في خطوة غير مسبوقة، قالت إدارة ترامب إنها قدمت مقترحاً مكتوباً لإيران بشأن اتفاق نووي، سُلِّم إلى طهران عبر وزير خارجيتها للتشاور مع القيادة العليا. ويتضمن المقترح رؤية أمريكية لبرنامج نووي مدني مقابل رفع العقوبات، وسط تحذيرات أوروبية من تفعيل عقوبات في أغسطس إذا لم يُحرز تقدم. اعلان

في تطور دبلوماسي لافت، كشفت مصادر مطلعة لموقع أكسيوس أن الولايات المتحدة قدّمت مقترحاً مكتوباً إلى إيران خلال الجولة الرابعة من المحادثات النووية التي عُقدت يوم الأحد، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن هذا الشكل من التفاوض المباشر منذ انطلاق الجولة الحالية من المحادثات مطلع أبريل.

المقترح، الذي سُلِّم مباشرة من قبل مبعوث البيت الأبيض الخاص، ستيف ويتكوف، إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، نُقل لاحقاً إلى طهران للتشاور على أعلى المستويات مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين الإيرانيين.

ويأتي هذا التطور تماشياً مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أدلى بها من الدوحة الخميس، حيث أكد أن واشنطن "باتت قريبة جداً من التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران"، مضيفاً أن الأخيرة "وافقت إلى حد ما على الشروط المطروحة". كما أشار ترامب من الرياض إلى أنه قدّم ما وصفه بـ"غصن الزيتون" للإيرانيين، لكنه حذر قائلاً: "هذا العرض لن يدوم طويلاً... لقد حان وقت اتخاذ القرار".

Relatedترامب يؤكد أمام القمة الأمريكية الخليجية في الرياض: إيران لن تصل للسلاح النووي ترامب: قريبون من اتفاق بشأن برنامج إيران النووي وطهران تبدو نوعا ما موافقة على بنودهعقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف برنامجها الصاروخي

وكانت إيران قد سبقت هذه الخطوة الأمريكية بمبادرة مماثلة خلال الجولة الأولى من المحادثات، حين قدّم عراقجي لويتكوف وثيقة مكتوبة تتضمن عدداً من المقترحات الإيرانية، إلا أن المبعوث الأمريكي حينها اعتبر أن الوقت لا يزال مبكراً، معبّراً عن رغبته في "بناء علاقة تفاهم أولاً".

لكن الأمور تطورت تدريجاً. ففي الجولة الثالثة نهاية أبريل، سلّمت طهران وثيقة محدثة تضم أفكاراً تفصيلية بشأن الاتفاق النووي، وقد وافق ويتكوف على تسلمها ودرسها بالتعاون مع فريق خبراء أمريكي، قبل أن يُرسل قائمة بأسئلة وطلبات توضيح إلى الجانب الإيراني، الذي ردّ بدوره مضيفاً استفسارات جديدة.

وبحسب ما نقلته المصادر، فقد عمل ويتكوف وفريقه على إعداد مقترح أمريكي شامل يُجسد رؤية إدارة ترامب حول برنامج نووي "مدني" لإيران، متضمناً شروط الرقابة والتحقق من التزام طهران، في ظل تباين التقديرات الأمريكية بشأن ما إذا كانت إيران ستُمنح حق تخصيب اليورانيوم، وبأي مستوى.

في هذا السياق، نقلت شبكة "إن بي سي" عن مستشار للمرشد الأعلى خامنئي قوله إن طهران مستعدة لقبول اتفاق يتيح لها تخصيب اليورانيوم ضمن الحدود الدنيا اللازمة للاستخدامات المدنية فقط، مع التزامها بالتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب تحت إشراف دولي، مقابل رفع شامل للعقوبات.

وقبل أيام، قدّم ويتكوف إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي تناولت تفاصيل المقترح الأمريكي، واصفاً إياه بأنه "مقترح كبير ومتميز"، لكنه شدد على ضرورة "تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات"، وفقاً لمحضر الاجتماع الذي اطلع عليه أكسيوس.

وفي السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن ويتكوف سلّم المقترح رسمياً إلى عراقجي خلال لقاء جمعهما في سلطنة عمان الأحد الماضي، بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على التطورات.

وأعرب المبعوث الأمريكي عن ارتياحه لمجريات الجولة الرابعة، التي انعقدت قبيل بدء زيارة ترامب للشرق الأوسط، في وقت لم يُحدَّد بعد موعد للجولة الخامسة من المحادثات.

وفي لقاء جمعه بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال ترامب: "آمل أن تساعدونا في التعامل مع الملف الإيراني. الوضع دقيق وخطير ونريد اتخاذ القرار الصحيح"، مضيفاً: "لسنا بصدد خوض حرب... فمثل هذه الأمور تبدأ ثم تخرج عن السيطرة، وقد شهدت ذلك مراراً ولن أسمح بتكراره".

عراقجي: لا تراجع عن التخصيب ولن يتم تفكيك أي منشأة نووية

من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني عراقجي، أن الطرف الأمريكي "يتفاوض معنا لأنه غير قادر على فرض إرادته عسكرياً".

وأضاف: "لو كان الطرف المقابل قادراً على تدمير منشآتنا النووية لما احتاج للدخول في مفاوضات"، واعتبر أن الصناعة النووية وتخصيب اليورانيوم حق شعبنا ولا تراجع عنه لا في الإعلام ولا في المفاوضات"، مؤكدا أنه لن يتم تفكيك أي منشأة نووية إيرانية. لكنه في الوقت نفسه شدد على أن طهران لا تمانع في حضور الشركات الأمريكية، وأن هذا المانع فرضته واشنطن على نفسها.

اعلان

وزاد الوزير الإيراني أن وفد بلاده لم يتلق أي مقترح مكتوب من المبعوث الأمريكي ويتكوف، مشيراً إلى "أننا نسمع مواقف متناقضة باستمرار من المسؤولين الأمريكيين".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي ألمانيا دونالد ترامب غزة إسرائيل قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي ألمانيا دونالد ترامب علي خامنئي البرنامج الايراني النووي برنامج الصواريخ الإيراني دونالد ترامب غزة إسرائيل قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي ألمانيا قطر روسيا الضفة الغربية أوكرانيا فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من المحادثات

إقرأ أيضاً:

طهران تبدي استعداداها للتخلي عن اليورانيوم عالي التخصيب في إطار اتفاق نووي مع ترامب

يمن مونيتور/ وكالات

قال علي شمخاني، المستشار السياسي والعسكري والنووي الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” إن إيران مستعدة لتوقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة بشرط رفع العقوبات الاقتصادية فورًا.

وتُعد تصريحاته من أوضح التصريحات العلنية التي صدرت من داخل الدائرة المقربة للمرشد الأعلى بشأن استعداد إيران للتوصل إلى اتفاق.

وأشار شمخاني إلى أن طهران ستلتزم بعدم تصنيع أسلحة نووية، وستتخلص من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب القابل للاستخدام في صناعة الأسلحة، وستكتفي بتخصيب اليورانيوم إلى المستويات المنخفضة اللازمة للاستخدام المدني، مع السماح للمفتشين الدوليين بالإشراف الكامل على البرنامج النووي.

وعند سؤاله عمّا إذا كانت إيران مستعدة لتوقيع الاتفاق إذا تم استيفاء هذه الشروط، أجاب شمخاني: “نعم”. وأضاف: “إذا تصرف الأمريكيون وفق ما يقولون، فبإمكاننا بناء علاقات أفضل، وهذا قد يؤدي إلى وضع أفضل في المستقبل القريب.”

جاء ذلك بعد ساعات من عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “غصن الزيتون” على إيران، مصحوبًا بتهديدات بفرض عقوبات اقتصادية شديدة إذا لم تقبل طهران الاتفاق.

وأعرب شمخاني عن إحباطه من نبرة ترامب، واصفًا العرض بأنه “مجرد أسلاك شائكة”.

ورغم نفي إيران المستمر للسعي لتطوير أسلحة نووية، فقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قامت بتخصيب كمية من اليورانيوم تصل إلى مستويات قريبة من تلك المستخدمة في صناعة ست قنابل نووية.

وتجري المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أسابيع، ووصف مبعوث ترامب للشرق الأوسط الجولة الأخيرة في مسقط بأنها “مشجعة”.

بينما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المفاوضات “صعبة ولكنها مفيدة”، وأشار إلى أن موضوع تخصيب اليورانيوم “لن تتنازل عنه إيران، لكن قد تتغير أبعاده أو مستوياته أو كمياته لفترة زمنية تسمح ببناء الثقة.”

وأبدى شمخاني قلقه من محاولات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأثير سلبًا على المفاوضات عبر الضغط على واشنطن، قائلًا: “إذا تمكن الأمريكيون من إزالة تأثير نتنياهو، فسيمكن توقيع الاتفاق بسهولة”.

يُذكر أن هناك خلافًا متصاعدًا بين ترامب ونتنياهو بشأن الاستراتيجية تجاه إيران، إذ يدعم نتنياهو الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، بينما يرى ترامب فرصة في عقد صفقة مع طهران لمنعها من الحصول على سلاح نووي.

مقالات مشابهة

  • عراقجي: العقوبات الأمريكية لم تنجح بـتركيع إيران
  • ترامب: أمريكا تقترب من التوصل لاتفاق نووي مع إيران
  • ترامب: قريبون جداً من اتفاق نووي مع إيران ومن سلام طويل الأمد
  • ترامب: أمريكا تقترب جدا من التوصل إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران
  • ترامب: أمريكا تقترب جدًا من إبرام اتفاق نووي مع إيران
  • عاجل| أكسيوس عن مسؤول أميركي ومصدرين: إدارة ترمب قدمت لإيران مقترحا مكتوبا بشأن اتفاق نووي خلال جولة التفاوض الرابعة
  • عاجل. أكسيوس: عراقجي عاد إلى طهران حاملًا معه مقترحا أمريكيا للاتفاق النووي الإيراني
  • طهران تبدي استعداداها للتخلي عن اليورانيوم عالي التخصيب في إطار اتفاق نووي مع ترامب
  • ترامب من الدوحة: مستعد لاتفاق نووي مع إيران بشرط وقف دعمها للميليشيات