تحرير :زكرياء عبد الله

رغم المجهودات المبذولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقتها، لا تزال مظاهر التفاوت في الاستفادة من مشاريعها تثير تساؤلات عديدة في صفوف ساكنة إقليم الحوز، حيث حظيت بعض الجماعات الترابية بنصيب وافر من هذه المشاريع، بينما لا تزال جماعات أخرى تعاني من شبه غياب لهذه البرامج التنموية.

وتشير معطيات ميدانية إلى أن عدداً من الجماعات، خاصة تلك ذات الطابع القروي أو الجبلي، لم تنل ما يكفي من الدعم على مستوى البنيات التحتية، المشاريع المدرة للدخل، أو دعم التمدرس والصحة، على عكس جماعات أخرى استفادت من تدخلات متعددة في ظرف وجيز، ما أفرز نوعاً من التفاوت المجالي الذي يتعارض مع فلسفة وروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تقوم على العدالة المجالية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، شدد عدد من المهتمين على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية في تخطيط المشاريع، ترتكز على تشخيص دقيق للحاجيات الحقيقية لكل جماعة ترابية، مع إشراك الفاعلين المحليين والمجتمع المدني، تفادياً لأي شكل من أشكال الإقصاء أو سوء التوزيع.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

اختطاف الشيخ الكازمي من المحراب كآخر نسخة من جرائم جماعات ما دون الدولة في عدن

ربما كان الشيخ محمد الكازمي، الإمام المحبوب لجامع أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الواقع في ساحة الشهداء بمديرية المنصورة، محظوظاً لأن أشباح الأحزمة الأمنية لم تختطفه بعيداً عن أعين الناس ولم تباغته بعملية اغتيال لحظة خروجه من المسجد أو من المنزل أو على قارعة الطريق. هذه الممارسات كان العشرات من المصلحين والساسة والقادة الوطنيين ضحيتها من أن استبيحت عدن من قبل الجماعات المسلحة الخاضعة للنفوذ العابر للحدود.

 

هذا لا يعني أن الشيخ الكازمي بخير، إنه يخضع الآن لظروف قاسية، لا سقف لإجرامها ويمكن قياسها فقط على الطريقة التي تم بها اعتقاله وجره على أنفه من المحراب الذي كان يؤم فيه الناس في فجر الخميس الحزين.

 

تأكد لعدد ممن شهدوا لحظة اقتحام المسجد بعد صلاة الفجر، وهاجموا الشيخ محمد الكازمي واقتادوه بشكل مهين أمام أعين المصلين، ووسط إطلاق للرصاص، بأن مصلح الذرحاني قائد شرطة دار سعد هو الذي قاد هذه العملية الإرهابية الإجرامية ضد الشيخ الكازمي. وتبقى هذه الأمور غير يقينية إلى إن يتم التأكد من الجهة التي تقف خلف هذه الجريمة.

 

لقد غابت الدولة في هذه العملية وأُهين القانون وانتهكت حقوق الإنسان، وتحقق مفهوم الترويع في أبشع مظاهره. لقد تركت الحادثة ندوباً يصعب التئامها في وجدان وذاكرة عشرات المصلين، وملايين اليمنيين الذين تدالوا فيديو الاعتداء على الشيخ الكازمي.

 

ما من سبب يبرر ما حصل بحق إمام جامع عمر ابن الخطاب في عدن، وما من دليل على أن هذه الجريمة الشنيعة يمكن أن تكون جزء من أجندة دولة، أو أن تتلقفها أجهزة الدولة وتعيد تكييفها على أنها مهمة مستحقة جرى تنفيذها بطريقة خاطئة. الأمر بكل تأكيد، يندرج ضمن المقاولات الأمنية الإجرامية التي اعتادت عليها عدن، وتُنفذ في الغالب لصالح جهاز استخباري شديد القسوة وأيديولوجي ويرصد الأنفاس الحرة لأبناء اليمن في المحافظات الجنوبية، ويتتبع مواقفهم.

 

لا يُراد لأحد في مدينة عدن أن يخرج عن الخطوط الحمر التي حُددت من قبل الجهات النافذة العابرة للحدود، وهي خطوط لا علاقة لها البتة بالمصالح العليا للدولة اليمنية ولا حتى للدولة "الجنوبية" التي يرفعها الانتقالي شعاراً له، بقدر ما تتعلق بإعادة ضبط المزاج السياسي العام في مدينة عدن وفق توجهات الدولة التي تمول الانتقالي وتدعمه، مما يحمل على الاعتقاد بأن الشيخ الكازمي ربما يدفع ثمن مواقفه المبدئية الوطنية والعربية والإسلامية، والتي تتسق مع الوجدان الحي والعقل السليم والفطرة السوية لكل أبناء اليمن.

 

 إن التضييق على مدينة بلا خدمات، ويفتك بها الحر الشديد والفقر الشديد، ممارسةٌ تنطوي على قدر كبير من الفجور. ليس هناك من مقابل يتلقاه الناس أمام هذا الطغيان، وهذا العنف وهذا القدر من الفتك بحرياتهم وحقوقهم ودمائهم. إنه طغيان يحدد بوضوح معالم السلطة التي يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تأسيسها في مدينة عدن اليمنية، وهي معالم لعمري تؤذن بليل طويل في جنوب البلاد لا سمح الله.

 

مرة أخرى يقع أبناء أبين ورجالها ضحيةَ عملياتٍ أمنية قاسية، على نحو يكرس شكلاً سيئاً من العلاقات المتوترة بين أبناء البلد الواحد. على أن أقسى ما يدفعه الناس من أثمان باهظة في ساحة الإعدام المفتوحة بعدن، أن الجرائم تنفذ بلا عقاب، وأن الجماعات المسلحة لا تحمل هوية سلطوية ولا قانونية، مما يمكنها من القيام بجرائمها بالوكالة والإفلات منها بكل سهولة، في ظل هذا الانفلات، أو عبر تغيير مكان الإقامة لا أقل ولا أكثر.


مقالات مشابهة

  • دعوات للتحقيق في وفاة غامضة لراعي غنم قاصر بإقليم ميدلت خلفت موجة غضب
  • دواوير الحوز تطلب فك العزلة بعد واقعة “نعش تغزيرت”
  • أخنوش يترأس الدورة الثامنة للجنة الوطنية للإستثمارات والمصادقة على مشاريع بـ51 مليار درهم وخلق 17 ألف منصب شغل
  • تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
  • إمام وخطيب المسجد الأقصى: الاحتلال يحاول فرض سيادة باطلة على المسجد الأقصى المبارك
  • انهيار صومعة قمح حديثة يثير جدلاً واسعًا في العراق
  • اختطاف الشيخ الكازمي من المحراب كآخر نسخة من جرائم جماعات ما دون الدولة في عدن
  • تفاوت أسعار الدولار مقابل الدينار في بغداد واربيل بنهاية الأسبوع
  • بدعة إقحام العلم الوطني في الحفلات الغنائية تثير جدلاً واسعاً
  • الداخلية تدعو الجماعات المحلية إلى ابتكار صيغ جديدة لركن السيارات