لقاء خاص مع احد اشهر صانعي الساعات في العالم : العبقري السويسري فرانك مولر يعيد ابتكار الزمن !
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
جمال المجايدة – الوطن:
تلقيت دعوة من الدكتور الان بارون خبير الاثار السويسري لتناول العشاء في الفيلا الخاصة به في سانت ريجيس السعديات في ابوظبي, وقدمنى الى صديق طفولته فرانك مولر, عبقري صناعة الساعات واحد اشهر صانعيها في العالم , والذي كان يجلس في الحديقة متأملا مشهد الغروب , نهض الرجل من كرسيه ورحب بي بحرارة وجلست الى جواره أشاركه في تأمل المشهد الرائع !
تبادلنا الاحاديث الودية عن قصة حضورى الى ابوظبي في عام 1980 للاقامة والعمل في الصحافة , وقال لي انه زار ابوظبي ايضا في عام 1983 بدعوة من احد الشيوخ ثم زار دبي في العام نفسه , ولم يخف دهشته واعجابه بالتطور المذهل الذي شهدته كلا من ابوظبي ودبي خلال الاربعين عاما الماضية .
سألني عن رحلتي مع الصحافة في ابوظبي والممتدة منذ 45 عاما , ثم بادلته السؤال عن بدايته مع عالم الساعات ؟ اجاب قائلا : البداية كانت في الشارع ! لقد كانت لي ” بسطة صغيرة ” في احد شوارع جنيف مساحتها متر مربع واحد فقط وبجواري صديقي آلان بارون لديه البسطة ذاتها , كنت ابيع الساعات المستعملة واقوم باصلاح الساعات القديمة مقابل فرانكات قليلة , وكان آلان يبيع العملات القديمة والنقود الاثارية , كلانا احترف مهنته فيما بعد واصبح لامعا فيها !
يقول آلان بارون خلال الحديث : في سن 30 عاما اصبح فرانك مولر مشهورا على مستوى العالم واصبح يقابل الملوك والرؤساء والنخب الحاكمة في العديد من الدول لفضل ابتكاراته الثورية في صناعة الساعات !
ثم يضيف فرانك : لم اكن اتخيل ان اقفز من ” بسطة الشارع ” الصغيرة الى القصور الملكية والرئاسية خلال فترة زمنية وجيزة واصبح مليونيرا يعيش في موناكو وجنيف وفي مدن فخمة في اوروبا !
يقول فرانك مولر” نعيد باستمرار تعريف حدود ضبط الوقت. كل ساعة لدينا هي مزيج من الفن والعلم والإرث”، ويؤكد ان سر شهرته انه صنع ملايين الساعات لكن كل ساعة تختلف عن الاخرى في صناعتها وتكوينها .
سيّد التعقيدات
قلة من الأسماء في عالم صناعة الساعات تحظى بالإعجاب والتقدير مثل فرانك مولر، صانع الساعات السويسري الرؤيوي المعروف عالميًا بلقب “سيّد التعقيدات”. فمنذ أن شارك في تأسيس علامته التجارية التي تحمل اسمه عام 1992، أحدث مولر ثورة في عالم صناعة الساعات من خلال عبقريته التقنية، وتصميماته الطليعية، وسعيه المستمر نحو الكمال.
أسطورة في صناعة الساعات
ولد فرانك مولر عام 1958 في مدينة لا شو دو فون، سويسرا – إحدى أبرز معاقل صناعة الساعات السويسرية. أبدى اهتمامًا مبكرًا بالفن الميكانيكي، ودرس في مدرسة جنيف لصناعة الساعات، حيث تميز وتخرج بتفوق، ليصبح لاحقًا خبيرًا في ترميم الساعات القديمة والمعقدة.
في عام 1991، دخل مولر في شراكة مع رجل الأعمال الأرمني فارتان سيرماكس لتأسيس علامة تجارية لا مثيل لها. كانت رؤيتهما تهدف إلى تصميم ساعات معاصرة تحتوي على أعقد الآليات الميكانيكية التي كانت تقليديًا محفوظة لساعات الجيب، وجعلها قابلة للارتداء على المعصم.
تم إطلاق علامة فرانك مولر رسميًا في عام 1992، وسرعان ما حظيت بإشادة دولية واسعة. وبدأت الشركة في عرض ابتكاراتها الجريئة ضمن فعاليات المعرض العالمي للساعات الراقية (WPHH)، مما وضعها في مصاف التحدي للبيوت السويسرية العريقة.
على مر السنين، أصبحت العلامة مشهورة بإصداراتها الأيقونية والجريئة تقنيًا، مثل:
• Aeternitas Mega 4 – أعقد ساعة يد في العالم، تحتوي على 36 تعقيدًا و1,483 قطعة داخلية
• Crazy Hours – تعقيد ذكي بتسلسل زمني غير تقليدي يتحدى المفاهيم الكلاسيكية لعرض الوقت
• آليات التوربيون، التقويمات الدائمة، مكررات الدقائق، وغيرها من التعقيدات الكبرى المصممة بروح جريئة
في قلب عالم فرانك مولر تقع Watchland، وهي ضيعة شاسعة في منطقة جينتود قرب جنيف. هنا، يتم تطوير وتصنيع وتجميع كل مكون من مكونات الساعة – من الحركة الداخلية إلى الهيكل – داخل المنشأة، بما يضمن أعلى مستويات الحِرفة والاستقلالية.
الحضور العالمي والتأثير الثقافي
اليوم، تعد فرانك مولر علامة فاخرة بارزة حول العالم، مع متاجر وباعة معتمدين في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط والأمريكيتين. وتُعد أسواق مثل الإمارات العربية المتحدة وروسيا وهونغ كونغ من أبرز معاقل محبي العلامة، حيث تلقى التصميمات الجريئة والحصرية صدى واسعًا بين النخبة. وغالبًا ما تُشاهد ساعات فرانك مولر على معاصم المشاهير والرياضيين والموسيقيين وأفراد العائلات المالكة.
التطورات الأخيرة
• إصدار 2025: خط Vanguard Slim Skeleton الجديد يُجسد سعي العلامة للرشاقة والأناقة من خلال التصميم الهيكلي المكشوف
• الاستدامة: أطلقت العلامة تغليفًا صديقًا للبيئة، واستثمرت في مصادر المواد المسؤولة أخلاقيًا
إبتكار ثوري !
بعد بضع سنوات في هذا المجال، بدأ في إنشاء ساعات فريدة من نوعها تحت اسمه. قرر فرانك مولر الذي يهدف إلى تغيير الوضع (تدفق ساعات الكوارتز في السوق) تكريس عمله لإنشاء ساعات فريدة من نوعها ، وساعات اليد على وجه الخصوص ، والتي تقدم نفس المستوى من الإنجاز التقني المقدم في ساعات الجيب.
في عام 1983 ، بعد أشهر من البحث والتفاني ، قدم فرانك مولر أول ساعات اليد له. كان لديهم جميعا حركة معقدة تم إنشاؤها من قبل نفسه فقط. أدرك أن هناك طلبا في السوق على هواة الجمع بحثا عن ساعات فريدة من نوعها.
ومن أجل تلبية هذا الطلب، نجح كل عام منذ ذلك الحين في كشف النقاب عن العرض العالمي الأول، وتجميع التعقيدات التي لم يتم إنشاؤها من قبل. أدرك فرانك مولر في وقت مبكر جدا أن توربيون كان اختراعا علميا مهما. تم إنشاؤه منذ أكثر من 200 عام في محاولة لتحقيق دقة أكبر للساعات. ابتكر فرانك ، لأول مرة على الإطلاق ، توربيون مرئيا من الأمام. على عكس جميع العلامات التجارية الأخرى Tourbillons التي لا يمكن رؤيتها إلا من الخلف. أصبح تصميمه الثوري الجديد والمضاعفات الكبرى اللاحقة حجر الزاوية لفرانك مولر الذي تم الاعتراف به ك “سيد المضاعفات” .
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: صناعة الساعات فی عام
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء تُنهي استعداداتها لعقد مؤتمر «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»
أعلنت دار الإفتاء المصرية عن انتهاء استعداداتها التنظيمية واللوجستية لعقد مؤتمرها العالمي العاشر، الذي تنظِّمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، والمقرر انطلاقه في القاهرة خلال الفترة من 12 إلى 13 أغسطس المقبل، بحضور كبار المفتين والوزراء من أكثر من مائة دولة وبمشاركة دولية وأممية واسعة.
ويأتي هذا المؤتمر بالتزامن مع احتفال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم بمرور عشرة أعوام على تأسيسها، حيث شكَّلت خلال هذه السنوات مظلة جامعة للمؤسسات والهيئات الإفتائية حول العالم، وضمَّت في عضويتها 111 مؤسسة من مختلف الدول، وأسهمت في تطوير الأداء الإفتائي وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الإفتائية.
وقال فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن المؤتمر هذا العام يأتي في توقيت بالغ الأهمية، بالنظر إلى التحولات التكنولوجية المتسارعة التي فرضت تحديات غير مسبوقة على المؤسسات الدينية، وفي مقدمتها مؤسسات الإفتاء".
وأضاف فضيلته أن دار الإفتاء تهدُف من خلال هذا المؤتمر إلى وضع أُسس واضحة لصناعة المفتي الرشيد القادر على التعامل مع أدوات العصر، وفهم التحولات الرقْمية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل رشيد ومسؤول في خدمة العملية الإفتائية، بما يحقق المصلحة الشرعية ويحفظ الثوابت الدينية، وتجديًدا لرؤية صناعة الفتوى والواقع الرقمي الجديد.
وأوضح مفتي الجمهورية أن جلسات المؤتمر ستناقش، على مدار يومين، عددًا من المحاور المتعلقة بالتكوين العلمي للمفتي، وأدوات الإفتاء في العصر الرقمي، وضوابط التعامل مع المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب عرض تجارب رائدة لبعض دُور الإفتاء العالمية في هذا المجال.
ومن جانبه، صرَّح الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن المؤتمر سيشهد حضورًا دوليًّا واسعًا من كبار المفتين والعلماء والخبراء في مجالات الفتوى والتكنولوجيا، ما يعكس المكانة المرموقة التي باتت تحتلها دار الإفتاء المصرية على المستوى الدولي.
وقال د.نجم: "اخترنا هذا العنوان تحديدًا لإيماننا العميق بأن المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن يعاد تأهيله وَفق رؤية عصرية تدمج بين التأصيل العلمي العميق والقدرة على استخدام أدوات التقنية الحديثة، بما يخدم الرسالة الإفتائية ويُسهم في تعزيز وعي المجتمعات".
وأشار إلى أن المؤتمر سيشهد الإعلان عن مبادرات إفتائية رقمية جديدة تُعَدُّ الأولى من نوعها، إلى جانب توقيع عدد من بروتوكولات التعاون مع جهات دولية لتعزيز التكامل بين المؤسسات الإفتائية عالميًّا.
اقرأ أيضاًدار الإفتاء المصرية: التشدد في منع التوسل بالنبي والأولياء تضييق على الناس
كيف تستطلع دار الإفتاء المصرية أهلة الشهور الهجرية؟.. المفتي يُجيب
«إمام المسجد النبوي»: الاحتفال بليلة 27 رجب بوصفها الإسراء بدعة.. ماذا قالت دار الإفتاء المصرية؟