تسريع مشروع ساحات التجزئة حولي بغداد لتخفيف زحمة الشاحنات
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
مايو 19, 2025آخر تحديث: مايو 19, 2025
المستقلة/- أعلنت وزارة النقل عن تسارع وتيرة إنجاز مشروع ساحات التجزئة حولي بغداد، الذي يهدف إلى تقليل زخم الشاحنات المتجهة نحو العاصمة، وتخفيف الازدحامات المرورية التي تشهدها بغداد يومياً.
وقال مدير المكتب الإعلامي للوزارة، ميثم الصافي، في حديث لـ”الصباح” تابعته المستقلة، إن المشروع سيدخل مرحلة جديدة من الإنجاز خلال الأشهر المقبلة، مما سيساعد في تسهيل استقبال الشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من محافظات كركوك، صلاح الدين، الكوت، بابل، والأنبار باتجاه بغداد.
وأوضح الصافي أن ساحات التجزئة تُعدّ من المشاريع المدرجة ضمن البرنامج الحكومي، حيث تسير الأعمال بوتيرة متصاعدة بهدف تحقيق الهدف الأساسي للمشروع، وهو تخفيف الزحام على مداخل العاصمة، إلى جانب تحسين عملية التبادل داخل هذه الساحات بصورة مثالية.
وأشار إلى أن ساحة مدخل اليوسفية (الواقعة بين أنبار وبابل وبغداد)، والتي تمتد على مساحة 400 دونم، وصلت إلى مراحلها النهائية من الإنجاز، ومن المتوقع افتتاحها قريبًا. وتضمنت الأعمال الانتهاء من الأرصفة، وربط الإنارة، وإكساء الشوارع الداخلية، وبناء غرف استراحة لسائقي الشاحنات، إضافة إلى تركيب الميازين الجسرية، وتشكل هذه الساحة المرحلة الأولى لانطلاق المشروع.
كما أشار الصافي إلى استمرار العمل في ساحة التاجي الواقعة عند مدخل بغداد باتجاه صلاح الدين، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 40% للمرحلة الأولى، مع إضافة مساحة جديدة قدرها 90 دونم إلى المساحة الكلية للساحة.
وأكد أن هذه الساحات تأتي ضمن نظام معمول به دوليًا يمنع تجوال الشاحنات الكبيرة داخل المدن، حفاظًا على البنية التحتية من طرق وجسور، بالإضافة إلى تقليل الزحام المروري والتلوث البيئي. كما ستوفر الساحات فرص عمل كبيرة وتزيد من إيرادات خزينة الدولة.
ولفت إلى أن ساحات حولي بغداد ستضم مرافق متكاملة تشمل مخازن مبردة حديثة، دور استراحة، محطات تعبئة وقود، كافتيريات، ومسقفات لسيارات الصالون، ما يجعلها نموذجًا متقدمًا في تنظيم حركة الشاحنات وحماية العاصمة من الازدحامات.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
الإنجاز الأعظم / مهند أبو فلاح
عَنْ سَهْلِ بن سعدٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ: “.. فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم”.
وهذه الكلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب لما دفع له الراية يوم خيبر فقال له علي: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم”. والحديث في الصحيحين.
في كثير من الأحيان تتوارى وتُحجب بعض الحقائق عن أذهان العديد من عامة الناس، وتلفها وتطويها ستائر النسيان لأسباب موضوعية تارة، أو لعوامل واعتبارات شخصية بعيدة كل البعد عن العدالة والإنصاف، لكن شمس الحقيقة لا بد لها أن تسطع في يوم من الايام لتضيء وتنير لنا دروباً خلناها لوهلة من الزمن أنها سوف تختفي إلى أبد الابدين.
حديثنا اليوم يتمحور حول اعتناق وإشهار شخصية عربية سورية هامة للدين الإسلامي الحنيف في أربعينيات القرن الماضي هو جهاد ضاحي وزير المواصلات السوري الأسبق الذي كان -بحسب كتاب “حركة القوميين العرب النشأة – التطور – المصائر ” الصادر عن المركز العربي للدراسات الاستراتيجية عام 1997 للباحث العربي السوري محمد جمال باروت- من الشخصيات التي تأثرت تأثيرا عميقا بمحاضرة الاستاذ ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث العربي الإشتراكي التي ألقاها في جامعة دمشق في شهر نيسان / ابريل من العام 1943 في ذكرى المولد النبوي الشريف، والتي حملت عنوان: في ذكرى الرسول العربي.
محاضرة الاستاذ عفلق الذي أعلن عن اعتناقه الاسلام لاحقًا كانت سببا مباشرا في اعتناق جهاد ضاحي للإسلام، مغيرًا ومبدلًا اسمه من عبد المسيح إلى جهاد، و كان بمثابة نقطة تحول دراماتيكية في حياة هذا الرجل الذي خاض مسيرة نضالية حافلة ضد الإمبريالية، وأدواتها في الوطن العربي الكبير على مدار عدة عقود من الزمن؛ إذ يعد من مؤسسي كتائب الفداء العربي في أعقاب نكبة فلسطين عام 1948، والتي شكلت نواة صلبة لحركة القوميين العرب.
جهاد ضاحي الذي شغل منصب وزير المواصلات في أول حكومة سورية تشكل بعد وصول حزب البعث العربي الاشتراكي إلى سدة الحكم في سورية عبر ثورة الثامن من آذار مارس عام 1963، كان ظاهرة فريدة من نوعها وقعت تحت رصد جهات معادية للعروبة والإسلام يقف في مقدمة هؤلاء إلياهو بن ساسون كبير مستشاري دايفيد بن غوريون للشؤون العربية ورئيس جهاز هاشاي استخبارات الهاجاناه الذي شغل، ويا للغرابة منصب وزير البرق والبريد في الحكومة الصهيونية التي شكلها ليفي اشكول في حزيران يونيو 1963 بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيين جهاد ضاحي في منصب مماثل في القطر العربي السوري.
كان بن ساسون خبيرا ضليعا بأدق تفاصيل الشأن السوري، كيف لا وهو الدمشقي المولد الذي نسج في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي أوثق العلاقات مع القنصل البريطاني العام في دمشق الفيحاء جليبرت ماك كيرث في خضم التعاون والتنسيق بين الطرفين لسحق الثورة العربية الكبرى في فلسطين خلال الحقبة الزمنية الممتدة بين عامي 1936- 1939 وقطع خطوط الدعم اللوجيستي لها القادمة من سورية.