مايو 6, 2025آخر تحديث: مايو 6, 2025

المستقلة/- تجددت مؤخرًا مؤشرات التحرك الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية وتتعقد الحسابات الدولية.

فقد كشف موقع “أكسيوس”، نقلًا عن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، أن واشنطن تحاول تنظيم جولة رابعة من المحادثات مع طهران خلال هذا الأسبوع، في إطار الجهود المستمرة لاحتواء البرنامج النووي الإيراني عبر المسار الدبلوماسي.

تقدم نسبي رغم التأجيلات

بحسب المراسل باراك رافيد، الذي نقل تصريحات ويتكوف عبر منصة “إكس”، فإن الأطراف المعنية تحرز تقدمًا في المفاوضات، رغم التحديات. وأشار ويتكوف إلى أن عدم عقد الاجتماع قد يعود إلى زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، مما يؤثر على جدول اللقاءات المحتملة.

ويتزامن ذلك مع إعلان إيران – على لسان وزارة خارجيتها – استعدادها لمواصلة المحادثات غير المباشرة مع واشنطن، مع تأكيدها في الوقت ذاته على حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وهو موقف ثابت تعكسه التصريحات الرسمية الإيرانية في مختلف المحافل.

ترامب وروبيو: انفتاح مشروط

المثير في السياق هو موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى انفتاحًا على “سماع الحجج المؤيدة” لبرنامج إيران النووي المدني، وهو توجه دعمته أيضًا تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، مما يشير إلى رغبة أمريكية واضحة في التوصل إلى حل سياسي يخفف من تصعيد التوتر في المنطقة.

التعقيدات اللوجستية والدبلوماسية

وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة من المحادثات بين الجانبين في وقت سابق، إلا أنها تأجلت لأسباب وصفت بـ”اللوجستية والفنية”، حسب تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. ولم يخف عراقجي أن هذه التأجيلات لا تعني تراجعًا عن المسار التفاوضي، بل تأتي ضمن ظروف خارجة عن إرادة الطرفين.

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الاجتماع الذي كان مرتقبًا بين الاتحاد الأوروبي وإيران لمناقشة القضايا النووية قد تم إلغاؤه أيضًا، ما يبرز حجم التعقيدات الدولية التي تحيط بهذا الملف.

أمل بوقف لإطلاق النار في غزة

في تطور لافت، ربط ويتكوف أيضًا بين المحادثات النووية والوضع في غزة، مشيرًا إلى أمل الإدارة الأمريكية في تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار في القطاع، قبل أو بعد زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة في مايو، مما يعكس تداخل الملفات السياسية والأمنية في المنطقة، وتعقيد عملية التفاوض مع طهران.

ختام: مسار محفوف بالتحديات

في ظل هذه المعطيات، تبدو الجولة الرابعة من المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية محاطة بالكثير من الترقب، وسط آمال بإمكانية التوصل إلى تفاهم يخفف من حدة التصعيد، ويعيد الملف النووي إلى طاولة الدبلوماسية. لكن المؤكد أن الطريق إلى الحل لن يكون سهلًا، بل محفوفًا بتجاذبات إقليمية ودولية قد تعيق الوصول إلى نتائج ملموسة في الأمد القريب.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: من المحادثات

إقرأ أيضاً:

ويتكوف: المحادثات مع إيران لن تستمر ما لم تكن مثمرة

قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إنه إذا لم تكن الجولة الجديدة من المحادثات مع إيران مثمرة، فإن هذا التفاوض لن يستمر وسيكون هناك مسار آخر، وفق تعبيره.

وأوضح ويتكوف في مقابلة مع موقع بريتبارت الأميركي، أمس الجمعة، أن واشنطن لن تقبل باتفاق سيئ، ولن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، معربا عن أمله في نجاح الجولة المقبلة من المحادثات التي تُعقد غدا الأحد في سلطنة عمان.

وقال المبعوث الأميركي إن "الإيرانيين لا يمكنهم امتلاك قنبلة نووية. لقد أكدوا لنا أنهم لا يريدون الحصول عليها، لذا، ومن أجل هذه المحادثات، سنأخذ كلامهم على محمل الجد".

وتابع قائلا "يجب تفكيك منشآت التخصيب الإيرانية. لا يمكنهم امتلاك أجهزة طرد مركزي. عليهم تخفيض نسبة تخصيب كل وقودهم الموجود هناك وإرساله إلى مكان بعيد، وعليهم التحول إلى برنامج مدني".

وفي وقت سابق أمس الجمعة، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه تقرر عقد الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة يوم الأحد، بناء على مقترح عماني وافقت عليه طهران.

وأوضح في تصريحات صحفية أن "التقدم في مسار التفاوض يتطلب مزيدا من المشاورات والوقت لدراسة محتوى المفاوضات. مباحثاتنا تمضي قدما وتخوض في التفاصيل تدريجيا".

إعلان

وأكد عراقجي أن الموقف الإيراني "مبدئي لا يتغير"، إلا أن "الطرف الأميركي يقدم رسائل متناقضة حول المفاوضات ربما على سبيل الدهاء التفاوضي، أو لأن الإدارة الأميركية لم تحدد سياساتها بعدُ حيال المفاوضات".

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت عام 2018، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، واعتمدت سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران.

وبعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، أعاد ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى"، لكنه بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية يحضها فيها على إجراء مباحثات بشأن الملف النووي.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تشير إلى إحراز "تقدم جوهري" في المحادثات التجارية مع الصين
  • جمعت الوفدين الأمريكي والإيراني في مسقط.. جولة مفاوضات رابعة تُحيِي آمال «التفاهم النووي»
  • طهران وواشنطن تتحدثان عن جولة رابعة “صعبة ومثمرة” للمفاوضات النووية
  • جولة رابعة مشجّعة من المباحثات النووية الفنية بين أمريكا وايران في مسقط
  • استئناف مباحثات واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني
  • إيران تتهم واشنطن بنصب "فخ تفاوضي" وتستعد لفشل المحادثات النووية.. تطور خطير
  • إيران والولايات المتحدة تستأنفان الجولة الرابعة من المحادثات النووية
  • المحادثات النووية على حافة الانهيار.. إيران تستعد لسيناريو الفشل
  • عراقجي يزور السعودية وقطر.. ويعلن استعداد إيران لجولة مفاوضات رابعة مع أمريكا
  • ويتكوف: المحادثات مع إيران لن تستمر ما لم تكن مثمرة