بلومبرغ: اليمن يعطّل مشروع ترامب في الشرق الأوسط ويقلب معادلات الردع الصهيوني
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
يمانيون../
أكدت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن الهجوم الصاروخي اليمني الذي استهدف مطار “بن غوريون” الصهيوني، الأحد الماضي، لم يكن مجرد عملية عسكرية محدودة الأثر، بل شكل ضربة سياسية واستراتيجية أربكت حسابات واشنطن وتل أبيب، ورسّخت حضور اليمن كلاعب إقليمي لا يمكن تجاهله في مشهد المواجهة المفتوحة في المنطقة.
الوكالة أوضحت في تقرير تحليلي أن الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي أطلقته القوات المسلحة اليمنية، وتجاوز أنظمة الدفاع الجوي، ليس فقط سابقة عسكرية مقلقة لتل أبيب، بل دليل على اضطراب استراتيجي عميق كانت “إسرائيل” تأمل تجاوزه مع تراكم الخبرة والدعم الأمريكي، إلا أن الهجوم الأخير أجهض تلك الآمال.
ونقلت “بلومبرغ” عن مصادر صهيونية أن الرأس الحربي للصاروخ اليمني كان يزن أقل من خمس الحمولة التفجيرية القياسية، ما يشير إلى تركيز القوات اليمنية على تحقيق مدى بعيد ودقة إصابة، ولو على حساب القدرة التفجيرية، وهو تكتيك محسوب بعناية يخدم أهدافًا ردعية واستراتيجية تتجاوز حدود الخسائر المادية.
وأضافت أن الهجمات اليمنية المستمرة على أهداف إسرائيلية وبحرية، رغم موجات القصف الأمريكي التي حاولت تحجيم قدرات صنعاء خلال الأشهر الماضية، تُثبت فشل الاستراتيجية الأمريكية في الحد من نفوذ اليمن، وتؤكد أن صنعاء لم تتأثر بالحملات الجوية ولا بالضغوط الدبلوماسية.
ووفقًا للتقرير، فإن هذه التطورات تمثل “عقبة جوهرية أمام خطة ترامب الكبرى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط” خلال ولايته الثانية، لا سيما في ظل اقتراب زيارته الأولى إلى الخليج، التي كان من المقرر أن تُبرز ما تسميه واشنطن “محور الاستقرار” في المنطقة، والذي أصبح هشًا تحت ضربات اليمن المستمرة، بحسب تعبير التقرير.
الوكالة لفتت إلى أن المعضلة التي تواجهها الإدارة الأمريكية تكمن في أن الحليف الصهيوني لم يعد قادرًا على احتواء تهديد متعدد الجبهات، في ظل تصاعد الضربات من اليمن، وتواصل الدعم الشعبي والعسكري لغزة، وانعدام أي ملامح لتسوية توقف التدهور.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد استهدفت، الأحد، مطار “بن غوريون” المحتل في منطقة يافا بصاروخ بالستي فرط صوتي، ضمن عمليات متواصلة نصرةً لغزة ورفضًا للإبادة الجماعية المرتكبة بحق المدنيين هناك، في خطوة وصفتها الأوساط الصهيونية بأنها تطور خطير في مسار الصراع.
عقب العملية، أصدرت صنعاء تحذيرًا مباشرًا لكافة شركات الطيران العالمية، دعتها فيه إلى تجنب مطار “بن غوريون”، مؤكدة أنه أصبح منطقة غير آمنة للملاحة الجوية، في تصعيد غير مسبوق يندرج ضمن إعلان القوات اليمنية نيتها فرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني.
وفي حين يواصل العدو الصهيوني تصعيد عملياته في غزة، تُصر صنعاء على أن استهداف المطارات سيستمر، وعلى رأسها مطار اللد المحتل، ضمن مسار تصعيدي محسوب يهدف إلى كسر الهيبة الجوية للكيان الصهيوني، وتقييد تحركاته، ومنعه من الاستفراد بالشعب الفلسطيني دون ثمن.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: نتنياهو أمام قرار مصيري بشأن غزة
تناولت صحف عالمية قضايا محورية في الشرق الأوسط، أبرزها القرار المصيري الذي يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين المضي في العملية العسكرية "عربات جدعون" أو قبول صفقة تبادل.
كما استعرضت ما وصفته بالتحول الدراماتيكي في السياسة الأميركية تجاه سوريا، فضلًا عن تحذيرات من مخاطر قانونية تواجه حلفاء إسرائيل بسبب عدم تحركهم لمنع "الإبادة الجماعية" في غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يواجه أحد أهم القرارات في مسيرته، فإما أن يمضي قُدما في المرحلة الأولى من خطة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أو يذهب إلى صفقة شاملة.
وأضافت الصحيفة أن عددا من وزراء الحكومة يرون أنه يجب إتمام أي صفقة في أقرب وقت، حتى لو كانت تشمل نصف الأسرى فقط، على أن يناقَش لاحقا احتمال التوصل إلى صفقة شاملة تتضمن "استسلام" حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنهاء الحرب.
وفي سياق متصل، رأت افتتاحية صحيفة "هآرتس" أن عملية عربات جدعون التي بدأها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس في قطاع غزة لا تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى أو توفير الأمن لمواطني إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن هدف العملية في أفضل الأحوال هو الحفاظ على ائتلاف نتنياهو "المتطرف" من خلال تأجيل نهاية الحرب.
إعلانوفي أسوأ الأحوال -وهو الأرجح في نظر الصحيفة- الهدف منها هو دفع الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب جريمة حرب مروعة تتمثل في التطهير العرقي في القطاع بأسره أو في أجزاء منه.
ترامب والشرع
وتحت عنوان "حلفاء إسرائيل يواجهون خطر التواطؤ"، كتبت مراسلة صحيفة "لوموند" في لاهاي أن إحجام الدول الغربية عن اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل -على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية الذي يعترف بخطر الإبادة الجماعية في غزة- يعرّضها لملاحقة قضائية بسبب فشلها في الوفاء بالتزاماتها الدولية.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي تلقى إخطارا رسميا بسبب فشله في الوفاء بالتزاماته بالتحرك في مواجهة خطر الإبادة الجماعية المؤكد في غزة.
وفي السياق السوري، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مصافحة الرئيس دونالد ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع ووعده برفع العقوبات عن بلاده هذا الأسبوع كان دليلًا واضحًا على نجاح دبلوماسية الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط في تهميش إسرائيل.
ورغم ذلك، لا يوجد ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستتخلى عن علاقاتها التاريخية بإسرائيل، أو أنها ستوقف دعمها العسكري والاقتصادي لها.
بدورها، قالت صحيفة "الأوبزرفر" إن سوريا تعمل على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الكلمات الدافئة من الرئيس ترامب للرئيس السوري الشرع.
وأضافت أن قرار ترامب المفاجئ لقاء الشرع في الرياض خلال رحلته إلى الشرق الأوسط حمل أكثر من مجرد رمزية من العيار الثقيل، وقد قلب إعلان ترامب الطاولة على سنوات من السياسة الأميركية التي حافظت على مجموعة واسعة من العقوبات التي استهدفت عائلة الأسد وداعميه لمدة طويلة.