نظمت المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسندم ممثلة بقسم التواصل والإعلام ندوة ناقشت التقدم التقني والتكنولوجي، وذلك بقاعة مكتب والي بخاء. رعى الندوة سعادة الشيخ عبدالله بن سالم الفارسي والي خصب، واستهدفت الندوة المنسقين الإعلاميين بمدارس المحافظة وبالمؤسسات الحكومية الأخرى على مستوى ولايات محافظة مسندم.

وقالت فاطمة بنت محفوظ الحميدي، رئيسة قسم التواصل والإعلام بتعليمية مسندم: إن تنفيذ هذه الندوة جاء ليواكب التقدم التقني والتكنولوجي الذي أصبح يغزو العالم والأفراد سريعاً، فبين تواصل إيجابي ينتج عنه تبادل الأفكار واكتساب الخبرات والاطلاع على التجارب المختلفة التي تعود على الأفراد بالنفع، وبين من يوظف وسائل التواصل المختلفة بطرق وأساليب خاطئة تقود بالشخص إلى عواقب وخيمة، فتم تنظيم هذه الندوة بهدف تعزيز الوعي القانوني في مجال الإعلام، بالإضافة إلى توسعة المدارك والمفاهيم الإعلامية التي من شأنها أن تسهم في تطوير العمل الإعلامي.

الورقة الأولى قدمها علي بن كرم البلوشي، رئيس قسم الشؤون القانونية بتعليمية مسندم، بورقة عمل قيمة بعنوان "مقتطفات من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 2011/12"، حيث استعرض من خلال ورقته أبرز النقاط التي تضمنها القانون، مسلطًا الضوء على الاختلافات الجوهرية بين الجرائم التقليدية والجرائم التقنية التي تعتمد على استخدام الوسائل الإلكترونية وشبكة الإنترنت.

كما تناول بالتفصيل جرائم تقنية المعلومات، موضحًا عناصرها الأساسية التي تميزها عن غيرها من الجرائم. وتطرق البلوشي إلى الدوافع الكامنة وراء ارتكاب مثل هذه الجرائم، مشيرًا إلى التطورات التقنية المتسارعة التي قد تُستغل لأغراض غير قانونية. وفي ختام ورقته، تطرق إلى الحلول التشريعية والتقنية المقترحة لمواجهة هذه النوعية من الجرائم والحد من انتشارها، مؤكدًا على أهمية الوعي القانوني والتقني لدى أفراد المجتمع ومؤسساته للتصدي لهذه التحديات المتزايدة في الفضاء الرقمي.

كما قدم محمد بن راشد الفليتي، ناشط اجتماعي وإعلامي، ورقة عمل بعنوان (أنشرها صح)، تناولت الورقة بعض الجوانب التي من شأنها أن تسهم في تمكين وتعزيز المادة المصورة التي تستهدف مختلف الفئات. كما تناول كذلك التعريف بالإعلام وأقسامه، وعن طرق نشر الأخبار قديماً وحديثاً، وذكر منصات التواصل الاجتماعي الحالية التي تُعتبر فاعلة ومساهمة في نقل الخبر الصحيح أو الخبر المضلل. مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لها جوانب عديدة تسهم في تقوية التواصل بين الأفراد، وتُسهل لأصحاب الأعمال العمل في مختلف المجالات. مختتمًا حديثه بأنه من الواجب تذكره دائماً أن وسائل التواصل الاجتماعي تظل سلاحًا ذا حدين، من الممكن أن تتسبب في إثارة الجدل أو الفتنة أو نقل الأخبار الكاذبة.

أما عبدالعزيز بن أحمد علي الشحي، فقد جاءت ورقته في مجال التصوير بهدف تعزيز مهارات المشاركين في الجانب الفني، وتقديم نصائح عملية حول كيفية استخدام كاميراتهم بفعالية لالتقاط صور ذات جودة عالية.

كما تناولت الورقة جملة من المحاور الأساسية، منها إعدادات الكاميرا المناسبة وزوايا التقاط الصور، بالإضافة إلى أفضل الأوقات لالتقاط الصور. تم التطرق إلى أساسيات إعداد الكاميرا وكيفية ضبطها بشكل يناسب مختلف الظروف والتحديات التي قد يواجهها المصورون، وقد تم التركيز خلال العرض على ثلاثة عناصر رئيسية في إعدادات الكاميرا، وتقديم أمثلة عملية لشرح كيفية استخدام هذه الإعدادات في مختلف البيئات والظروف.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

التلوث والصيد الجائر ..تحديان يعصفان بشعاب مسندم

تحتضن محافظة مسندم مشاهد طبيعية جذابة، بما في ذلك الخيران البحرية التي تتوغل في الجبال، مما يجعلها مقصدًا مثاليًا لعشاق المغامرات البحرية، ومع ذلك، فإن هذه المناظر تواجه تحديات، مثل التغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر، مما يتطلب جهدًا جماعيًا لحماية هذه الثروات البحرية، في هذا السياق تُبرز الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية والمجتمع المحلي أهمية الحفاظ على الشعاب المرجانية، التي تُعد خط الدفاع الأول ضد التآكل وتوفر موائل حيوية للعديد من الكائنات البحرية.

استدامة بيئية

التقت «$» عبدالواحد بن حسن الكمزاري، مسؤول الرقابة البيئية بإدارة البيئة بمحافظة مسندم، وحاورته حول أهمية البيئة البحرية، وأهمية الشعاب المرجانية، وأوجه التهديد التي تتعرض لها، والجهود المبذولة لحمايتها وصون تنوعها البيولوجي، فقال: في ظل التوجيهات السامية نحو تعزيز الاستدامة البيئية والحفاظ على ثرواتنا الطبيعية، تأتي أهمية البيئة البحرية في محافظة مسندم كإحدى الركائز الأساسية التي نحرص على حمايتها وتنميتها، نظرًا لما تزخر به من تنوع بيولوجي فريد ونظم بيئية حساسة، من بينها الشعاب المرجانية التي تُعد من أهم البيئات البحرية على الإطلاق.

وأضاف: إن الشعاب المرجانية ليست فقط موائل غنية بالحياة البحرية، بل تُعد أيضًا خط الدفاع الأول للسواحل ضد التآكل والعواصف، وتحمي المجتمعات الساحلية، ومصدر جذب بيئي وسياحي مهم، وتسهم في دعم السياحة البيئية مثل الغوص والغطس، وتوفر مأوى وغذاء ومكانًا للتكاثر لملايين الكائنات البحرية، وتعد كذلك مصدرًا مهمًا لصيد الأسماك، ومن هذا المنطلق نؤكد أن الحفاظ على هذه الشعاب هو مسؤولية مشتركة بين الجهات المعنية والمجتمع المحلي والزوار.

بيئة مثالية

وأوضح مسؤول الرقابة البيئية بمحافظة مسندم أن المحافظة لديها تنوع بيئي فريد، حيث تُعد مياهها من أغنى المناطق بالشعاب المرجانية في سلطنة عُمان، لا سيما على طول السواحل الوعرة والمياه الضحلة المحيطة بالجزر، وتوفر الشعاب المرجانية موائل طبيعية لعدد كبير من الكائنات البحرية، حيث تسهم في استدامة سلاسل الغذاء البحرية، بالإضافة إلى دورها في حماية السواحل من التآكل، وتشتهر بعدة أنواع من الشعاب المرجانية في المنطقة، التي تُعد بيئة مثالية لتكاثر أنواع مختلفة من الأسماك، وأنواع من القشريات، والأحياء الدقيقة.

مهمات ميدانية

يقول عبدالواحد الكمزاري: إن لدى إدارة البيئة بمحافظة مسندم ومركز دبا فريق عمل متخصص من موظفي إدارة البيئة، وبالتعاون مع غواصين ممارسين ومساعدين، وشركات سياحية متخصصة، بالإضافة إلى متطوعين، للقيام بتنفيذ المهمة الميدانية لانتشال مخلفات ومعدات الصيد التي تشكل خطرًا مباشرًا على الحياة البحرية، خصوصًا الشعاب المرجانية، بجميع ولايات محافظة مسندم التي لديها شواطئ، بالإضافة إلى نيابة ليما والقرى البحرية.

وأضاف الكمزاري: عندما تتلقى هيئة البيئة بلاغًا يفيد بوجود كميات كبيرة من مخلفات ومعدات الصيد من (الشباك والخيوط والحبال المهملة) في المناطق البحرية في محافظة مسندم، ينطلق فريق العمل إلى الموقع المستهدف مزودين بالمعدات اللازمة، حيث يقوم الغواصون بالنزول إلى أعماق البحر لتحديد أماكن تراكم الشباك العالقة بالشعاب المرجانية وانتشالها بعناية لتقليل الأضرار البيئية، بمشاركة موظفين مساعدين في جمع الشباك والمخلفات بعد إخراجها من المياه، ويتم تحميلها على قارب آخر مخصص لنقلها إلى الميناء، سواء في ولاية خصب أو في ولاية دبا، حيث يتم التنسيق المسبق مع شركة «بيئة» لاستلام المخلفات والتخلص منها بطرق بيئية سليمة.

منصة «تجاوب»

وحول مدى تجاوب الهيئة وإدارة البيئة بمحافظة مسندم مع منصة «تجاوب»، يرد عبدالواحد الكمزاري قائلًا: نعم، إنهم متجاوبون بشكل سريع، ويمثل هذا التجاوب لدى هذه المؤسسة نموذجًا حديثًا للتحول الرقمي في سلطنة عُمان، حيث تسعى إلى جعل الخدمات الحكومية أكثر استجابة لاحتياجات المجتمع من خلال التفاعل المباشر والشفاف.

ومنصة «تجاوب» في سلطنة عُمان هي منصة وطنية إلكترونية تم إطلاقها بناء على توجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في سبتمبر 2024، بهدف تعزيز التواصل بين المواطنين والمقيمين والمؤسسات الحكومية، وتهدف المنصة إلى تحسين الخدمات الحكومية من خلال تقديم عدة أنواع من الطلبات، وهي «المقترحات والشكاوى والبلاغات والاستفسارات» من المستفيدين، مما يسهم في رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية، وتتيح للمستخدمين تقديم استفساراتهم وآرائهم بسهولة وسرعة عبر منفذ رقمي موحّد.

حماية البيئة البحرية

وحول مراقبة الأنشطة البحرية، أشار مسؤول الرقابة البيئية بإدارة البيئة بمحافظة مسندم إلى أن هيئة البيئة وإدارة البيئة بمحافظة مسندم تقومان بدور محوري في حماية البيئة البحرية في سلطنة عُمان وفي المحافظة، وذلك من خلال مراقبة الأنشطة البحرية، وتنظيم حملات توعية لتنفيذ القوانين البيئية، والاستجابة الفورية للبلاغات المتعلقة بالتلوث والممارسات الخاطئة، كما تقوم الهيئة بجهود كبيرة في رصد النظم البيئية البحرية، ودعم مشاريع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية، والتعاون مع المجتمع المحلي والصيادين للحد من الممارسات التي قد تُلحق الضرر بالبيئة البحرية، مثل التخلص العشوائي من معدات الصيد.

حملات توعية

وحول التعاون مع الجهات المختصة والشركات المعنية، قال عبدالواحد الكمزاري: إن ثمة تعاونًا كبيرًا مع عدد من الجهات المختصة، بالإضافة إلى المتطوعين والمختصين بإدارة البيئة، ونقوم بإطلاق حملات تنظيف ميدانية لبيئات الشعاب المرجانية، الهدف منها إزالة المخلفات البحرية وتعزيز الوعي العام بأهمية هذه البيئات، وضرورة الابتعاد عن الممارسات المضرّة أو الخاطئة مثل رمي النفايات أو ملامسة الشعاب أثناء الغوص، مضيفًا: المختصون بإدارة البيئة بالمحافظة ومركز دبا يقومان بالتصدي لجميع الظواهر السلبية والمخالفات البيئية، بزيادة نسبة الاستجابة لجميع البلاغات الواردة، واتخاذ كافة الإجراءات المتبعة، وندعو الجميع أفرادًا ومؤسسات إلى أن يكونوا شركاء في هذا الجهد النبيل نحو بيئة بحرية نظيفة مستدامة.

فكر بيئي جديد

وحول تثقيف طلبة المدارس وبرامج التوعية، قال مسؤول الرقابة البيئية بإدارة البيئة بمحافظة مسندم: تنفذ إدارة البيئة بالمحافظة ومركز دبا العديد من الندوات والمحاضرات وبرامج التوعية، بهدف تثقيف طلبة المدارس والمجتمع عن المناسبات البيئية وتبني فكر بيئي جديد، وذلك بإحداث التغيير في البيئة وفي سلوك الطلبة معًا؛ لذا أقدمت إدارة البيئة بمحافظة مسندم على تكثيف المحاضرات والفعاليات المختلفة بولايات المحافظة، لزيادة الوعي لدى الأفراد من خلال برامج التربية البيئية، التي نستطيع من خلالها إيجاد إدراك واسع للعلاقة بين الإنسان وبيئته، وإشعاره بمسؤوليته في حماية البيئة من خلال تبني سلوك ملائم يُمارس بصفة دائمة على المستويين الفردي والجماعي.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد النوعي للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بالشرقية ينظم ندوة عن الكشف المبكر لأورام الثدي
  • ندوة حوارية بدمشق لتجاوز إشكاليات عقود الإيجار ذات التمديد الحكمي
  • التلوث والصيد الجائر ..تحديان يعصفان بشعاب مسندم
  • ساو باولو البرازيلية تستضيف ندوة بعنوان 77 عاما على احتلال فلسطين (شاهد)
  • ندوة تفاعلية لكتاب داسم.. مزج مبتكر بين الأدب والفن والتحليل النفسي
  • تراث سوريا الأثري وفلكلورها يحضران في ندوة بالمتحف الوطني
  • بحضور وزيرة التضامن السابقة "التمكين الاقتصادي والاجتماعي في مصر" فى ندوة بجامعة أسيوط
  • «التمكين الاقتصادي والاجتماعي في مصر».. ندوة علمية بجامعة أسيوط
  • ندوة ثقافية في مديرية بدبدة بذكرى الهجرة النبوية
  • للتوعية بقانون العمل الجديد.. وزير العمل يفتتح ندوة تثقيفية بالتعاون مع مستثمري الغردقة