صدر حديثًا.. الإسلام الأرخبيلي في إندونيسيا.. المجتمعات والجماعات ومكافحة الإرهاب
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
يتناول مركز المسبار للدراسات والبحوث في كتابه "الإسلام الأرخبيلي في إندونيسيا: المجتمعات والجماعات ومكافحة الإرهاب" تاريخ الإسلام الإندونيسي وآليات تكيّفه السلمي مع التقاليد والعادات والممارسات الثقافية المحلية على مدار العصور، وانعكاس هذا التكيف الثقافي – الديني في المجتمعات المسلمة المحلية والوافدة وأنماط تدينها الشعبي وتعليمها الديني، مؤرخًا لنشأة المؤسسات الإسلامية التقليدية وتأسيس الجمعيات، وعلى وجه التحديد جمعيتي "المحمّدية (1912) و"نهضة العلماء" (1926) الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في البلاد، مناقشًا طبيعة العلاقة بين الدين والسلطة في حقبة الديمقراطية والنهوض بالإصلاحات السياسية، آخذًا بالاعتبار المخاطر الناجمة عن الظاهرة الإرهابية الإسلاموية وظهورها المبكر ومخاطرها على الدولة والمجتمع والدين، مقابل جهود الحكومة الإندونيسية في مكافحة الإرهاب وتأهيل المتطرفين.
ويطرح الكتاب دراسات جديدة تهدف أولًا إلى قراءة الصلة بين ماضي الإسلام الإندونيسي وحاضره، ويناقش ثانيًا المتغيرات التي مرّ بها هذا الإسلام في حقب عدة، لا سيما في بدايات القرن الحادي والعشرين، بينها: المتغير الإسلاموي الوافد من الشرق الأوسط، مقابل الجهود الحكومية في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية التي بدأت بإجراءات حذرة وأصبحت أكثر ثباتًا وصلابة في مكافحة الإرهاب.
درس الباحث هجريان أنجا بريهانتورو، الأستاذ في "جامعة سونان كاليجاجا الإسلامية الحكومية، الإسلام الإندونيسي وتاريخه منذ القرن السابع وصولًا إلى التاريخ الحديث والمعاصر، فرصد أبرز الجمعيات المسلمة في إندونيسيا، وتحديدًا جمعيتي "المحمّدية" و"نهضة العلماء"، وهما من أكبر الجمعيات الاجتماعية في البلاد، فحدد العوامل التي كانت وراء تأسيسهما، وتطرق إلى خطابهما الديني ومشروعهما؛ فجميعة "المحمّدية" تدعو إلى التجديد، منذ 1912؛ من الاجتهاد وصولًا إلى ما تسميه "الإسلام التقدّمي وهو مشروع طرحته في مؤتمرها السابع والأربعين عام 2015 في ماكاسار، أما جمعية «نهضة العلماء»، فقد طرحت مشروع/ أو مفهوم "إسلام نوسانتارا " أو «إسلام الأرخبيل خلال مؤتمرها الوطني الثالث والثلاثين المنعقد عام 2015 في جومبانغ، بهدف إطلاق رؤيتها المتمثلة في إسلام شامل وسلمي في إندونيسيا والعالم. نجحت الجمعية في تقديم تكييف فقهي محوره الولاء للدولة، وتقدير الإنجازات باعتبارها عملًا تعبديًّا في صميم السلوك الديني، وركزت على «ثلاثية الأخوة» المكونة من الدين، والوطن، والبشرية، بأسلوب علمي، يعزز السلام بين المواطنين الإندونيسيين والأفق الحضاري الإنساني.
ترى الجمعية أنها تستطيع طرح خطابٍ مضادٍّ لأيديولوجيات الإسلاموية المتطرفة، وأن مشروعها تجسيد مميّز للإسلام في السياق الإندونيسي، الذي يتسم بالتنوّع الثقافي والاعتدال والتسامح والتعايش، والمنسجم مع التقاليد المحلية؛ مع مراعاة المبدأ المحافظ على القديم الصالح، والأخذ بالجديد الأصلح، واستيعاب المفاهيم الاجتماعية، التي تنّمي ثلاثية الأخوة، وتقدير التكيف الثقافي واحترام الاعتدال والتسامح، والفخر بالحكمة المحلية والانسجام المجتمعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسلام المؤسسات الإسلامية الحكومة الإندونيسية التنو ع الثقافي المفاهيم الاجتماعية فی إندونیسیا
إقرأ أيضاً:
الإنسان من منظور اجتماعي
منذ قديم الزمن قامت البشرية على مرتكز الإنسان وهو ما يسمى في بعض الاتجاهات العلمية( الوحدة الاجتماعية) وهذه الوحدة تتكامل مع بعضها حتى تشكل البناء الأسري ومن ثما تصل إلى البناء الاجتماعي العام وهو أعلى سقف اجتماعي للمجتمعات ولذلك يرى الكثير من علماء الاجتماع أن البناء الاجتماعي لا يمكن أن يقوم إلا على الإنسان كوحدة اجتماعية صغيرة تعمل على مبدأ التراكمية البشرية وهو ما يطلق عليه في اللفظ العام (اللبنة الأولى ) لبناء أي مجتمع.
وتُعطي الكثير من المجتمعات المتقدمة أهمية كبيرة في العناية والاهتمام بالإنسان وتولى في ذلك جُل جهودها لبناء إنسان متكامل اجتماعياً وناضج من الناحية الفكرية.
وقد اهتم المفكرين وعلماء الاجتماع في هذا الشأن أمثال المفكر ديفيد هيوم الذي يعتبر من المؤسسين للثقافة الغربية وتطرق هيوم إلى أن الإنسان هو المرتكز الأول لبناء المجتمعات وذلك في كتابة الشهير “”مبحث في الفاهمة البشرية”” ولذلك أعطى المفكر هيوم انطلاقه اساسية معاصرة في مرتكز الحياة وهو الإنسان وبالرغم أن العالم العربي عبدالرحمن ابن خلدون قد سبقه بمراحل من الزمن في دراسة الإنسان كعامل أولي في بناء المجتمعات البشرية وهو ما تطرق له في مفهوم العمران البشري في مقدمته الشهيرة حيث عرض ابن خلدون على أن قيام العمران البشري يبدأ من الإنسان .
ومن هذا المنطلق فقد تطور مفهوم المنظور الاجتماعي للإنسان مع تراكمية المعرفة خلال قرون من الزمن حتى وصل إلى تطور كبير في الجانب الاجتماعي وأصبحت التفاصيل الدقيقة للإنسان جزاء مهم في تركيبة الحياة الاجتماعية بعكس سابقاً حيث ينظر إلى الإنسان في جوانب عضوية واخلاقية فقط بعيداً عن الجانب النفسي والاجتماعي والمادي وأصبحت الفلسفة الاجتماعية للإنسان تأخذ نوعاً ذو شمولية أكثر في جميع المجالات بل أن بعض المجتمعات أصبحت جزءً من منظومتها الاجتماعية مفهوم العناية بالإنسان بعد الموت وهو ما يدخل من ضمن الأعمال الخيرية للإنسان.
ومازال الإنسان من منظور اجتماعي يأخذ منحى كبير من الأهمية في أنشاء البرامج الاجتماعية وتطويرها بطريقة احترافية وهي محاولة بشرية للوصول إلى أعلى مستوى من الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى الاستمرار في مشروع الدراسات والابحاث العلمية للعمل على نقل هذا المنظور إلى مستوى أعلى لتحقيق الجودة المرجوة بحيث تواكب متطلبات الإنسان مع مرور الزمن وتسعى لتحقيقها بطريقة حضارية.