كيف أصبحت نقاط توزيع المساعدات "مصيدة للموت" في غزة؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
في مشهد يختزل المعاناة اليومية، قُتل ما لا يقل عن 31 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 170 آخرين فجر يوم الأحد 1 يونيو 2025، بينما كانوا يتجهون نحو موقع لتوزيع المساعدات الغذائية جنوب قطاع غزة. اعلان
بعد الجدل الذي أثير حول الجهة المكلفة بإيصال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، والمتمثلة بمؤسسة غزة الإنسانية، أصبحت طريقت التوزيع تحت دائرة الضوء بسبب الفوضى المصاحبة للعملية وخصوصا بسبب حوادث إطلاق النار المتعددة التي راح ضحيتها العشرات من الفلسطنيين الجوعى الذين ما أن يسمعوا بنقطة توزيع للإمدادات حتى يهرعوا إليها ليجدوا نفسهم وسط الرصاص والنار.
وما كان يفترض أن يكون طوق نجاة من المجاعة التي تنهش في القطاع، أصبح فخًا للموت بحسب تعبير فيليب لازاريني مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.
"لازاريني" انتقد بشدة الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات، التي حددت نقطة التسليم في أقصى جنوب مدينة رفح بقطاع غزة، ما اضطر آلاف المدنيين الجوعى والمحتاجين إلى السير عشرات الكيلومترات نحو منطقة شبه مدمرة بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، معتبرًا أن "هذا النظام المهين" لا يخفف المعاناة بل يعمّقها، كما دعا المفوض العام للأونروا إلى ضرورة السماح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى غزة لنقل الحقيقة بشكل مستقل.
إسرائيل تقول إن النظام الجديد بتوزيع المساعدات يهدف إلى منع وصولها إلى حماس، دون وجود أي دليل على وجود حوادث من هذا النوع كما تنفي الأمم المتحدة حدوثه، وتقول وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الرئيسية إن النظام الجديد يسمح لإسرائيل بالسيطرة على من يتلقى المساعدات ويجبر الناس على الانتقال إلى مواقع التوزيع، مما يزيد من مخاطر النزوح الجماعي في المنطقة الساحلية.
Relatedحشود الجوعى في غزة تعود أدراجها خالية الوفاض بعد إطلاق نار قرب مركز مساعدات أمريكيةفي قلب لشبونة... ألعاب وملابس أطفال تجسّد مأساة أطفال غزةأهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصارفخ عند نقطة التوزيعفجر يوم الأحد، أثناء توجه حشود من المدنيين إلى نقطة توزيع مساعدات غذائية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قُتل ما لا يقل عن 31 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 170 آخرين وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
وتتحدث آخر حصيلة عن سقوط 75 قتيلا وأكثر 500 مصاب بحسب الوزارة في آخر تحديث.
الرصاص وبحسب شهود عيان، أطلق قبل الوصول إلى موقع المساعدات، من عدة مصادر، بما في ذلك الدبابات، والزوارق الحربية، والطائرات بدون طيار، وأكدوا أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الحشود من مسافة تُقدّر بنحو 300 متر، وأن من بين الضحايا أفراد عائلات كاملة.
من جهته، نفى الجيش الإسرائيلي أن تكون قواته قد أطلقت النار على المدنيين في المنطقة أو داخل موقع توزيع المساعدات، مشيرًا إلى أن قواته أطلقت طلقات تحذيرية على عدد من الأشخاص خلال ساعات الليل، واصفًا بعضهم بالمشتبه بهم، كما نشر الجيش لقطات قال إنها التُقطت بطائرة مُسيّرة تُظهر مجموعة من المسلحين يطلقون النار باتجاه المدنيين، دون إمكانية التحقق من صحة هذه الصور بشكل مستقل.
المساعدات التي لا تكفيفي أفضل الأحوال، ما يصل إلى الأهالي من مساعدات لا يتجاوز القليل من الأرز والعدس والمعلّبات، وفي معظم الأحيان، لا يحصل الآلاف على شيء سوى الانتظار والرصاص.
أما من يحصل على المساعدات، فهو لا يأخذ أكثر من بضع وجبات باردة، كميات لا تكفي عائلة كاملة ليوم واحد، ومع ذلك، تخاطر الأرواح من أجلها، لأن البديل هو الموت جوعًا، أو دفن الأطفال بلا غذاء.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سكان غزة باتوا على شفا مجاعة، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية، ونزوح 90% من السكان، والاعتماد الكامل على مساعدات غير مضمونة الوصول ولا الأمان.
الحديث عن المساعدات في غزة لم يعد نقاشًا حول كمية الطعام أو نوعيته، بل أصبح حكاية عن رحلة محفوفة بالمخاطر، هدفها لقمة تمرّ عبر الرصاص، لتصل إلى فم إنسان أو عائلة تعاني الجوع والحصار.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة
المصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة إسرائيل روسيا إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محادثات مفاوضات غزة إسرائيل روسيا إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محادثات مفاوضات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا قصف غزة إسرائيل المساعدات الإنسانية ـ إغاثة غزة إسرائيل روسيا إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محادثات مفاوضات أوكرانيا دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي فلسطين بريطانيا فولوديمير زيلينسكي توزیع المساعدات
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يقتل 27 فلسطينيا قرب موقع توزيع مساعدات في غزة
عواصم - رويترز
قال مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن قوات إسرائيلية قتلت 27 فلسطينيا على الأقل وأصابت العشرات قرب موقع لتوزيع مساعدات غذائية في جنوب القطاع اليوم الثلاثاء، وذلك في أحدث موجة من الفوضى وإراقة الدماء التي تعصف بعملية توزيع المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته فتحت النار على أفراد خرجوا عن الطرق المحددة قرب مركز التوزيع في رفح.
وأضاف أنه لا يزال يحقق في الواقعة.
ويأتي سقوط القتلى بعد ساعات من إعلان إسرائيل مقتل ثلاثة من جنودها في معارك بشمال قطاع غزة، وذلك في وقت تواصل فيه قواتها هجومها المستمر منذ أشهر على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذي دمر معظم القطاع.
ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من التقارير في شمال القطاع وجنوبه.
وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز إن مشفاها الميداني في رفح استقبل 184 مصابا وأشار إلى إعلان وفاة 19 منهم فور وصولهم بينما توفي ثمانية متأثرين بجراحهم بعدها بوقت قصير.
وأضاف المتحدث أن أكثر من 35 مصابا احتاجوا إلى تدخل طبي عاجل.
ودشنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة أول مواقعها لتوزيع المساعدات الأسبوع الماضي في محاولة للتخفيف من حدة الجوع المستشري بين سكان غزة الذين أنهكتهم الحرب واضطر معظمهم إلى ترك منازلهم فرارا من القتال.
وتعرضت خطة المؤسسة للمساعدات لانتقادات شديدة من الأمم المتحدة ومنظمات خيرية معروفة إذ تقول إن مؤسسة غزة الإنسانية لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية.
وقالت المؤسسة الإنسانية الخاصة، المدعومة من إسرائيل، إنها وزعت حمولة 21 شاحنة من الأغذية في وقت مبكر اليوم وإن عملية تقديم المساعدات "تمت بأمان ودون وقوع حوادث في محيط الموقع".
ومع ذلك، ترد تقارير عن سقوط قتلى بشكل متكرر قرب رفح مع تجمع الحشود للحصول على الإمدادات التي هم في أمس الحاجة إليها.
وأفاد فلسطينيون ومسؤولون دوليون يوم الأحد بمقتل ما لا يقل عن 31 شخصا وإصابة العشرات. ووردت تقارير أمس الاثنين عن مقتل ثلاثة فلسطينيين آخرين بنيران إسرائيلية.
وينفي الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين الذي يتجمعون لتلقي المساعدات ووصف أنباء وقوع قتلى خلال توزيع المساعدات يوم الأحد بأنها "اختلاق" من حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن قواته رصدت "عددا من المشتبه فيهم الذين تحركوا نحو القوات متجاوزين الطرقات المعروفة حيث نفذت القوات عملية إطلاق نار بغية إبعادهموعندما لم يبتعدوا نفذت عملية إطلاق نار أخرى بالقرب من عدد من المشتبه فيهم الذين واصلوا التقدم نحو القوات".
* أوامر إخلاء جماعية
عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الاثنين عن "صدمته" إزاء تقارير عن مقتل وإصابة فلسطينيين في أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لسكان عدة مناطق في خان يونس بجنوب قطاع غزة في وقت متأخر من أمس الاثنين، محذرا من أن الجيش سيتحرك بقوة ضد المسلحين في تلك المناطق.
وطلب الجيش من السكان التوجه غربا نحو منطقة المواصي الإنسانية. ويقول مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون في الأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع، وإن معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا من بيوتهم.
وقالت وزارة الصحة في القطاع اليوم الثلاثاء إن أوامر الإخلاء الجديدة قد تتسبب في توقف العمل بمستشفى ناصر، وهو أكبر منشأة طبية لا تزال تعمل في الجنوب، مما يعرض حياة المرضى الذين يتلقون العلاج هناك للخطر.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد هجوم مسلحي حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة حسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 54 ألف فلسطيني قُتلوا منذ ذلك الحين.