أكاديميون ومثقفون في حماة.. إسرائيل عدو للشعب السوري وتسعى لإثارة التفرقة بين مكوناته
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
حماة-سانا
أكدت فعاليات أكاديمية واقتصادية وثقافية في مدينة حماة أن إسرائيل هي عدو للشعب السوري، وتسعى بأعمالها العدوانية المتكررة إلى إثارة التفرقة بين مكوناته وضرب وحدته الوطنية.
وشدد الدكتور المحاضر في جامعة حماة محمود الراشد على أن من يحتل الأرض ويعرقل تقدم واستقرار سوريا هو عدو حتماً، وقال: إن النظام البائد دمر كل مقدرات البلد العسكرية والاقتصادية، ولكن رغم ذلك يجب علينا ألا نقبل الخضوع لأحد، مؤكداً أن سوريا واحدة موحدة بجميع مكوناتها وأعراقها، ولا يمكن أن تقبل التقسيم على أي أساس، ومن يروج للتقسيم ولاستجداء الخارج هو حتماً لمنفعته.
من جانبه أكد أستاذ علم الوراثة في كلية الطب البيطري بحماة الدكتور عامر دباغ أن الاستقواء بالخارج هو جريمة بحق الوطن أولاً وجريمة بحق المواطن ثانياً، بغض النظر عن ماهية الاستنجاد، معتبراً أن الظروف الراهنة التي تواجه سوريا عقب التحرير من النظام البائد تتطلب وحدة السوريين وصون حدودهم وأرضهم من أي اعتداءات.
وأشار الاقتصادي ومدير أحد المصارف بحماة عمر شقيقفة إلى أن إسرائيل هي العدو الأول للشعب السوري ومعظم الشعوب العربية، لأنها تحتل أراضي سورية وعربية، وارتكبت الكثير من المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطيني عبر عقود طويلة، لذا لا يمكن الوثوق بها إطلاقاً، رافضاً الاستجداء بالكيان الصهيوني الغاصب أو طلب الحماية منه كما يروج البعض.
وبين الشاعر محمد دناور أن ما تفعله إسرائيل اليوم من محاولة لتقسيم البلد وتفتيته لن يجدي نفعاً، لأن معظم مكونات الشعب السوري يعتبرون إسرائيل عدواً له، وهي تريد تحقيق مصالحها التوسعية فقط، مشيراً إلى أن الحوار الداخلي بين السوريين أنفسهم هو الرد المناسب على ما تريد إسرائيل تحقيقه في سوريا، فنحن لدينا حضارة عريقة وتاريخ طويل بمحاربة جميع أنواع المحتلين والمتربصين شراً بالوطن.
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ما العمل لمواجهة صلف إسرائيل تجاه سوريا؟
تتبنى إدارة الشرع سياسة مهادنة تجاه إسرائيل، التي لا تنفك تعلن أن تفكيك سوريا هو الهدف الإستراتيجي الذي تعمل على تحقيقه، عبر مجموعة من الآليات، واللافت أن إسرائيل لا تخفي أهدافها، بل حتى الوسائل التي ستحقق من خلالها هذه الأهداف، فيما سلطة دمشق تنام على وسائد من حرير.
ثمّة من يرى أن خيارات دمشق محدودة جدا في التعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية التي وصلت إلى حد إعلان رسمي للحرب، حيث انتهاك السيادة السورية بات أمرا شبه يومي، فضلا عن عمليات القضم لجغرافية الجنوب السوري، في عملية يبدو أن الهدف النهائي منها محاصرة العاصمة دمشق، التي باتت عمليا ساقطة نيرانيا، ولا يقف في طريق القوات الإسرائيلية سوى حسابات إستراتيجية خاصة بحكومة نتنياهو، وربما من مستلزمات تحقيق الأهداف الإسرائيلية المرسومة.
من الواضح، أن الإدارة السورية تتعاطى مع الهجوم الإسرائيلي الشرس، بالاعتماد على رهانات من نوع أن إسرائيل لن تغامر وتتورط بدخول عميق في الأراضي السورية، وأنها ستكتفي بالحدود التي وصلت لها، خوفا من وقوع خسائر في صفوف قواتها، ولا سيما بعد ظهور بوادر مقاومة في جنوب سوريا للتمدد الإسرائيلي، تجلت في خوض معارك قادها أبناء المنطقة، غير المؤطرين ولا المنظمين في هياكل تنظيمية واضحة، ما يؤشر على دور عنصر الحماس في خوض هذه المعارك.
غير أن رهان سلطة دمشق الأكبر، وكما هو واضح، على إمكانية لعب القوى الإقليمية والدولية الدور الأساسي في لجم إسرائيل ومنعها من تهديد استقرار سوريا الهش، انطلاقا من المخاوف من تداعيات العبث بوحدة سوريا، واحتمالات انتشار الفوضى في المنطقة كلها، وهذا ما سيحد من سلوك إسرائيل تجاه سوريا ويمنعها من تطوير عملياتها لأكثر من إجراءات تحوطية تهدف إلى تحقيق ما تعتقده وضع أمني في مواجهة المتغير السوري، إلى حين توضّح الصورة عند حدودها الشرقية.
تشكل مسألة عدم توفر البدائل للسلطة الحالية في سوريا، عاملا مطمئنا لإدارة الشرع، حيث تفتقد سوريا بالفعل في هذه المرحلة لبديل يمكنه ضبط الأوضاع من الانفلات في ظل خريطة لقوى محلية متفلتة؛ لا ناظم سياسيا لها ولا أهداف تجمعها، ولا يجيد التعامل معها سوى شخص مثل أحمد الشرع، الذي خبر أساليب التعامل معها في الشمال السوري واستطاع ضبطها والسيطرة عليها.
لكن هذه كلها تبقى مجرد رهانات، ومن الواضح ان إسرائيل لا تقيم لها وزنا، والأخطر في هذا السياق أن إسرائيل لديها استراتيجية مقابلة، تقوم على أن تفكيك سوريا هو فرصة لن تتوفر في زمان، وأن تحويل هذه الفرصة إلى واقع أمر ممكن، من خلال استنزاف قدرات سوريا، وهي فعلت ذلك عبر تدميرها الممنهج للقوة العسكرية السورية، ومن خلال إضعاف الإدارة الجديدة وخلق توازنات قوى جديدة داخل سوريا؛ تحوّل الشرع إلى طرف من بين أطراف عدّة متصارعة، بما يسمح لها تحقيق هدفها في خلق دويلات طائفية وعرقية في أكثر من مكان في الجغرافية السورية.
التصور بأن إسرائيل ستراعي الاعتبارات الإقليمية والدولية هو تصوّر خاطئ؛ فإسرائيل التي تخوض حرب إبادة في غزة، وتعمل على تهجير سكانها أمام مرأى العالم، ويصرح قادتها بأن الحرب مستمرة حتى إخلاء غزة وتفكيك سوريا، لن تأخذ على محمل الجد اعتبارات أي طرف إقليمي أو دولي، ولن تهتم بالحسابات التي تقول إن حصول الفوضى في سوريا من شأنه الضرر بالأمن الإسرائيلي، إسرائيل لم تعد تهتم بمثل هذه النظريات، ما يهمها هو تشكيل سوريا بما يتناسب ومصالحها الأمنية، حتى وإن أقسمت لها سلطات دمشق بكل المقدسات، وقدمت لها الضمانات، وتوسطت لدى مختلف الأطراف.
لا تريد إسرائيل الخروج من المولد بدون حمص، ما دامت الظروف مناسبة جدا، لذا فإن خياراتها تتركز حول: إما تفكيك سوريا إلى كانتونات طائفية، وإما إجبار إدارة الشرع على التوقيع على اتفاق سلام (استسلام) تتنازل فيه عن المطالبة بالجولان وأجزاء كبيرة عن مناطق الشريط الحدودي في محافظتي درعا والقنيطرة، وأن يبقى الجنوب منطقة خالية من السلاح.
ربما لا تملك إدارة الشرع الكثير من أوراق القوة والخيارات في مواجهة إسرائيل وسياساتها التدميرية، لكن سياسة الاستسلام وترك إسرائيل تجرب في الساحة السورية، ليس خيارا منطقيا، والأهم من ذلك، أنه لن يقي سوريا لا من التفكك ولا من سيطرة إسرائيل على مناطق الجنوب وصولا إلى العاصمة دمشق، ما يلزم إدارة الشرع على البحث عن مقاربات جدية لمواجهة خطر إسرائيل، ووضع جميع الخيارات على طاولة البحث، بما فيها دعم مقاومة في جنوب سوريا، وصياغة قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.
x.com/ghazidahman1