الكرملين: ملتزمون بمسار التفاوض والعمل مستمر على “مسودة سلام”
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
البلاد – موسكو
في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا، أكد الكرملين أن العمل جارٍ بجدية على إعداد مسودة روسية لمذكرة سلام محتملة، دون أن يتم تقديمها بشكل رسمي حتى الآن.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي، اليوم (الاثنين)، إن الوثيقة قيد التحضير تُعد “مسودة جادة” وتتطلب مراجعات دقيقة وإعداداً متأنياً، مؤكداً التزام موسكو بمسار التفاوض رغم الاتهامات الغربية لها بالمماطلة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترمب، خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، أن موسكو وكييف تعملان على مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام، وهو ما قوبل بتشكيك من كييف وعدد من العواصم الأوروبية، التي رأت في التحرك محاولة جديدة لكسب الوقت.
وفي تطور متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة لتسليم المسودة النهائية فور الانتهاء من اتفاق تبادل الأسرى الجاري التفاوض عليه في إسطنبول. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن عملية تبادل شملت 1000 أسير من الجانبين قد أُنجزت أمس الأحد، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد فعلي لمسار تفاوضي أوسع.
وعن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي وصف فيها بوتين بـ”المجنون”، أشار بيسكوف إلى أن تلك التعليقات “تحمل عبئاً عاطفياً زائداً”، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن امتنان موسكو للدور الذي لعبه ترمب في تسهيل بدء المحادثات.
وقال بيسكوف: “نقدّر بصدق دور الولايات المتحدة، وخصوصاً الرئيس ترمب، في دعم إطلاق المفاوضات، رغم الأجواء المشحونة والتصريحات المتوترة”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي ترمب الرئيس الروسي بوتين
إقرأ أيضاً:
توازن دقيق بين الدبلوماسية والردع.. الكرملين بين مسودة السلام وضغوط الخطاب الغربي
البلاد – موسكو
في تصريح يعكس جدية تجاه المسار التفاوضي مع أوكرانيا، أعلن الكرملين أن العمل لا يزال جارياً على إعداد مسودة روسية لمذكرة سلام محتملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. هذا الإعلان، رغم ما يحمله من نبرة دبلوماسية، يأتي وسط تصاعد في الشكوك الغربية بشأن نوايا موسكو الحقيقية، وتعقّد المشهد السياسي الدولي بين دعوات التهدئة وتلويح بالعقوبات والردع.
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أقر بأن المسودة لم تُقدم بعد، لكنه وصفها بـ”الوثيقة الجادة”، ما يشير إلى رغبة روسيا في الاحتفاظ بأوراق تفاوضية مفتوحة دون الدخول الفوري في التزامات واضحة. هذا النوع من الرسائل المزدوجة يعكس تقليدًا روسيًا في إدارة الملفات الحساسة، حيث يُستخدم الغموض المدروس كأداة ضغط وتكتيك تفاوضي في آنٍ واحد.
من جهة أخرى، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن بوتين “أصيب بالجنون التام”، تشكل جزءاً من تصعيد خطابي لا يخلو من الحسابات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، لكنها تضع موسكو أمام معضلة: كيف تستجيب لاتهامات تمس شخص الرئيس دون أن تفسد المناخ التفاوضي الهش. رد الكرملين، الذي وصف هذه التصريحات بأنها “عاطفية”، يعكس حرصاً على إبقاء باب الحوار مفتوحاً مع واشنطن، خاصة مع الدور الذي يلعبه ترامب في خلفية مفاوضات السلام، والذي أقر به بيسكوف نفسه.
وبينما تؤكد موسكو أن لا مصلحة لها في إطالة أمد الحرب، يشير العديد من المراقبين إلى أن خطوات مثل تبادل الأسرى – الذي تم بنجاح مؤخرًا بين الطرفين – تُستخدم كإشارات تهدئة أكثر من كونها مؤشرات على قرب الوصول إلى تسوية نهائية.
الواقع أن روسيا تدير هذا الملف بين مستويين: مستوى ميداني لا تزال فيه متماسكة استراتيجياً على الجبهات، ومستوى سياسي تحاول من خلاله كسب الوقت وإعادة تموضعها إقليميًا ودوليًا، خصوصاً في ظل تآكل الدعم الشعبي الغربي الطويل لأوكرانيا وتغير أولويات بعض الحكومات الأوروبية.
ولا تزال مسودة السلام الروسية غير واضحة المعالم، وربما ستظل كذلك لفترة، لكن الثابت أن موسكو تحاول إعادة صياغة شروط اللعبة السياسية عبر بوابة “المبادرة”، حتى وإن كان ذلك ضمن إطار تفاوضي مشروط وغير مضمون النتائج.