قرية القابل بنجران.. إرث النخيل والبيوت الطينية
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
تجسِّد “قرية القابل” بنجران قصَّةً نابضةً بالحياة تُبرز تاريخًا عريقًا وثقافة غنيَّة، حيث تعانق أشجار النخيل المعمرة السماء، وتعبِّر البيوت الطينية القديمة فيها عن جوهر الأصالة والهويَّة الثقافية العريقة.
وتتربَّع “قرية القابل” بتراثها الغني، حول الآبار القديمة التي كانت تشكِّل شرايين الحياة في القرية، بدءًا من حدودها الشرقية لمزارع “الحصين” وصولًا إلى حدود “قرية الجربة” في الجهة الغربية، ويحدَّها جنوبًا موقع “الأخدود الأثريِّ” حتى ضفاف “وادي نجران” في الجانب الشمالي، لتنسج بذلك لوحةً فنية تجسد عمق التاريخ وأصالة المكان.
وأوضح لوكالة الأنباء السعودية (واس) رئيس جمعيَّة الآثار والتَّاريخ بنجران (جاتن) محمد آل هتيلة، أن “قرية القابل” تتفرَّد بتاريخها الطَّويل، حيث يعود بناء عدد من قصورها الطينية إلى أكثر من 350 عامًا، وتحتوي على أكثر من 200 بيت طيني، تتفاوت في ارتفاعاتها وتصاميمها وتظهر الفترات الزَّمنية التي شهدت فترات بنائها، وتُبرز جمال الفن المعماري القديم لمنطقة نجران، إضافة إلى الآبار المطويَّة القديمة الَّتي تحيط بها أشجار النَّخيل المعمِّرة؛ ممَّا أضفى جمالًا ورونقًا معماريًا مميزًا، وأسهم في تصنيف القرى بها بصفتها مواقع أثريَّة، من أشهرها قرية “اللِّجام” الَّتي تعدُّ واحدةً من القرى التراثية الـ 34 بمنطقة نجران.
أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على مقيم بمنطقة نجران لترويجه مادة الحشيش المخدر 13 مايو 2025 - 5:54 مساءً أمير منطقة نجران يستعرض التقرير السنوي لجمعية بصائر 11 مايو 2025 - 2:35 مساءًوأشار آل هتيلة إلى أن قرية “اللِّجام” تتميز بقصورها الطينية التي يعود تاريخ بنائها إلى مئات السِّنين، وتحتوي على أكثر من 20 بيتًا طينيًا، تتفاوت في الارتفاعات والتَّصاميم بين طراز البناء القديم والحديث، وتحتفظ بعدد من البيوت العتيقة، المعروفة بـ”الدُّروب”، الشَّامخة بقبابها التاريخية على ضفاف وادي نجران، التي تعزِّز الهويَّة العمرانيَّة، وتبرز عمق الإرث الثقافي الذي تزخر به المنطقة والمملكة بشكل عام.
بدوره أكد أحد سكَّان “قرية القابل” محمد خضير بالحارث، اعتزاز وحرص الأهالي وحفاظهم وترميم بيوتهم الطِّينية، لما تحمله في طيَّاتها من قيمةً تاريخيَّةً كبيرةً.
وبين بالحارث أن قرية “القابل” تحتضن الأنماط المعماريَّة الشَّهيرة للمباني الطينيَّة مثل: “المربَّع”، و”المشولق”، و”المقدَّم”، التي تشكِّل مع مزارع النخيل القديمة هوية مميزة، تتَّسم بتنوُّع أشكالها الهندسية وأحجامها المختلفة، مستعرضًا حدود سوق الخميس القديم والآبار والقرى المحيطة به مثل: “الجديدة”، و”بيحان “، وكذلك أسماء القرى وآبارها القديمة في قرية القابل ومنها “أمُّ الزَّوايا”، و”بهجة “، و”الصُّروف”، و”رقيبة “، و”الزُّجاج”، و”سعيدة” وغيرها من الآبار الشهيرة التي تحمل أسماؤها دلالات تاريخيةً وتعرف بها حتى اليوم.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: قرية القابل نجران
إقرأ أيضاً:
نجران تنوع ثقافي وتراثي يختزل في طياته إرثًا حضاريًا يمتد لآلاف السنيين
تختزل منطقة نجران في طياتها إرثًا حضاريًا غنيًا يمتد لآلاف السنيين، يتجلى في المواقع الأثرية، والفنون الشعبية، والحرف اليدوية التي لا تزال حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية.
وتحتضن نجران أكثر من (186) موقعًا أثريًا مسجلًا في هيئة التراث، يأتي في مقدمتها موقع الأخدود الأثري، الذي يُعد شاهدًا على تاريخ حضاري ضارب في القدم، ومنطقة حمى الثقافية التي تضم أكثر من (6,400) نقش ورسم صخري تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ما أهلها للتسجيل في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2021.
وتكمل المتاحف الدور التاريخي للمنطقة، وفي مقدمتها متحف نجران الإقليمي الذي يمتد على مساحة تتجاوز (20) ألف متر مربع، ويضم أجنحة متنوعة تحاكي المراحل التاريخية التي مرت بها المنطقة، من العصور الحجرية إلى عصر توحيد المملكة، إلى جانب السوق الشعبي المفتوح المجاور الذي يعرض منتجات الحرفيين المحليين ويجذب الزوار من داخل وخارج المنطقة.
أخبار قد تهمك أمانة منطقة جازان تحقق المركز الثاني على مستوى أمانات المملكة في مؤشر الارتباط الوظيفي 27 يونيو 2025 - 8:11 مساءً أمانة المدينة المنورة تُجري (1,379) اختبارًا ميدانيًا وتفحص أكثر من (6,000) عيّنة أغذية خلال شهر مايو 27 يونيو 2025 - 7:34 مساءًوتنعكس الهوية الثقافية لنجران بوضوح في تنوع الفنون الشعبية التي لا تزال تمارس بحيوية في المناسبات الاجتماعية والوطنية، مثل رقصة الزامل، والرازف، والطبول، التي تصاحبها الأهازيج والشعر النبطي، وتُعد هذه الفنون جزءًا من حياة المجتمع اليومية، وتُعرض بانتظام ضمن الفعاليات التراثية والمهرجانات الوطنية كمهرجان الجنادرية.
وتمثل الحرف اليدوية علامة بارزة في نسيج نجران الثقافي، وتشمل صناعات متعددة كصناعة الجنابي، والفخار، وصياغة الحلي الفضية، ونقش الخناجر، وصناعة الجلود التي تنتج قطع تراثية مثل الميزب والمسبت والعصم، التي لا تزال تصنع وتستخدم في الحياة اليومية، وتعرض في الأسواق التراثية، خاصة في مواسم الأعياد والمهرجانات، بما يوفر فرصًا استثمارية كبيرة للحرفيين من خلال إنشاء معارض ومصانع صغيرة تدعم الحرفيين، وتسهم في خلق وظائف مستدامة للسكان المحليين، وخصوصًا النساء والشباب.
وفي جانب الترفيه الثقافي، تحتضن نجران عددًا من الأسواق والمراكز التراثية المفتوحة مثل السوق الشعبي وسوق النساء وسوق الجنابي، إلى جانب القرى التراثية التي تعرض نماذج للعمارة القديمة من المنازل الطينية التقليدية، وتقدم عروضًا يومية من الفنون الشعبية والمأكولات التراثية، التي تستقطب الزوار من مختلف مناطق المملكة، لا سيما في الفعاليات الموسمية مثل رمضان ومهرجانات الصيف.
وأكد رئيس جمعية السياحة بنجران إبراهيم آل منصور، أن الثروة الثقافية بمنطقة نجران تتيح فرصًا استثمارية واسعة، خاصة في مشاريع تطوير القرى التراثية وتحويلها إلى وجهات سياحية متكاملة تضم مطاعم شعبية، ومتاجر للحرفيين، ومساحات عرض للفنون الشعبية، وكذلك في جانب السياحة الريفية التي تشهد نموًا متسارعًا، لا سيما في القرى المحيطة بوادي نجران مثل قرى الحضن، والقابل، التي تجمع بين الطبيعة الزراعية والموروث الثقافي، بما يشكل تجربة متكاملة للزوار.
وأشار إلى أن الاستثمار في القطاع الثقافي والتراثي في نجران لم يعد خيارًا هامشيًا، بل يمثل جزءًا أساسيًا من التنمية المستدامة التي تتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال المعطيات القائمة من بنية تحتية متطورة، وتنوع تراثي وثقافي، وإقبال متزايد على الفعاليات المحلية، بما يؤكد أن نجران تمضي بثبات لتكون واحدة من أبرز الوجهات الثقافية والسياحية والاستثمارية في المملكة، ووجهة مفضلة للمبدعين والمهتمين بالعمارة التقليدية والتراث الثقافي.