قطر والولايات المتحدة.. شراكة استراتيجية شاملة ومتنامية عمادها الثقة وتعدد المصالح
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
طوال أكثر من خمسين عاما، أرست دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية دعائم علاقة استراتيجية شاملة اتسمت بالثبات والتطور التدريجي، وباتت اليوم من أبرز نماذج التحالفات الثنائية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بارتكازها على أسس متينة من التعاون الوثيق متعدد الأوجه والمصالح المشتركة في مختلف الصعد، خاصة الدبلوماسية والدفاع والطاقة والاقتصاد.
ومنذ الإعلان عن تأسيسها رسميا في عام 1972، لم تنحصر العلاقات بين الدوحة وواشنطن في الأطر التقليدية للتعاون الدبلوماسي، بل غدت نموذجا متقدما لشراكة متكاملة تعكس حضورا فاعلا في الملفات الدولية التي تهم البلدين، بدءا بالدبلوماسية والسياسة الخارجية والوساطات السياسية ودعم الجهود الإنسانية الدولية، مرورا بالتعاون العسكري والدفاعي، ووصولا إلى مجالات حيوية كالطاقة والاقتصاد والاستثمار.
وقد بلغ هذا المسار أوجه بتصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مطلع فبراير عام 2022، في خطوة تعكس عمق الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتفتح آفاقا جديدة للشراكة الدفاعية الثنائية في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية المتزايدة.
كما يعد "الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي" آلية مؤسسية بالغة الأهمية في إدارة وتوجيه هذه الشراكة المتنامية. فمنذ انطلاقه في عام 2018، شكل هذا الحوار منصة منتظمة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التنسيق بين البلدين.
تناولت الدورة السادسة للحوار، التي عقدت في واشنطن في مارس عام 2024، طيفا واسعا من الملفات الحيوية التي تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، من بينها تعديل اتفاقية التعاون الدفاعي الثنائية، ومذكرة تعاون لتبادل البيانات البيومترية لتعزيز التعاون في مجالات إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب، فضلا عن بحث سبل توسيع الشراكة الاقتصادية والتجارية وتعزيز التبادل الثقافي.
وشملت المباحثات أيضا التحديات الإقليمية والدولية كالأوضاع في غزة، وأفغانستان، واليمن، وأوكرانيا، وسبل إيجاد حلول لها، فضلا عن قضايا استراتيجية أخرى كالأمن الغذائي العالمي، وتطوير التعليم، والتكنولوجيا الناشئة، وتغير المناخ، والتحول إلى الطاقة النظيفة.
وعكس البيان المشترك الصادر عن الدورة الأخيرة من الحوار التقاء الرؤى حيال العديد من القضايا العالمية الشائكة، كما تضمن إشادة أمريكية صريحة بدور قطر في دعم جهود الاستقرار الإقليمي والدولي، وضمان تدفق إمدادات الطاقة العالمية، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق مختلفة حول العالم، لا سيما في غزة وأفغانستان والسودان. فيما أكد الجانبان التزامهما بتعميق الشراكة الاستراتيجية القائمة، على أن تعقد الجولة المقبلة من الحوار في الدوحة.
على صعيد الجهود الدبلوماسية لحل القضايا الإقليمية والدولية العالقة، أضحت جهود الوساطة القطرية علامة فارقة في الساحة الدولية بشكل عام، وفي العلاقات الثنائية بين الدوحة وواشنطن بشكل خاص، إذ تنظر الولايات المتحدة إلى قطر بوصفها شريكا لا غنى عنه في حل ملفات إقليمية تتطلب حساسية عالية وفهما عميقا لتعقيدات المنطقة، نظرا لشبكة علاقاتها الواسعة والمتوازنة في المنطقة، ونهجها الحكيم في التعامل مع القضايا المعقدة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة
إقرأ أيضاً:
رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات يبحث في القاهرة تعزيز التعاون مع مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية.
عقد محمد الولص بحيبح، رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، مساء اليوم الأحد في القاهرة، اجتماعًا مع قيادة وعدد من خبراء وباحثي مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، وذلك وفقًا لاتفاق وبروتوكول التعاون المشترك الموقع بين المركزين في القاهرة في أغسطس عام 2022.
وفي مستهل الاجتماع، رحب الدكتور أحمد طاهر، مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بعقد هذا الاجتماع الاعتيادي والرسمي في إطار التنسيق والتعاون المشترك والمستمر بين الجانبين.
وقدّم محمد الولص رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية خلال الاجتماع، عرضًا تفصيليًا حول الجهود والأنشطة البحثية والإنتاج المعرفي الذي أنجزه المركز خلال النصف الأول من عام 2025، إضافة إلى أبرز الأنشطة التي نفذها المركز والباحثيين والخبراء فيه بشأن الأحداث الجارية في المنطقة، وذلك من خلال عمليات الرصد والتقييم والتحليل والمعلومات وفق منهجية موضوعية وواقعية، وبمهنية عالية ودقة علمية، وفقًا للبرامج والخطط التي وضعها المركز للعام الجاري 2025.
كما استعرض الولص عرضًا بحثيًا أمام قيادة وكوادر وباحثي مركز الحوار، الشريك الإقليمي، تضمن عددًا من الدراسات والأبحاث التي يعمل عليها المركز، والتي تتناول قضايا محورية في المشهد المحلي في اليمن، وأخرى على المستوى الإقليمي والدولي، والمزمع إصدار بعضها في شهر يوليو المقبل، والبعض الآخر في أغسطس.
من جانبه، قدّم الدكتور أحمد طاهر شرحًا حول جهود مركز الحوار على المستويين الإقليمي والدولي، مستعرضًا ما حققه المركز من أنشطة معرفية وأكاديمية، مؤكدًا أن المركز يقوم بضم عددًا من الباحثين والخبراء، وينظم العديد من الدورات التدريبية في مجالات متنوعة، تهدف إلى تأهيل وتدريب الكوادر والخبراء والإعلاميين والإداريين وتعزيز قدراتهم.
وأشاد الولص بالشراكة المثمرة مع مركز الحوار للدراسات، وبالجهود المشتركة التي تبذلها المؤسستان، والنتائج الإيجابية التي تحققت منذ توقيع اتفاق التعاون المشترك بينهما.
من جهته، أكد الدكتور أحمد طاهر أن الدراسات والأبحاث التي يقدمها مركز البحر الأحمر للدراسات حول الأحداث الجارية في المنطقة تُعد أعمالًا نوعية ومهنية وبحثية دقيقة، تسهم في توضيح الرؤية التي يتبناها المركز، بفضل قيادته وباحثيه وخبرائه، مشيدًا بالتميّز الذي يحققه المركز سنويًا على مستوى الأداء والنجاح الأكاديمي والمعرفي.
واتفق الجانبان على تنظيم عدد من الندوات والفعاليات المشتركة، والعمل على تنفيذ مجموعة من الأنشطة والجهود المشتركة، وتم وضع خطط عمل وميزانيات مقترحة لتنفيذ هذه المشاريع والبرامج وفق الإمكانات المتاحة.
حضر الاجتماع محمد ربيع، مساعد مدير مركز الحوار للدراسات، وعدد من الباحثين، كما حضر من مركز البحر الأحمر كلا من سالم مساعد القادري، مدير مكتب رئيس المركز في القاهرة، ومصطفى محمود، مدير إدارة العلاقات العامة بالمركز في القاهرة ، إلى جانب عدد من الباحثين والأكاديميين والخبراء من مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية.