السيارات الصينية أمام امتحان صعب في روسيا
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
موسكو – تواجه شركات صناعة السيارات الصينية في روسيا تحديات جسيمة قد تُنذر بنهاية هيمنتها على السوق الروسية، في حال استمرار المنحى التراجعي لمبيعاتها، وقد أُغلقت مئات صالات عرض السيارات الصينية في روسيا بعد سنوات من تحقيق مبيعات قياسية.
أزمة مبيعاتمنذ يناير/كانون الثاني وحتى مايو/أيار من العام الحالي، تم إغلاق 213 مركزًا لبيع السيارات الصينية، متجاوزةً بذلك العدد المسجل في عام 2024 بالكامل.
وبحسب بيانات الجمارك الصينية، فقدت روسيا موقعها كأكبر مستورد للسيارات الصينية في أبريل/نيسان 2025، وتراجعت إلى المرتبة السادسة ضمن ترتيب مستوردي السيارات من الصين.
وعلى مستوى الأرقام، تراجعت صادرات سيارات الركاب الصينية إلى روسيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام بنسبة 47.2% على أساس سنوي، لتبلغ 1.9 مليار دولار، كما انخفضت بنسبة 16.2% في أبريل/نيسان مقارنة بشهر مارس/آذار.
إعلانجاء هذا التراجع بعد فترة من النمو الاستثنائي في صادرات السيارات الصينية، والتي استفادت من انسحاب الشركات الغربية من السوق الروسية على خلفية العقوبات المفروضة على موسكو. وقد ملأت الشركات الصينية هذا الفراغ بأسعار تنافسية، مما جذب شريحة واسعة من المستهلكين الروس.
تُعد السيارات الصينية أرخص ثمنًا من نظيراتها الأجنبية، كما أنها قادرة على منافسة السيارات الروسية من حيث السعر والجودة، بل وتتفوّق عليها من حيث الراحة. وتقدم الشركات الصينية مجموعة متنوعة من الطرازات، من سيارات السيدان الاقتصادية إلى سيارات الدفع الرباعي الفاخرة.
لكن هذا التوسع السريع صاحبه مشكلات في الجودة. وقد تعرضت طرازات شركة "تشانجان" لانتقادات بسبب عيوب في تصميم مساند المقاعد، حيث تبين أن هذه العيوب قد تؤدي إلى كسور ضغطية في العمود الفقري للسائقين والركاب في حال وقوع حوادث. وقد دفع ذلك الاتحاد الوطني للسيارات في روسيا إلى فتح تحقيق أمني وسحب هذه الطرازات من الأسواق.
كما انسحبت علامتان تجاريتان صينيتان من السوق الروسية: سكاي ويل وليفان. ويتوقع مراقبون أن يصل عدد العلامات المنسحبة من السوق بحلول نهاية العام إلى أكثر من عشر علامات، إلى جانب تراجع اهتمام الشركات الصينية عمومًا بالسوق الروسية.
منافسة وصعوبات اقتصاديةأوضح المدير التجاري في شركة "أفتو لوغو" لبيع السيارات الصينية وقطع غيارها، نيقولاي دميتريف، أن أسباب الإغلاق تتعدد ما بين المنافسة الشرسة، وتراجع القدرة الشرائية، والمشكلات التقنية والهيكلية في بعض الطرازات.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن الشركات الصينية وسّعت وجودها في روسيا بشكل سريع من خلال افتتاح عدد كبير من صالات العرض، لكن السوق لم يكن مهيّأ لاستيعاب هذا العدد، مما أدى إلى اختلال كبير بين العرض والطلب.
كما ساهم ارتفاع سعر الفائدة الذي أقره البنك المركزي، وضعف الروبل، وزيادة أسعار السيارات وقطع الغيار في تقليص القدرة الشرائية للمستهلكين، ما انعكس سلبًا على مبيعات الوكلاء المحليين.
إعلانوأشار دميتريف إلى أن من أبرز المشكلات الفنية في بعض السيارات الصينية انخفاض مقاومتها للتآكل، حيث كشفت أبحاث أُجريت في 26 مقاطعة روسية أن بعض الطرازات تبدأ بالتآكل بعد عامين فقط من الاستخدام. وبالمقابل، توفر السيارات الأوروبية والأميركية مقاومة أعلى للتآكل، حيث يبلغ عمر الهيكل المعدني نحو 12 عامًا، ومع الطلاء المقاوم قد يمتد إلى 22 عامًا، وهو ما يجعلها أكثر جاذبية، رغم تكلفتها العالية.
سحابة صيففي المقابل، يرى أناتولي باجين، المدير التقني في وكالة "أفتوستات" لتحليل أسواق السيارات، أن التراجع الحالي لا يُعد نهاية لهيمنة السيارات الصينية في روسيا، بل أزمة مؤقتة يمكن تجاوزها.
وبحسب رأيه، فإن الشركات الصينية ستعمل على معالجة هذه المشاكل من خلال تحسين معايير الأمان، ومعالجة مشاكل التآكل، وتقديم تسهيلات تمويلية لجذب المستهلكين.
ورغم الشائعات عن احتمال عودة علامات تجارية ألمانية مثل "بي إم دبليو" و"مرسيدس" إلى السوق الروسية، إلا أن باجين يعتبر هذا الاحتمال غير وارد في المستقبل القريب بسبب العقوبات الأوروبية المستمرة.
وأضاف أن المستهلك الروسي سيواصل المفاضلة في عام 2025 بين السيارات الروسية ونظيراتها الصينية، لكن الأخيرة قد تصبح أقل إتاحة بسبب ارتفاع أسعارها.
وأوضح أن بعض وكلاء السيارات الصينية في روسيا قاموا بخفض أسعار السيارات الجديدة، وفعّلوا برامج الـ "تريد إن" لتبديل السيارات القديمة، وخفّضوا معدلات الفائدة على القروض إلى 0.01%، مع تقديم خطط تقسيط تمتد لخمس سنوات، بالإضافة إلى منح بوليصات تأمين مجانية عند الشراء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السیارات الصینیة فی روسیا الشرکات الصینیة السوق الروسیة
إقرأ أيضاً:
الحجر الزراعي في مصر وأوزبكستان يبحثان إنهاء ملفات فتح السوق الأوزبكي أمام العنب والرمان
عقد الدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، اجتماعًا مع رئيس الحجر الأوزبكي، إبروهيم إيرجوتشوف، بحضور السفير الأوزبكي بالقاهرة منصور بيك كيليتشيف، والفنيين المعنيين من الجانبين، لبحث سبل التعاون المشترك وإنهاء ملفات فتح الأسواق.
يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور أحمد عضام، رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، نحو فتح الأسواق وتعزيز حركة الصادرات الزراعية المصرية إلى مختلف دول العالم، وفي إطار الجهود المستمرة لتعزيز التبادل التجاري للحاصلات الزراعية المصرية.
وبحث الجانبان خلال الاجتماع سبل التعاون المشترك وإنهاء ملفات فتح السوق الأوزبكي في أسرع وقت أمام صادرات مصر من العنب والرمان، فضلًا عن رغبة الجانب الأوزبكي في استيراد درنات البطاطس «الميني تيوبر» و«الميكروتيوبر» من مصر.
وأكد المنسي أن هذه المباحثات تأتي في ضوء الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية بين مصر وأوزبكستان، وحرص البلدين على تعزيز التعاون في كافة المجالات، ومن بينها القطاع الزراعي الذي يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني لكلا البلدين.
وأكد الجانبان التزامهما بالعمل المشترك والتعاون الوثيق لإنهاء كافة الإجراءات الفنية والإدارية في أقرب وقت ممكن، بما يضمن استفادة كلا البلدين من الفرص التجارية الواعدة.
وأشار المنسي إلى أن الحجر الزراعي قد وافى الجانب الأوزبكي بكافة المعلومات الفنية، لافتًا إلى أن التعاون بين البلدين يشهد حاليًا تطورًا ملحوظًا، خاصة بعد لقاء وفد رفيع المستوى مع وزير الزراعة، وتم خلاله التباحث حول سبل تعزيز التعاون المشترك في العديد من الملفات المرتبطة بالقطاع الزراعي، وعلى رأسها التبادل التجاري للحاصلات الزراعية المصرية، وفتح أسواق أوزبكستان أمام العديد من المنتجات المصرية.
وأكد رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي أنه سيتم الإسراع في الانتهاء من ملفات فتح السوق في أسرع وقت ممكن طبقًا لتعليمات معالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي نحو تعزيز التعاون بين البلدين.
وقال إنه من المتوقع أن يساهم فتح السوق الأوزبكي أمام العنب والرمان المصري في زيادة حجم الصادرات الزراعية المصرية وتنويع مصادر الدخل للمزارعين والمصدرين، لافتًا إلى أن هذا التطور يعد خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق العالمية، ويؤكد على جودتها وقدرتها التنافسية.
اقرأ أيضاً«الزراعة»: ارتفاع الصادرات الزراعية المصرية إلى 5.8 مليون طن حتى الآن
وزير الزراعة ورئيس هيئة الرقابة المالية يبحثان تسريع تنفيذ خطط عمل صندوق التكافل الزراعي
«الزراعة»: الاستعانة بكبرى الشركات العالمية لتقديم الدعم الفني وتدريب العاملين بحديقة الحيوان