هل استسلمت أمازون في متابعة مشروع التوصيل بالطائرات المسيرة؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
في السنوات الأخيرة أصبحت الطائرات المسيرة جزءا مهما من إستراتيجيات الشركات التكنولوجية الكبرى، خاصة في مجال توصيل الطلبات.
وبصفتها واحدة من الشركات العالمية الكبرى في مجال التجارة الإلكترونية كانت "أمازون" رائدة في تبني التكنولوجيا لتسريع عمليات التوصيل وتحسين تجربة العملاء.
واستثمرت الشركة في تقنية الطائرات المسيرة لتوصيل الطلبات من خلال مشروع "برايم إير" الهادف إلى توصيل الطلبات خلال أقل من 30 دقيقة.
لكن المشروع تعرض مؤخرا لانتكاسة كبيرة، إذ أعلنت الشركة توقف رحلات الطائرات المسيرة في بعض المناطق، مما أثر في استثماراتها وخططها المستقبلية في قطاع التوصيل.
حلم التوصيل في 30 دقيقةفي عام 2013 تعهد جيف بيزوس بملء السماء بأسطول من الطائرات المسيرة لتوصيل الطرود الفردية إلى منازل العملاء في غضون 30 دقيقة من خلال مشروع "برايم إير" الذي أُطلق رسميا في عام 2022.
لكن المشروع واجه تحديات تقنية معقدة، حيث بلغت تكلفة توصيل الطرد الواحد عبر الطائرات المسيرة 484 دولارا في التجارب الأولية، مع توقعات بخفض التكلفة إلى 63 دولارا بحلول 2025، وهو لا يزال مرتفعا مقارنة بأسعار التوصيل التقليدية.
وفي ذلك الوقت كان العملاء المشاركون في التجارب يطالبون بتثبيت علامة مادية في فسحة المنزل لتحديد موقع التسليم، مع تعيين الشركة شخصا مسؤولا عن مراقبة مسار تحليق الطائرة المسيرة.
إعلانوبلغت تكلفة تصنيع الطائرات المسيرة 146 ألف دولار لكل واحدة، وكان مداها 5 كيلومترات.
كما واجهت "أمازون" مشكلات متكررة تتعلق بسلامة الطائرات المسيرة، إذ سجلت حوادث متكررة بين عامي 2021 و2023، كان أبرزها حريق اندلع بسبب فقدان الطائرة السيطرة في الهواء.
وتتعرض الشركة لضغوط متزايدة لمواكبة المنافسين، مثل "ألفابت"، و"وول مارت"، و"يونايتد بارسل سيرفيس".
وعلى الرغم من حصول الشركة على إذن من إدارة الطيران الفدرالية الأميركية (إف إيه إيه) لتحليق طائرتها خارج نطاق الرؤية البصرية لمشغليها من بعد وبدء عملياتها التجريبية رسميا فإن الواقع كان أكثر تعقيدا.
وبعد ما يقارب عقدا من الزمان وعلى الرغم من إنفاق أكثر من ملياري دولار في الجهود المبذولة لبناء قسم للطائرات المسيرة من الصفر وتجميع فريق يضم أكثر من ألف شخص حول العالم فإن الشركة بعيدة كل البعد عن إطلاق خدمة توصيل بالطائرات المسيرة، حيث اقتصرت عمليات التسليم على تجارب ضيقة في أريزونا وتكساس.
وعلى مدى 4 أشهر في عام 2021 وقعت 5 حوادث في موقع اختبار في "بيندلتون" بولاية أوريغون.
وفي حين أن الحوادث حتمية في برنامج اختبار الطيران لكن هذه الطائرات المسيرة هي التي كانت "أمازون" تأمل في نشرها للاختبارات العامة.
وفي مايو/أيار 2021 انفصلت مروحة طائرة مسيرة، مما تسبب في انقلاب الطائرة وتحطمها فيما كانت محركاتها الأخرى لا تزال تعمل.
وخلال يونيو/حزيران 2021 تعطل محرك طائرة مسيرة أثناء انتقالها من الصعود العمودي إلى الحركة الأمامية، ولم تعمل ميزة الأمان التلقائية المصممة لهبوطها في مثل هذه الحالات، وانقلبت الطائرة وفشلت أيضا وظيفة الأمان المستقرة.
إعلانوفي ذلك الوقت، كانت "أمازون" قد قللت من أهمية بروتوكولات السلامة لصالح استمرار الاختبارات.
ووفقا للسجلات، كان هناك ما لا يقل عن 4 حوادث إضافية في عام 2022، منها 3 كانت نتيجة انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أوقفت "أمازون" عملياتها مؤقتا بعد تحطم طائرة مسيرة في بندلتون عندما نفدت طاقة بطاريتها، وفقا لتقرير المجلس الوطني لسلامة النقل.
الحلم المؤجلوفي قرار مفاجئ أوقفت "أمازون" طواعية جميع عمليات التسليم التجارية باستخدام الطائرات المسيرة بعد تحطم طائرتين من أحدث نماذجها في طقس ممطر بمنشأة اختبار.
ووقعت الحادثة في ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث تحطمت طائرتان مسيرتان من طراز "إم كي 30″، واشتعلت النيران في إحداهما على الأرض بسبب خلل برمجي مرتبط بالتحليق في طقس ممطر.
وعلقت الشركة فورا عمليات التسليم باستخدام الطائرات المسيرة في تكساس وأريزونا لإصلاح برنامج الطائرة.
ويأتي هذا القرار بعد أن أوقفت الشركة خدمات توصيل الطائرات المسيرة في أبريل/نيسان الماضي في لوكفورد بولاية كاليفورنيا.
ويعد التوقف بمنزلة الانتكاسة الأحدث لبرنامج يتجه نحو الخدمة التجارية على نطاق واسع بعد أكثر من 11 عاما من إعلان جيف بيزوس عن مبادرة لبناء طائرات مسيرة قادرة على توصيل المنتجات إلى العملاء في أقل من نصف ساعة.
ويكشف القرار عن التحديات التكنولوجية عندما يتعلق الأمر بتحدي الجاذبية والعمل في الطقس العاصف وحمل مواد التوصيل التي يمكن أن تختلف في الحجم والوزن، حيث أثرت هذه التحديات التقنية في توقيت طرح برنامج "برايم إير".
وعلى الرغم من التقدم الكبير في تكنولوجيا الطائرات المسيرة فإن هناك العديد من العقبات التقنية التي واجهت المشروع، ومن أبرزها مشكلات الاستقرار والملاحة الجوية.
وتحتاج الطائرات المسيرة إلى أنظمة ملاحة دقيقة لتحديد مسارها بشكل آمن، خاصة في البيئات الحضرية المليئة بالمباني والعوائق.
إعلانولم يكن اعتمادها على النظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس) كافيا لضمان دقة الملاحة، مما أدى إلى مشكلات في تحديد المواقع والهبوط الآمن.
كما يواجه المشروع مشكلات فيما يتعلق بالبطارية ومدى الطيران المحدود، إذ تعتمد الطائرات المسيرة على بطاريات الليثيوم أيون التي تعاني قيودا في الطاقة والمدى، مما يجعلها غير قادرة على تغطية مسافات طويلة أو حمل شحنات ثقيلة، وقللت الحاجة المستمرة إلى إعادة شحن الطائرات كفاءتها التشغيلية، خاصة في عمليات التوصيل المكثفة.
وأثرت الرياح القوية والأمطار وتقلبات الطقس المفاجئة بشكل كبير في استقرار الطائرات أثناء الطيران، مما زاد معدل الأعطال.
ينعكس توقف "أمازون" عن تشغيل رحلات الطائرات المسيرة في بعض المناطق مباشرة على استثماراتها في قطاع التوصيل الجوي، مع تخوف من حدوث خسائر مالية في البنية التحتية والمعدات بسبب تداعيات القرار.
وأنفقت الشركة مئات الملايين من الدولارات على تطوير الطائرات ومراكز التحكم وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، ويعني توقف الرحلات أن الشركة قد تضطر إلى إعادة توجيه مواردها، مما ينعكس على الميزانية المخصصة للمشروعات المستقبلية.
وقد تتجه "أمازون" إلى الاعتماد أكثر على الروبوتات الأرضية والشراكة مع شركات لوجستية أخرى لتعويض خسائر مشروع التوصيل الجوي.
وأدت المشكلات التقنية إلى الحد من خطط توسيع خدمة "برايم إير" إلى مناطق جديدة، مع تأخير خطط التوسع في الأسواق الأوروبية والآسيوية، حيث توجد تحديات تنظيمية إضافية.
ويؤثر تأخر تنفيذ المشروع في العملاء الذين كانوا يتطلعون إلى خدمة أسرع وأكثر كفاءة، حيث كان من المتوقع أن تكون الطائرات المسيرة بديلا فعالا عن التوصيل التقليدي، لكن أصبح البعض يشكك في إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا قريبا.
إعلانويشعر بعض العملاء بالقلق بشأن مدى أمان هذه الطائرات عند التحليق فوق المنازل أو بالقرب من المناطق السكنية.
وقد يُنظر إلى فشل مشروع "برايم إير" في تحقيق أهدافه على أنه إخفاق في تحقيق وعود التكنولوجيا، وقد يؤثر ذلك في الصورة العامة للشركة بصفتها شركة تكنولوجيا متقدمة، مما قد يمنح المنافسين فرصة لتعزيز حضورهم في قطاع التوصيل.
وعلى الرغم من هذه النكسات فإن طموحات "أمازون" تظل في مجال الطائرات المسيرة عالمية.
وفي الأشهر الأخيرة أجرت الشركة أول رحلة تجريبية لها في إيطاليا، وتتطلع إلى الحصول على الموافقات للعمل بالمملكة المتحدة.
ومع ذلك، يثير قرار التوقف الحالي تساؤلات بشأن إمكانية أن يصبح التوصيل بالطائرات المسيرة ركيزة أساسية دائمة للشركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الطائرات المسیرة فی فی قطاع التوصیل عملیات التسلیم وعلى الرغم من مسیرة فی فی عام
إقرأ أيضاً:
فيسبوك يستخدم بيانات العملاء دون إذن
صراحة نيوز ـ مع تسارع التطورات التقنية، باتت بيانات الأفراد الشخصية الوقود الذي يُغذّي أنظمة الذكاء الاصطناعي حول العالم.
وفي خطوة جديدة، أعلنت شركة Meta المالكة لفيسبوك وإنستغرام، أنها ستبدأ اعتبارًا من من 27 مايو/أيار الجاري، باستخدام منشورات المستخدمين العلنية، بما في ذلك الصور، الفيديوهات، والتعليقات. وذلك لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، هذا الإجراء يخص حاليًا حسابات المستخدمين البالغين فقط، حسب ما نشرته صحيفة “سود ويست” الفرنسية.
كل يغني على ليلاه.. كيف يبعثر الذكاء الاصطناعي الملفات الدولية؟
ماذا تنوي Meta فعله؟
تقول Meta إن هذا الاستخدام مبني على “معلومات عامة أو مرخصة” يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، لكن عمليًا، هذا يعني أن صور عطلتك أو منشورات عائلتك قد تصبح جزءًا من المواد المستخدمة لتحسين الذكاء الاصطناعي، دون أن يتم إبلاغك بشكل مباشر، ما لم تتخذ إجراءً استباقيًا.
والأخطر أن Meta تعتبر الصمت بمثابة موافقة: إذا لم تعترض صراحة قبل 27 مايو/أيار، فستُعتبر موافقًا تلقائيًا على استخدام بياناتك، ولن تتلقى أي إشعار إضافي بعد ذلك.
مهلة حاسمة
إذا لم تقم بتقديم اعتراض رسمي قبل هذا الموعد، فستُعتبر موافقًا تلقائيًا على استخدام بياناتك. والأخطر أن Meta لن ترسل إليك أي إشعار بعد ذلك، ما يعني أن الباب سيُغلق تمامًا في وجه الاعتراضات المستقبلية.
كيف تعترض على استخدام بياناتك؟
الخبر السار هو أن Meta أتاحَت نموذجًا بسيطًا يمكنك من خلاله الاعتراض على هذه السياسة الجديدة، سواء عبر فيسبوك أو إنستغرام. إليك خطوات التقديم:
على فيسبوك:
افتح تطبيق فيسبوك واذهب إلى صفحتك الشخصية.
ادخل إلى إعدادات الخصوصية، ثم اختر مركز الخصوصية.
في الفقرة الثانية، ستجد خيار “الاعتراض” أو (Opposer)، اضغط عليه واتبع التعليمات.
على إنستغرام:
افتح تطبيق إنستغرام واذهب إلى صفحتك الشخصية.
اضغط على الثلاث نقاط أعلى يمين الشاشة.
انتقل إلى: الإعدادات ثم مزيد من المعلومات والمساعدة ثم مركز الخصوصية.
في الفقرة الثانية، اضغط على “الاعتراض” وادخل البريد الإلكتروني المرتبط بحسابك.
تأكيد عبر البريد الإلكتروني
بعد ملء النموذج، سترسل Meta رسالة إلكترونية إلى بريدك لتأكيد طلبك. تأكّد من التحقق من صندوق الوارد وكذلك من مجلد الرسائل غير المرغوب فيها (Spam). لن يُقبل طلبك ما لم يتم تأكيده عبر البريد.
لا تنتظر حتى فوات الأوان
إذا كنت حريصًا على حماية ذكرياتك ومنشوراتك الخاصة من أن تصبح مجرد بيانات تُستهلك في تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فعليك التحرك الآن. فبعد 27 مايو/أيار، لن يكون هناك رجوع إلى الوراء