فشلت معدلات إعادة التدوير العالمية في مواكبة ثقافة تركز على النمو الاقتصادي غير المحدود والاستهلاك، مع انخفاض نسبة المواد المعاد تدويرها التي تعود إلى سلاسل التوريد للعام الثامن على التوالي، وفقًا لتقرير جديد.

وتوصل باحثون من مؤسسة “سيركل إيكونومي” للأبحاث إلى أن 6.9% فقط من أصل 106 مليارات طن من المواد التي يستخدمها الاقتصاد العالمي سنويًا جاءت من مصادر معاد تدويرها، وهو انخفاض بنسبة 2.

2 نقطة مئوية منذ عام 2015.

وأشار الباحثون إلى أن المشكلة منهجية؛ إذ إن الاستهلاك يرتفع بمعدل أسرع من نمو سكان العالم، ورغم أن بعض الشركات تزيد من كمية المواد المعاد تدويرها في منتجاتها، فإن الغالبية تتجاهل المشكلة دون أن تواجه عقوبات واضحة. وهذا يعني أن المجتمعات تُنتج نفايات تفوق قدرة أنظمة إعادة التدوير على معالجتها.

وإذا تمكّنا من إعادة تدوير جميع السلع القابلة لذلك – وهو أمر غير مرجح بسبب صعوبة أو تكلفة إعادة تدوير الكثير منها – فإن معدلات إعادة التدوير العالمية لن تتجاوز 25%. وهو ما يفرض ضرورة خفض الاستهلاك لمواجهة أزمة النفايات العالمية المتصاعدة.

قالت إيفون بوجوه، الرئيسة التنفيذية لشركة “سيركل إيكونومي”: “تحليلنا واضح: حتى في عالم مثالي، لا يمكننا حل الأزمة البيئية الثلاثية عبر إعادة التدوير فقط. نحن بحاجة إلى تغيير جذري في النظام”.

وأضافت: “هذا يتطلب إطلاق الإمكانات الكامنة في الموارد مثل المباني والبنية التحتية، وإدارة الكتلة الحيوية بطريقة مستدامة، ووقف إرسال المواد المتجددة بالكامل إلى مكبات النفايات.

“هذا التحول لن يحدث تلقائيًا، بل يجب علينا جميعًا اتخاذ خيارات جريئة، والاستثمار في تطبيق حلول دائرية عبر سلاسل القيمة”

وعلى الرغم من ملاحظة العديد من المستهلكين ارتفاعًا في معدلات إعادة التدوير خلال السنوات الأخيرة، إذ زاد استخدام المواد المعاد تدويرها في الصناعة بمقدار 200 مليون طن بين عامي 2018 و2021، فإن هذا التحسن لم يواكب الزيادة الكبيرة في استخدام المواد الخام، بحسب التقرير.

وبيّنت الأرقام أن استخراج المواد الخام تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال الخمسين عامًا الماضية، ليصل مؤخرًا إلى 100 مليار طن سنويًا. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 60% إضافية بحلول عام 2060، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة.


 كما ارتفع استهلاك الفرد عالميًا من 8.4 أطنان في عام 1970 إلى 12.2 طن في عام 2020. لكن هذه الزيادة لم تكن موزعة بالتساوي؛ إذ يستهلك المواطنون في الدول ذات الدخل المرتفع ستة أضعاف ما يستهلكه المواطنون في الدول ذات الدخل المنخفض – أي 24 طنًا مقابل 4 أطنان للفرد.

هذا الخلل يؤدي إلى تفاوت حاد، حيث يستهلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معًا أكثر من نصف الموارد العالمية، رغم أنهما لا يمثلان سوى 10% من سكان العالم.

ويدعو التقرير إلى وضع أهداف عالمية لاقتصاد دائري يهدف إلى تقليل استخدام المواد والطلب على الطاقة، مع تعزيز معدلات إعادة التدوير. كما يقترح إنشاء “وكالة دولية للمواد”، على غرار “وكالة الطاقة الدولية”، لتوجيه الحكومات في رصد استخدام الموارد والتقدم نحو اقتصاد دائري مستدام.

وخلص التقرير إلى أن “التحول إلى اقتصاد دائري لا يمكن أن يتحقق دون بيئة سياسية مناسبة وإجراءات حكومية تضع حدًا للممارسات المسرفة وتدعم حلولًا أكثر ذكاءً لتلبية احتياجات البشر”.

طباعة شارك الطاقة تعزيز معدلات إعادة التدوير وكالة دولية للمواد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطاقة

إقرأ أيضاً:

مانشستر سيتي يغازل «اللقب الثامن» في كأس الاتحاد الإنجليزي

 
لندن (د ب أ)

أخبار ذات صلة «صراع خماسي» في «البريميرليج» للتأهل إلى «أبطال أوروبا» هالاند: لا مجال للأعذار!


يعود ملعب «ويمبلي» العريق في العاصمة البريطانية لندن، إلى الواجهة من جديد، حينما يستضيف المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في نسختها الـ 144، ويلتقي مانشستر سيتي مع كريستال بالاس في نهائي المسابقة العريقة السبت، حيث يتطلع الفريقان إلى اعتلاء منصة التتويج، خلال موسم شهد تذبذباً في مستواهما. وبينما يسعى مانشستر سيتي إلى الفوز بأعرق بطولات الكأس في إنجلترا للمرة الثامنة في تاريخه، يأمل كريستال بالاس في حصد أول لقب كبير له على الإطلاق في مسيرته الاحترافية الممتدة 120 عاماً.
ويستعد كريستال بالاس لتسجيل ظهوره الثالث في نهائي كأس إنجلترا، عقب خسارته في المباراتين السابقتين أمام مانشستر يونايتد عامي 1990 و2016، وهو أحد أربعة أندية تنافست في نهائيين بالبطولة دون أن يتوج باللقب، إلى جانب كوينز بارك (1884 و1885)، وبرمنجهام سيتي (1931 و1956)، وواتفورد (1984 و2019). وتأهل فريق المدرب النمساوي أوليفر جلاسنر بسهولة إلى نهائي ويمبلي بفضل انتصاراته على ستوكبورت كاونتي، ودونكاستر روفرز، وميلوول، وفولهام، وأستون فيلا، ولم تتلق شباكه سوى هدفاً واحداً في النسخة الحالية حتى الآن، فيما سجل 3 أهداف في كل مباراة خاضها بالأدوار الثلاثة الأخيرة في المسابقة، والتي كان آخرها الفوز 3 -صفر على أستون فيلا بالدور قبل النهائي قبل ثلاثة أسابيع.
ومنذ ذلك الحين، مدد كريستال بالاس سلسلته الخالية من الهزائم في جميع المسابقات إلى خمس مباريات، حيث تعادل 1-1 على ملعبه بالدوري الإنجليزي الممتاز مع نوتنجهام فورست، الذي يطمح إلى أن يكون ضمن الأندية الخمسة الأولى في ترتيب المسابقة، ثم تغلب 2 - صفر على توتنهام هوتسبير «المتعثر» يوم السبت الماضي، بفضل هدفين رائعين من نجمه إيبيريتشي إيزي.
ويحتل كريستال بالاس الآن المركز الثاني عشر بترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي جعبته 49 نقطة، وهو نفس رصيده من النقاط الموسم الماضي، مع تبقي مباراتين فقط على نهاية الموسم الحالي.
ويضع كريستال بالاس طموحاته الضئيلة ضمن الأندية العشرة الأولى بترتيب الدوري الإنجليزي جانباً لفترة وجيزة، بينما يسعى جاهداً لبلوغ المجد، حيث لن يكفيه لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لحفر اسمه في سجلات التاريخ فحسب، بل يطمع أيضاً في التأهل لبطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل، حيث تعود مشاركته الأخيرة في المنافسات القارية إلى عام 1998، عندما شارك في كأس إنترتوتو آنذاك.
وشدد جلاسنر قبل المباراة النهائية على أن لاعبي كريستال بالاس يواصلون التدريبات، وأنه «من غير المنطقي» التعامل مع هذا الأسبوع المحوري في تاريخ النادي بشكل مختلف، لأنه «يصيبهم بالدوار».
وأمام أكثر من 30 ألف مشجع لكريستال بالاس، يعتزم جلاسنر ورفاقه إنهاء سلسلة من سبع مواجهات دون فوز ضد مانشستر سيتي، وذلك عقب تعادله في 3 لقاءات، وخسارته في 4 مباريات، وهي سلسلة امتدت قبل 5 أسابيع فقط عندما تلقى الفريق الملقب بـ«النسور» خسارة قاسية 2-5 أمام الفريق السماوي بالدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب «الاتحاد»، رغم تقدمه 2 - صفر في أول 21 دقيقة.
كما تلقى كريستال بالاس 3 هزائم في مبارياته الأربع السابقة بكأس إنجلترا ضد مانشستر سيتي، وكان فوزه الوحيد خلال اللقاء الأول الذي جرى بين الناديين بالدور الأول لنسخة المسابقة عام 1921 وانتهى بانتصاره 2- صفر.
وفي المقابل، أصبح مانشستر سيتي أول فريق في تاريخ كرة القدم الإنجليزية يصل لنهائي بطولتي الكأس الرئيسيتين في ثلاثة مواسم متتالية، حيث وصل إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في أربع حملات متتالية بين موسمي 2017 - 2018 و2020 - 2021، ويستعد الآن لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للنسخة الثالثة على التوالي.
وفي الواقع، اتخذ مانشستر سيتي من ويمبلي ملعباً ثانياً له، حيث لعب تحت هذا القوس التاريخي 30 لقاء منذ عام 2011، أي أكثر بسبع مرات على الأقل من أي فريق آخر.
وبلغ فريق المدير الفني الإسباني جوسيب جوارديولا قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للمرة السابعة على التوالي، وهو رقم قياسي، نهاية الشهر الماضي، حينما تغلب 2 - صفر على نوتنجهام فورست، بعد فوزه على سالفورد سيتي، وبليموث أرجايل، وليتون أورينت، وبورنموث في الأدوار الأربعة السابقة.
ويمثل كأس إنجلترا الفرصة الوحيدة لمانشستر سيتي للفوز بألقاب محلية كبرى هذا الموسم، حيث انتهت هيمنته غير المسبوقة التي استمرت لأربع سنوات على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024 -2025 المضطرب، والذي يأمل في اختتامه بشكل رائع بالفوز على كريستال بالاس، وضمان احتلال أحد المراكز الخمسة الأولى في ترتيب الدوري الإنجليزي، المؤهلة لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم.
ومع ذلك، لا يزال الصعود لدوري الأبطال معلقا، حيث سقط سيتي، بشكل مفاجئ ومحبط بالمرحلة الماضية، في فخ التعادل من دون أهداف مع مضيفه ساوثهامبتون، متذيل ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي هبط بالفعل لدوري الدرجة الأولى «تشامبيون شيب».
ومع خوض مانشستر سيتي مباراته في كأس إنجلترا، فقد يتراجع الفريق للمركز السادس، حال فوز كل من تشيلسي وأستون فيلا، اللذين يتأخران عنه بفارق نقطتين فقط، في مباراتيهما المقبلتين ببطولة الدوري ضد مانشستر يونايتد وتوتنهام على الترتيب.
وفي حين قد يجادل البعض بأن جوارديولا سيركز على مباراة الثلاثاء المقبل المهمة في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد بورنموث، فإن تركيز مانشستر سيتي الأساسي يجب أن يكون - وعلى الأرجح سينصب - على مشاركته الـ14 في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وحال فوزه على كريستال بالاس، يتوج مانشستر سيتي بلقبه الثامن في كأس إنجلترا، ليتقدم للمركز الثالث بقائمة أكثر الأندية فوزاً بالبطولة، بالاشتراك مع ليفربول وتوتنهام، بينما لم يسبق لأي فريق آخر أن فاز بالمسابقة أكثر منهم سوى أرسنال «المتصدر» بـ14 لقباً، ومانشستر يونايتد «الوصيف» بـ13 لقباً.
يشار إلى أن مانشستر سيتي، الذي يفخر بسجله الخالي من الهزائم في لقاءاته العشرة الأخيرة بكل المنافسات، بواقع 7 انتصارات و3 تعادلات، فاز في مواجهاته الثلاث الأخيرة بكأس إنجلترا ضد كريستال بالاس بنتيجة إجمالية 18- 4، بما في ذلك فوزه المذهل 11- 4 بالدور الخامس للمسابقة في فبراير 1926، وهو الفوز الأكثر تهديفاً لمانشستر سيتي على الإطلاق.
وبعد خسارته أمام جاره اللدود مانشستر يونايتد في نهائي كأس إنجلترا الموسم الماضي، يهدف مانشستر سيتي الآن لتجنب خسارة مباراتين متتاليتين في نهائي إحدى المسابقات المحلية الكبرى «كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة» للمرة الثانية، بعد خسارته نهائيي كأس إنجلترا عامي 1926 و1933 أمام بولتون وإيفرتون على الترتيب. 

 

مقالات مشابهة

  • تراجع التخضم.. رئيس الوزراء يكشف أبرز مؤشرات الأداء الاقتصادي
  • وزيرة التخطيط تستعرض أمام "الشيوخ" مستهدفات وملامح خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام 2025/2026
  • وكيل اقتصادية الشيوخ: موافقة مبدئية على خطة التنمية مع تحذيرات من الضبابية العالمية
  • فيبي فوزي: خطة التنمية للعام المالي المقبل تستجيب للتحديات العالمية وتدعم القطاع الخاص
  • "التمور العربية على خريطة الاقتصاد العالمي".. مصر تتصدر الإنتاج وسوق عالمي بـ18.7 مليار دولار بحلول 2030
  • «آي صاغة»: 1.2% تراجعًا في أسعار الذهب بالبورصة العالمية خلال أسبوع
  • غزة تتصدر كلمات القادة في قمة بغداد.. ودعوات لإنهاء المجازر وحرب التجويع
  • المؤسسة الوطنية للنفط تكشف معدلات الإنتاج خلال الساعات الماضية
  • مانشستر سيتي يغازل «اللقب الثامن» في كأس الاتحاد الإنجليزي