مطروح 2025 (١)

أحرص دائمًا على زيارة تلك المدينة الصغيرة ذات البحر الفيروزي الذي يبهر الناظرين بدرجات من اللون الأزرق يندر وجودها إلا في مصر، وتحديدًا في مرسى مطروح، وأتعمد الذهاب إليها بعيدًا عن فترات الذروة كالإجازات، والأعياد وفصل الصيف لأتمتع بها بعيدًا عن الزحام والصخب، لذا أختار ما قبل بداية الصيف أو بعد انتهائه لأجتر الذكريات العائلية النائمة في خزائن وجداني، فمطروح عشق لا ينتهى، وملاذ الأسرة الدائم الذى لا ترضى عنه بديلاً للتخلص من ضغوط الحياة والاستمتاع بأيام من الراحة والاستجمام.

لقد عانت مطروح كثيرًا من الإهمال، وفقر الخدمات لكن ذلك لم يمنع عشاقها من التمتع بكنوزها الخلابة، كهف رومل الذي كان مقرًّا للقائد الألماني أرفين رومل أثناء الحرب العالمية الثانية، وصخرة ليلى مراد التي لا يميزها شيء عن غيرها من الصخور سوى أن الحظ جعل المخرج هنري بركات يختارها لتجلس عليها ليلى مراد أثناء غنائها، ويستند إليها حسين صدقي في فيلم شاطئ الغرام، وبالطبع حمام كليوباترا، وما يثيره من تساؤلات بشأن الملكة المقدونية وسر اختيارها لهذا المكان، ومنطقة عجيبة البكر المدهشة والفريدة في تكويناتها الصخرية، ومغامرة النزول للأسفل عبر مدرجاتها غير المنتظمة المنحوتة بيد الطبيعة، لالتقاط الصور فقط، حيث كانت السباحة وقتئذ ممنوعة بسبب خطورة السباحة في تلك المنطقة.

تطورت مطروح خلال السنوات الماضية فتحولت إلى مدينة صاخبة وكأنها تسعى لمنافسة الإسكندرية في زحامها وضوضائها!! وفي 2025 اختلفت كثيرًا!!!

وللمقال بقية.. .

المصدر: الأسبوع