نظمت مبادرة "شبابنا ريادي" أمس بقاعة عبدالقادر الغساني بمكتبة دار الكتاب العامة بصلالة جلسة حوارية بعنوان "قراءة تحليلية في كتاب إدارة الموارد البشرية في عصر التحولات الرقمية.. رؤى واستراتيجيات"، بحضور مؤلف الكتاب الدكتور أحمد بن سعيد المرهون، والعديد من الكُتّاب والأدباء والأكاديميين والمهتمين بالشؤون الإدارية والتنموية والثقافية.

وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها المبادرة، التي تُعنى بتمكين الشباب وتعزيز وعيهم بتطورات سوق العمل المتسارعة، وتسعى من خلالها إلى بناء جسور تواصل معرفي بين الكفاءات الشبابية وبيوت الخبرة، واستثمار هذه العلاقة في تقديم برامج تأهيلية وتدريبية تُسهم في إعداد جيل وطني قادر على الابتكار والتأثير الإيجابي في منظومة الاقتصاد الوطني وسوق العمل العُماني.

واستُهلت الجلسة بكلمة ألقاها عمار بن سعيد فاضل، الرئيس المؤسس لمبادرة "شبابنا ريادي"، حيث قال: إن هذا اللقاء العلمي يأتي احتفاء بإصدار يُمثل خلاصة سيرة ومسيرة إدارية وتنموية وأكاديمية عطرة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود من العطاء المتواصل، ونحتفي اليوم بأحد أبرز القيادات الإدارية والأكاديمية التي نفاخر بها، وهو الدكتور أحمد بن سعيد المرهون، الذي يُعد قيادة جمعت خبرات متوازنة، وواكبت التحولات الرقمية في مختلف مراحلها، فكانت هذه الصفحات بمثابة عصارة معرفية وإدارية تقدم للأجيال القادمة مرجعًا نوعيًا يستنيرون به في مسارات التنمية الإدارية وصناعة القرار المؤسسي.

وبدأت الندوة التي أدارها الإعلامي والصحفي ماجد بن عمر المرهون، وقدم من خلالها عرضًا موجزًا عن مؤلف الكتاب الدكتور أحمد بن علي بن سعيد قطميم المرهون، المحاضر الدولي المعتمد في مجالي الإدارة وتنمية الموارد البشرية، عن ورقته البحثية "التحفيز وأثره على الالتزام الوظيفي".

وقد شارك في الندوة عدد من المختصين الذين تناولوا الكتاب من زوايا تحليلية مختلفة، بدأتها الدكتورة ريم أبو عيادة، أستاذة مشاركة بكلية الآداب والعلوم التطبيقية بجامعة ظفار، التي تحدثت عن محاور متعددة تضمنها الكتاب، مشيدة بمحتواه العلمي والتطبيقي، وموضحة أنها قررت اعتماده كمرجع رئيسي لطلابها لما يحمله من مادة علمية ثرية تتناول أهمية المرونة البشرية والتكيّف مع التغيرات المتسارعة في بيئة العمل المعاصرة.

ومنى جعبوب، باحثة تربوية ومدربة معتمدة وسفيرة التحول الرقمي بمحافظة ظفار، حيث استعرضت الفصول الرئيسة للكتاب، مؤكدة أهمية التعليم والتدريب المستمر في تعزيز كفاءة المؤسسات في مواجهة تحديات التحول الرقمي.

وناصر تبوك، المحاضر بقسم علوم الحاسوب بجامعة ظفار، تناول بالشرح مجموعة من المفاهيم التقنية الحديثة التي وردت في الكتاب، وركّز على دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل إدارة الموارد البشرية، والانتقال بها من الأنماط التقليدية إلى ممارسات رقمية متقدمة.

كما ركزت الجلسة على أبرز التحولات التي فرضتها التقنيات الحديثة على واقع الموارد البشرية، ومنها الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وأنماط العمل عن بُعد، والتحول من الدور التقليدي لإدارة الموارد البشرية إلى شريك استراتيجي في صياغة سياسات التغيير المؤسسي، وأهمية إعادة بناء المهارات وتطوير الأنظمة الإدارية لمواكبة التحول الرقمي الشامل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الموارد البشریة بن سعید

إقرأ أيضاً:

تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي

   

حذر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، من خطورة تداعيات تقليص المنح والمساعدات الخارجية لليمن في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية والاقتصادية بصورة غير مسبوقة خلال المرحلة الراهنة.

وطالب المركز، في تقرير حديث صادر عنه، حول تداعيات التراجع في المنح والمساعدات المقدمة لليمن، بضرورة تقديم الدعم الطارئ والضروري لليمن والتحول التدريجي نحو العمل التنموي المستدام، مشيرًا إلى الآثار الخطيرة التي خلفها تراجع الدعم على النازحين والفئات الضعيفة في المجتمع وكذلك على الأوضاع الصحية والمعيشية لملايين اليمنيين.

ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى ضرورة تغطية فجوة التمويل الراهنة سواء ضمن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها الأمم المتحدة للعام 2025، أو من خلال دعم البرامج التنموية الأخرى ومواصلة الجهود الدولية للتخفيف من واحدة من أسوأ الازمات الإنسانية في العالم.

واستعرض التقرير، مستجدات تقليص الدعم الدولي المقدم لليمن لاسيما الدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والذي مثل نسبة مهمة خلال فترة الحرب التي تشهدها اليمن على مدى عشرة أعوام وساهم بصورة واضحة في تخفيف الأزمة الإنسانية والمعيشية للشعب اليمني.

وأوضح أن النصف الأول من العام 2025 شهد تراجعا غير مسبوق في حجم التمويل المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، حيث لم تتجاوز نسبة التغطية 9% من إجمالي المتطلبات حتى منتصف مايو، في وقت يتزايد فيه عدد المحتاجين للمساعدات إلى أكثر من 19.5 مليون شخص، مما يعكس حجم الفجوة التمويلية التي تواجهها المنظومة الإنسانية.

وتناول التقرير، أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن، مشيرا إلى أن هذا التراجع الحاد في التمويل ترك أثرًا بالغًا على سير العمليات الإنسانية في مختلف القطاعات الحيوية، مثل الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والتعليم، وخدمات الحماية، كما أدى إلى توقف العديد من المشاريع الإغاثية والخدمية، وحرمان ملايين اليمنيين من الخدمات الأساسية، لا سيما في المناطق التي تأوي أعدادا كبيرة من النازحين.

وسلط الضوء على التأثيرات الكبيرة الناتجة عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية تعليق جزء كبير من مساعداتها الإنسانية مطلع العام الجاري، حيث لم تتجاوز مساهمتها 16 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 768 مليون دولار خلال العام 2024، الأمر الذي أدى إلى فجوة واسعة في تمويل البرامج الحيوية، وتدهور في أداء المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني، خاصة في محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين داخليًا.

وأشار التقرير، إلى أن إجمالي المساعدات الدولية المقدمة لليمن منذ عام 2015 تجاوز 29 مليار دولار، بينها أكثر من 6.4 مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة، عبر برامج متعددة دعمت قطاعات أساسية كالغذاء، والصحة، والتعليم، والمياه، في ظل الانهيار المستمر لمؤسسات الدولة.

وتضمن التقرير، تحليلا لتداعيات تراجع التمويل على مستوى المعيشة في اليمن، موضحا كيف أسهمت هذه التطورات في تفاقم معدلات الجوع، وتوقف المرافق الصحية، وتراجع خدمات الحماية، إلى جانب الانعكاسات الاقتصادية، بما في ذلك انخفاض قيمة الريال اليمني بنسبة تجاوزت 25% خلال فترة قصيرة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتراجع فرص العمل، الأمر الذي زاد من هشاشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.

ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى ضرورة تبني خطة انسحاب تدريجي ومنظم للمساعدات الإنسانية، تتزامن مع تعزيز مسارات التنمية المحلية، واستئناف تصدير النفط والغاز، وضمان صرف رواتب الموظفين، وتحفيز الاستثمارات، مشددًا على أهمية تعزيز الشفافية، وتوسيع قاعدة الشراكات مع المنظمات المحلية، وتبني نهج متكامل يربط بين الاستجابة الإنسانية والتنمية وبناء السلام

 

مقالات مشابهة

  • ملتقى الموارد البشرية يناقش أنماط العمل الجديدة
  • خيري بشارة.. من سرقة كتاب وسينما إلى صانع أعظم التحولات في السينما المصرية
  • نقيب كتاب مصر: نقابة اتحاد الكتاب تشهد عصرًا ذهبيًا في تاريخها الثقافي
  • تعليم الفيوم يناقش تعليمات التأمينات بشأن تحديث بيانات العاملين التأمينية
  • رفع كفاءة موظفي "أوقاف الداخلية" في التعامل مع الأنظمة الرقمية
  • “وزارة الموارد البشرية” تطبق إجراءات بحق المنشآت المسجل عليها عمالة ولا تمارس النشاط
  • الموارد البشرية تطبق إجراءات بحق المنشآت المسجل عليها عمالة ولا تمارس النشاط
  • تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي
  • الأحوال المدنية توضح كيفية التحقق من شهادة الميلاد الرقمية عبر منصة ‎أبشر
  • الثقافة وهيئة الكتاب تنظمان ندوة حول أعمال الشاعر حسن الشرفي