7 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يواجه العراق أزمة طاقة معقدة بعد قرار الولايات المتحدة في 8 مارس 2025 إنهاء الإعفاء الذي سمح لها بدفع تكاليف استيراد الكهرباء من إيران، ضمن سياسة “الضغط الأقصى” لإدارة ترامب ضد طهران.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، استمرار هذا القرار خلال مؤتمر صحفي، مشيرة إلى أن العراق يسعى لتأمين بدائل عبر استثمار الغاز المحلي وزيادة الواردات من دول مجاورة.

و يعتمد العراق بشكل كبير على إيران، حيث يستورد 1200 ميغاواط من الكهرباء و28 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز لتشغيل محطاته، مما يجعل القرار الأمريكي تهديداً مباشراً لاستقرار الشبكة الكهربائية، خاصة في صيف 2025 الذي يتطلب 50 ألف ميغاواط.

ويتسبب هذا القرار بضغوط اقتصادية وسياسية على بغداد، إذ حذرت لجنة الطاقة النيابية العراقية من “مشاكل كبيرة” في توفير الكهرباء، مع صعوبة تأمين 45 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً.

و أشار مسؤولون عراقيون إلى غياب بدائل فورية، محذرين من “انهيار المنظومة الكهربائية” وتبعات كارثية على المواطنين. يضاف إلى ذلك تصريحات إيرانية وصفت القرار بـ”غير القانوني”، مما يعكس توتراً إقليمياً.

ويسعى العراق لتخفيف الاعتماد على إيران عبر مشاريع مثل صفقة توتال بـ27 مليار دولار لتطوير الغاز بحلول 2028، وتوقيع اتفاقيات مع شركات أمريكية مثل “جي إي فيرنوفا” لإنتاج 24 ألف ميغاواط سنوياً.

وتشير تقارير إلى استخدام خطوط كهرباء بديلة من الأردن وتركيا، لكن هذه الجهود تحتاج وقتاً واستثمارات ضخمة.

ويرى خبراء أن العراق يواجه معادلة صعبة: إما مواجهة نقص الكهرباء وغضب شعبي، أو تحدي العقوبات الأمريكية والمخاطرة بتوتر مع واشنطن.

ويبرز القرار الأمريكي تناقضات السياسة الدولية، إذ تدعم واشنطن العراق اقتصادياً بينما تضغط عليه لقطع علاقاته مع إيران، شريك تاريخي ساعد في محاربة داعش.

ويعكس هذا الوضع تحديات العراق في تحقيق الاستقلال الطاقوي وسط ضغوط جيوسياسية متشابكة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مستويات قياسية لانبعاثات غاز الميثان المرتبطة بالطاقة

أكد تقرير لوكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات غاز الميثان المرتبطة بقطاع الوقود الأحفوري عام 2024 حافظت على أرقام قريبة من المستويات القياسية التي سجلت عام 2019، وحذر التقرير من الزيادة الهائلة لانبعاثات هذا الغاز الدفيء القوي من منشآت النفط والغاز.

وحسب التقرير السنوي لمرصد الميثان العالمي، كان الإنتاج القياسي من قطاع الوقود الأحفوري -أي الغاز والنفط والفحم- مسؤولا عن إطلاق أكثر من 120 مليون طن من الميثان في الغلاف الجوي عام 2024، وهو ما يقترب من الرقم القياسي الذي سجل عام 2019.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ما غازات الدفيئة؟ وكيف تغير المناخ على الكوكب؟list 2 of 4ما نقاط التحول المناخية ولِم هي خطيرة؟list 3 of 4أكثر من قطاع النقل.. كيف تساهم تربية الماشية بتغير المناخ؟list 4 of 4هل يكفي الاستغناء عن أكياس البلاستيك بالورق لحل أزمات البيئة؟end of list

وينبعث الميثان -وهو غاز غير مرئي في الهواء وعديم الرائحة وثاني أهم غاز مسبب للاحترار المناخي بعد ثاني أكسيد الكربون- من أنابيب الغاز ومناجم الفحم، وأيضا من قطاعي الزراعة وتربية الماشية والنفايات.

ويتم إطلاق نحو 580 مليون طن من غاز الميثان سنويا، يعود 60% منها إلى النشاط البشري الناجم عن الزراعة ثم الطاقة، ويأتي نحو ثلثها من أراضي الخث الرطبة الطبيعية.

ويعد قطاع الطاقة مسؤولا عن نحو ثلث انبعاثات غاز الميثان المتأتية من أنشطة بشرية بسبب تسربات خلال الاستخراج والإنتاج أو عمليات الحرق، والنقل (خطوط أنابيب الغاز، السفن).

إعلان

كما تعتبر آبار النفط والغاز غير المستخدمة ومناجم الفحم مصادر رئيسية أخرى لتسرب غاز الميثان، بحسب دراسة جديدة أجرتها وكالة الطاقة الدولية.

وتشكل هذه الآبار والمناجم معا رابع أكبر مصدر انبعاث عالمي لغاز الميثان الناتج عن الوقود الأحفوري، إذ ساهمت بإطلاق نحو 8 ملايين طن في عام 2024.

ويتسبب غاز الميثان في الاحترار المناخي بقدر أكبر بكثير من ثاني أكسيد الكربون، وهو مسؤول عن نحو 30% من ظاهرة الاحترار العالمية منذ الثورة الصناعية وفق الأبحاث المختصة.

وتشير التقديرات إلى أن الصين تعد أكبر دولة مسببة لانبعاثات غاز الميثان المرتبط بالطاقة في العالم، وتحديدا من قطاع الفحم، تليها الولايات المتحدة ثم روسيا.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، تغطي الالتزامات الحالية من جانب الشركات والدول للحد من انبعاثات غاز الميثان 80% من إنتاج النفط والغاز العالمي، لكن عمليا "يلتزم 5% فقط من هذا الإنتاج على نحو يمكن التحقق منه بمعيار انبعاثات الميثان القريب من الصفر"، وفق الوكالة.

ويعد الخفض السريع والمستدام لانبعاثات الميثان عاملا أساسيا للحد من الاحتباس الحراري على المدى القريب وتحسين جودة الهواء.

ويتطلب ذلك -حسب منظمة الامم المتحدة- خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% عن مستويات عام 2010 بحلول عام 2030 للوصول إلى صافي صفر عام 2050.

مقالات مشابهة

  • غيبوبة تشريعية.. نواب منشغلون في محولات الكهرباء ورواتب الرعاية
  • الإمارات.. إعفاء رعايا السودان من غرامات تصاريح الإقامة وأذونات الدخول
  • “الهوية والجنسية” تقرر إعفاء رعايا جمهورية السودان من غرامات تصاريح الإقامة وأذونات الدخول
  • اتفاق بين دمشق وأنقرة على نقل الغاز الطبيعي إلى سوريا
  • تركيا تبدأ تصدير الغاز إلى سوريا.. ملياري متر مكعب سنوياً لتلبية احتياجات الكهرباء
  • مستويات قياسية لانبعاثات غاز الميثان المرتبطة بالطاقة
  • وزارة الطوارئ والكوارث تعلن تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع وزارات الدفاع والداخلية والزراعة بهدف السيطرة على الحرائق المشتعلة في أحراج منطقة ربيعة بريف اللاذقية
  • وزير الطاقة المهندس محمد البشير: اتفقتُ مع نظيري التركي السيد ألب أرسلان بيرقدار على تزويد سوريا بـ6 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، عبر خط نقل كلّس–حلب، بما يسهم في زيادة ساعات تشغيل الكهرباء وتحسين واقع الطاقة في سوريا. (تغريدة عبر X)
  • بين النفط والعجز: العراق يغامر بسحب ثرواته الضريبية
  • تركيا تبدأ تصدير الغاز إلى سوريا… ووزير الطاقة يكشف حقيقة زيادات فواتير الكهرباء والغاز