وجهت كل من كندا وإيطاليا وبريطانيا ومنظمة أطباء بلا حدود انتقادات حادة لإسرائيل لاستخدامها الغذاء سلاحا في الحرب التي تشنها على غزة ومنعها منذ أسابيع دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.

واتهمت وزيرة الخارجية الكندية الجديدة أنيتا أناند اليوم الأربعاء إسرائيل باستخدام نقص الغذاء سلاحا سياسيا في حربها على غزة وحثت على مواصلة العمل على وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقالت أناند للصحفيين قبل اجتماع مجلس الوزراء "لا يمكننا أن نسمح باستمرار استخدام الغذاء سلاحا سياسيا.. لقد مات أكثر من 50 ألف شخص نتيجة العدوان على الفلسطينيين. إن استخدام الغذاء سلاحا سياسيا هو ببساطة أمر غير مقبول".

وأضافت "نحن بحاجة إلى مواصلة العمل من أجل وقف إطلاق النار وضمان أن يكون لدينا حل الدولتين، وستواصل كندا الحفاظ على هذا الموقف".

غير قابل للتبرير

من جهتها، نددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأربعاء بوضع إنساني "لا يمكن تبريره" في قطاع غزة حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات منذ مطلع مارس/آذار الماضي.

وقالت ميلوني في كلمة أمام النواب الإيطاليين إنها تجري مباحثات "صعبة غالبا" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكدة مرة جديدة "ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي (…) في مواجهة وضع إنساني في غزة لا أجد أي صعوبة في القول إنه يصبح بشكل متزايد، مأسويا ولا يمكن تبريره".

إعلان

وأضافت رئيسة الوزراء الإيطالية "أشرت دائما إلى الحاجة الملحة لإيجاد طريقة لإنهاء أعمال القتال واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وهو طلب أجدده اليوم".

لم تفلح كل النداءات لإجبار إسرائيل على فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية لغزة (شترستوك) ضرورة إلزام إسرائيل

بدوره، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر، إن إسرائيل ملزمة بتنفيذ التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية. ودعا إلى رفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة على الفور.

وشدد فالكونر، خلال جلسة في البرلمان البريطاني تناولت الوضع في قطاع غزة، على أن عرقلة إسرائيل للمساعدات الإنسانية أمر"مروّع".

وأضاف أن أطنانا من المواد الغذائية متروكة حالياً لتتعفن على حدود غزة مع إسرائيل، بينما تتم عرقلة وصولها إلى أناس على وشك الموت جوعاً.

وتأتي الانتقادات الجديدة من الدول الثلاث لإسرائيل بعد يوم على انتقادات مشابهة وجهتها فرنسا.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات له -مساء أمس الثلاثاء- أن ما يحدث في قطاع غزة مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة ويجب وقفها.

أطباء بلا حدود

بدورها، انتقدت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل أيضا الأربعاء متهمة إياها بالتسبب في "كارثة إنسانية متعمدة" في غزة، واتهمتها بمحاولة ربط المساعدات بالتهجير القسري للفلسطينيين.

وقالت المنظمة في بيان "نشهد في الوقت الراهن، تهيئة الظروف للقضاء على الفلسطينيين في غزة".

وتمنع إسرائيل دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برعاية الوسطاء.

وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في القطاع المدمر "تجاوز كل حدود التصور". وقالت منظمات إغاثة ووكالات دولية إن الحرب الإسرائيلية جعلت غزة على حافة المجاعة.

إعلان

وقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى نحو 53 ألف شهيد، وبلغ عدد المصابين نحو 120 ألف مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الغذاء سلاحا فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الخيام ومدارس الإيواء ومنتظرو المساعدات.. الاحتلال يمعن في مجازره بغزة (حصيلة)

أمعنت قوات الاحتلال في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بعد أن استهدفت بالقصف خيام نازحين ومدرسة إيواء ومنزلا وتجمعا لمدنيين وبالرصاص منتظري المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية.

واستشهد 20 فلسطينيا على الأقل، وأصيب عدد آخر في قطاع غزة منذ فجر السبت، جراء هجمات إسرائيلية متفرقة بالقصف وإطلاق النيران.

وفي شمال القطاع، استشهد فلسطينيان بينهما طفل وأُصيب 12 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة عدنان العلمي التي تؤوي نازحين شمال غرب المدينة.

كما استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا البلد بمحافظة شمال القطاع.


وفي جنوب القطاع، قالت مصادر محلية، إن قصفا نفذه جيش الاحتلال استهدف خيمة تؤوي نازحين لعائلة أبو طعمية وأخرى لعائلة العرجا، في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، ما تسبب في استشهاد وجرح عدد من النازخين.

كما أُصيب 10 فلسطينيين إثر إطلاق جيش الاحتلال نيرانه صوب منتظري المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية عند مركز التوزيع قرب محور "نتساريم" جنو غزة.

وفي آخر الهجمات، استشهد 7 فلسطينيين في غارتين للاحتلال استهدفتا المناطق الشرقية من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وفق المصادر الطبية.


ارتفاع الحصيلة الكلية
وارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، إلى 56 ألفا و412 شهيدا، و133 ألفا و54 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقالت وزارة الصحة السبت، إن من بين الحصيلة 6,089 شهيدا، و21,013 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 81 شهيدا، و422 مصابا، نتيجة المجازر والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة.

وقالت المصادر الطبية إن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تجد صعوبة في الوصول إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات.



وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ دولة الاحتلال والولايات المتحدة خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يقوم جيش الاحتلال بإطلاق النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

وحتى الأربعاء، قالت وزارة الصحة بغزة إن حصيلة الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الأمريكية الإسرائيلية قرب مراكز التوزيع منذ 27 آيار/ مايو الماضي، بلغ نحو 549 شهيدا وأكثر من 4 آلاف و66 مصابا.

مقالات مشابهة

  • حماس: 66 طفلا فقدوا حياتهم بغزة جراء التجويع الإسرائيلي
  • فرنسا تبدي استعدادها للمساهمة بتوزيع الغذاء بشكل آمن في غزة
  • فرنسا تعلن استعدادها للمساهمة بـ توزيع الغذاء بشكل آمن في غزة
  • وفاة 66 طفلا فلسطينيا بسبب سوء التغذية
  • أطباء بلا حدود تنتقد بشدة آلية توزيع الغذاء الأمريكية الإسرائيلية بغزة
  • الخيام ومدارس الإيواء ومنتظرو المساعدات.. الاحتلال يمعن في مجازره بغزة (حصيلة)
  • مصائد الموت.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
  • «أطباء بلا حدود»: خطة توزيع المساعدات في غزة إبادة جماعية
  • العشائر بغزة تواجه فوضى الاحتلال وتؤمّن المساعدات لأصحابها
  • “الأورومتوسطي”: “إسرائيل” تتعمد استخدام التجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين