على جمعة: العالم الإسلامي ابتلي بفتن كقطع الليل المظلم
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الغلو والتفسير الناقص للنصوص هو سبب غالب ما ابتلي به العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة من فتن كقطع الليل المظلم .
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن بعض الناس استسهلوا قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل في أمور خلافية قال بها أئمة المسلمين وعلماؤهم، ولم يعلم هؤلاء أن سر خلود الإسلام هو الاختلاف المحمود الذي دعا إليه الإسلام وتحلى به علماء الأمة منذ نشأة الحضارة الإسلامية.
وأضاف أن الداء الأكبر الذي غذي به أصحاب هذه الفتن هو غياب آداب الحوار والاختلاف وضوابطهما التي تعصم من تصدر في دين الله من الغلو والقدح في الآخرين إن كان الحق هو المطلوب من خلافه وليس الانتصار لتعصب أعمى أو هوى بغيض ، قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) [القصص:50].
وأشار إلى أنه يقول ابن القيم: إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا ، [إعلام الموقعين 3/288]، منوهًا بأنه قد كانت سنة الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الإسلام في الحوار بينهم استعمال العبارات اللطيفة والكلمات العذبة ، لمعرفتهم أن ذلك يلين القلوب القاسية ويقرب الخصم المعاند .
الداء الأكبرواستشهد بما يقول سبحانه: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34] ، كما أمر بالقول الحسن بل الأحسن الذي يسد مداخل الشيطان الذي يغري بالعداوة والبغضاء والجفوة عن طريق الكلمة الخشنة والرد السيئ، فقال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء:53].
وتابع: وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن سبابا ولا فاحشا ولا لعانا، واتبع علماء الأمة هذا الهدي النبوي في خلافهم فنرى الإمام الذهبي يثني ثناء عطرا على تقي الدين السبكي مع أنه شيخ الأشاعرة الذي كان بينه وبين شيخه الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الخلاف ما هو معروف.
وأفاد بأنه لم يتبع علماء الأمة الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل والخيانة ، بل نصوا على أن الأصل في عموم المسلمين الصدق والعدالة وحسن الظن بهم، وأن المسلم إذا قال شيئا فإنما يحمل على أحسن محاملة إن وجد إلى ذلك سبيل هذا في عموم الناس ، فما بال علمائهم وعقلائهم إن قالوا شيئا ، فالاحتياط في الاتهام هنا أولى ، والتمهل للفهم أجدى.
واستطرد: لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي حتى ولو لم ينصوا عليه في كتبهم ، وهذا هو الأصل وما عليه العمل في كتب الفقهاء عندما يذكرون المسائل الفقهية خالية من النصوص الدالة عليها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون : العالم سيشهد تداعيات وخيمة لتغير المناخ خلال العقدين القادمين
خاص
وجه أكثر من 60 عالما بارزا، تحذيرا اليوم، من تسارع مستوى مؤشرات التغير المناخي في العالم.
وذكر العلماء أن التغير المناخي الناجم من التلوث الناجم عن الكربون أدى إلى ارتفاع مستوى البحار وصولا إلى الاحترار المناخي بشكل غير مسبوق.
وأضاف العلماء أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات وصلت لمستوى قياسي جديد عام 2024، وبلغ متوسطها، على مدار العقد الفائت، رقما قياسيا هو 53,6 مليار طن سنويا – أي 100 ألف طن في الدقيقة – من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من غازات أخرى، بحسب الخبراء.
وتوصل العلماء إلى أنّ الاحترار تجاوز خلال العام الفائت عتبة 1,5 درجة مئوية للمرة الأولى، فضلا عن أنّ الكمية الإضافية من ثاني أكسيد الكربون التي يمكن للبشر إطلاقها، مع احتمال بنسبة الثلثين للبقاء دون هذا الحد على المدى الطويل، ستُستنفد في غضون عامين، وفق ما نقلته “فرانس برس”.
ومن المؤشرات الأخرى الكامنة وراء كل التغيرات في النظام المناخي ما يُسمى باختلال توازن الطاقة في الأرض، وهو الفرق بين كمية الطاقة الشمسية التي تدخل الغلاف الجوي والكمية الأقل منها التي تخرج منه، وحتى الآن، امتصّت المحيطات 91% من الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية.
لكن اختلال توازن الطاقة على كوكب الأرض تضاعف تقريبا خلال السنوات العشرين الفائتة، ولا يعلم العلماء إلى متى ستستمر المحيطات في امتصاص هذه الحرارة الزائدة بشكل هائل.
وأكد العلماء أنّ العالم سيشهد خلال العقد أو العقدين المقبلين تداعيات وخيمة لتغير المناخ، أسوأ مما شهده حتى اليوم.