عامان على الرحيل.. فراق الشقيق ولوعة الألم
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
العاشر من مايو 2023، أتوقف عند هذا التاريخ، إنه يوم رحيل الحبيب والشقيق، «محمود بكري»، اليوم، السبت، 10 مايو الذكرى الثانية، الأيام تمضي صعبة ومؤلمة، وجهك الطيب لا يفارق ذاكرتي، كلماتك تدوي في أذني، نبضات قلبك الجميل، كأنها تناجيني..
عامان مضيا على فراقك، الحزن لا يفارقني، الدموع تغالبني، أغلق على نفسي باب مكتبي، أتأمل صورتك الجميلة، أعود إلى تاريخ مضى، وذكريات خالدة لا تُنسى.
منذ كنا صغارًا وحتى يوم الرحيل، كنا روحين في جسد واحد، عشنا الأيام بحلوها ومرها، ترعرعنا، وناضلنا سويًا، لم نختلف رغم مضي العمر وطول السنين، بل كان الكثيرون يتساءلون عن معنى ودلالة تلك العلاقة التي بدت غريبة للبعض.
سبعون يومًا هي عمر المرض، سبعون يومًا وقلبي مخطوف، لم يرد في ذهني لحظة واحدة، أن أخي سيفارقني قبل أن أفارق أنا هذه الحياة، كنت دومًا تقول: أتمنى أن أرحل قبل رحيل أخي، لكنك رحلت وتركتني للوجع والآلام، عندما أذهب إلى بلدتي «المعنا» أمضي إلى مقبرتك حتى قبل أن أدخل إلى بيتنا، أقف أمامك، وكأنني أناجيك، انظر إلى حيث تنام، وكأنني انتظر حضنك ولهفتك مع كل أزمة وكل غياب..
عامان من الفراق يا أخي، أعرف أن روحك الطاهرة تحلق في السماء، تهمس بالنصائح في الأحلام، لكنها أبدًا لا تفارق عقلي أو خيالي.. أكاد لا أصدق أن محمود الحبيب، قد مضى إلى غير رجعة، لكنه قضاء الله - سبحانه وتعالى-.
لازلت أتذكر الحشود التي زحفت من كل حدب وصوب إلى بلدتنا لتشارك في تشييعك وعزائك الأخير، لازلت أتذكر كيف توقف ميدان التحرير عن الحركة لساعات طوال. لقد أراد الله أن يكرمك خير تكريم..
لقد كانت وصيتك أن تدفن إلى جوار أمي وأبي في بلدتنا بجنوب الصعيد، كنت مصممًا رغم كل الرجاءات، وها أنت هنا، حيث الأهل والخلان، حيث الناس الطيبين، كأنها استراحة محارب، ولكنها استراحة أبدية.. حيث صعدت الروح الطاهرة إلى بارئها، ولم يبق من الدنيا إلا أفعال الخير التي رهنت نفسك لها، لم يبق إلا إخلاصك وأمانتك ونزاهتك وتضحيتك من أجل الوطن بلا حدود، وبلا انتظار لجزاء أو ثمن!!
أراك دومًا في عيون أشقائك، في عيون أولادك، وفي عين حفيدك «زين» الذي كان قلبك يهفو إليه، وذاكرتك تسجل كل لحظات السعادة وهو بين يديك..
تمضي الأيام ثقيلة تتسارع الأحداث، تتقلب الأمزجة، لازال شعور الاغتراب يطاردني، تركت فراغًا كبيرًا في حياتي، ولكن ماذا أفعل، فأنت في دنيا أفضل من دنيانا، لكنك تبقى دومًا شمسًا لا تغيب، أدعو لك بالرحمة والمغفرة يا أخي..
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى بكري محمود بكري شقيق مصطفى بكري رحيل محمود بكري
إقرأ أيضاً:
«المرأة العاملة بين الألم والأمل».. محاضرة بقصر ثقافة المحلة الكبرى
نظّم قصر ثقافة المحلة الكبرى، التابع لفرع ثقافة الغربية، محاضرة تثقيفية بعنوان "المرأة العاملة.. ألم وأمل"، ألقتها الدكتورة راندا الديب، أستاذ أصول تربية الطفل بجامعة طنطا، ومؤسسة مبادرة "ابني ابنك صح"، وذلك بمقر المكتبة العامة بمجلس مدينة المحلة، بحضور عدد من رواد القصر.
تناولت المحاضرة التحديات اليومية التي تواجه المرأة العاملة، مؤكدة أن دورها لا يقتصر على العمل خارج المنزل فقط، بل يمتد إلى مسؤولياتها كأم وزوجة وربة منزل. وأشارت الدكتورة الديب إلى أن المرأة العاملة تعيش بين شخصيتين: الموظفة التي تلتزم بمهامها المهنية صباحًا، وربة المنزل التي تعود لتواجه مسؤوليات الأسرة ورعاية الأبناء.
وأضافت أن العنوان "ألم وأمل" يعكس التناقض الجميل في حياة المرأة، فبين الألم الناتج عن الأعباء المتعددة، يظل الأمل هو الدافع للاستمرار وتحقيق الذات، مشيدة بالدور العظيم الذي تقوم به المرأة في المجتمع، رغم ما تواجهه من ضغوط نفسية وسعي دائم لإثبات وجودها.
جاءت المحاضرة تحت إشراف منى رضا، وبمتابعة من حازم رشاد مدير قصر الثقافة، وأحمد بهلول مدير المكتبة.