عزيزي القائد… الوطن ليس مسرحًا للخطابة، بل كرامة شعب تُنتهك يوميًا
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
بقلم أسعد أبو الخطاب
عزيزي القائد،
لقد سئمنا المجاملات، ومللنا تزييف الواقع.. فالكلمات لم تعد تجدي، والخطابات لم تعد تقنع أحدًا.. الوطن، يا سيادة القائد، ليس قماشًا يُرفرف على مبنى حكومي، ولا نشيدًا يُذاع صباحًا، ولا حفلاً رسميًا تُنفق عليه الملايين.. الوطن هو الإنسان، هو كرامة المواطن.. فإن دُفنت كرامة الناس، دُفن الوطن، ولو رفعتم الأعلام فوق كل بيت.
فأجبني بضميرك – إن بقي من الضمير شيء – ماذا بقي من كرامة الناس في العاصمة عدن والمناطق المسماة “محررة”؟
تجارب العذاب التي مورست على هؤلاء الناس تفوق الوصف.. لم تُترك وسيلة إلا وجُربت عليهم:
– حرب الكهرباء.
– حرب الماء.
– حرب الصحة.
– حرب المرتبات،
– وحرب التجاهل الرسمي المقصود!
يا سيادة القائد، كأن هذا الشعب أصبح فأر تجارب في مختبر سياسي قذر.. مناطق يفترض أنها تحررت من قبضة المليشيا، لكنها وقعت في قبضة الإهمال، والفساد، واللا مبالاة. المواطن هناك يعيش كالغريب، منكسر الظهر، مسحوق الكرامة، لا دولة تحميه، ولا سلطة تخجل من فشلها.
هل تسمي هذا تحريرًا؟
وهل تسمونه وطنًا؟
الوطن الذي تتباهون بتحريره قد تحول إلى كومة من الفوضى، يُسرق في وضح النهار، ويُنهب فيه المواطن حتى من آخر شمعة ضوء.. المدارس مهترئة، المستشفيات أشبه بالمقابر، والطرقات تحكي قصة خراب مزمن.. ومن فوق كل ذلك، لا من يسأل، ولا من يُحاسب.
نعم، نحن في الجامعة، لكننا لسنا في برج عاجي. نرى، ونسمع، ونتألم. وظيفتنا لم تعد فقط التعليم، بل قول الحقيقة أمام سلطان جائر ولو كلفنا ذلك حياتنا.
عزيزي القائد،
إما أن تعيدوا للوطن كرامته، أو فلتكفوا عن المتاجرة باسمه.. فكفانا شعارات مفرغة، واحتفالات زائفة، ووعود لا تُنفذ.. لقد سقط القناع، وظهرت الحقيقة: لا حرية بدون كرامة، ولا وطن بلا إنسان حيّ الكرامة.
وختامًا، إن كنتم لا تملكون مشروعًا يحفظ لهذا الشعب كرامته، فرجاءً تنحّوا.. فكرامة الناس ليست ميدانًا للتجريب، ولا الوطن مسرحًا للفشل المتكرر.
ناشط حقوقي
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
حصيلة غير مسبوقة.. 254 صحفيا شهداء الحقيقة في غزة
على امتداد عامين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، تحوّل الصحفيون إلى هدف مباشر لقوات الاحتلال في محاولة لطمس الحقيقة وفرض الرواية الإسرائيلية الوحيدة.
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، استشهد 254 صحفيا وصحفية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حصيلة غير مسبوقة.
وأكدت النقابة أن بين الضحايا 27 صحفية، إضافة إلى 433 مصابا و48 معتقلا من الصحفيين خلال تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقالت تقارير ميدانية وأممية إن قوات الاحتلال تستهدف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بشكل متعمد، رغم أنهم يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، في محاولة "لطمس الحقيقة وفرض الرواية الإسرائيلية الوحيدة".
وشملت الاعتداءات استهداف مراسلي قناة الجزيرة، حيث استشهد نحو 11 صحفيا ومصورا بغارات إسرائيلية مباشرة أثناء تغطيتهم للأحداث في غزة، كما دُمّرت عشرات المؤسسات الإعلامية.
استهداف للحقيقةوبحسب بيانات رسمية فلسطينية، دمّر الاحتلال 12 مؤسسة صحفية ورقية و23 رقمية و11 إذاعة و16 فضائية، إضافة إلى 5 مطابع كبرى و22 مطبعة صغيرة و53 منزلا لصحفيين.
وقدّرت الخسائر المادية للقطاع الإعلامي بأكثر من 800 مليون دولار، في حين لا تزال 143 مؤسسة إعلامية تواصل عملها رغم القتل والتدمير.
وترى منظمات حقوقية أن استهداف الصحفيين ليس عارضا بل مقصودا، ويهدف إلى منع توثيق الجرائم الإسرائيلية في غزة. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن تحقيقاتها تشير إلى أن القوات الإسرائيلية "تعمدت إطلاق النار على الصحفيين رغم ارتدائهم سترات الصحافة الواضحة".
وبحسب اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة هي "الأكثر دموية في تاريخ العمل الصحفي"، إذ تجاوز عدد الصحفيين الذين قتلوا فيها نظيرهم في الحرب العالمية الثانية (69 صحفيا)، وفي حرب فيتنام التي استمرت عقدين (63 صحفيا).
إعلانكما قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إن الاحتلال "قتل في غزة عددا من الصحفيين يفوق مجموع من قُتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية مجتمعتين".
ومنذ بداية الحرب، منعت إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع، وسمحت فقط لمرافقي جيش الاحتلال بالدخول، ما جعل الرواية الإعلامية الدولية تعتمد بشكل شبه كامل على الصحفيين الفلسطينيين المحليين الذين يعملون في ظروف إنسانية قاسية وتهديد دائم.
ويقول مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين إن ما يجري في غزة هو "إحدى أوسع وأبشع الجرائم بحق الصحافة في التاريخ الحديث".
ويواصل الصحفيون المحليون -رغم الجوع والنزوح وفقدان أفراد عائلاتهم- توثيق المأساة اليومية في غزة، بينما وصف تقرير مشترك لـ"مراسلون بلا حدود" ومنظمة "أفاز" (Avaaz) الوضع قائلا "بهذا المعدل من القتل، قد لا يتبقى قريبا أي صحفي لتغطية أخبار غزة وإطلاع العالم على ما يجري فيها".
ورغم الاستهداف والدمار، لا تزال عدسات وأقلام الصحفيين في غزة تنقل مشاهد المجاعة والدمار والمعاناة اليومية لشعب محاصر، في حين يستمر صمت العالم أمام واحدة من أبشع الجرائم التي طالت الصحافة وحرية الكلمة في التاريخ الحديث.