استنفار أمني إسرائيلي وتحذير فلسطيني قبيل انطلاق مسيرة الأعلام بالقدس
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
تترقب مدينة القدس المحتلة اليوم الاثنين، انطلاق "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية، التي تُنظم سنويا في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967، وسط تحذير فلسطيني من عواقب خطيرة.
ومن المتوقع أن يشارك في المسيرة عشرات آلاف المستوطنين برفقة وزراء ومسؤولين حكوميين، وسط إجراءات أمنية مشددة تشمل نشر آلاف عناصر الشرطة الإسرائيلية في القدس.
ومن المقرر أن تنطلق "مسيرة الأعلام" عصر اليوم الاثنين من شوارع غرب القدس باتجاه ساحة البراق، إذ ينطلق الذكور من المستوطنين في مسيرتهم من شارع "الملك جورج" غربي القدس، ويدخلون البلدة القديمة من باب العمود، حيث ستقام في ساحته ما يسمى برقصة الأعلام.
أما الإناث فينطلقن من أمام مقبرة مأمن الله غربي البلدة القديمة ويدخلن البلدة القديمة من باب الخليل مرورا بالحي الأرمني وصولا إلى ساحة حائط البراق حيث التجمع الأضخم والاحتفالية المركزية.
أعداد كبيرة من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك، في ذكرى احتلال القدس pic.twitter.com/Q9VdG0szNd
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) May 26, 2025
وكانت شرطة الاحتلال نصبت أمس الأحد، حواجز حديدية في محيط باب العمود، أحد مداخل البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، وذلك في إطار استعداداتها لتأمين المسيرة الاستفزازية التي ينوي المستوطنون تنظيمها اليوم الاثنين.
إعلان جماعات الهيكل تحشد أنصارهاويواصل مئات المستوطنين منذ ساعات صباح اليوم اقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطة وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي شددت قبضتها الأمنية على محيط المسجد ومنعت دخول المصلين إليه.
وأدى المستوطنون خلال اقتحامهم صلوات وطقوسا تملودية بالإضافة إلى الرقص والغناء، فيما رفعت إحدى المقتحمات العلم الإسرائيلي داخل المسجد الأقصى.
وكان اتحاد منظمات الهيكل نشر مقطعا دعائيا تحريضيا، تضمّن نداءات من 13 حاخاما من قيادة أبرز مدارس الصهيونية الدينية وأبرز مستوطناتها في الضفة الغربية والقدس، دعوا فيه جمهور تيار الصهيونية الدينية إلى اقتحام المسجد بكثافة اليوم الاثنين.
كما دعت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" إلى اقتحام المسجد الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية.
وأطلقت "مدرسة جبل المعبد الدينية دعوة عامة لأداء الطقوس الدينية العلنية داخل الأقصى اليوم الإثنين، وأكدت على إقامة "صلاة المساء" بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، في إعلان مفتوح، بات يتكرر مؤخراً، عن إقامة الطقوس الدينية في الأقصى، وذلك بقيادة الحاخام إليشع وولفسون، حاخام "مدرسة جبل المعبد الدينية".
يتهيأ المقدسيون وخصوصا سكان البلدة القديمة لما يسمى بيوم “مسيرة الأعلام”، الذي يتعرضون فيه لاعتداءات واسعة من قبل المستوطنين المشاركين في المسيرة، بالإضافة إلى خسائر فادحة تصيب تجار البلدة.
وقالت مقدسية -تسكن البلدة القديمة للجزيرة نت- إن الاعتداءات لا تقتصر على الشتم والصراخ… pic.twitter.com/oQZyrjFFkg
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 25, 2025
تحذير فلسطينيمن جهتها؛ حذرت محافظة القدس من تصعيد خطير ستشهده المدينة المحتلة، في ظل مضي سلطات الاحتلال في تنظيم سلسلة فعاليات استعمارية تهويدية تستهدف فرض السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس، وتكريس واقع الاحتلال بالقوة، في مخالفة صارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
إعلانوأكدت المحافظة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية، أن هذه المسيرة السنوية تأتي ضمن أجندة استفزازية ممنهجة، تُرافقها اعتداءات على المقدسيين، وترديد شعارات عنصرية بحق المسلمين والمسيحيين، في ظل حماية مشددة من شرطة الاحتلال التي ستفرض إغلاقًا كاملًا للمنطقة، ابتداءً من الساعة 12:30 ظهرًا.
وفي ردها على حشد جماعات الهيكل لاقتحام الأقصى، قالت حركة حماس في بيان لها إن نشر ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل" مقطعاً تحريضياً يضم 13 حاخاماً من أبرز قادة الصهيونية الدينية، وهم يدعون إلى اقتحام المسجد الأقصى بكثافة الإثنين، يأتي في إطار حرب الاحتلال الدينية المستمرة لتهويد مدينة القدس.
وشددت على أن الدعم اللامحدود الذي توفره حكومة الاحتلال المتطرفة وحمايتها للمستوطنين، هو ما يحفزهم على تصعيد هجماتهم على المسجد الأقصى، في ظل حالة العجز واللامبالاة التي تحياها الأمة العربية والإسلامية تجاه ما يحدث لأولى القبلتين وثالث الحرمين. وفقا للبيان.
ودعت الحركة أهالي الضفة الغربية والداخل المحتل إلى استمرار الحشد والرباط في باحات المسجد الأقصى، كما دعت "جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى بذل كل جهد في سبيل نصرة قضيتنا العادلة".
#عاجل| مستوطنة ترفع علم الاحتلال من أمام قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى المبارك. pic.twitter.com/6kT5hCjuyV
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 26, 2025
كما حذر المجلس الوطني الفلسطيني على لسان رئيسه روحي فتوح من تداعيات مطالبات مجموعات دينية يهودية متطرفة، بفتح أبواب المسجد الأقصى بالقدس، واقتحامه خلال "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية
وشدد فتوح -في بيان- على أن "هذه الانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى، انتهاك للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، التي تعتبر القدس الشرقية بما فيها الأقصى، أرضا محتلة لا سيادة للاحتلال عليها".
إعلانودعا إلى "اتخاذ إجراءات دولية حازمة، والتأكيد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي للقدس، ووقف جميع الإجراءات الأحادية التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة".
يذكر أن الإسرائيليين يحتفلون اليوم الاثنين الموافق 28 من الشهر الثامن وفق التقويم العبري، بما يعرف "بيوم توحيد القدس"، الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس واحتلت الجزء الشرقي منها أثناء حرب يونيو/حزيران 1967 المعروفة في العالم العربي "بالنكسة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البلدة القدیمة الیوم الاثنین مسیرة الأعلام اقتحام المسجد المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
مسيرة رقصة الأعلام.. كابوس لسكان القدس القديمة
"في هذا اليوم بالتحديد نشعر أننا مسجونون ليس داخل منازلنا فحسب، بل سجناء الخوف أيضا، الطرق مغلقة والشرطة تتجول في كل زقاق، والمستوطنون يصرخون ويغنون ويستفزوننا بالأعلام الإسرائيلية، ونحن محاصرون ويُمنع علينا التحرك أو العيش بشكل طبيعي.. حتى الهواء نشعر أنه ليس من حقنا استنشاقه في ذلك اليوم".
بهذه الكلمات أجابت الشابة (ل.ع) التي تسكن في البلدة القديمة بالقدس عند سؤالها كيف تؤثر احتفالات اليهود بيوم "توحيد القدس" على حياتهم، إذ يتهيأ سكان العتيقة قبيل حلول هذه المناسبة الوطنية الإسرائيلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تورك يحذر من تصاعد الأعمال العدائية في جنوب السودانlist 2 of 2مفوضية أممية: اليأس دفع مئات الروهينغا للهلاك في البحرend of listوتعد مسيرة الأعلام أو ما يعرف بـ"رقصة الأعلام" من أبرز مظاهر سياسات تهويد شرقي القدس، وهي فعالية سنوية يشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين واليمينيين الإسرائيليين. تقام في 28 من الشهر الثامن وفق التقويم العبري، الذي يوافق الاثنين القادم، وهو ما يعرف "بيوم توحيد القدس"، الذي تحتفل فيه إسرائيل بسيطرتها على القدس واحتلالها للجزء الشرقي منها أثناء حرب يونيو/حزيران 1967، المعروفة في العالم العربي "بالنكسة".
"اعتداءات بحماية الشرطة"
وعن تحضيراتهم لهذا اليوم قالت (ل.ع) للجزيرة نت "جميع السكان يوصون بعضهم البعض بإغلاق النوافذ والانتباه على الأطفال والحرص على عدم الخروج من المنزل.. من ينجح في قضاء هذا اليوم خارج البلدة القديمة يكون محظوظا، ومن لا ينجح يبقى في بيته ليحمي نفسه وممتلكاته بكافة الوسائل، لأنه في حال وقع أي حادث لا أحد يحميه".
إعلانوعن الاعتداءات التي تطال المقدسيين وممتلكاتهم على أيدي المستوطنين المشاركين في مسيرة "رقصة الأعلام" قالت هذه المقدسية إنها لا تقتصر على الشتم والصراخ وتعمد أداء الأغاني العنصرية بصوت مرتفع، بل تتعدى ذلك للاعتداء الجسدي الذي يفضي أحيانا إلى كسور مختلفة، ولتخريب الممتلكات كخلع الأبواب وتحطيم النوافذ.
أما عن دور شرطة الاحتلال في هذا اليوم فتقول هذه المقدسية -وهي من سكان حارة السعدية-إن الشرطة تحرس المستوطنين وتغلق الطرق أمام المقدسيين وتفتش أبناءنا، وفي حال حدث أي طارئ كحاجة إحدى العائلات لنقل مريض بسيارة إسعاف تماطل في فتح الحاجز مما يضطر الأهالي لحمل المريض بأنفسهم ونقله إلى خارج الأسوار التاريخية.
"نتمسك بالقدس أكثر"واختتمت (ل.ع) بالحديث عن شعورها كمقدسية وهي تشاهد عشرات آلاف الأعلام الإسرائيلية التي يلوّح بها المتطرفون في باب العمود وأمام منزلها في أزقة البلدة القديمة، وقالت "والله وجع لا يوصف.. فالأعلام ليست مجرد قطعة قماش، بل رسالة واضحة لنا بأنهم هنا، ويجب ألا نكون، لكن ما يحصل أننا نتمسك بالقدس وبالأرض أكثر كلّما لوّحوا بها.. نحن نعلّق مفاتيح بيوتنا في قلوبنا لأن القدس لنا، وإن رفعوا آلاف الأعلام، نحن موجودون بكل زاوية وحجر ونَفَس".
????المساران الرئيسان لمسيرة الأعلام التهويدية في القدس، والتي ستُقام عصر الإثنين القادم (26 مايو/أيار الجاري)، حيث ينطلقان من شوارع غرب القدس وينتهيان في حائط البراق المحتل -وفق الخريطة المقررة منذ سنوات حسب شرطة الاحتلال-.
الاثنان سيخترقان البلدة القديمة بالقدس، لكن الأول… pic.twitter.com/vtuikFid4l
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) May 20, 2025
وابتداء من ساعات صباح يوم الاثنين المقبل، الموافق 26 مايو/أيار الجاري، سيبدأ مئات المستوطنين بالتوافد إلى البلدة القديمة للسير في أزقتها ملوّحين بالأعلام الإسرائيلية، ليصل أوج الاحتفالات نهاية النهار مع مشاركة عشرات الآلاف منهم في المسيرة التي يتخللها ترديد شعارات معادية للإسلام والعرب، بالإضافة إلى قيامهم بأعمال العربدة والاستفزاز لسكان وتجار البلدة القديمة الذين تسلمهم الشرطة الإسرائيلية كل عام أمرا بإغلاق محالهم التجارية لإخلاء مسؤوليتها عن أي أضرار.
إعلانوينطلق الذكور من المستوطنين في مسيرتهم من شارع "الملك جورج" غربي القدس، ويدخلون البلدة القديمة من باب العمود، أما الإناث فينطلقن من أمام مقبرة مأمن الله غربي البلدة القديمة ويدخلن البلدة القديمة من باب الخليل مرورا بالحي الأرمني وصولا إلى ساحة حائط البراق حيث التجمع الأضخم والاحتفالية المركزية.
ويضاف إلى هذه الاحتفالية الأبرز الحشد الكبير الذي تحضّر له جماعات الهيكل منذ أسابيع لاقتحام المسجد الأقصى جماعيا والدعوة لرفع الأعلام الإسرائيلية في ساحاته خلال الساعات الصباحية والمسائية المخصصة لاقتحامات المستوطنين.
وضمن أحدث أساليب الحشد نشر اتحاد منظمات الهيكل المتطرفة مقطعا دعائيا تحريضيا، تضمّن نداءات من 13 حاخامًا دعوا فيه جمهور تيار الصهيونية الدينية إلى اقتحام المسجد بكثافة يوم الاثنين المقبل الذي يُحتفل فيه بذكرى احتلال شرقي القدس وضمّها تحت السيادة الإسرائيلية.
دعت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" إلى اقتحام المسجد الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه في ذكرى ما يسمى بتوحيد القدس، والذي يوافق يوم الاثنين 26-5-2025، للتأكيد على السيادة اليهودية على كامل مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى.
ويُعد هذا اليوم "عيدا وطنيا" لإحياء ذكرى سيطرة إسرائيل على… pic.twitter.com/kVT5HVvXF0
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 20, 2025
إغلاق 1684 متجراويدفع التجار في أسواق البلدة القديمة والشوارع التجارية المحيطة بها ثمنا كبيرا في هذه المناسبة وفقا لأمين سر الغرفة التجارية الصناعية في القدس حجازي الرشق، الذي أكد في مستهل حديثه للجزيرة نت أن القدس تتحول في يوم "توحيد القدس" إلى ثكنة عسكرية لكثرة الحواجز والدوريات الراجلة وخاصة على أبواب البلدة القديمة وداخل حاراتها وأزقتها.
إعلانوأضاف الرشق أن التجار في طريق الواد والسلسلة والمجاهدين وسويقة علّون هم الأكثر تضررا في هذا اليوم، إذ يتعمد المستوطنون المارّون تحطيم اليافطات ورمي البضائع المعروضة أمام الحوانيت على الأرض، مما يكبد التجار خسائر فادحة، بالإضافة لوضع أعواد خشبية داخل أقفال المحال المغلقة لإتلافها، "وتنفّذ هذه الاعتداءات أمام أعين الشرطة التي لا تعتقل أحدا من الجناة".
ولا يعتدي المستوطنون المشاركون في مسيرة "رقصة الأعلام" على ممتلكات التجار فحسب، بل يتعمدون سبّ الذات الإلهية والنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم وترديد شعارات عنصرية كـ"الموت للعرب" أمامهم، ويستهدفونهم بالبصق والكثير من التصرفات الاستفزازية الأخرى.
وتجبر الشرطة وفقا لأمين سر الغرفة التجارية التجار على إغلاق أبواب حوانيتهم، وإن لم يمتثل أحدهم للأوامر يتعرض لعقوبات كتمرير اسمه للدوائر المختصة بفرض الضرائب للانتقام منه.
"مع الأسف لا تنحصر التضييقات داخل أسوار البلدة القديمة، بل تمتد إلى المربع التجاري الخارجي كشارع المصرارة وعمرو بن العاص والزهراء والسلطان سليمان وصلاح الدين الأيوبي والرشيد".
وتضم هذه الشوارع 664 متجرا وفقا للرشق، يضاف إليها 1020 متجرا لا تزال تفتح أبوابها داخل أسوار البلدة القديمة.