خطير.. الكرملين ينتقد سماح حلفاء أوكرانيا باستخدامها صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
(CNN)-- انتقد الكرملين القرار الذي وصفه بـ"الخطير" الذي اتخذه حلفاء أوكرانيا برفع الحظر المفروض على إطلاق كييف صواريخ بعيدة المدى على روسيا، وذلك بعد أن قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، إنه لم تعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة التي يقدمها الغرب.
وفي تصريحات بعد أيام من قصف روسيا العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى بهجمات جوية مكثفة، قال المستشار الألماني، الاثنين، إن بلاده وحلفاء آخرين رفعوا القيود على مدى استخدام الأسلحة.
وقال ميرز خلال فعالية نظمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية العامة WDR: "لم تعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا. لا من البريطانيين، ولا من الفرنسيين، ولا منا. ولا من الأمريكيين".
وأوضح ميرز: "بعبارة أخرى، يمكن لأوكرانيا الآن الدفاع عن نفسها، حتى من خلال مهاجمة مواقع عسكرية في روسيا، فهي على سبيل المثال. لم تكن قادرة على القيام بذلك حتى بعض الوقت. وباستثناءات قليلة جدا، لم تكن قادرة على ذلك".
وبعد أن تم تفسير تصريحاته على أنها إعلان عن سياسة جديدة، قال ميرز إن هذا "الوضع قائم منذ أشهر".
وفي المقابل، انتقد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إعلان ميرز، الاثنين، وقال إن رفع القيود "خطير للغاية"، بحسب وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء.
وقال بيسكوف وفقا لوكالة "تاس": "إذا اتُخذت مثل هذه القرارات، فإنها ستتعارض تماما مع تطلعاتنا للتوصل إلى تسوية سياسية والجهود المبذولة في إطار تلك التسوية".
وسبق أن هددت روسيا بشكل علني بأن أي رفع للقيود على الأسلحة بعيدة المدى سيعني حربا مع حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الغرب من أن موسكو ستعتبر أي هجوم تدعمه قوة نووية هجوما مشتركا، وأن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم بصواريخ تقليدية.
وشكل التهديد باستخدام الأسلحة النووية تصعيدا كبيرا في خطاب الكرملين، على الرغم من أنه لم يتصرف بناء على هذا التهديد بمجرد أن بدأت كييف باستخدام صواريخ بريطانية وأمريكية الصنع لضرب عمق الأراضي الروسية.
وكان حلفاء أوكرانيا الرئيسيون قاوموا في الماضي مطالب أوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب العمق الروسي. وتغير هذا الوضع في أواخر العام الماضي، عندما أعطى الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى الأمريكية ATACMS، داخل روسيا.
لكن هذا القرار أيضا كان مثيرا للجدل، واستغرق شهورا من النقاش لاتخاذه. حتى أن الولايات المتحدة رفضت تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ ATACMS خلال أول عامين من الحرب، ولم يتم تسليم الصواريخ لأول مرة إلا في أبريل/نيسان 2024. وأعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم من تصعيد الحرب، التي دخلت الآن عامها الرابع، في حين أبدى آخرون مخاوفهم من تضاؤل مخزونات "البنتاغون" من الأسلحة.
ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي برلين، الأربعاء، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن عدة مصادر.
وأسفرت هجمات روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع عن مقتل أكثر من عشرين شخصا، بينهم أطفال، في حين دعت أوكرانيا حلفاءها الغربيين لمواصلة الضغط على موسكو لإنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي، الأحد: " لا يمكن وقف هذه الوحشية دون ضغط قوي بالفعل على القيادة الروسية".
ومن جانبه، عبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين، عن إحباطه المتزايد من بوتين، وقال إن الزعيم الروسي "أصبح مجنونا تماما"، كما انتقد أيضا تصريحات زيلينسكي ووصفها بأنها تسبب "مشاكل".
ويتزايد الضغط أيضا من داخل قاعدة ترامب الجمهورية، إذ حث عدد من أعضاء الكونغرس - بمن فيهم السيناتور تشاك غراسلي والسيناتور ليندسي غراهام، والنائبان برايان فيتزباتريك ودون باكون- الرئيس ترامب على فرض عقوبات صارمة على روسيا.
وكتب باكون على منصة "إكس": "حان وقت الصدق. محادثات السلام لا تؤثر على بوتين إطلاقا. يجب على الولايات المتحدة والحلفاء تسليح أوكرانيا بكل قوة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بريطانيا الأزمة الأوكرانية الجيش الأوكراني الجيش الروسي الكرملين دونالد ترامب فلاديمير بوتين بعیدة المدى
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا وترامب يتهم بوتين بـالجنون
هاجمت روسيا أوكرانيا بأكبر سرب من المسيّرات منذ بدء الحرب، في حين أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على البلدان الغربية وأوكرانيا تحديد "مهلة نهائية" جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار، مع فرض "عقوبات ضخمة" على موسكو ما لم تحترم الموعد.
ولليلة الثالثة على التوالي تعرّضت أوكرانيا لقصف روسي كثيف، وقال مسؤولون إن الهجوم أدى إلى إغراق دفاعاتها الجوية ومقتل 13 شخصا على الأقل.
وفي منطقة سومي (شمال شرق) المحاذية لروسيا حيث تريد موسكو إقامة منطقة عازلة لمنع توغل الجيش الأوكراني في أراضيها أعلن الجيش الروسي اليوم الاثنين السيطرة على بلدتين.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي بأن قواتها سيطرت على بلدتي فولوديميريفكا وبيلوفودي الواقعتين على مسافة بضعة كيلومترات عن الحدود مع روسيا، وكانت الوزارة أعلنت أول أمس السبت السيطرة على بلدة لوكنيا في المنطقة.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني في بيان بأن "العدو شن هجوما ضد أوكرانيا باستخدام 364 قذيفة هجومية جوية" -بما فيها "355 مسيّرة من طراز "شاهد"، بينها مسيّرات تمويه، بالإضافة إلى 9 صواريخ كروز– ليلة الاثنين.
إعلانوقال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إغنات إنه أكبر هجوم بمسيّرات يستهدف أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وفي منطقة خميلنيتسكي الغربية ألحقت الضربات الجوية أضرارا بـ18 مبنى سكنيا، بحسب السلطات.
وقال حاكم منطقة أوديسا الجنوبية إن هجوما روسيا أدى أيضا إلى إصابة صبي يبلغ 14 عاما.
استياء غربيوأمس الأحد، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "الاستياء" من الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.
وفي انتقاد نادر من نوعه للرئيس الروسي، كتب ترامب في ساعة متأخرة من مساء الأحد على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" "كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئا ما أصابه، لقد جن جنونه".
وأضاف "قلت دائما إنه يريد أوكرانيا كلها وليس جزءا منها فقط، وقد يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل ذلك فسيؤدي الأمر إلى سقوط روسيا".
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ترامب أدرك أخيرا "كذب" بوتين بشأن نيته التوصل إلى هدنة في أوكرانيا.
وطالب بأن يترجم استياء ترامب من نظيره الروسي إلى أفعال، داعيا إلى تحديد مهلة نهائية مقرونة بعقوبات ضخمة لروسيا بغية دفعها إلى القبول بوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وردّ الكرملين على انتقادات ترامب اليوم الاثنين، قائلا إن بوتين يتخذ التدابير "اللازمة لضمان أمن روسيا"، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف في إحاطة إعلامية "هي مرحلة حرجة جديدة مشحونة".
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فاستنكر من جانبه ما وصفها بحالة "الإفلات من العقاب" السائدة بالنسبة إلى روسيا.
وأكد زيلينسكي عبر شبكات التواصل الاجتماعي على ضرورة أن يُقابل "تكثيف الضربات الروسية بتشديد العقوبات".
ويطالب ترامب بنهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه فشل في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين رغم المفاوضات المتكررة بين إدارته وروسيا والعديد من المكالمات الهاتفية بينه وبين بوتين.
إعلانوفي السياق نفسه، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الاثنين أن "لا قيود بعد الآن على مدى الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا"، في إشارة إلى الأسلحة التي يوردها حلفاء غربيون رئيسيون لأوكرانيا، مما يسمح لكييف بمهاجمة "مواقع عسكرية في روسيا".
وفي فبراير/شباط 2022 شنت روسيا هجوما عسكريا واسع النطاق على أوكرانيا، وباتت اليوم تسيطر على نحو 20% من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى أقاليمها بقرار أحادي الجانب عام 2014.
وتسبب النزاع في مقتل أو إصابة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين من الجانبين وفرار الملايين، ودمرت مدن وبلدات في شرق أوكرانيا وجنوبها، وكذلك أثار النزاع أكبر أزمة في العلاقات بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة.