سفير أنقرة بالقاهرة: المجتمع التركي يولي أهمية خاصة للأسرة
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
أقيمت في السفارة التركية بالقاهرة، احتفالية باليوم العالمي للأسرة 15 مايو، بمشاركة سفراء العديد من الدول في القاهرة وضيوف مصريين بارزين.
وألقى السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن، كلمةً افتتاحيةً، أشار خلالها إلى أنه بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أُعلن عام 2025 "عامًا للأسرة" بهدف حماية التقاليد العائلية وزيادة الوعي بأهمية الأسرة، وأنه تم تنفيذ العديد من البرامج التحفيزية في مجال زواج الشباب وتكوين أسر.
ولفت السفير موطلو شن، بحسب البيان الصادر عن السفارة التركية بالقاهرة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تحتفل بيوم 15 مايو كيوم عالمي للأسرة سنويًا منذ عام 1993، مؤكدا أن مفهوم الأسرة مُدرج في دستور الجمهورية التركية بعبارة "الأسرة أساس المجتمع"، وأن الأسرة هي أهم بنية يتلقى فيها الأفراد تعليمهم الأول، ويتعلمون قيمهم، ويستعدون لمجتمعهم.
وقال إن المجتمع التركي أولى أهمية كبيرة لمؤسسة الأسرة عبر التاريخ، وأنها ليست مجرد كيان يجتمع فيه الأفراد، بل هي أيضًا حاملة ثقافتنا، وهي الوحدة الأساسية التي تُحفظ فيها تقاليدنا وتُنقل إلى الأجيال القادمة.
وأكد السفير شن أنه يُدرك ويُقدّر الأهمية الكبيرة التي توليها مصر أيضًا لتعزيز الأسرة.
كما شكر السفير شن الضيوف من مختلف الدول الذين شاركوا في هذا الحدث القيّم، وأعرب عن تقديره لهم وعقب ذلك، عُرض فيديو حول موضوع "الأسرة" من إعداد وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في جمهورية تركيا، كما تم اجراء عرض حول تعزيز بنية الأسرة التركية.
وفي ختام الحفل تم عرض لوحة للفنانة الشابة الموهوبة منى رفعت التي قامت بتحويل صورة التقطها السفير صالح موطلو شن لمنظر النيل إلى لوحة زيتية حيث تسلم السفير شن اللوحة وشكر الفنانة الشابة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سفير أنقرة بالقاهرة المجتمع التركي السفارة التركية بالقاهرة السفير التركي في القاهرة السفير التركي صالح موطلو شن الرئيس التركي أردوغان موطلو شن
إقرأ أيضاً:
قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه
تعصف بالعالم تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية متسارعة تهدد بخلخلة بنية المجتمعات وتفكيك روابطها وقيمها التقليدية، وتشكل خطرا حقيقيا على استقرارها وازدهارها.
في مقابل ذلك.. يترسخ الترابط الأسري في سلطنة عُمان ليشكل أيقونة فريدة للهوية ودعامة قوية للأمن والاستقرار تحفظ تماسك المجتمع.
والجدير بالنظر أن هذا الترابط الأسري الفريد في المجتمع العماني تأسس عبر التاريخ كبنية ثقافية واجتماعية، تنبع من حضارة عميقة الجذور، أنتجت قيما أصيلة تحكم علاقات الأفراد وتنظم مصالحهم قوامها الشعور بالانتماء والولاء للأرض العمانية، وسياجها الألفة والتضامن، ما يجعل الأسرة أساسًا صلبًا لمجتمع قوي يتفاعل مع تحديات العصر دون أن يفقد اتزانه الحضاري وبوصلته القيمية.
ولعل من أهم سمات البيئة الأسرية في عُمان أنها تقوم على روابط متينة تتجاوز الأطر العاطفة الشكلية لتصل إلى عمق الشعور بالمسؤولية المشتركة والانتماء المخلص لقيم المواطنة ومكتسبات الوطن، وهو ما أكدته نتائج الاستطلاع الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا العام، حيث أظهرت أن 88% من العمانيين يشعرون بوجود ترابط أسري قوي.
هذه النسبة المرتفعة تعكس انسجام الواقع الاجتماعي وترابط مصالح الأفراد وطموحاتهم في البناء والمشاركة المجتمعية في التنمية. كما تعكس بذات القدر صلابة القيم التي يمتاز بها المجتمع العُماني وتحكم سلوك أفراده وتفاعلاته مع المجتمعات الأخرى ويستمد منها قدرته على التمسك بهويته في مواجهة تيارات العولمة والتفكك الذي بات ظاهرة مقلقة في كثير من دول العالم.
ولا شك أن الأسرة تؤدي الدور الأكبر للمحافظة على هذا التماسك الذي ينعم به المجتمع العُماني.. فهي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على قيم المحبة والتضامن والاحترام، وتعمل المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية، على ترسيخها. وتوظيف هذه المنظومة لتكوين بيئة حاضنة تعزز الثقة والأمان، وتدفع الأفراد إلى بناء علاقات اجتماعية منسجمة ومستقرة.
ورغم التداعيات الاجتماعية التي تفرضها وسائل التواصل والمنصات الرقمية على واقع الأسرة، أثبت العمانيون قدرتهم على التكيف مع معطيات العصر، دون أن تنال من سمتهم وأخلاقهم وترابطهم الأسري.. يعضد ذلك المبادرات الداعية إلى استثمار الجوانب المضيئة لوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها كأداة لتعزيز الروابط وبناء العلاقات وهو ما يدل على مستوى عالٍ من الوعي والنضج، المدعوم بثقافة أصيلة تذكي قيمة التكاتف والتكافل والوئام.
إن الحفاظ على هذا التماسك المجتمعي يتطلب وعيًا مستمرًا من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، بضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والانتماء، وتفعيل أدوار المدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني، لتكون منصات فعالة لبناء المبادرات المجتمعية وتعميق الروابط بين مختلف فئات المجتمع. وبقدر ما نتمسك بترابطنا الأسري، نحمي مجتمعنا من شتات الأفكار الضالة ونمنحه قدرة أكبر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر أمنا وأملا وتطلعا.