الصليب الأحمر لـ «الاتحاد»: 25 مليون سوداني عاجزون عن تلبية الاحتياجات الأساسية
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أحمد مراد (الخرطوم، أبوظبي)
أخبار ذات صلةحذر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم، عدنان حزام، من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان بمستويات خطرة، واصفاً الواقع المعيشي لملايين السودانيين بـ«الكارثي»، جراء تداعيات النزاع الدائر منذ أبريل 2023، وهو ما أفرز أكبر «أزمة نزوح» على مستوى العالم.
وكشف حزام، في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أن نحو 25 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية، من غذاء ودواء ومياه وطاقة، ما يتطلب تحركاً إقليمياً ودولياً سريعاً لتكثيف جهود العمل الإنساني والإغاثي في السودان.
وأوضح أن ملايين السودانيين يُعانون تراجعاً حاداً في خدمات الرعاية الصحية، خاصة مع خروج ما بين 70 و80% من المنشآت الصحية في مناطق النزاع من الخدمة، والنسبة الباقية من المستشفيات والمراكز الصحية تعمل بموارد وإمكانات وكوادر بشرية محدودة للغاية.
وأفاد حزام بأن السودان يشهد حالياً واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، جراء النزاع المسلح الدائر في العديد من المدن والولايات السودانية، ما يشكل تهديداً خطيراً لحياة ملايين المدنيين السودانيين، لا سيما مع استهداف المنشآت المدنية ومرافق الخدمات الحيوية والبنية التحتية.
وقال متحدث «الصليب الأحمر»، إن الأزمة الإنسانية في السودان تُشكل تحدياً كبيراً للمنظمات الإنسانية والإغاثية، سواء الإقليمية أو الدولية، خصوصاً مع اشتداد القتال، وتفاقم الكلفة البشرية، وتدهور الواقع المعيشي لملايين السودانيين في مناطق النزاع.
وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على تكثيف جهود الاستجابة الإنسانية، مع التركيز على الأنشطة المنقذة للحياة، عبر دعم المنشآت الصحية التي ما زالت تعمل، وتوفير المستلزمات الطبية والدوائية، وخاصة المواد اللازمة للعمليات الجراحية، لافتاً إلى إمداد أكثر من 88 مستشفى ومركزاً صحياً بالمواد الجراحية والدوائية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية القريبة من خطوط ومناطق القتال.
وشدد حزام على اهتمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدعم خدمات مياه الشرب، وتزويد مئات الآلاف من الأسر السودانية بالمياه النظيفة، إذ تدعم اللجنة مؤسسات المياه في مختلف الولايات السودانية، عبر توفير المواد اللازمة لعملية تنقية وتعقيم المياه، إضافة إلى توفير قطع الغيار التي تحتاج إليها محطات المياه، وتزويد المحطات الرئيسية بمضخات كبيرة، ما أسهم في إيصال المياه النظيفة إلى أكثر من مليوني سوداني.
ودعا الأطراف المتنازعة إلى الالتزام بقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني التي تنص على حماية المدنيين، وعدم استهداف المنشآت المدنية، وإتاحة مناخ عمل آمن للعاملين في المجال الإنساني، وهو ما تعهدوا عليه في المباحثات التي جرت في مدينة جدة السعودية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أزمة السودان الرعاية الصحية المساعدات الإنسانية الصليب الأحمر السودان الخرطوم
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر لـ"صفا": شح الدعم الإنساني يُفاقم الأزمة بغزة ويجب التوصل لوقف إطلاق النار
غزة - خاص صفا قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال بعيدة كل البعد عن التعافي المرجو، في ظل محدودية الدعم الإنساني، وإدخال شاحنات المساعدات للقطاع. وأضاف مهنا في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الاثنين، أن "شح الدعم الإنساني، وتفشي الفوضى وعدم وصول المساعدات إلى مستحقيها بالكمية والوقت المناسبين هو ما يُفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع". وتابع "يجب إغراق القطاع بالمساعدات وبكل ما يلزم من الدعم الإنساني وأدواته بالكميات والتنوع المطلوب، وأن يشمل كل القطاعات المدمرة سواء في منظومة الرعاية الصحية والبنى التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي، أو أزمة الغذاء الحادة". وشدد على ضرورة أن يكون هذا الأمر مصحوبًا بالضمانات الأمنية التي تُفسح المجال أمام عمال الإغاثة، لأجل إيصال الدعم الإنساني لمستحقيه، بما يضمن كرامتهم الإنسانية. وأكد أن استمرار العمليات العسكرية في القطاع وأوامر الإخلاء لا شك أنها تعيق العمل الإنساني، وسط بيئة خطيرة تُعرض الفاعلين الإنسانيين للأذى، بسبب الهجمات المستمرة، كما حدث من استهداف لمقر جمعية الهلال الأحمر في خان يونس الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن الغالبية العظمى من مساحة القطاع إما تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال، أو في مناطق خاضعة لأوامر إخلاء، وهذه بيئة غير ممكنة للعمل الإنساني إطلاقًا. وأكد أن القانون الدولي الإنساني واضح لا لبس فيه، ويجب توفير الحماية للمدنيين والأعيان المدنية والمرافق الصحية والطواقم الطبية، وعلى جميع الأطراف وضع هذه الحماية نصب أعينهم مهما كانت الظروف. ولفت إلى أنه لا يوجد أي مسوغ قانوني أو أخلاقي يُتيح استمرار الوضع الإنساني في قطاع غزة على ما هو عليه حاليًا. وقال مهنا إن طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني يعانون بشدة أولًا: كمدنيين يعيشون في غزة، وثانيًا: بسبب عدم قدرتهم على الوصول الآمن لمن هم بأمس الحاجة إليهم، بغية إنقاذ أرواحهم. وأردف أن "هذا ما يُثقل كاهل الطواقم الإنسانية ويضعهم في وضع نفسي سيء، لعدم قدرتهم على إنقاذ هؤلاء الأشخاص". ويشهد قطاع غزة أوضاعًا صحية ومعيشية متدهورة، ونقصًا حادًا في الغذاء والدواء والوقود، مما يُنذر بكارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة السكان. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين. وشدد مهنا على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم في غزة، بما يُفسح المجال لإيصال الدعم الإنساني الحرج لأكثر من مليوني شخص في القطاع، وأيضًا إتاحة المجال للصليب لاستئناف زيارات مندوبيه للمعتقلين داخل سجون الاحتلال. وقال: "نحن مستعدون لممارسة هذا الدور فور التوصل لهذا الاتفاق، وتقديم الضمانات الأمنية المهمة جدًا لفرقنا ولمن نحاول الوصول لهم وتقديم الدعم الإنساني". وتابع أن "نافذة الوقت في قطاع غزة لانقاذ الحياة آخذة بالنفاد ولا بد من التحرك الآن بشكل عاجل، لأنه لا يوجد أي مسوغ أخلاقي أو قانوني لاستمرار الوضع كما هو". وحول معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال، أوضح مهنا أن اللجنة الدولية للصليب سهّلت خلال العام الجاري إطلاق سراح 217 معتقلًا من القطاع، من بينهم 5 سيدات، وتم تقديم الرعاية الطبية لهم في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وإيصالهم إلى أسرهم. وأشار إلى أنه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم نحصل على أي معلومة تتعلق بالأسرى والمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، بسبب منع الصليب من زيارتهم. وطالب مهنا "إسرائيل" بإبلاغ الصليب بأسماء وأوضاع المعتقلين لديها طبقًا لاتفاقية حنيف الرابعة، كونهم أشخاص محميين بموجب القانون الدولي ويتمتعون بالحق في الحصول على الرعاية الطبية، والزيارة والتواصل مع أسرهم، وزيارات الصليب. ودعا لاستئناف زيارات الصليب ومندوبيه للاطلاع على أوضاع المعتقلين داخل السجون وظروفهم الإنسانية والاعتقالية. وأضاف "نحن نشعر بقلق شديد إزاء الأنباء التي ترد عن استشهاد معتقلين فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر". وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 61,430 شهيدًا و153,213 إصابة، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، فضلًا عن مئات آلاف النازحين.