أثار الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، جدلا واسعا في الأوساط الدينية والثقافية من خلال منهجه الذي أطلق عليه "استفت قلبك"، ويتبنى فيه «الهلالي» تيسيرات فقهية تصل في كثير من الأحيان إلى حد تبني آراء شاذة ومخالفة للإجماع الفقهي المستقر، وقد وضع هذا المنهج، الأستاذ الأزهري في "ورطة" حقيقية، وجعله عرضة للنقد والتجريح من قبل المؤسسة الدينية وزملائه من العلماء وقطاعات واسعة من الجمهور.
إن قاعدة "استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك"، هي جملة وردت في حديث نبوي صحيح، لكن "الهلالي" يذهب بهذه القاعدة مذاهب بعيدة عن مقاصدها الأصلية. فالحديث في جوهره يدعو إلى استشعار الضمير الحي والوازع الداخلي عند الشك في حكم مسألة ما، لا إلى تجاوز النصوص الواضحة والإجماع المستقر بناء على هوى النفس أو مجرد الاستحسان القلبي أو العقلي المجرد، وهذا ما سوف نفرد له المقال القادم إن شاء الله تعالى.
وتتجلى "ورطة الهلالي" في تبنيه لآراء فقهية عديدة أثارت استياء واسعا. منها على سبيل المثال: رأيه المتعلق بقضية عدم وقوع الطلاق الشفهي، والمساواة المطلقة في الميراث بين الذكور والإناث، وإباحة بعض المحرمات التي ثبتت أدلة تحريمها في الكتاب والسنة. هذه الآراء، وغيرها، قوبلت برفض قاطع من المؤسسة الدينية الرسمية، ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، التي رأت في هذه الآراء خروجا عن الثوابت الشرعية وتعديا على أصول الفقه ومناهج الاستدلال المعتبرة.
لم يقتصر النقد على المؤسسات الرسمية، بل امتد ليشمل زملاء الهلالي من أساتذة الفقه بجامعة الأزهر، الذين عبروا عن قلقهم إزاء ما يرونه "تسيبا" في الفتوى وتشويها لصورة الفقه الإسلامي المعتدل. كما انتقدوا منهجه في التعامل مع النصوص الشرعية، والذي يتسم في نظرهم بالانتقائية والتأويلات البعيدة عن السياق التاريخي واللغوي للنص.
وقال عنه الدكتور على جمعة مفتى الديار الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء: إن الهلالي لا يستحق الرد عليه، وخاصة فيما يتعلق بقضية مساواة المرأة بالرجل في الميراث، معتبرا أن هذا ليس كلاما علميا حتى يمكن الرد عليه بالعلم، وإنما هو كلام جهل، نلتزم فيه بقول الله تعالى: ".. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".
أما على صعيد الجمهور، فقد انقسمت الآراء حول منهج الهلالي، فوجد فيه البعض صوتا "تنويريا" يسعى إلى تخفيف القيود وتقديم فهم أكثر "عقلانية" للدين، ومحاولة جريئة لتجديد الخطاب الديني، ورأى فيه آخرون تهديدا للثوابت الدينية وتمييعا للشعائر والأحكام، وانزلاقا نحو التسيب والانحراف عن المنهج القويم.
هذا الانقسام المجتمعي زاد من حدة "ورطة الهلالي"، وجعله شخصية مثيرة للجدل في كل ظهور إعلامي أو تصريح فقهي.
إن "ورطة الهلالي" ليست مجرد خلاف عابر، بل هي تعكس إشكالية أعمق تتعلق بحدود التيسير في الفتوى، وضوابط الاجتهاد المقبول، ومسؤولية العالم تجاه النصوص الشرعية وإجماع الأمة.
في نهاية المطاف، يبقى الحكم على منهج "استفت قلبك" للدكتور "الهلالى" رهنا بالدراسة المتأنية والمناقشة العلمية الرصينة، بعيدا عن التجريح الشخصي والانفعالات العاطفية. لكن المؤكد أن تبنيه لآراء فقهية شاذة قد وضعه في موقف لا يحسد عليه، وجعله في مرمى سهام النقد، وهو ما يمثل "ورطة" حقيقية لأستاذ جامعي كنا ننتظر منه أن يكون حارسا أمينا على ثوابت الدين لا متجاوزا لها.
إن شاء الله نستكمل الحديث في هذه القضية إن كان في العمر بقية، ونكشف بالمعلومات لا بالتكهنات من هو الشخص الذى ورط "الهلالى" في الإتيان بكل ما هو غريب وشاذ، حتى يحقق شهرة وانتشارا واسعا، في أقصر وقت ممكن، وقد كان له ما أراد، وليته ما فعل. [email protected]
اقرأ أيضاًبحضور علماء الشريعة والقانون.. معرض الكتاب يناقش «فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة» لـ سعد الدين الهلالي
«بناتك جزء منك».. سعد الدين الهلالي: قانون المواريث يحتاج إلى تعديلات في مسائل مهمة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف الدكتور سعد الدين الهلالي المؤسسة الدينية
إقرأ أيضاً:
عوض تاج الدين: ملف طبي لكل مواطن ضمن استراتيجية التأمين الصحي الشامل
كتب- حسن مرسي:
أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أن منظومة التأمين الصحي الشامل تمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين في مصر.
وقال خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "خط أحمر" على قناة "الحدث اليوم" إن هذه المنظومة تعتمد على إنشاء ملف طبي فردي لكل مواطن، يتضمن التاريخ الصحي والعلاجات المقدمة، مما يتيح للأطباء متابعة دقيقة لحالة كل فرد ضمن الأسرة.
وأضاف تاج الدين أن النظام يقوم على ثلاث ركائز أساسية تبدأ من الرعاية الأولية في الوحدات الصحية، مرورًا بالتدخلات الطبية المخصصة لكل حالة، وصولاً إلى توفير الأدوية والتشخيصات المتقدمة.
وأشار إلى أن هذا النهج يضمن تقديم خدمات صحية شاملة تلبي احتياجات المواطنين، مع التركيز على جودة الرعاية والوصول العادل للخدمات في جميع أنحاء البلاد.
وأكد مستشار الرئيس أن حملة "100 يوم صحة" حققت إنجازات كبيرة في الكشف المبكر عن الأمراض وتوفير التطعيمات والإجراءات الوقائية، مما ساهم في إعداد خريطة صحية دقيقة للمواطنين عبر المحافظات.
وتابع مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أن هذه الخريطة تمثل أداة حيوية للتخطيط المستقبلي وتوسيع نطاق الخدمات الصحية، مما يعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الصحية بكفاءة.
وأشار تاج الدين إلى أن منظومة التأمين الصحي الشامل تُعد خطوة استراتيجية لتعزيز النظام الصحي في مصر، حيث تركز على الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الدقيق، لضمان حياة صحية أفضل للجميع.
وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أن هذه الجهود تعكس التزام الدولة بتحسين جودة الخدمات الطبية وتوفيرها لكل مواطن، بما يساهم في بناء مجتمع أكثر صحة واستدامة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور محمد عوض تاج الدين ملف طبي لكل مواطن استراتيجية التأمين الصحي الشامل منظومة التأمين الصحي الشامل برنامج خط أحمرتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
عوض تاج الدين: ملف طبي لكل مواطن ضمن استراتيجية التأمين الصحي الشامل
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
43 28 الرطوبة: 19% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك