الأسبوع:
2025-11-20@13:47:59 GMT

عامان على الرحيل.. فراق الشقيق ولوعة الألم

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

عامان على الرحيل.. فراق الشقيق ولوعة الألم

العاشر من مايو 2023، أتوقف عند هذا التاريخ، إنه يوم رحيل الحبيب والشقيق، «محمود بكري»، اليوم، السبت، 10 مايو الذكرى الثانية، الأيام تمضي صعبة ومؤلمة، وجهك الطيب لا يفارق ذاكرتي، كلماتك تدوي في أذني، نبضات قلبك الجميل، كأنها تناجيني..

عامان مضيا على فراقك، الحزن لا يفارقني، الدموع تغالبني، أغلق على نفسي باب مكتبي، أتأمل صورتك الجميلة، أعود إلى تاريخ مضى، وذكريات خالدة لا تُنسى.

مصطفى بكري يحمل نعش شقيقه محمود ولوعة الألم

منذ كنا صغارًا وحتى يوم الرحيل، كنا روحين في جسد واحد، عشنا الأيام بحلوها ومرها، ترعرعنا، وناضلنا سويًا، لم نختلف رغم مضي العمر وطول السنين، بل كان الكثيرون يتساءلون عن معنى ودلالة تلك العلاقة التي بدت غريبة للبعض.

سبعون يومًا هي عمر المرض، سبعون يومًا وقلبي مخطوف، لم يرد في ذهني لحظة واحدة، أن أخي سيفارقني قبل أن أفارق أنا هذه الحياة، كنت دومًا تقول: أتمنى أن أرحل قبل رحيل أخي، لكنك رحلت وتركتني للوجع والآلام، عندما أذهب إلى بلدتي «المعنا» أمضي إلى مقبرتك حتى قبل أن أدخل إلى بيتنا، أقف أمامك، وكأنني أناجيك، انظر إلى حيث تنام، وكأنني انتظر حضنك ولهفتك مع كل أزمة وكل غياب..

عامان من الفراق يا أخي، أعرف أن روحك الطاهرة تحلق في السماء، تهمس بالنصائح في الأحلام، لكنها أبدًا لا تفارق عقلي أو خيالي.. أكاد لا أصدق أن محمود الحبيب، قد مضى إلى غير رجعة، لكنه قضاء الله - سبحانه وتعالى-.

لازلت أتذكر الحشود التي زحفت من كل حدب وصوب إلى بلدتنا لتشارك في تشييعك وعزائك الأخير، لازلت أتذكر كيف توقف ميدان التحرير عن الحركة لساعات طوال. لقد أراد الله أن يكرمك خير تكريم..

مشهد مهيب لجنازة محمود بكري في مسقط رأسه بالمعنى

لقد كانت وصيتك أن تدفن إلى جوار أمي وأبي في بلدتنا بجنوب الصعيد، كنت مصممًا رغم كل الرجاءات، وها أنت هنا، حيث الأهل والخلان، حيث الناس الطيبين، كأنها استراحة محارب، ولكنها استراحة أبدية.. حيث صعدت الروح الطاهرة إلى بارئها، ولم يبق من الدنيا إلا أفعال الخير التي رهنت نفسك لها، لم يبق إلا إخلاصك وأمانتك ونزاهتك وتضحيتك من أجل الوطن بلا حدود، وبلا انتظار لجزاء أو ثمن!!

الآلاف في عزاء محمود بكري بمسجد عمر مكرم

أراك دومًا في عيون أشقائك، في عيون أولادك، وفي عين حفيدك «زين» الذي كان قلبك يهفو إليه، وذاكرتك تسجل كل لحظات السعادة وهو بين يديك..

تمضي الأيام ثقيلة تتسارع الأحداث، تتقلب الأمزجة، لازال شعور الاغتراب يطاردني، تركت فراغًا كبيرًا في حياتي، ولكن ماذا أفعل، فأنت في دنيا أفضل من دنيانا، لكنك تبقى دومًا شمسًا لا تغيب، أدعو لك بالرحمة والمغفرة يا أخي..

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصطفى بكري محمود بكري شقيق مصطفى بكري رحيل محمود بكري

إقرأ أيضاً:

الكاتب مصطفى حسان يصدر روايته ''أبناء الرماد.. رحلة اغتيال شعب''

أعلن الكاتب والصحفي مصطفى حسان عن إصدار روايته "أبناء الرماد... رحلة اغتيال شعب" عن دار ''يسطرون'' للنشر والتوزيع، والتي من المقرر أن تكون ضمن إصدارات الدار المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2026.

تُعد الرواية، التي حظيت بإشادة نقدية قبل صدورها، إضافة نوعية للمكتبة اليمنية و العربية، حيث تغوص في أعماق التراجيديا الإنسانية التي تخلفها الحروب، مركزة على قصص الصمود والخذلان في آن واحد.

تتبع الرواية قصة "خالد"، الذي يترك زوجته "أمل" على أعتاب الولادة ليلبي نداء الوطن، ليجد نفسه في مواجهة لا تقتصر على العدو في الجبهة، بل تمتد لتشمل الخيانة والفساد الذي يتاجر بالتضحيات.

الرواية هي صرخة "أمل" التي تتحول من زوجة منتظرة إلى بائعة ملوج، في رحلة قاسية تكشف عن الاغتيال البطيء لشعب بأكمله، اغتيال لا يتم بالرصاص دائمًا، بل بالخذلان وصناعة الوهم، والمتاجرة بتضحيات الشعب.

الدكتور حسام عتال مؤلف كتاب "الرواية الحديثة" أكد أن الرواية تقدّم سردًا مؤلمًا لمعاناة العائلات اليمنية خلال الحرب. وتصور بالخصوص حالة النساء اللواتي حملن عبء التماسك الاجتماعي والعائلي في قلب الفوضى والعنف، من خلال إظهار التفاصيل اليومية القاسية. تكشف الرواية كيف تحوّلت الفضيلة إلى عبء، والصبر إلى معاناة، و الانتظار إلى قنوط، وكيف أصبحت المرأة، التي هي صمّام الأمان، آخر جدار يقف بين بقايا الحياة العادية وهاوية الحرب.

وبحسب تعبيره فإن قدرة الكاتب على نسج الألم مع القوة تمنح النص عمقًا إنسانياً يجعل القارئ يشعر بثقل الحرب لا عبر أصوات البنادق والمدافع، بل عبر نبض النساء اللواتي واصلن حماية ما يمكن حمايته حين سقط كل شيء آخر.

وفي السياق ذاته أثنى الصحفي مأرب الورد على الرواية، واصفًا إياها بأنها: "ليست مجرد رواية، بل وثيقة أدبية صادقة عن زمن الخذلان. الكاتب لم يكتب بمداد، بل بدموع ورماد، ليقدم لنا عملاً يلامس جوهر المأساة الإنسانية".

وأضاف الورد "أثارت الرواية العديد من الأسئلة الأخلاقية والسياسية حول الخيانة الداخلية والفساد، وتحويل الألم الفردي إلى محاكمة أخلاقية للنظام الاجتماعي والسياسي وقد كان الكاتب بارعاً في ذلك".

يأتي إصدار "أبناء الرماد" في توقيت مهم، حيث تسلط الضوء على تداعيات الصراعات في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص، وتقدم رؤية نقدية عميقة لدور الفرد في مواجهة آلة الحرب والفساد.

الرواية هي دعوة للتأمل في معنى التضحية الحقيقية، والبحث عن الأمل في أحلك الظروف، والخروج من مأساة تكرار التجارب والتضحيات التي يقطف ثمارها زمرة الفساد.

مقالات مشابهة

  • وداعًا لتعب الكعب العالي... اكتشفي بوتوكس القدمين!
  • أول مخرجة إماراتية في مهرجان القاهرة السينمائي: قدّمت باب برؤية سريالية تستلهم الألم والفقد
  • الرئيس الفلسطيني يهنئ مصطفى بكري بالفوز في انتخابات مجلس النواب
  • بالتفصيل.. استمرار المساعدات الإنسانية السعودية للشعب السوري الشقيق
  • الشوكة العظمية.. كيف تكتشفها وتتعامل مع ألمها؟
  • الكاتب مصطفى حسان يصدر روايته ''أبناء الرماد.. رحلة اغتيال شعب''
  • محلل أداء الزمالك يعلن الرحيل عن الجهاز الفني
  • ألم بين الكتفين والمرارة– هل هناك علاقة
  • مصطفى بكري لـ «الحدث»: أتوقع قرارات مفاجئة للهيئة الوطنية للانتخابات بعد التجاوزات التي حدثت
  • عامان حبسا لناشطة مغربية أساءت للجزائر في “لايفات” على “التيكتوك”