة إن حصار القطاع تسبب في أزمة إنسانية.

وتحدثت تقارير عن تعرض بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع ومخيم جباليا للاجئين لضربات شديدة. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن جثثا كثيرة ما زالت تحت الأنقاض.

وألقت إسرائيل منشورات على بيت لاهيا تأمر فيها جميع السكان بالمغادرة، سواء كانوا يعيشون في الخيام أو الملاجئ أو المباني. وجاء في المنشورات "غادروا جنوبا على الفور".

وقال سكان إن دبابات إسرائيلية تتقدم جنوبا نحو مدينة خان يونس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية قصفت أكثر من 150 هدفا في أنحاء غزة.

ضربات

في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، راح الرجال ينقبون وسط أكوام من الأنقاض في أعقاب الغارات الليلية، وسحبوا ألواحا معدنية في حين تجول أطفال صغار وسط الأنقاض.

وصُف نحو 10 جثث ملفوفة بأغطية بيضاء على الأرض قبل نقلها إلى المستشفى. وجلست نساء يبكين في الجوار، ورفعت إحداهن طرف غطاء لتحدق في وجه المتوفى.

وقال فادي تمبورة وهو جالس يبكي بجوار حفرة ناتجة عن غارة ليلية إنه لا يجد مكانا هو وأسرته يستطيع الذهاب إليه لأن إسرائيل تقتل الناس في خان يونس في الجنوب وتقصف دير البلح أيضا.

ليلة من الرعب

وصف إسماعيل، وهو رجل من مدينة غزة لم يذكر سوى اسمه الأول، ليلة من الرعب. وقال لرويترز عبر تطبيق دردشة "الانفجارات المتواصلة الناتجة عن الغارات الجوية وقصف الدبابات ذكرتنا بأيام الحرب الأولى. لم تكف الأرض عن الاهتزاز تحت أقدامنا".

وأضاف "كنا نعتقد أن ترامب جاء لإنقاذنا، لكن يبدو أن نتنياهو لا يهتم، وترامب أيضا لا يهتم".

واجهت إسرائيل عزلة دولية متزايدة بسبب حملتها في غزة، بل إن الولايات المتحدة، أوثق حلفائها، عبرت عن قلقها إزاء حجم الدمار والوضع المتدهور الناجم عن منعها توصيل الغذاء وغيره من المساعدات الحيوية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الخميس إن واشنطن "منزعجة" من الوضع الإنساني في القطاع.

وأرسل نتنياهو فريقا إلى الدوحة للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار مع الوسطاء القطريين، لكنه استبعد تقديم أي تنازلات، قائلا إن إسرائيل لا تزال ملتزمة بهزيمة حماس.

وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الذي يمثل عددا من عائلات الرهائن الثمانية والخمسين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، إن إسرائيل تخاطر بفقدان "فرصة تاريخية" لإعادتهم إلى ديارهم بينما يختتم ترامب زيارته إلى الشرق الأوسط.

وأضافت المجموعة في بيان "نحن في ساعات حاسمة سوف تحدد مستقبل أحبائنا ومستقبل المجتمع الإسرائيلي ومستقبل الشرق الأوسط".

الضغط لإيصال المساعدات

دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم إلى ضرورة ممارسة المجتمع المدني العالمي الضغط من أجل استئناف إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، نظرا لأن الوضع الحالي "شاذ بشكل مروع".

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، في جنيف: "الوضع كما بات الآن شاذ بشكل مروع، مما يستدعي ضرورة ممارسة الرأي العام بعض الضغط على القادة حول العالم.

يذكر الجيش الإسرائيلي يمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.

ويتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس الفلسطينية بإعادة بيع المساعدات للسكان الذين تزداد معاناتهم، من أجل تمويل المقاتلين وشراء الأسلحة.

مقالات مشابهة

  • 250 شهيد في أعنف تصعيد إسرائيلي منذ انهيار الهدنة بقطاع غزة
  • الصحة الفلسطينية: 53.119 شهيدًا في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع
  • غزة تزف 117شهيدًا جديدا والجوع يفتك بسكان القطاع
  • وزير قطاع الأعمال: توسيع الشراكات مع القطاع الخاص وفق أسس تجارية واقتصادية
  • سويسرا تدعو لرفع فوري للحصار الإسرائيلي على غزة
  • تحذيرات من المجاعة في غزة وحماس: نتوقع دخول المساعدات فورا حسب التفاهمات
  • وزير قطاع الأعمال: توسيع الشراكة مع القطاع الخاص مرتكز لا غني عنه للنجاح
  • خطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفيذها؟
  • دون منح إسرائيل معلومات.. "غزة الإنسانية" ستبدأ عملها
  • «الأونروا»: استخدام إسرائيل الغذاء سلاحاً في غزة «جريمة حرب»