موقع النيلين:
2025-05-17@08:47:43 GMT

محور الشر

تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT

في المعتاد ألا تقوم الحكومات أو الدول بدعم ورعاية الإرهاب بشكل مباشر و واضح ، لكن بعضها يقوم بتزويد الجماعات الإرهابية بالمال أو السلاح لتنفيذ عمليات إرهابية داخل دولة أخرى.

دعا هذا التحايل دول العالم للانتباه إلى مداخل الإرهاب ومسبباته، عبر إرسال عناصر إرهابية مدربة أو محترفة تعمل كمرتزقة أو تقوم دولة برعاية جماعة إرهابية أو مليشيا بدعمها بالسلاح والأموال والمرتزقة أو تدريب العناصر او السعي لتحقيق أهداف إرهابية بغرض إجبار الدول لتنفيذ أجندة معينة.

ولذلك سعى المجتمع الدولي إلى الحد من الإرهاب منذ العام 1963م حيث تم وضع 19 بروتوكولاً دولياً لمنع الأعمال الإرهابية ثم وضعت الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب 1999م ، وقرار مجلس الأمن رقم 1373 للعام 2001 وكذلك القرار 2462 للعام 2019 م ، والأخير يدعو الدول إلى منع وقمع تمويل الإرهاب بطرق عديدة منها تجريم توفير الأموال أو جمعها عمدا لأغراض إرهابية، ويحثها على إنشاء آليات فعالة لتجميد أموال الأشخاص الضالعين في الإرهاب أو المرتبطين به أو أصولهم المالية.

وجاء في القرار 2178 للعام 2014: (يدعو مجلس الأمن الدول الأعضاء إلى تعطيل أنشطة تمويل الإرهاب المرتبطة بالارهابيين الأجانب (المرتزقة) من حيث تجنيدهم وتدريبهم وتمويلهم).

نرجع أيضاً إلى المعايير الدولية بشأن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والانتشار التي وضعتها فرق العمل المعنية بالإجراءات المالية للعام 2020 م .
حيث أصدر مجلس الأمن القرارات الآتية :
1617 للعام 2005م ،
2253 للعام 2015 م ،
2368 للعام 2017 م ،
2462 للعام 2019 م ،
وجميعها تدعو إلى تنفيذ التوصيات الأممية بشأن مكافحة الإرهاب ومنع تمويله
كما تم تكوين لجنة مكافحة الإرهاب في العام 2001م.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب في سبتمبر 2006 م ، وهي استراتيجية عالمية جاءت بتوافق الآراء ويتم استعراضها كل عامين مما يجعلها وثيقة متجددة وفق مستجدات الأعمال الإرهابية سواء من جماعات أو دول .

رغم أن هذه الدول قد تكون موقعة أو مصادقة على اتفاقيات منع الإرهاب، إلا انها قد تمارسه عبر (جهات فاعلة غير حكومية أو جماعات متطرفة أو مليشيات) غالباً لتحقيق أهدافها سواء عسكرية أو اقتصادية في أغلب الأحوال.

حينما نقترب من الوضع في السودان وما تمارسه تلك المليشيا الإرهابية ونطبق ما سبق على ما يجري في السودان حيث تشير الدلائل القاطعة إلى تورط أبوظبي في دعم وتمويل المليشيا الإرهابية عبر شحنات الأسلحة والعتاد والتشوين والذخائر واستجلاب المرتزقة وتجنيدهم ودفع الأموال لهم ، في ظل حرب ماكان لها أن تستمر لولا دعم الإمارات لتأجيج نيرانها وزيادة رقعتها .
هذه الحرب جعلت دول المنطقة تراجع أولوياتها الأمنية والاقتصادية، ووضعت منطقة حوض البحر الأحمر تحت المجهر وتفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة بشأن أهداف الإمارات تجاه استمرار الحرب في السودان ودعمها للمليشيا الإرهابية وأعمال الإرهاب في السودان لماذا؟؟

في 18يونيو 2024م – منذ قرابة العام تقريباُ – اتهم مندوب السودان في الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، خلال اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك خصص لبحث الوضع في السودان، اتهم الحارث الإمارات بأنها تدعم الإرهاب عبر دعمها للمليشيا الإرهابية وأن السودان يملك أدلة دامغة على ذلك ، ثم نشرت مقاطع مصورة من ميدان الحرب صورها جنود القوات المسلحة لشحنات الذخائر والاسلحة وارد الإمارات التي كانت بحوزة المليشيا واستولى عليها الجيش بعد فرارهم منهزمين.

بالمناسبة ليس السودان وحده من يتهم الإمارات بدعم الإرهاب ، بل تردد اسم الإمارات في دعم جماعات توصف بالانفصالية في جنوب اليمن وشرق ليبيا !!!
ويثور تساؤل آخر حول علاقة الإمارات بالمرتزقة القادمين من دول مثل كولمبيا و دولة جنوب السودان وليبيا واثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطي وغيرها ؟؟
ويثور تساؤل آخر أكبر وأعمق حول عدم إدانة المجتمع الدولي لها حتى الآن ؟؟
(حقا من أمن العقاب أساء الأدب) !!!
ترى مَن يقف خلفها ويدعم ذلك كله ؟؟

د. إيناس محمد أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

اليمن عزة وانتصار على طاغوت الشر والاستكبار

 

 

لم تكن تصريحات المجرم ترامب بأن الحوثيين طلبوا منه إيقاف الضرب على اليمن مقابل وقف هجماتهم على سفنه سوى وسيلة غبية لتسويق الوهم وإدعاء البطولة الزائفة ومحاولة الظهور أمام العالم في موقف المنتصر وليس الخاسر المنكسر والمهزوم المنسحب بعد فشله وعجزه لقرابة شهرين عن تحقيق أدنى هدف من الأهداف التي حشد من أجلها كل قوته العسكرية إلى البحر الأحمر واستخدم اقصى إمكانياته الحربية وأهم ما في ترسانته البحرية.
لقد حرك اقوى حاملات الطائرات الأمريكية وسخر كل إمكانيات قوات المارينز بمختلف وحداتها التخصصية من أجل إنهاء الحظر المفروض على السفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ووقف عمليات الجيش اليمني على عمق الكيان المجرم وتدمير القدرات العسكرية والأسلحة اليمنية والقضاء على ما اسماهم -الحوثيين- حد تعبيره وعلى قياداتهم، وهذه هي الأهداف التي اعلنها منتصف مارس الماضي بعد قراره بتصنيفهم وإدراجهم في لائحة الإرهاب، وباشر عدوانه الإجرامي على اليمن معتقدا أنه سيحقق تلك الأهداف في أيام أو أسبوع كحد أقصى ويرفع راية الانتصار ويثبت اتهاماته لسلفه المجرم بايدن بتساهله وضعف تعامله مع اليمن.
لم يكن يتوقع أنه يرتكب أكبر حماقة في حياته، وأنه قد وجه قواته واغلى إمكانياته إلى مستنقع خطير لن تخرج منه إلا وهي تجر أذيال الهزيمة والانكسار فغروره وخيلاؤه قد اعماه عن اخذ العبرة والموعظة من تجربة من سبقه وفشله وانكساره طوال عام ونيف أمام اليمن، وهذا ما جعله يتلقى صدمة قاسية بعد تنفيذ أول عملية عدوانية على اليمن برد يمني قوي و مزلزل عجزت قواته عن صده أو مواجهته بكل قدراتها واجبر حاملات طائراته على الفرار والهروب هي والأسطول المرافق لها من أول موقع وصلت إليه إلى أقصى شمال البحر الأحمر وبما يزيد عن ٨٠٠كم.
ورغم ذلك فلم يكن أسطوله في مأمن وهو على هذا البعد، فقد لاقى ضربات قاسية وخاض معارك حامية الوطيس مع الجيش اليمني ومواجهات ضارية مني فيها بخسائر فادحة أسقطت طائراته المسيرة والحربية وتضررت حاملات طائراته والسفن المرافقة لها وقتل جنوده وتعرض لاستنزاف كبير في اهم أسلحة الردع التي يعتمد عليها في مواجهة أي تصعيد من الصين أو روسيا، وهذا ما جعل الرعب يتصدر البنتاغون والكونجرس ليعلو صراخهم ومطالبهم بوقف حماقة المجرم ترامب ووقف استنفاذه لأسلحة ما كان يجب أن تستخدم في مواجهات ثبت فشلها سابقا ولاحقا حتى بعد استخدام طائرات الشبح الأكثر تطورا (قاذفات B2) الاستراتيجية وثبت أن أمريكا هي الخاسر الأكبر فيها وعبروا عنها بتقارير رسمية وتحليلات عسكرية لكبار قادتهم ومحلليهم وخبراءهم.
ومع تطور أحداث المواجهات، وتضاعف الخسائر الأمريكية، واقرار القيادة اليمنية فرض الحظر على السفن الأمريكية وإعلان اليمن لقرار فرض الحظر على صادرات النفط الأمريكي الذي يمر أكثر من ٤٩% منه عبر البحرين الأحمر والعربي إلى دول شرق آسيا، اشتد الخناق على البعبع الأمريكي خصوصا بعد أن أهان اليمن كرامته ومرغ هيبته في وحل الطين وكشف سوأة هشاشة ردعه وقوته وصار محل سخرية لدول العالم ادرك أن استمراره في حماقته في اليمن سينتهي بسقوط أمريكا السقوط الذي لن تقوم لها قائمة بعده هرع مستغيثا بسلطنة عمان للدخول كوسيط له مع اليمن مقدما عروضا لوقف النار ومبديا استعداده لتنفيذ شروط اليمن وبعد مفاوضات غير مباشرة تم التوصل إلى اتفاق مع العدو الأمريكي اعلن منه ما يخص وقف اطلاق النار بين الطرفين وانسحاب البحرية الأمريكية من البحر الأحمر مقابل عدم استهداف اليمن للسفن الأمريكية مع بقاء قرار الحظر على السفن الصهيونية ساريا مع عدم تدخل أمريكا في المواجهات القائمة للجيش اليمني ضد العدو الصهيوني بأي شكل، إضافة إلى ذلك فمن المؤكد أن الاتفاق تضمن بنودا أخرى سرية لم يعلن عنها حفاظا على ماء الوجه الأمريكي، وأعتقد أن أهمها إلغاء قرار التصنيف الأمريكي لليمن وإدراجها في قائمة الإرهاب مقابل إلغاء اليمن لقرار حظر تصدير النفط الأمريكي، وما يؤكد ذلك أن القانون الأمريكي يحرم التفاوض مع أي جهة أدرجت بقرار أمريكي في قائمة الإرهاب إضافة إلى إعادة الإعمار ودفع التعويضات.
وكل ما سبق يدل على أن أمريكا لم تحقق أدنى هدف من الأهداف التي جاءت من أجلها واليمن كطرف وليس كهدف وكند ودولة وليس كجماعة وطائفة، وهذا يؤكد أن اليمن انتصر انتصارا كبيرا، لأنه من المعروف عالميا أن قبول الطرف الأقوى عسكريا للتفاوض مع الطرف الأضعف عسكريا يعتبر اقراراً ضمنياً من الأقوى بانتصار الأضعف عليه، فالطرف المنتصر لا يقدم عروضا للطرف الآخر ولا يبحث عن وسيطا لوقف اطلاق النار، ولا يقبل عروضا منه بل يفرض شروطه من موقع قوته، واليمن هو من فرض الشروط على العرض الأمريكي وليس العكس كما ادعى المجرم ترامب كاذبا في تصريحاته، واليمن هو الذي نجح في تحييد العدو الأمريكي عن ساحة المواجهة مع ربيبته المقدسة إسرائيل والثمن تأمين مصالحه.
وهذا يشير إلى أن اليمن بفضل الله حصد انتصارا تاريخيا على القوة العظمى المهيمنة على العالم وهذا ما أكده قائد الثورة أمس الخميس في خطابه الأسبوعي وما سيدونه التاريخ في أنصع صفحات المواقف اليمنية.

مقالات مشابهة

  • المفاجأة التي لم تخطر على المتمرد عبد العزيز الحلو، حليف ميليشيا آل دقلو الإرهابية، أن الجيش على بُعد 43 كيلومترًا من كاودا
  • ما الذي يجبر مواطن بكل قواه العقلية أن يتخذ موقفا ضد بلده بهذا الشكل المخزي والقبيح؟
  • جامعة الدول العربية توضح حقيقة إنسحاب الإمارات من قمة بغداد بسبب السودان
  • اليمن عزة وانتصار على طاغوت الشر والاستكبار
  • السفير عدوي يشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في بغداد
  • توافق عربي حول السودان وسد النهضة… قرارات جامعة الدول العربية
  • سناء سهيل: الأسرة محور التوجهات التنموية
  • السودان يعلن مشاركته في قمة بغداد بمستوى وزير خارجيتها
  • الإمارات وأميركا.. مواقف متقاربة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين