الأسبوع:
2025-05-17@20:32:03 GMT

ورطة الهلالي «1»

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

ورطة الهلالي «1»

أثار الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، جدلا واسعا في الأوساط الدينية والثقافية من خلال منهجه الذي أطلق عليه "استفت قلبك"، ويتبنى فيه «الهلالي» تيسيرات فقهية تصل في كثير من الأحيان إلى حد تبني آراء شاذة ومخالفة للإجماع الفقهي المستقر، وقد وضع هذا المنهج، الأستاذ الأزهري في "ورطة" حقيقية، وجعله عرضة للنقد والتجريح من قبل المؤسسة الدينية وزملائه من العلماء وقطاعات واسعة من الجمهور.

إن قاعدة "استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك"، هي جملة وردت في حديث نبوي صحيح، لكن "الهلالي" يذهب بهذه القاعدة مذاهب بعيدة عن مقاصدها الأصلية. فالحديث في جوهره يدعو إلى استشعار الضمير الحي والوازع الداخلي عند الشك في حكم مسألة ما، لا إلى تجاوز النصوص الواضحة والإجماع المستقر بناء على هوى النفس أو مجرد الاستحسان القلبي أو العقلي المجرد، وهذا ما سوف نفرد له المقال القادم إن شاء الله تعالى.

وتتجلى "ورطة الهلالي" في تبنيه لآراء فقهية عديدة أثارت استياء واسعا. منها على سبيل المثال: رأيه المتعلق بقضية عدم وقوع الطلاق الشفهي، والمساواة المطلقة في الميراث بين الذكور والإناث، وإباحة بعض المحرمات التي ثبتت أدلة تحريمها في الكتاب والسنة. هذه الآراء، وغيرها، قوبلت برفض قاطع من المؤسسة الدينية الرسمية، ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، التي رأت في هذه الآراء خروجا عن الثوابت الشرعية وتعديا على أصول الفقه ومناهج الاستدلال المعتبرة.

لم يقتصر النقد على المؤسسات الرسمية، بل امتد ليشمل زملاء الهلالي من أساتذة الفقه بجامعة الأزهر، الذين عبروا عن قلقهم إزاء ما يرونه "تسيبا" في الفتوى وتشويها لصورة الفقه الإسلامي المعتدل. كما انتقدوا منهجه في التعامل مع النصوص الشرعية، والذي يتسم في نظرهم بالانتقائية والتأويلات البعيدة عن السياق التاريخي واللغوي للنص.

وقال عنه الدكتور على جمعة مفتى الديار الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء: إن الهلالي لا يستحق الرد عليه، وخاصة فيما يتعلق بقضية مساواة المرأة بالرجل في الميراث، معتبرا أن هذا ليس كلاما علميا حتى يمكن الرد عليه بالعلم، وإنما هو كلام جهل، نلتزم فيه بقول الله تعالى: ".. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".

أما على صعيد الجمهور، فقد انقسمت الآراء حول منهج الهلالي، فوجد فيه البعض صوتا "تنويريا" يسعى إلى تخفيف القيود وتقديم فهم أكثر "عقلانية" للدين، ومحاولة جريئة لتجديد الخطاب الديني، ورأى فيه آخرون تهديدا للثوابت الدينية وتمييعا للشعائر والأحكام، وانزلاقا نحو التسيب والانحراف عن المنهج القويم.

هذا الانقسام المجتمعي زاد من حدة "ورطة الهلالي"، وجعله شخصية مثيرة للجدل في كل ظهور إعلامي أو تصريح فقهي.

إن "ورطة الهلالي" ليست مجرد خلاف عابر، بل هي تعكس إشكالية أعمق تتعلق بحدود التيسير في الفتوى، وضوابط الاجتهاد المقبول، ومسؤولية العالم تجاه النصوص الشرعية وإجماع الأمة.

في نهاية المطاف، يبقى الحكم على منهج "استفت قلبك" للدكتور "الهلالى" رهنا بالدراسة المتأنية والمناقشة العلمية الرصينة، بعيدا عن التجريح الشخصي والانفعالات العاطفية. لكن المؤكد أن تبنيه لآراء فقهية شاذة قد وضعه في موقف لا يحسد عليه، وجعله في مرمى سهام النقد، وهو ما يمثل "ورطة" حقيقية لأستاذ جامعي كنا ننتظر منه أن يكون حارسا أمينا على ثوابت الدين لا متجاوزا لها.

إن شاء الله نستكمل الحديث في هذه القضية إن كان في العمر بقية، ونكشف بالمعلومات لا بالتكهنات من هو الشخص الذى ورط "الهلالى" في الإتيان بكل ما هو غريب وشاذ، حتى يحقق شهرة وانتشارا واسعا، في أقصر وقت ممكن، وقد كان له ما أراد، وليته ما فعل. [email protected]

اقرأ أيضاًبحضور علماء الشريعة والقانون.. معرض الكتاب يناقش «فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة» لـ سعد الدين الهلالي

«بناتك جزء منك».. سعد الدين الهلالي: قانون المواريث يحتاج إلى تعديلات في مسائل مهمة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف الدكتور سعد الدين الهلالي المؤسسة الدينية

إقرأ أيضاً:

خلصوا عليه بالخرطوش.. مقـ تل شاب في مشاجرة بشوارع المحلة

شهدت قريتا محلة حسن ومنشأة الأمراء بمركز ومدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، مشاجرة بالأسلحة النارية بين مجموعة من الشباب أسفرت عن وفاة شاب في منتصف العقد الثالث من عمره برصاصة بالرأس ما اودى بحياته في الحال، عقب وصوله طوارئ مستشفي المحلة العام وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق .

جهود أمن الغربية 

وتعود أحداث الواقعة حينما تلقت الاجهزه الامنية بمديرية أمن الغربية إخطارا من مأمور مركز شرطة المحلة يفيد بورود بلاغ من شرطة النجده حول واقعة وفاة شاب رميا بالرصاص بنطاق قريتي محلة حسن ومنشأة الأمراء بدائرة المركز.

كما انتقلت القيادات الأمنية وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلي مكان الحادث للوقوف على آخر تطوراته.

سقوط الضحية 

وأفادت التحريات الأمنية عن وفاة الشاب احمد محمود الشرقاوي 23 سنة مصاب بطلق ناري بالرأس بمجرد وصوله إلي طوارئ مستشفي المحلة العام .

الأمن يطارد الجناة 

وتكثف الاجهزه الامنيةبمديرية أمن الغربية من جهودها لكشف هوية مرتكب الواقعة وضبط الجاني .

وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول ظروف وملابسات الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

طباعة شارك أمن الغربية وفاة شاب رميا بالرصاص مشاجرة شوارع المحلة النيابة العامة

مقالات مشابهة

  • نائب عن الصهيونية الدينية: العالم اعتاد القتل بغزة دون أن يُبدي أي اهتمام (شاهد)
  • تعزيز مهارات الكوادر الدينية بالداخلية
  • نجل محمد رمضان في ورطة قضائية.. قرار بإيداعه دار رعاية بعد اعتداء داخل نادٍ
  • FP: ترامب لا يتبع النهج المنصوص عليه تجاه إسرائيل
  • ترامب في رحلة العودة يكشف عن مبلغ حصل عليه في جولته
  • لماذا يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس؟
  • خلصوا عليه بالخرطوش.. مقـ تل شاب في مشاجرة بشوارع المحلة
  • وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ يقدم وظيفة ومنحة دراسية لأبناء ضحية العنف الأسري ببني سويف
  • حماس: هذا ما اتفقنا عليه مع واشنطن مقابل الإفراج عن عيدان ألكسندر!
  • الأثرياء في ورطة.. لا يجدون من يدير ثرواتهم!