الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا: سنبيع 18 ألف شريحة ذكاء اصطناعي للسعودية
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا Nvidia، جنسن هوانغ، اليوم الثلاثاء، أن الشركة ستبيع أكثر من 18 ألف شريحة من أحدث رقائق الذكاء الاصطناعي لشركة هيوماين السعودية.
يأتي هذا الإعلان في إطار الجولة التي يجريها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج العربي وبدأها بزيارة السعودية اليوم ويرافقه وفد كبير يتضمن عدداً من المسؤولين ورجال الأعمال وكبار الرؤساء التنفيذيين.
وستُستخدم شرائح Blackwell المتطورة في مركز بيانات بقدرة 500 ميغاوات في المملكة العربية السعودية، وفقًا لتصريحات خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في العاصمة السعودية الرياض يوم الثلاثاء.
وأوضحت Nvidia أن أول عملية نشر لها ستستخدم شرائح GB300 Blackwell، التي تُعد من أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تطورًا من Nvidia حالياً، والتي لم يُعلن عنها رسمياً إلا في وقت سابق من هذا العام.
يؤكد إعلان يوم الثلاثاء أهمية شرائح Nvidia كأداة ضغط لإدارة ترامب، في ظل تنافس دول العالم على هذه الأجهزة، التي تُستخدم لتدريب ونشر برامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل ChatGPT، بحسب شبكة CNBC.
وقال هوانغ: "يسعدني جداً أن أكون هنا للاحتفال بالافتتاح الكبير، وانطلاق شركة هيوماين". وأضاف: "أنها رؤية رائعة حقاً أن تُنشئ المملكة العربية السعودية البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في بلدكم حتى تتمكنوا من المشاركة والمساعدة في تشكيل مستقبل هذه التكنولوجيا التحويلية المذهلة".
وارتفعت أسهم Nvidia بأكثر من 5% في تداولات يوم الثلاثاء بوول ستريت.
في الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أنها ستلغي ما أسمته قاعدة الرئيس السابق جو بايدن، وستطبق "قاعدة أبسط بكثير". كما طُلب من Nvidia الحصول على ترخيص تصدير لرقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها منذ عام 2023 بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وشركة هيوماين مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وستعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بناء البنية التحتية لمراكز البيانات. وتشمل خطط الشركة في نهاية المطاف نشر "مئات الآلاف" من وحدات معالجة الرسومات Nvidia.
وقال هوانغ: "المملكة العربية السعودية غنية بالطاقة، وتحول الطاقة من خلال هذه الإصدارات من أجهزة الكمبيوتر العملاقة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من شركة Nvidia، والتي تعد في الأساس مصانع للذكاء الاصطناعي".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يخلق الذكاء الاصطناعي مجتمعا أميا في المستقبل؟
في نهاية عام 2022، كشفت شركة "أوبن إيه آي" عن أول روبوت دردشة "شات جي بي تي" يعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، معلنة بذلك بداية عصر روبوتات الدردشة ونماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة للعامة.
وخلال الأشهر التالية، تمكّن "شات جي بي تي" من التغلغل في حياة المستخدمين بشكل كبير، إذ قام الكثيرون بإلقاء المهام المملة والمكررة على عاتقه، وشيئا فشيئا، ازداد عدد المهام التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي، خاصة عندما تعلّق الأمر بكتابة الأبحاث المطلوبة من التلاميذ أو بعض المستندات الرسمية في الشركات، مما أثار المخاوف من تدهور القدرات الكتابية لمستخدمي "شات جي بي تي".
ورغم المخاوف من تراجع المهارات الكتابية للأجيال الحديثة، سواء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كتابة أبحاث الدراسة المطلوبة منها أو حتى الأعمال الكتابية في الشركات، فإن هذا الجانب ليس الأخطر كما يرى ليف ويذربي مدير مختبر النظرية الرقمية في جامعة "نيويورك"، حسب تقرير كتبه في صحيفة "ذا نيويورك تايمز".
ويرى ويذربي الخطر الأكبر في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأداء مجموعة من المهام الأكثر تعقيدا وتطلبا، وتحديدا المهام المتعلقة بالحسابات وكتابة الأكواد البرمجية، إذ يخشى تحول المجتمع إلى مجتمع أمي غير قادر على أداء الحسابات أو كتابة الأكواد البرمجية، ولكن كيف هذا؟
ترك المهام للذكاء الاصطناعييشير ويذربي في تقريره إلى كون أحد تلاميذه يعتمد على كود برمجي يقوم بكتابته بنفسه، من أجل تحليل البيانات المختلفة التي تصل إليه من التجارب العلمية التي يقوم بها أو حتى التجارب الإحصائية من الاستطلاعات المختلفة، ويقوم هذا الكود بتيسير عملية تحليل البيانات والوصول إلى النتائج المطلوبة بشكل سريع.
ولكن، بعد انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي، تخلى التلميذ عن هذا الأمر، معتمدا على "شات جي بي تي"، ليقوم بكتابة الكود وتحليل البيانات ثم تقديم النتيجة النهائية له، دون الحاجة لكتابة أي كود أو قراءة البيانات ومحاولة فهمها وتحليلها.
وتعزز تجربة أندريه كارباثي مهندس الذكاء الاصطناعي في موجة "فايب كودينج" (Vibe Coding)، لتكتب الأكواد البرمجية عبر توجيه مجموعة من الأوامر الصوتية لمساعدي الذكاء الاصطناعي، هذه النتيجة.
إعلانورغم انبهار العالم البرمجي بهذه الآلية الجديدة والنظر إليها كخطوة تسرّع من عمل المبرمجين في مختلف القطاعات حول العالم، فإن الأكواد الناتجة عنها تأتي معطوبة ومليئة بالأخطاء التي لا يمكن إصلاحها، ومنهم الكود الذي قام كارباثي بكتابته.
والأسوأ، فإن بعض المبرمجين الذين اعتمدوا على هذه الآلية ومنهم كارباثي قال إنهم أصبحوا غير قادرين على كتابة أكواد برمجية بالشكل المعتاد.
الذكاء الاصطناعي يقضي على وظائف مهندسي البرمجةلا تبدو موجة "فايب كودينج" قادرة على الإطاحة بوظائف مهندسي البرمجة، ولكن على الصعيد الآخر، فإن كبرى الشركات التقنية العالمية بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملياتها البرمجية.
وفي تصريح سابق، قالت "غوغل" إن أكثر من 25% من أكواد الشركة مكتوبة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك الحال مع "مايكروسوفت" التي تتشارك النسبة ذاتها، وقامت بحملة إقالات تجاوزت الآلاف حول العالم، وبالمثل "أمازون" و"أوبن إيه آي".
ومن جانبها، تحاول "أوبن إيه آي" استثمار أكثر من 3 مليارات دولار للاستحواذ على شركة "ويند سيرف"، التي تملك أداة تساعد في كتابة الأكواد البرمجية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في خطوة لتقليل الاعتماد على المبرمجين البشر.
ويبدو أن هذا التوجه أصبح عالميا، إذ أشارت التقارير من مؤسسة "سيجنال فاير" (SignalFire) المختصة بمتابعة سوق العمل ومؤسسة "زيكي" (Zeki) للأبحاث، فإن الشركات توقفت عن تعيين مهندسي البرمجة للمبتدئين لينخفض إجمالي أعداد التوظيف في كبرى الشركات التقنية إلى صفر بعد أن كان يصل إلى الآلاف يوميا.
وفي حين ترى الشركات أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ضرورة مستقبلية، فإن مثل هذا النفور من تعيين المبرمجين البشر قد يتسبب في اختفاء المؤسسات التعليمية المسؤولة عن تخريج المهندسين وعلماء الحاسب، في خطوة تماثل التخلي عن العمالة اليدوية البشرية تزامنا مع الثروة الصناعية.
الوصول إلى مجتمع أمي حسابيافي الماضي، كانت الأمية هي غياب القدرة على القراءة والكتابة، ولكن يبدو أننا على أعتاب مفهوم جديد للأمية، فرغم كون الشخص قادرا على القراءة والكتابة، فإنه لن يكون قادرا على الإبداع واستخدام المفاهيم الرياضية والحسابية المتوسطة.
إذ يشير العديد من الدراسات إلى أن الاعتماد المبالغ فيه على أدوات الذكاء الاصطناعي يفقد الإنسان قدرته الإبداع وقدرته على الكتابة والقراءة وتحليل البيانات بشكل ملائم وصحيح تماما، وهو ما يسرّع الوصول إلى المجتمع الأمي.