اليمن عزة وانتصار على طاغوت الشر والاستكبار
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
لم تكن تصريحات المجرم ترامب بأن الحوثيين طلبوا منه إيقاف الضرب على اليمن مقابل وقف هجماتهم على سفنه سوى وسيلة غبية لتسويق الوهم وإدعاء البطولة الزائفة ومحاولة الظهور أمام العالم في موقف المنتصر وليس الخاسر المنكسر والمهزوم المنسحب بعد فشله وعجزه لقرابة شهرين عن تحقيق أدنى هدف من الأهداف التي حشد من أجلها كل قوته العسكرية إلى البحر الأحمر واستخدم اقصى إمكانياته الحربية وأهم ما في ترسانته البحرية.
لقد حرك اقوى حاملات الطائرات الأمريكية وسخر كل إمكانيات قوات المارينز بمختلف وحداتها التخصصية من أجل إنهاء الحظر المفروض على السفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ووقف عمليات الجيش اليمني على عمق الكيان المجرم وتدمير القدرات العسكرية والأسلحة اليمنية والقضاء على ما اسماهم -الحوثيين- حد تعبيره وعلى قياداتهم، وهذه هي الأهداف التي اعلنها منتصف مارس الماضي بعد قراره بتصنيفهم وإدراجهم في لائحة الإرهاب، وباشر عدوانه الإجرامي على اليمن معتقدا أنه سيحقق تلك الأهداف في أيام أو أسبوع كحد أقصى ويرفع راية الانتصار ويثبت اتهاماته لسلفه المجرم بايدن بتساهله وضعف تعامله مع اليمن.
لم يكن يتوقع أنه يرتكب أكبر حماقة في حياته، وأنه قد وجه قواته واغلى إمكانياته إلى مستنقع خطير لن تخرج منه إلا وهي تجر أذيال الهزيمة والانكسار فغروره وخيلاؤه قد اعماه عن اخذ العبرة والموعظة من تجربة من سبقه وفشله وانكساره طوال عام ونيف أمام اليمن، وهذا ما جعله يتلقى صدمة قاسية بعد تنفيذ أول عملية عدوانية على اليمن برد يمني قوي و مزلزل عجزت قواته عن صده أو مواجهته بكل قدراتها واجبر حاملات طائراته على الفرار والهروب هي والأسطول المرافق لها من أول موقع وصلت إليه إلى أقصى شمال البحر الأحمر وبما يزيد عن ٨٠٠كم.
ورغم ذلك فلم يكن أسطوله في مأمن وهو على هذا البعد، فقد لاقى ضربات قاسية وخاض معارك حامية الوطيس مع الجيش اليمني ومواجهات ضارية مني فيها بخسائر فادحة أسقطت طائراته المسيرة والحربية وتضررت حاملات طائراته والسفن المرافقة لها وقتل جنوده وتعرض لاستنزاف كبير في اهم أسلحة الردع التي يعتمد عليها في مواجهة أي تصعيد من الصين أو روسيا، وهذا ما جعل الرعب يتصدر البنتاغون والكونجرس ليعلو صراخهم ومطالبهم بوقف حماقة المجرم ترامب ووقف استنفاذه لأسلحة ما كان يجب أن تستخدم في مواجهات ثبت فشلها سابقا ولاحقا حتى بعد استخدام طائرات الشبح الأكثر تطورا (قاذفات B2) الاستراتيجية وثبت أن أمريكا هي الخاسر الأكبر فيها وعبروا عنها بتقارير رسمية وتحليلات عسكرية لكبار قادتهم ومحلليهم وخبراءهم.
ومع تطور أحداث المواجهات، وتضاعف الخسائر الأمريكية، واقرار القيادة اليمنية فرض الحظر على السفن الأمريكية وإعلان اليمن لقرار فرض الحظر على صادرات النفط الأمريكي الذي يمر أكثر من ٤٩% منه عبر البحرين الأحمر والعربي إلى دول شرق آسيا، اشتد الخناق على البعبع الأمريكي خصوصا بعد أن أهان اليمن كرامته ومرغ هيبته في وحل الطين وكشف سوأة هشاشة ردعه وقوته وصار محل سخرية لدول العالم ادرك أن استمراره في حماقته في اليمن سينتهي بسقوط أمريكا السقوط الذي لن تقوم لها قائمة بعده هرع مستغيثا بسلطنة عمان للدخول كوسيط له مع اليمن مقدما عروضا لوقف النار ومبديا استعداده لتنفيذ شروط اليمن وبعد مفاوضات غير مباشرة تم التوصل إلى اتفاق مع العدو الأمريكي اعلن منه ما يخص وقف اطلاق النار بين الطرفين وانسحاب البحرية الأمريكية من البحر الأحمر مقابل عدم استهداف اليمن للسفن الأمريكية مع بقاء قرار الحظر على السفن الصهيونية ساريا مع عدم تدخل أمريكا في المواجهات القائمة للجيش اليمني ضد العدو الصهيوني بأي شكل، إضافة إلى ذلك فمن المؤكد أن الاتفاق تضمن بنودا أخرى سرية لم يعلن عنها حفاظا على ماء الوجه الأمريكي، وأعتقد أن أهمها إلغاء قرار التصنيف الأمريكي لليمن وإدراجها في قائمة الإرهاب مقابل إلغاء اليمن لقرار حظر تصدير النفط الأمريكي، وما يؤكد ذلك أن القانون الأمريكي يحرم التفاوض مع أي جهة أدرجت بقرار أمريكي في قائمة الإرهاب إضافة إلى إعادة الإعمار ودفع التعويضات.
وكل ما سبق يدل على أن أمريكا لم تحقق أدنى هدف من الأهداف التي جاءت من أجلها واليمن كطرف وليس كهدف وكند ودولة وليس كجماعة وطائفة، وهذا يؤكد أن اليمن انتصر انتصارا كبيرا، لأنه من المعروف عالميا أن قبول الطرف الأقوى عسكريا للتفاوض مع الطرف الأضعف عسكريا يعتبر اقراراً ضمنياً من الأقوى بانتصار الأضعف عليه، فالطرف المنتصر لا يقدم عروضا للطرف الآخر ولا يبحث عن وسيطا لوقف اطلاق النار، ولا يقبل عروضا منه بل يفرض شروطه من موقع قوته، واليمن هو من فرض الشروط على العرض الأمريكي وليس العكس كما ادعى المجرم ترامب كاذبا في تصريحاته، واليمن هو الذي نجح في تحييد العدو الأمريكي عن ساحة المواجهة مع ربيبته المقدسة إسرائيل والثمن تأمين مصالحه.
وهذا يشير إلى أن اليمن بفضل الله حصد انتصارا تاريخيا على القوة العظمى المهيمنة على العالم وهذا ما أكده قائد الثورة أمس الخميس في خطابه الأسبوعي وما سيدونه التاريخ في أنصع صفحات المواقف اليمنية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بدعوة من خادم الحرمين ورئاسة مشتركة من سمو ولي العهد والرئيس الأمريكي.. انعقاد القمة الخليجية الأمريكية في الرياض
بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورئاسة مشتركة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس دونالد جي ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عقدت في الرياض اليوم القمة الخليجية الأمريكية.
وقبل بدء القمة التقطت الصور التذكارية.
عقب ذلك بدأت أعمال القمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال افتتاحه أعمال القمة، فيما يلي نصها:
فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرنا اليوم باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن نرحب بكم في المملكة العربية السعودية، وأن أنقل لكم تحياته وتمنياته -حفظه الله- بنجاح أعمال هذه القمة.
يأتي اجتماعنا اليوم بفخامة الرئيس دونالد ترامب امتدادًا للعلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية التي نمت وتطورت خلال العقود الماضية لتصبح نموذجًا للتعاون المشترك، وتعكس هذه القمة حرصنا على العمل الجماعي لتعزيز علاقاتنا وتوسيع شراكاتنا الاستراتيجية وتطويرها لتلبي تطلعات دولنا وشعوبنا.
ولقد أكدت القمة الخليجية الأمريكية التي عُقدت مع فخامة الرئيس دونالد ترامب في عام 2017 أهمية تعزيز أمن دول مجلس التعاون الخليجي العربي، وحماية مصالحه، ومكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته، وتعزيز القدرات العسكرية والأمنية والدفاعية لدول المجلس، والتصدي لمختلف التهديدات، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية برؤية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو إن دول المجلس تشارك الولايات المتحدة الأمريكية إيمانها بأهمية الشراكة الاقتصادية والتعاون التجاري، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية شريكًا تجاريًا واستثماريًا رئيسيًا لدولنا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية في عام 2024 قرابة 120 مليار دولار أمريكي، ونتطلع لاستمرار العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية للتبادل التجاري، وتقوية العلاقات الاقتصادية، وفتح آفاق جديدة للاستفادة من الفرص والتعاون في جميع المجالات بما يحقق مصالحنا المشتركة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو إن المستقبل الذي نتطلع عليه من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب وجود بيئة مستقرة وآمنة، ونحن مدركون حجم التحديات التي تواجهها منطقتنا، ونسعى معكم فخامة الرئيس وبالتعاون مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لوقف التصعيد في المنطقة، وإنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، بما يحقق الأمن والسلام لشعوب المنطقة.
كما نؤكد دعمنا لكل ما من شأنه إنهاء الأزمات ووقف النزاع بالطرق السلمية.
ومن هذا المنطلق تستمر المملكة في تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، وسنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية أمريكية، وصولًا إلى وقف إطلاق نار كامل في السودان، ونؤكد إلى أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها، وضرورة دعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار.
وبهذا الصدد نود أن نشيد بالقرار الذي أتخذه فخامة الرئيس دونالد ترامب بالأمس بإزالة العقوبات عن الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مما سيرفع من معاناة الشعب السوري الشقيق ويفتح صفحة جديدة نحو النمو والازدهار.
اقرأ أيضاًالمملكة“الصناعة”: 109 مصانع تبدأ الإنتاج وإصدار 93 ترخيصًا صناعيًا جديدًا خلال مارس 2025
ونجدد دعمنا الذي يقوده فخامة الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته.
ونرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، ونأمل أن يسهم ذلك في احتواء التصعيد وعودة الهدوء بين البلدين.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية نؤكد على استعداد المملكة لمواصلة مساعيها الرامية للوصول إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
ونرحب بجهود فخامة الرئيس دونالد ترامب ومساعيه لإنهاء هذه الأزمة الذي يوليها فخامته اهتمامًا بالغًا.
وتؤكد قمتنا اليوم الحرص على استمرار التعاون والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، إيمانًا منها بأهمية ذلك في إرساء الدعم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي الختام، نتطلع إلى أن تسهم هذه القمة لتحقيق مستهدفاتها المشتركة بما يحقق مصالح النمو والرخاء لشعوبنا والتقدم.
شكرًا فخامة الرئيس.