هل تجوز العمرة بعد الحج مباشرة؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد الحجاج مفاده: ما حكم أداء العمرة بعد الانتهاء من مناسك الحج؟ حيث أوضح السائل أنه أدى فريضة الحج دون أن يعرف أنواع النسك، فدخل في النية للحج فقط، وبعد أن أتم رمي الجمرات وغادر منى، توجه مباشرة إلى مسجد التنعيم وأحرم من هناك لأداء عمرة، فما الحكم الشرعي في هذه الحالة؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي بأن أداء العمرة بعد الانتهاء من مناسك الحج جائز شرعًا، ويُستحب أن يخرج المعتمر إلى مسجد التنعيم، المعروف أيضًا بمسجد السيدة عائشة رضي الله عنها، ثم يُحرم بالعمرة من هناك.
أما بخصوص أداء العمرة قبل الانتهاء من أعمال الحج، فقد نقلت دار الإفتاء عن الإمام ابن القطان اتفاق جمهور العلماء على أنه لا يجوز للمحرم بالحج أن يُحرم بالعمرة قبل أن يُتم حجه.
وقد جاء في كتاب "الإقناع": "وأجمعوا أنه لا ينبغي لأحد أحرم بحجة أن يُضيف إليها عمرة قبل فراغه من الحجة، إلا الأوزاعي فإنه أباح ذلك"، والمختار أن من أحرم بالعمرة قبل إنهاء أعمال الحج فإن إحرامه لا ينعقد، لأنه لا يزال منشغلًا بمناسك الحج ومطالبًا بإتمامها.
كما نقلت الدار عن الإمام المالكي الشيخ الموَّاق في كتاب "التاج والإكليل" أن العمرة لها ميقاتان، مكاني وزماني، وأن الإحرام بها لا يجوز للمحرم بالحج من وقت الإحرام بالحج وحتى نهاية أيام التشريق.
وأضاف أن من أحرم بها قبل رمي اليوم الثالث أو قبل طواف الإفاضة فإن إحرامه لا ينعقد، ولا يلزمه أداء العمرة أو قضاؤها.
أما إذا أحرم بها بعد رمي الجمار وقبل غروب شمس آخر أيام التشريق، فعليه إتمام العمرة بشرط أن يكون قد طاف طواف الإفاضة.
وعلى ذلك فإن أداء العمرة بعد إتمام الحج أمر جائز، شريطة أن يكون الحاج قد أتم مناسكه، بينما لا يصح الإحرام بها قبل الفراغ من أعمال الحج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الحج مناسك الحج دار الإفتاء أداء العمرة العمرة بعد أعمال الحج
إقرأ أيضاً:
فضل يوم التروية.. الإفتاء توضح مكانته وأبرز أعمال الحجاج فيه
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن يوم التروية، الذي يوافق الثامن من شهر ذي الحجة، يُعد من الأيام العشرة المباركة التي أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم، في قوله: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ".
وأوضحت الدار أن العمل الصالح في هذه الأيام، ومنها يوم التروية، يفوق في الأجر والثواب العمل في غيرها من أيام السنة، مما يجعله فرصة عظيمة للمسلمين، سواء من كتب الله لهم الحج أو لم يُكتب.
ويُعتبر يوم التروية من الأيام العظيمة في مناسك الحج، وقد سُمِّي بهذا الاسم – كما ذكر العلامة البابرتي في كتابه العناية شرح الهداية – لأن الحجاج في القديم كانوا يُروّون الماء ويحملونه بالروايا من أجل ما يلي هذا اليوم من مشاق في عرفات ومنى، فكانوا يستعدون له بشرب الماء وتوفيره، لذلك سُمِّي بـ"يوم التروية".
من جانبه، قال الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن هذا اليوم يحمل فضلًا كبيرًا، إذ يُستحب فيه للمتمتعين – وهم من أدّوا العمرة وتحللوا من الإحرام – أن يُحرِموا بالحج من مساكنهم بعد شروق الشمس، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة.
أما من لم يتحلل من إحرامه من القارنين والمفردين، فهم يظلون على إحرامهم الأول دون تجديد.
واستشهد الشيخ تركي بما رواه الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، في وصف ما فعله الرسول في يوم التروية، إذ قال: "فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ".
أعمال الحاج في يوم التروية
أما عن أعمال الحاج في يوم التروية، فيبدأ الحاج – سواء كان مفردًا أو قارنًا – بالتوجه إلى منى بعد الشروق، حيث يُستحب أن يغتسل ويُحرم، خصوصًا لمن كان متمتعًا وتحلل من عمرته.
ويُكثِر من التلبية، ويصلّي في منى الصلوات الخمس: الظهر، العصر، المغرب، العشاء، والفجر، ويقصر الصلوات الرباعية دون جمع.
كما أن المبيت في منى ليلة التاسع سنة مؤكدة، يُثاب فاعلها ولا إثم على من تركها.
ويُذكر أن بعض حملات الحج تنظّم رحلاتها إلى عرفات مباشرة دون التوقف في منى، وذلك لتنظيم حركة الحجيج وتسهيل أداء المناسك، وهو أمر لا حرج فيه شرعًا، كما أوضحت دار الإفتاء، لأن اتباع التعليمات المنظمة للحج أمر واجب لحماية أرواح الحجاج وضمان سلامة المناسك.