الرعاية الصحية: نقترب من إطلاق أول منصة وطنية للتشخيص عن بُعد
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، بالدكتور نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون لتطوير منظومة الرعاية الصحية.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، خلال اللقاء، أن التعاون بين الهيئة العامة للرعاية الصحية ومنظمة الصحة العالمية يرتكز على 6 محاور رئيسة، أبرزها تعزيز البحث العلمي المشترك، وإنشاء فريق طبي للطوارئ معتمد من منظمة الصحة العالمية، ودعم إنشاء مركز تعاون "Collaboration Center" متخصص في الحوكمة الإكلينيكية ومكافحة العدوى، بما يحقق نقلة نوعية في معايير الجودة والسلامة داخل المنشآت الصحية.
وأضاف الدكتور السبكي: "نقترب من الإطلاق التجريبي لأول منصة وطنية للتشخيص عن بُعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على أحدث البروتوكولات العلاجية العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. هذا المشروع يمثل طفرة حقيقية في التحول الرقمي للخدمات الصحية ويسهم في تعزيز الاستجابة الطبية السريعة ودقة التشخيص".
وتابع رئيس هيئة الرعاية الصحية: "نفخر بأن الهيئة كانت سبّاقة في تطبيق نظام التصنيف الدولي ICD11، إلى جانب تطبيق نظام التكويد العالمي ICHI، لنكون بذلك أول هيئة صحية في منطقة الشرق الأوسط تعتمد تلك النظم العالمية الحديثة، بما يعزز من فعالية رصد الأمراض وتحليل البيانات الصحية لصالح تطوير السياسات الصحية العامة".
وأكد الدكتور السبكي في ختام تصريحاته: "نعتز بشراكتنا الاستراتيجية مع منظمة الصحة العالمية، ونحرص على توثيق كافة خطوات النجاح وثمار التعاون المشترك، لتكون نموذجًا يُحتذى به إقليميًا في تكامل الأدوار بين الهيئات الوطنية والمنظمات الأممية في تطوير الأنظمة الصحية".
تطبيق المعايير الدوليةمن جانبه، ثمّن الدكتور نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، عمق الشراكة القائمة مع الهيئة العامة للرعاية الصحية، مؤكدًا أن "الهيئة أصبحت نموذجًا يُحتذى به في تطبيق المعايير الدولية وتبني الابتكار التكنولوجي في إدارة وتقديم الخدمات الصحية، وهو ما يعكس التزامًا قويًا بتحقيق التغطية الصحية الشاملة في مصر".
وأضاف: "نتطلع إلى مزيد من التعاون مع الهيئة في مجالات بناء القدرات والتأهب للطوارئ والتوسع في خدمات الصحة النفسية والدعم المجتمعي، فضلًا عن دعم التحول الرقمي وتطوير نظم الرصد والتقييم، وذلك من خلال فرق عمل فنية مشتركة تعمل وفق جدول زمني طموح لتحقيق نتائج ملموسة في المدى القريب".
شارك في الاجتماع من هيئة الرعاية الصحية كل من ، الدكتور أمير التلواني المدير التنفيذي للهيئة، الدكتور مجدي بكر، مستشار رئيس الهيئة للشئون الفنية، اللواء هشام شندي، مستشار رئيس الهيئة للصحة الالكترونية والطب الاتصالي ،الدكتور أحماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، الدكتور محمود الديب، مدير عام الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية، الدكتور مصطفى شعبان، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية والعلاجية، الدكتورة ريهام الشناوي، مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي، الدكتورة هبة عويضة، مدير عام الإدارة العامة للبحوث والتطوير، الدكتور محمد بدر، مدير عام الإدارة العامة للرعاية الثانوية والثالثية، الدكتور مازن علاء الدين، المشرف العام على التعاون مع منظمات التنمية الدولية ومساعد مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي، الدكتورة آلاء الدمرداش، عضو الإدارة العامة للتعاون الدولي بالهيئة.
وضم وفد منظمة الصحة العالمية خلال اللقاء كلًا من: الدكتور عمر أبو العلاطة، رئيس فريق الطوارئ، الدكتورة سادانا بهاجوات، أخصائية أولى في الصحة العامة، الدكتور زكريا عبد الحميد، مسؤول الطوارئ، الدكتور كريم أبو زيد، مسؤول الطوارئ، والدكتورة سلمى صادق، منسقة الصحة العامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة العامة للرعاية الصحية منظمة الصحة العالمية مصر الرعاية الصحية البروتوكولات العلاجية الهیئة العامة للرعایة الصحیة مدیر عام الإدارة العامة منظمة الصحة العالمیة الرعایة الصحیة رئیس الهیئة
إقرأ أيضاً:
هل تعلم نظرية الحصان الميت؟.. «الدكتور أحمد الشعراوي» يناقش تداعيات أزمة الإنكار داخل المؤسسات الحكومية
استشاري الإدارة الاستراتيجية يكشف حقيقة الأحصنة الميتة داخل المؤسسات الحكومية والخاصة
أكد الدكتور أحمد الشعراوي، استشاري الإدارة الاستراتيجية والحوكمة والتميز المؤسسي، النائب الأول للأمين العام للاتحاد العربي للتطوير والتنمية - مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أن الفشل في المؤسسات لا يمثل خطورة في حد ذاته، بل إن التمسك به ورفض الاعتراف به هو ما يوسع فجوة الوعي داخل المنظمات، ويحوله من قرار عارض إلى نظام متكامل.
وأوضح الشعراوي، في تصريحات له، أن هذا النمط من السلوك تجسده ما يعرف في أدبيات الإدارة المعاصرة بـ “نظرية الحصان الميت”، وهي استعارة تشير إلى أزمة عقلية الإنكار داخل الكيانات الحكومية والخاصة على حد سواء. وبيّن أن جوهر هذه النظرية يتمثل في القول: “إذا وجدت نفسك تركب حصانًا ميتًا، فإن أول ما يجب عليك فعله هو النزول عنه”، إلا أن الواقع يكشف عن ممارسات مخالفة، حيث تسعى بعض المؤسسات لتجميل الحصان أو تغيير الفارس أو تدريب الجثة، في محاولة لإنكار موت المشروع.
وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في توقف المشروع أو تراجع المبادرة، وإنما في عجز الإدارة عن الاعتراف بالتحول من القيمة إلى العبء، ومن الرؤية إلى الإصرار الأعمى على الاستمرار.
وأشار الشعراوي إلى أن التجربة الإدارية العربية تزخر بأمثلة للإنكار المؤسسي، ففي القطاع الحكومي تتكرر حالات المشاريع المتعثرة أو الأنظمة الإدارية التي استمرت لعقود دون إلغائها رسميًا، لتفادي اعتبار إعلان وفاتها فشلًا سياسيًا أو إداريًا.
وفي القطاع الخاص، وخصوصًا في الشركات العائلية، يتم التمسك بخيارات فقدت جدواها، حفاظًا على إرث المؤسس أو لتجنب إغضاب شريك نافذ، ما يؤدي إلى التضحية بالمستقبل من أجل الماضي.
وأضاف أن الإنكار يتحول من خيار فردي إلى عقل مؤسسي كامل، يتم فيه بناء هياكل تنظيمية لحماية القرار القديم، واختلاق أهداف فرعية لتبرير استمرار المشروع، واستحداث لجان لتثبيت الوضع القائم بدلًا من تقييمه.
وأوضح أن هذا السلوك يجد بيئة حاضنة في غياب مبادئ الحو كمة الرشيدة، حيث يؤدي غياب الرقابة المستقلة وتراجع ثقافة المساءلة، إلى قرارات مغلقة تعتمد على تقارير مُعدّة مسبقًا للإرضاء وليس للكشف عن الحقائق.
وأكد أن غياب الحو كمة لا يعني فقط غياب القانون أو الضوابط، وإنما غياب العقل النقدي داخل المؤسسة وفقدان القدرة على التقييم الذاتي.
وشدد الشعراوي على أن المؤسسات الساعية للتميز لا تقيس نجاحها بعدد المبادرات أو حجم النشاط، وإنما بمدى تحقيق الأثر القابل للقياس، لافتًا إلى أن جوهر نماذج التميز مثل EFQM أو Baldrige يكمن في طرح سؤال: “هل هذه المبادرة ما زالت تولد قيمة؟”، وإذا لم تكن كذلك، فلا مكان لها داخل مؤسسة رشيدة.
وأكد أن استمرار الأنشطة أو البرامج لمجرد وجودها سابقًا يتعارض مع مبادئ التميز، حتى وإن تم تغليفها بكلمات براقة أو ربطها بأسماء كبرى، مبينًا أن التميز يتطلب شجاعة التوقف لا مجاملة الماضي.
وأشار إلى أن المستقبل المؤسسي يرتبط باليقظة الاستراتيجية، التي لا تقتصر على رصد الاتجاهات، بل تشمل اتخاذ قرارات مصيرية قبل تحول الثغرات إلى انهيارات، موضحًا أن العديد من المؤسسات العربية لا توقف مشاريعها إلا بعد سنوات من النزيف وفقدان الموارد والحماسة.
وبيّن أن هذه اليقظة ليست مهارة تقنية بقدر ما هي قرار ثقافي داخل المؤسسة، يتطلب الرغبة في معرفة الحقيقة مهما كانت صعبة، بدلًا من تغليف الواقع باستبيانات داخلية أو مؤشرات أداء قابلة للتلاعب أو لجان بلا صلاحيات.
وقال الشعراوي إن الحصان الميت غالبًا ما يتحول إلى أيقونة داخل المؤسسات العربية، مشيرًا إلى أمثلة تشمل إدارات بلا مهام لكنها قائمة احترامًا لهيكل تنظيمي قديم، ومشاريع رقمية غير فعّالة تُحدّث شكليًا كل عام، وسياسات عامة تُعاد صياغتها دون مراجعة نتائجها، ومبادرات تدريب تتكرر بمسميات مختلفة دون تحقيق مردود حقيقي.
وفي المقابل، أشار إلى أن بعض المؤسسات الخاصة ترفض إغلاق خطوط إنتاج فاشلة أو إعادة هيكلة إداراتها العائلية أو دخول أسواق جديدة، خشية المساس بالوضع القائم، معتبرًا أن كل هذه المظاهر ليست سوى “أحصنة ميتة” يتم الإصرار على إطعامها رغم عدم قدرتها على الحركة.
وأكد أن النزول عن الحصان الميت لا يعني الفوضى، بل يمثل تحولًا مؤسسيًا نحو منظومة أكثر كفاءة وواقعية، مشددًا على ضرورة تفعيل مجالس الحوكمة بصلاحيات كاملة، وإجراء مراجعات دورية للأنشطة والمبادرات وفقًا للقيمة المضافة، وبناء ثقافة مؤسسية تشجع على التصحيح، وإنشاء وحدات استشراف ترتبط بالإدارة العليا، وفصل القرارات التشغيلية عن الانفعالات السياسية أو العائلية أو الشخصية.
واختتم الشعراوي بأن الاعتراف بالفشل ليس هزيمة بل بداية النضج، محذرًا من أن المنظمات التي لا تتخلى عن “الأحصنة الميتة” غالبًا ما تدفن نفسها معها، ومؤكدًا أن القرار الأصعب ليس إنهاء ما فشل، بل الاعتراف بأنه لم يعد يستحق الفرصة الثانية. وختم بقوله: “لا تطعموا الأحصنة الميتة، ولا تُنشئوا لها إدارات”.