ماذا يريد المواطن من المرشح للانتخابات البرلمانية في العراق؟
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في كل دورة انتخابية، تتجدد آمال العراقيين بتحقيق التغيير الحقيقي والخروج من أزمات متراكمة أثقلت كاهل الدولة والمجتمع. ومع اقتراب كل موسم انتخابي، يعود السؤال الجوهري ليتردد في أذهان المواطنين: ماذا نريد من المرشح للانتخابات البرلمانية؟ وما هي المعايير التي يجب أن تتوافر في من نمنحه صوتنا وأملنا في بناء مستقبل أفضل؟
الواقع العراقي بما يحمله من تعقيدات سياسية واقتصادية وأمنية يجعل من مهمة الناخب ليست مجرد واجب دستوري، بل مسؤولية وطنية ذات أبعاد مصيرية.
يريد المواطن من المرشح أن يكون صوته الحقيقي تحت قبة البرلمان، لا أن يتحول إلى أداة بيد الأحزاب أو قوى النفوذ. يريد من النائب أن يكون مدافعًا عن حقوقه، مناصرًا لهمومه، ساعيًا لتشريع القوانين التي تحفظ كرامته وتحقق له الحد الأدنى من الحياة الكريمة. فالتمثيل البرلماني لم يعد شرفًا شخصيًا للمرشح، بل هو تكليف أخلاقي أمام الشعب والتاريخ.
كذلك، يطالب المواطن بمرشح يمتلك رؤية واضحة وعملية لحل الأزمات، بدءًا من ملف البطالة والفقر، ومرورًا بإصلاح النظام التعليمي والصحي، وليس انتهاءً بإعادة الثقة بين الدولة والمواطن. فالبرلمان ليس ساحة للخطابات الجوفاء، بل منبر لتشريع السياسات العامة التي تمس حياة الناس اليومية وتبني دولة المؤسسات والعدالة.
ولا يمكن إغفال رغبة العراقي في رؤية مرشحين يعبرون فعلاً عن تطلعات جميع مكونات الشعب العراقي، دون تحزب طائفي أو انغلاق قومي. المواطن يطمح اليوم إلى نواب يوحّدون، لا يفرّقون، يبنون جسور التواصل، لا يرفعون جدران العزل والتخوين. فالعراق، بتعدده وغناه الثقافي، بحاجة إلى من يؤمن بوحدته ويعمل على ترسيخها.
أخيرًا، ما يريده المواطن العراقي ببساطة هو الأمل… الأمل بوجود من يستمع له، يفهم معاناته، ويتخذ من مصلحة الوطن والمواطن بوصلته الوحيدة. يريد المرشح الصادق، النزيه، القادر، لا من يبحث عن منافع آنية أو مكاسب فئوية. ولعلّ الانتخابات القادمة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لوعي الناخبين وقدرتهم على التمييز بين من يستحق ومن لا يستحق، فصوت المواطن هو حجر الأساس في بناء عراق جديد.
انوار داود الخفاجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
منتخب فلسطين بكأس العرب يزرع الأمل لأهالي الخيام بغزة
في قلب الخيام، يجتمع أهالي غزة حول شاشة صغيرة تتحدى العتمة والظروف القاسية، لمتابعة مباراة فلسطين وسوريا في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى بكأس العرب 2025 المقامة في قطر.
ولا تعد مباراة منتخب فلسطين بالنسبة لهم مجرد حدث رياضي، بل لحظة تعيد إليهم شيئا من الفرح والصمود.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد تأهل سوريا وفلسطين إلى ربع نهائي كأس العرب 2025list 2 of 2من داخل خيمتها بغزة.. والدة أبو جزر مدرب فلسطين تدعمه بكأس العربend of listهناك، وسط المعاناة، يزرع "الفدائي" أملا جديدا ويُذكّرهم بأن الروح الفلسطينية لا تنكسر وأن اللاعب يتحلى بروح وعزيمة المقاتل الذي لا يستسلم ويحارب حتى اللحظة الأخيرة.
قبل المواجهة ضد سوريا كان الجميع داخل إحدى الخيام في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة يهتف بصوت واحد "فلسطين.. فلسطين" وكانت عائلة ووالدة المدرب إيهاب أبو جزر في الصف الأول ينتظران بشغف وحماس انطلاق المباراة.
مع ضربة البداية، تعالت أصوات التشجيع وزادت نبضات القلوب مع كل تمريرة وكل فرصة. كانت والدة المدرب أبو جزر تتفاعل مع كل هجمة ومحاولة للفدائي بوضع يديها فوق رأسها أو تتجنب مشاهدة أي هجمة خطيرة للمنتخب السوري.
وسط هتافات "فدائي.. فدائي" التي تردد صداها داخل وخارج الخيمة انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بين فلسطين وسوريا.
عائلة مدرب فلسطين تشجعه من الخيمةوالدة أبو جزر قالت خلال المباراة في تصريحات للجزيرة نت "رسالتي لإيهاب نشد على يده وإلى الأمام وبالتوفيق إن شاء الله والمنتخب واللاعبين إن شاء الله.. الله يعطيهم العافية على مجهودهم الطيب وإلى الأمام إن شاء الله بالنجاح والتوفيق إن شاء الله ويصعدوا لنا لكأس العرب إن شاء الله ويفرحونا ويفرحوا قطاع غزة وفلسطين والأمة العربية وأهل الخيام عامة، النازحين والمنكوبين، في قطاع غزة ".
وتابعت والدة أبو جزر حديثها "فرّحونا ورفعوا رؤوسنا، إيهاب أدخل الفرحة إلى قلوب أبناء الشعب الفلسطيني والناس التي تعيش في الخيام وتعاني، الحمد لله".
إعلانوانهالت بالدعاء بالتوفيق لابنها ولمنتخب فلسطين "الله يرضى عليه ويخليه ويعلّي مراتبه، أنا راضية عنه ووالده الله يرحمه راض عنه أيضا، أنا مشتاقة له جدا".
ورغم الظروف الصعبة في الخيام، عبّرت والدة المدرب أبو جزر عن سعادتها بمتابعة مباراة فلسطين وسوريا وقالت "احتفالية جيدة وإن شاء الله سوف نفوز والجميع يفرح هنا.. أنا فخورة بابني واللاعبين والجهاز الفني وهم على قدر المسؤولية".
وحرصت والدة أبو جرز على مؤازرة منتخب فلسطين قبل مباراته المرتقبة والحاسمة ضد سوريا، وقالت "اتصلت بابني إيهاب قبل المباراة ودعوت له بالتوفيق، أشد على يدك وعلى يد الجهاز الفني والإداري، كنتم رجالا في هذه البطولة".
من قلب المعاناة أيضا، تحدث حمد محمود أبو جزر شقيق المدرب إيهاب عن المباراة متمنيا مزيدا من التوفيق للمنتخب الفلسطيني الذي نفتخر بما قدمه من أداء ونتائج رائعة في بطولة كأس العرب ونتمنى أن يصل لمراكز متقدمة، ولم لا يتوج بالبطولة؟!".
وأكد خليل أبو جزر، الشقيق الأصغر للكابتن ايهاب، أن "المنتخب اليوم وجّه رسالة إلى العالم بأسره أن الشعب الفلسطيني موجود وحيّ، واحنا فخورين باللاعبين والمدرب الذي رفع رأس العائلة وأهالينا في قطاع غزة".
وأضاف "لازم تكونون اليوم أنتم رجال بمعنى الكلمة أنتم مقاتلون أنتم تحاربون لحد النفس الأخير أنتم كنتم بحق الكلمة رجالًا في المباريات بدنا تفرحونا اليوم شدوا حيلكم وربنا يوفقكم وبدنا نفرح اللي عايشين في الخيام، ننتظرك أن تفرحنا وتنسينا الحرب ونحن لا نريد إلا السلام".
View this post on Instagramوبدوره، وجّه زياد أبو جزر رسالة لشقيقه إيهاب قال فيها "نشد على يده وإلى الأمام وبالتوفيق إن شاء الله والمنتخب واللاعبين إن شاء الله".
فمن الخيام هناك في قطاع غزة، استجاب القدر لدعوات الأهالي ووالدة وعائلة المدرب إيهاب أبو جزر ليحقق الفدائي تأهلا مستحقا ويؤكد للعالم أن الحلم الفلسطيني لا يتوقف.
اليوم، تتجسد الآمال بتأهله إلى ربع نهائي كأس العرب، ليكتب التاريخ بأحرف من ذهب "فلسطين لا تستسلم.. فلسطين لا تسقط".