«رؤية عُمان 2040» ... الهوية الثقافية والإبداعية
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
كانت الأيام التي قضيتها فـي عُمان جميلة، وهو البلد الذي يحظى بزياراتي المتعددة خلال العام الواحد؛ لما له ولأهله من مكانة كبيرة بدأت منذ أول زيارة عام 2014 كناشر، فتحولت إلى علاقة حميمة وجدانية مع الأصدقاء والأهل، لتتوج فـي حصولي على درجة الدكتوراة من أهم جامعاتها، جامعة السلطان قابوس العريقة والمتقدمة أكاديميا عبر تصنيفات عربية وعالمية.
ففـي قطاع الفنون والآداب، تشمل توجهات الرؤية دعم القطاع الثقافـي والإبداعي عبر رعاية الفنون والإعلام والثقافة. وفـي إطار الاستراتيجية الوطنية للثقافة، أُطلق مشروع «المختبرات الثقافـية العمانية» فـي فترة المعرض- الذي يهدف إلى تقديم موروث سلطنة عمان الزاخر بالطاقات الوطنية عبر معارض وبحوث ومنتديات، ويسعى إلى تعزيز الهوية العمانية عالميا من خلال التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة. كما تتضمن المبادرات إنشاء مرافق فنية جديدة؛ فمثلا تم الإعلان عن مشاريع مثل «مدينة الأفلام» لدعم صناعة السينما المحلية و«متنزه إبداع» لعرض المنتجات الثقافـية العمانية. وتستهدف هذه المشاريع جذب المواهب الشابة والمستثمرين فـي مجالات الأدب والفنون عبر توفـير بنية أساسية متخصصة ومعارض دورية وفرص للشراكة الدولية، بما يعزز الشراكة الثقافـية بين الجميع، وانحسار مساحة الجزر الثقافـية.
وفـي قطاع التراث، تضع الرؤية الحفاظ على التراث الثقافـي المادي وغير المادي نصب عينيها من خلال تبنّي سياسات صون وترميم للمعالم التاريخية. فقد ركزت على ضرورة الحفاظ على الهوية العمانية من خلال ترميم القلاع والحصون وتحويلها إلى مواقع ثقافـية وسياحية جذابة. وضمن خطة التنمية السياحية والثقافـية، تم طرح الفرص الاستثمارية لإحياء هذه المواقع وتحويلها إلى مراكز ثقافـية تخدم المجتمع والزوار؛ انسجاما مع التوجهات الوطنية لصون التراث العماني المتعدد على امتداد رقعة السلطنة وتعزيزه دوليا. بالإضافة إلى ذلك، تدعم الحكومة إنشاء متاحف ومدارس للفنون والحرف التقليدية، وإقامة مهرجانات أدبية وفنية لتعزيز التعبير الثقافـي وإثراء المشهد الثقافـي العماني.
وفـيما تعلق بالصناعات الإبداعية، اعتُبرت هذه الصناعات من القطاعات المحورية فـي تنويع الاقتصاد. إذ أطلقت الحكومة برنامجًا وطنيًّا لتطوير هذه الصناعات (تحت مظلة برنامج «نَزْدَهِر» للاستثمار والتصدير) شمل وضع خريطة طريق واستراتيجيات لتعزيز هذا القطاع، وقد أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن استشارة عالمية لصياغة استراتيجية قطاع الصناعات الثقافـية والإبداعية وضوابطه الاستثمارية، بهدف جذب الاستثمارات إلى هذا القطاع الجديد، كما نظّمت حلقة عمل وطنية بالشراكة بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب وهيئات الاستثمار لتحديد الفرص والقدرات الرئيسية، ما أثمر إطلاق مشاريع كبرى (مثلا: «مدينة أفلام» و«إبداع بارك» وغيرها)، وفرص استثمارية جديدة فـي مختلف أنحاء سلطنة عمان، وتعتمد هذه البرامج على تعزيز شراكات مثمرة بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات الثقافـية لتحفـيز الإبداع وتشغيل الطاقات الوطنية فـي الإنتاج الفني والأدبي.
وبتكامل هذه الخطوات، تبرز «رؤية عُمان 2040» كداعمٍ قوي للثقافة والإبداع، من خلال تحقيق مجموعة من المبادرات القطاعية التي تحفز الفنون والآداب، تحمي التراث، وتطلق العنان للصناعات الإبداعية كمحرك مهم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا تنحصر بفعاليات عام معين أو دورة أو خطة سنوية، وإنما هي مسيرة مكملة، ستحقق ريادتها فـي المنطقة على مختلف القطاعات الثقافـية، العلمية والرياضة.
المصادر:
بيانات رسمية عن «رؤية عُمان 2040»،
وبيانات وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووسائل الإعلام العمانية حول مبادرات القطاع الثقافـي.
د.فهد الهندال كاتب وناشر وناقد كويتي
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الهوية والجنسية تفوز بجائزة تجربة خدمة المتعاملين في مجلس التعاون الخليجي
فازت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، بجائزة تجربة خدمة المتعاملين في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في فئة "أفضل تطبيق رقمي"، وفئة "أفضل استراتيجية لتجربة المتعاملين" التي تنظمها "AWARDS INTERNATIONAL" ومقرها إنجلترا، حيث تسلمت الهيئة الجائزة خلال حفل توزيع الجوائز الذي تم تنظيمه بفندق إنتركونتيننتال في دبي.
وأكد اللواء سهيل سعيد الخييلي مدير عام الهيئة، أن الجائزة تجسد نجاح الهيئة في تنفيذ استراتيجيتها التي تركز على تعزيز العلاقة مع المتعاملين من خلال تعزيز أداء خدمات الهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، والتزامها بتقديم الحلول المتطورة وتحسين الخدمات الاستباقية والرقمية للمتعاملين بكفاءة وفاعلية.
وأشار إلى حرص الهيئة على تعزيز تجربة المتعاملين وتلبية تطلعاتهم في الحصول على خدمات سهلة وسريعة وآمنة من أي مكان، وذلك من خلال تبسيط الإجراءات وتصفير البيروقراطية واستيفاء البيانات إلكترونيًا، وإشراك المتعاملين في إنجاز تصميم ابتكاري وإبداعي للخدمات لإسعاد المتعاملين وتمكينهم من القيام برحلة متعامل سهلة وممتعة وسريعة، تسهم في تحقيق مستهدفات إعلان مبادئ حكومة الإمارات، لخدمات المستقبل المعنية بالاهتمام بالإنسان أولًا، فضلًا عن تحقيق الريادة لدولة الإمارات عالميًا في مؤشرات الخدمات الحكومية.
المصدر: وام