تشير "نظرية النظافة" إلى أن التعرّض لبعض الكائنات الدقيقة قد يُعزّز جهاز المناعة. فعلى سبيل المثال، يكون الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في المزارع أكثر مقاومة لبعض الأمراض، نتيجة تعرّضهم المتكرر للبراز الحيواني.

سواء كنت تنام بمفردك، مع شخص آخر، أو مع حيوان أليف، فإن سريرك ليس مكاناً خالياً من الكائنات الدقيقة، من البكتيريا إلى عثّ الغبار، يعيش في ملاءاتنا عالم كامل من الكائنات الدقيقة التي قد تؤثر على صحتنا وجودة نومنا.

أكثر الكائنات الدقيقة في السرير تأتي من أجسامنا، الميكروبيوم البشري، وهو مجتمع الكائنات الدقيقة التي تعيش في الجسم وعلى سطحه، يمكن أن ينتقل بسهولة إلى الملاءات أثناء النوم. العرق، خلايا الجلد، واللعاب يوفر جميعها الغذاء اللازم لهذه الكائنات طوال الليل.

معظم هذه الكائنات غير ضارة، لكن بعض البكتيريا مثل "المكورات العنقودية الذهبية" Staphylococcus aureus " وهي نوع شائع من البكتيريا التي تعيش عادة على الجلد وفي الأنف" يمكن أن تسبب التهابات إذا استوطنت أماكن معينة في الجسم.

الفطريات والفيروسات، خاصة عند المرضى، يمكن أن تنتقل إلى الملابس والملاءات، مما يجعل غسلها بعد المرض خطوة مهمة، خصوصاً عند مشاركة السرير مع شخص آخر.

عثّ الغبار وأثره على الحساسية

عثّ الغبار موجود في الأسرة والوسائد والسجاد ومعظم الأثاث الناعم. يتغذى على خلايا الجلد وقشرة الرأس المتساقطة من أجسامنا، ويعيش أيضاً جنباً إلى جنب مع الفطريات الدقيقة على الجلد.

هذه الكائنات الدقيقة، خصوصاً عند تكاثر عثّ الغبار في الملاءات، يمكن أن تزيد من حدة الحساسية، مسببة أعراضاً مشابهة لحساسية حمى القش أو الربو، وتؤثر على جودة النوم، كبار السن، الحوامل، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أكثر عرضة لهذه المخاطر.

أما بق الفراش، من جنس Cimex، هو حشرة طفيلية صغيرة تتغذى على الدم. إذا أصاب السرير، يكون التخلص منها صعباً، لذا من المهم الانتباه إليها، رغم ارتباطها بالقذارة، فإن هذه الحشرات تنجذب لأي سرير مأهول بالدم وثاني أكسيد الكربون، أي كل سرير مستخدم.

Related كيف أصبح انتشار بق الفراش قضية سياسية في فرنسا؟ شاهد: معلمون يرفضون التدريس في مدرسة باريسية بسبب انتشار بق الفراش.. وإجراءات وقائية في الجزائرقلق ينتشر بين المواطنين.. بق الفراش في فرنسا يثير المخاوف الرسمية والشعبية هل النوم في سرير غير نظيف يشكل خطراً دائماً؟

إذا كنت بصحة جيدة، فإن القلق من النوم في سرير غير نظيف تأثيره محدود، فبحسب "نظرية النظافة" فإن التعرض لبعض الكائنات الدقيقة قد يقوي جهاز المناعة. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في المزارع يكونون أكثر مقاومة لبعض الأمراض بسبب التعرض المتكرر للبراز الحيواني. مع ذلك، لا توجد أدلة كافية تشير إلى أن النوم في سرير قذر له نفس التأثير، لذا من الأفضل الحفاظ على نظافة السرير.

وأوصى طبيب الأمراض الجلدية شون ماكجريجور، في حديثه إلى عيادة كليفلاند، بغسل الملاءات مرة واحدة على الأقل أسبوعياً. أما الوسائد والبطانيات، فيفضل غسلها كل بضعة أشهر. ينصح بغسل الملاءات بالماء الساخن، وتهوية السرير صباحاً قبل ترتيب الغطاء، وتنظيف الفرشة بالمكنسة الكهربائية كل ستة أشهر.

اتباع هذه الخطوات يضمن سريراً أنظف، ويمنحك نوماً أكثر راحة وانتعاشاً.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل أوروبا روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل أوروبا روسيا جهاز المناعة بق الفراش مرض الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل أوروبا روسيا تكنولوجيا فلاديمير بوتين الهند حزب الله سوريا ناريندرا مودي الکائنات الدقیقة بق الفراش فی سریر یمکن أن

إقرأ أيضاً:

“كوتارد”.. رحلة بصرية داخل متلازمة الموت الوهمي

يأتي الفيلم القصير “كوتارد” للمخرج أيمن السنبختى والذى شارك فى مهرجان بورسعيد السينمائي الدولى فى دورته الأولى ونال جائزة جمعية بورسعيد للفنون الثقافية والمسرحية لشباب السينمائيين ، كواحد من الأعمال اللافتة التي تقتحم منطقة شائكة ونادرة التناول في السينما، إذ يسلط الضوء على متلازمة نفسية معقدة تُعرف بـ “كوتارد”، وهي حالة يعتقد المصاب بها أنه ميت بالفعل أو فقد بعض أعضائه الحيوية.

 

ينطلق الفيلم من لحظة فارقة في حياة طبيب نفسي، يبدأ أول يوم له في عيادته بمواجهة مريض يعاني من هذه الحالة الغريبة، ليجد نفسه في مواجهة غير متوقعة مع فكرة الموت بوصفه حضورًا دائمًا في الحياة اليومية. 

 

سرعان ما تتسع الدائرة لتشمل خطيبته ومساعدته وحتى رجلًا بسيطًا يدير كشكًا، وكلهم يتوهمون أنهم أموات أو فاقدون لأجزاء من أجسادهم. 

المدهش أن الأمر لا يظل محصورًا في نطاق المرضى، بل يأخذ بعدًا اجتماعيًا واسعًا، يتجسد في مشهد صدور بيان رسمي من وزارة الصحة يؤكد وجود هذه الظاهرة، وكأنها وباء يتفشى في المجتمع.

ومع توالي الأحداث، يصبح الطبيب نفسه جزءًا من هذه الدائرة المظلمة، حيث يبدأ في الانزلاق داخل الحالة وكأنه يعيش عدوى نفسية أو انعكاسًا لمدى هشاشته الداخلية. 

 

هنا يطرح الفيلم سؤالًا فلسفيًا جوهريًا: كيف يمكن للإنسان أن يواجه الموت كفكرة، لا كحدث بيولوجي فقط، وكيف يمكن للمرض النفسي أن يبتلع حتى من يُفترض أنهم معالجون له؟

 

على المستوى البصري، اعتمد المخرج على أسلوب تصوير يضاعف من التوتر النفسي الذي يعيشه أبطال العمل. فقد ركزت الكاميرا على ملامح الوجوه في لقطات مقربة Close-ups عميقة، تكشف عن أدق التفاصيل الانفعالية للشخصيات، وكأننا نغوص في داخلهم. 

 

هذه المعالجة البصرية منحت الفيلم صدقًا نفسيًا وشحنة وجدانية قوية، جعلت المشاهد يعيش بدوره ارتباك الشخصيات ومخاوفها.

كذلك ظهر بوضوح الانتقاء الجيد للممثلين، حيث جاءت اختيارات الشخصيات ملائمة جدًا لطبيعة القصة، سواء في ملامحهم أو في طريقة تعبيرهم، الأمر الذي عزز من واقعية العمل، وجعل التداخل بين الواقع والخيال أكثر إقناعًا.

 

 الممثل الذي جسد شخصية الطبيب عكس الحيرة والارتباك بخطوط وجهه ونظراته القلقة، بينما جاءت شخصية الرجل البسيط صاحب الكشك لتضيف بعدًا شعبيًا يعكس انتشار الفكرة خارج النطاق النخبوي أو الطبي.

من الناحية الفنية، حافظ الفيلم على إيقاع متوازن بين السرد النفسي والبعد الرمزي، دون الوقوع في فخ المباشرة أو المبالغة.

 

 الإضاءة الخافتة والألوان الباردة لعبت دورًا مهمًا في تكثيف الشعور بالعزلة والخوف من الفناء، بينما جاء المونتاج ليخدم إيقاع التوتر الداخلي المتصاعد حتى ذروة الأحداث.

يُحسب للفيلم جرأته في خوض منطقة غير مألوفة، وقدرته على تقديم رؤية بصرية وفكرية حول معنى الموت والوجود، في قالب قصير مكثف. 

 

“كوتارد” ليس مجرد فيلم قصير عن مرض نفسي، بل هو رحلة فلسفية تبحث في هشاشة الإنسان أمام فكرة العدم، وعن كيف يمكن أن تتحول العدوى النفسية إلى وباء يطال المجتمع بأسره ، العمل تمثيل مصطفى رشدى ، سالى سعيد ، كريم عادل ، يوستينا أشرف ، وائل أبو طالب ، حنان حمدى ، محمد يوسف ، أحمد محمد ، ضيف الشرف أشرف سرحان ، اكسسوار محمود طعيمه ، مساعدين مهندس ديكور سمسم ، إنجى اسحاق ، منفذين ديكور بسام خالد ، حسن هاشم ، مخرج منفذ كريم عادل .

 

مقالات مشابهة

  • الغرافين المنحني قد يقرّب العلماء من ثورة في عالم البطاريات
  • أنواع التابعين الذين يمكن إضافتهم أثناء طلب دعم الضمان الاجتماعي
  • وزارة العمل: 10 فرص عمل جديدة بشركة «نَبْتَه» للصناعات البلاستيكية الدقيقة
  • من أمريكا والمكسيك.. عودة أكثر من 500 مواطن فنزويلي جوًّا إلى بلادهم 
  • “كوتارد”.. رحلة بصرية داخل متلازمة الموت الوهمي
  • جائزة أبوظبي.. «رحلة العُمر» التي يُلاحقها «عُشّاق الفورمولا-1»
  • فتاوى وأحكام.. هل ابتلاع بقايا الطعام في الصلاة يبطلها؟.. ماذا يقول السامع عند قول المؤذن الصلاة خير من النوم؟..وهل ذهب الزينة غير المستعمل عليه زكاة؟
  • الفرات يبتلع طالباً أثناء رحلة مدرسية في ذي قار
  • ماذا يقول السامع عند قول المؤذن الصلاة خير من النوم؟.. اعرف رأي الفقهاء