نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقالا لخبير إسرائيلي تضمن قراءة في المشهد السياسي الآخذ بالتشكل في منطقة الشرق الأوسط، إثر زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا لعدد من دول الخليج العربية.

وفي مقاله، كتب باراك سيلا -وهو زميل مبادرة الشرق الأوسط في كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد- أن تلك الزيارة تشي ببزوغ فجر نموذج جديد للشرق الأوسط استُبعدت إسرائيل من مناقشته والمشاركة في صنع قراراته.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2انتقادات واسعة في فرنسا لمقترح أتال بشأن الحجابlist 2 of 2واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟end of list

وقال إن إسرائيل ظلت أكثر من 18 شهرا تتحمل عبء صراع في المنطقة، وحققت أهدافا عسكرية كبيرة كان لها الفضل في توفير "الأكسجين السياسي" لقمة ترامب الخليجية الكبرى.

وزعم أن ما سماه "القضاء على حزب الله" في لبنان، وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإضعاف إيران، وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، ما كان أي منها ليحدث لولا حملة "الضغط الإستراتيجي" الذي مارسته إسرائيل.

ومع ذلك، عندما اجتمع ترامب مع القادة في الرياض والدوحة وأبو ظبي لمناقشة ميثاق إقليمي جديد، لم تكن إسرائيل حاضرة، كما يقول سيلا.

أما عن سبب عدم دعوة إسرائيل لذلك الاجتماع، فإن الكاتب يعزوه إلى أن القيادة الإسرائيلية الحالية عالقة فيما يسميها حروب الماضي، مضيفا أنها إذا أرادت العودة فعليها أن تعيد النظر فيما تقدمه، "ليس فقط كقلعة حصينة، بل كجسر".

إعلان

وفي اعتقاده أن القوة العسكرية وحدها لم تعد خيارا كافيا في نظام إقليمي ناشئ يستند إلى "فن إبرام الصفقات"، الذي تشكله الشراكات السيادية والنزعة الاقتصادية العملية والمصلحة الذاتية المتبادلة، ذلك بأن رؤية ترامب للشرق الأوسط تُقدِّم النتائج على المشاعر.

وقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاءه من اليمين الإسرائيلي المتطرف أخطؤوا قراءة الموقف والمزاج العام، الذي ساد في الأسابيع الأولى من تولي ترامب ولايته الرئاسية الثانية، لا سيما عندما توعد بأن "جحيما سيندلع" في المنطقة إذا لم تطلق حركة حماس سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، ورفع الحظر عن تزويد إسرائيل بقنابل تزن ألفي رطل، ودعا نتنياهو إلى البيت الأبيض لعرض "خطة غزة" المثيرة للجدل.

المسؤولون الإسرائيليون أخطؤوا عندما اعتبروا أن ترامب منحهم بذلك شيكا على بياض، لكن سرعان ما انخرط مبعوث الرئيس الأميركي في محادثات سرية مع حركة حماس من وراء ظهر إسرائيل

وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين أخطؤوا كذلك عندما اعتبروا أن ترامب منحهم بذلك شيكا على بياض، لكن سرعان ما انخرط مبعوث الرئيس الأميركي في محادثات سرية مع حركة حماس من وراء ظهر إسرائيل.

كما أن زيارة نتنياهو السريعة إلى واشنطن لم تسفر عن توجيه ضربة إلى إيران، بل العكس صحيح، إذ ما لبث أن أعلن ترامب عن محادثات دبلوماسية مباشرة مع طهران، حتى أعقب ذلك باتفاق مع الحوثيين يقضي بوقف الغارات الأميركية على اليمن دون ضمانات لأمن إسرائيل.

ويمضي سيلا في مقاله إلى أن اليمين الإسرائيلي يواجه اليوم إستراتيجية أميركية أعمق تتمثل في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لصالح المستعدين للتعاون معه، وكل ذلك من أجل بناء جبهة موحدة ضد التهديد الحقيقي الذي تتعرض له بلاده من الصين وحرب الذكاء الاصطناعي الناشئة.

ووفقا للكاتب، فقد تفهم إسرائيل هذا التحول من الناحية الفكرية، لكن قيادتها الحالية لا تزال غير قادرة هيكليا للتكيف معه، فاللحظة الراهنة التي يمر بها الشرق الأوسط تُظهر مدى أهمية أن تتكيف إسرائيل وتعيد النظر في تموضعها الإقليمي.

إعلان

ويرى سيلا أن التحالف السياسي في إسرائيل المتجذر في خطاب الصقور ونزعة البقاء المحلية يكافح من أجل استخدام الأدوات الدبلوماسية بفعالية.

لكن إسرائيل ليست وحدها التي تكافح من أجل التكيف مع المستجدات، فطبقا لمقال جيروزاليم بوست، فإن الجالية اليهودية الأميركية "التي لطالما كانت جسرا موثوقا بين تل أبيب وواشنطن، تمر هي الأخرى بلحظة تستوجب محاسبة النفس".

إن ترامب لم يأت إلى المنطقة لإنقاذ إسرائيل، بل جاء لإنقاذ أميركا، فإذا أرادت تل أبيب اللحاق بالركب فسيكون مرحبا بها، أما إذا لم تكن ترغب في ذلك، فإنها ستتوارى عن المشهد، حسب الكاتب.

ويشير المقال إلى أن ترامب لا يزال يأمل في توسيع نطاق التطبيع، الذي يهدف إليه ما يُعرف بـ"اتفاقية أبراهام"، التي يمكن أن تشمل سوريا ولبنان وغيرهما.

ويخلص الكاتب إلى أن التطبيع مع إسرائيل، في نظر الرئيس الأميركي، يخدم عدة غايات تتمثل في تحقيق الازدهار في الشرق الأوسط، والتعاون الأمني بين دوله، واحتواء إيران، وحصول ترامب على جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها.

ويشدد سيلا على ضرورة أن تبدي إسرائيل استعدادها لإنهاء الحرب بشروط توازن بين العدالة والواقعية وتفضي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى، وإعادة إعمار غزة بوجود فعلي لمجلس التعاون الخليجي وسلطة فلسطينية تكنوقراطية، ونزع سلاح حماس بالكامل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الرئیس الأمیرکی الشرق الأوسط إلى أن

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي إلى سوريا يعرب عن رأيه باتفاق “سايكس بيكو” والتدخل الغربي بالشرق الأوسط

سوريا – أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك أن زمن التدخل الغربي في سوريا انتهى والمستقبل في حلول إقليمية وشراكات قائمة على الاحترام.

وكتب باراك على منصة “إكس” اليوم: “قبل قرن من الزمان، فرض الغرب خرائط، وانتدابات، وحدودا مرسومة بالقلم، وحكما أجنبيا. قسّم اتفاق سايكس بيكو سوريا والمنطقة الأوسع لتحقيق المكاسب الإمبريالية وليس السلام. لقد كلف هذا الخطأ الأجيال الكثير، ولن نكرره مرة أخرى”.

وأكد أن “عصر التدخل الغربي انتهى. والمستقبل يكمن في الحلول الإقليمية، والشراكات، ودبلوماسية قائمة على الاحترام. كما أكد الرئيس دونالد ترامب في خطابه في الرياض بتاريخ 13 أيار: ولّت أيام التدخل الغربي التي كان يسافر فيها المتدخلون إلى الشرق الأوسط لإلقاء محاضرات عن كيفية العيش وإدارة شؤونكم الخاصة”.

وأضاف: “مأساة سوريا وُلدت من الانقسام، ويجب أن تأتي نهضتها من خلال الكرامة والوحدة والاستثمار في شعبها، يبدأ ذلك بالحقيقة والمساءلة والعمل مع المنطقة وليس الالتفاف حولها”.

وتابع: “نحن وتركيا والخليج وأوروبا نقف جنبًا إلى جنب مع الشعب السوري نفسه. وهذه المرة ليس بالجنود والمحاضرات، أو الحدود الوهمية. ومع سقوط نظام الأسد أصبح الباب مفتوحًا للسلام، ومن خلال إلغاء العقوبات نُمكّن الشعب السوري أخيرًا من فتح ذلك الباب واكتشاف طريق جديد للازدهار والأمن”.

وأشاد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا أمس بالرئيس السوري أحمد الشرع لاتخاذه خطوات جادة بشأن “المقاتلين الإرهابيين الأجانب” وتدابير مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي والعلاقات مع إسرائيل.

والتقى الرئيس السوري ووزير خارجيته أسعد الشيباني أمس باراك على هامش الزيارة إلى تركيا.

المصدر: “سانا”

مقالات مشابهة

  • سدرة للطب أول مستشفى بالشرق الأوسط يقدم بنجاح العلاج بالباكلوفين داخل الدماغ
  • ترامب: نتحدث لإسرائيل لوقف حرب غزة ونتوقع أخبارا سارة مع حماس
  • إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم بالشرق الأوسط.. نواب: ترجمة حقيقة لبناء الإنسان
  • نعيم قاسم مخاطباً ترامب: تحرّر من إسرائيل من أجل مصلحة أمريكا في الشرق الأوسط
  • المبعوث الأمريكي إلى سوريا يعرب عن رأيه باتفاق “سايكس بيكو” والتدخل الغربي بالشرق الأوسط
  • جيروزاليم بوست: واشنطن طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية في غزة
  • الصحف الصهيونية تحتفي بها.. تخاريف و أكاذيب داليا زيادة في جيروزاليم بوست الإسرائيلية
  • جيروزاليم بوست: واشنطن طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية بغزة
  • جيروزاليم بوست: إسرائيل تعاني من أزمة داخلية حادة ستدمرها